1. الوظائف الحسية

1.3. معالجة المعلومة العصبية : آلية الإبصار

       تنكسر الأشعة التي تدخل العين حال مرورها خلال القرنية والعدسة والسائل المائي وتعتدل على الشبكية والعدسة تقريبا منبسطة عند رؤيتها الأجسام البعيدة لكنها تستدير عند رؤية الأجسام القريبة، لأن أشعة الضوء يجب أن تنكسر إلى أكبر درجة عند رؤية الأجسام القريبة. وتسمى هذه التغيرات في شكل العدسة تكيفا.

    

وبسبب الانكسار تدار الصورة على الشبكية 180° عن الحقيقة لكن يعتقد أن هذه الصورة تصحح في الدماغ  فلو أن الشبكية رأت العالم مقلوبا "رأسا على عقب" ، فإن الدماغ يراها بالوضع الصحيح.

أنظر الرسم التخطيطي التالي:

رسم تخطيطي يمثل المسارات البصرية في الدماغ

- العصي:

      تحتاج العصي ضوء خافتا لإثارتها وعليه فإنها ضرورية للرؤية في الليل والعصي أيضا أفضل من المخاريط لاستكشاف الحركة لكنها لا تستطيع تمييز الرؤية الملونة وهذا يسبب ظهور الأجسام ضبابية كما تبدو رمادية في الضوء الخافت توجد عدة جزيئات رودوبسين في غشاء الأقراص (صفيحة رقيقة) الموجودة في الجزء الخارجي من العصي.

     الرودبسين جزيء معقد يحتوي بروتين الأوبسين وجزيء صبغي يسمى ريتنال وهو مشتق من فيتامين أ(A).

       وعندما يضرب الضوء الريتنال يتغير شكله وينشط الأوبسين، والتفاعلات التي تلي ذلك تنتهي بعدد من جزيئات جوانوسين أحادي الفوسفات ويتحول إلى جوانوسين أحادي الفوسفات الحلقي والأخير بدوره يعمل على بدء السيالات العصبية في العصي التي تمر خلال الشبكية إلى العصب البصري وتستمر كل سيالة متولدة نحو  من الثانية وهذا هو السبب في استمرارنا في رؤية الصور إذا أغلقنا عيوننا حالا بعد النظر إلى جسم ما. وهذا أيضا يسمح لنا برؤية الحركة إذا بقيت الأطر بمعدل السرعة نفسه، كما في السينما.

المخاريط:

       توجد المخاريط بصورة أساسية في الحفيرة وتنشط بالضوء الساطع، وتستكشف التفصيلات الدقيقة للجسم ولونه وتعتمد الرؤية الملونة على ثلاثة أنواع من المخاريط التي تحتوي صبغة زرقاء، أو خضراء أو حمراء وتتكون كل صبغة من الريتنال والأربسين، لكن يوجد فرق طفيف في تركيب الأوبسين لكل منها، وهذا يفسر الانماط الفردية لامتصاص كل صبغة للضوء ويعتقد أن التراكيب المختلفة للمخاريط تثار بواسطة ظلال من اللون وتفسر السيالات العصبية المركبة في الدماغ كلون محدد. (عايدة عبد الهادي، (2001)، فسيولوجيا جسم الإنسان، (ط01)، عمان، دار الشروق: ص 553- 554).

رسم تخطيطي يمثل آلية الإبصار

- ترتيب الخلايا في الشبكة:

       للأعمدة والمخاريط امتدادات (أوتار) تنقل ما تتسلمه من معلومات إلى شعيرات خلايا ثنائية (لها وتران)، هذه الخلايا ترسل ما عندها إلى العقد. ثم ترسل العقد معلوماتها النهائية إلى مراكز الدماغ. محاور العقد تتجمع في العصب البصري فالتقاطع البصري فالممرات البصرية لتنتهي في المهاد (النواة الركبية الجانبية) ومن ثم قشرة القذل.

        إن أوتار العقد المتجمعة تخرج من الشبكة كعصب البصر، تكون حزمة ملتوية محشوة بين الشبكية والعدسة.

       إن منطقة الشبكة التي يخرج منها العصب البصري في طريقه إلى الدماغ لا تحس بالضوء لخلوها من الخلايا فلا رؤية فيها وتسمى "بقعة العمى". (إبراهيم الدر، (1994)، إعرف دماغك: الدليل المصور إلى الجهاز العصبي البشري، (ط01)، بيروت، الدار العربية للعلوم: ص 209- 212).