2. وزير الخارجية

وزير الخارجية هو موظف رسمي مختص بادارة السياسة الخارجية في الدولة، وهو صلة الوصل بين دولته والعالم الخارجي، وتصريحاته تقيد دولته. فهو المعيار الحقيقي لسياسة الدولة الخارجية وتبديله يعتبر تحولا في هذه السياسة.

يختلف دور وزير الخارجية من دولة الى اخرى.

ووزير الخارجية يجب أن تتوفر فيه ميزات خاصة كأن يكون دبلوماسياً محترفاً أو سياسياً لامعاً أو حتى أكاديمياً مختصاً بالشؤون الدولية. وأن يكون ذو عقل راجح وتفكير متزن يساعدانه على إدراك حقيقة الأهداف التي ترمي إليها الدول من نشاطها السياسي، وتتطلب منه أن يكون واسع الإطلاع، متمكناً من العلوم، دؤوباً على العمل، بحيث يتمكن من متابعة مجرى الأمور واتخاذ الوسائل الضرورية ، وعليه أن يكون رابط الجأش قوي الأعصاب، لا تهزه الأحداث والأزمات.

تضع المادة 7 من اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات لعام 1969 وزير الخارجية في وضع مماثللرئيس الدولة والحكومة، فهم مفوضون حكما في ابرام المعاهدات الدولية من مرحلة المفاوضات الى المصادقة، والزام دولهم أن يكونوا مزودين بوثائق تفويض، يترتب على هذا أن المادة 46 من الاتفاقية تكون قابة للتطبيق اذا ما تحققت شروطها.

صلاحيات وزير الخارجية

تحدد كل دولة الأعمال والتصرفات التي تدخل في اختصاص وزير خارجيتها، وهذا التحديد وإن إختلف في بعض التفصيلات من دولة إلى دولة فإنه بالنسبة للمهام الرئيسية التي يضطلع بها شاغل هذا المنصب يكاد يكون متماثلاً في جميع الدول.

ومن أبرز هذه المهام:

  1. إجراء المباحثات مع ممثلي الدول الأجنبية في الأمور ذات الاهتمام المشترك والتفاوض معهم نيابة عن دولهم وبما يحقق المصالح المشترك ويقوي الروابط بين الطرفين.

  2. حماية مصالح دولته المادية والأدبية والدفاع عن حقوقها.

  3. تحضير اجتماعات القمة والاشتراك فيها، وترؤس وفود بلاده إلى المؤتمرات الدولية الهامة، وكذلك إلى اجتماعات مجالس وزراء الخارجية في المنظمات الدولية والإقليمية التي دولته عضو فيها.

  4. مراقبة نشاطات سفراء دولته في تنفيذ السياسة المقررة وتزويدهم بالتعليمات والتوجيهات اللازمة، وإطلاعهم بين حين وآخر على وضع بلادهم وأوضاع العالم عبر اجتماعات دورية معهم، ومطالعة تقاريرهم ورسائلهم وبرقياتهم المهمة وعرضها عند الضرورة على رئيس الدولة وعلى مجلس الوزراء.

  5. اقتراح تعيين السفراء والموظفين الدبلوماسيين والقناصل ومدراء الإدارات المركزية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتعيينهم في مناصبهم، وأخطار الدول المستقبلة بأمر تعيينهم أو استدعائهم.

  6. توقيع كتب اعتماد السفراء وكتب تفويض رؤساء الوفود والبراءات القنصلية والإجازات القنصلية قبل عرضها لتوقيع رئيس الدولة.

  7. الإشراف على حركة التعيينات والتنقلات لموظفي وزارة الخارجية وخاصة الدبلوماسيين منهم المعتمدين والعاملين في الخارج.

  8. استقبال المبعوثين الدبلوماسيين الأجانب وتقديمهم لرئيس الدولة والتفاوض معهم.

  9. اقتراح منح الأوسمة للسفراء الأجانب المعتمدين لدى دولته أو الشخصيات الأجنبية الهامة.

  10. السهر على رعاية امتيازات وحصانات أعضاء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى دولته، والموظفين الدوليين والقنصليين العاملين في بلده.

  11. استقبال الشخصيات الأجنبية الرسمية المدعوة لزيارة بلاده.

  12. الإشراف على إعداد أو تحرير كافة الوثائق الرسمية الخاصة بدولته في شأن علاقاتها الدولية من تصريحات فردية إلى مشروعات ثنائية إلى تعليقات أو مقترحات في خصوص معاهدات عامة أو معاهدات تنوي دولته المساهمة فيها، إلى غير ذلك من المحررات المتصلة بمختلف الشؤون الخارجية.

  13. السهر على إنماء وتوطيد أواصر الصداقة والمودة بين بلده والدول الأجنبية وتنمية وتدعيم العلاقات المختلفة: السياسية، الاقتصادية، الثقافية، الفنية، والعلمية...الخ.

امتيازات وحصانات وزير الخارجية

جاءت الاتفاقية الدولية الخاصة بالبعثات الخاصة لعام 1969 « إذا اشترك رئيس الحكومة أو وزير الخارجية وغيرها من ذوي الرتب السامية في بعثة خاصة للدولة الموفدة، فإنهم يتمتعون في الدولة المستقبلة أو في أي دولة ثالثة بالتسهيلات والامتيازات والحصانات المقررة في القانون الدولي بالإضافة إلى ما هو ممنوح منها في هذه الاتفاقية » .

وبالتالي يتمتع وزير الخارجية بصفته نائبا عن رئيس دولته في تمثيل دولته خارجيا بالمركز القانوني ذاته المقرر لرئيس الدولة فهو يتمتع بالحصانات والامتيازات الممنوحة لهذا الاخير طالما كان في زيارة رسمية، ولا يمتد ليشمل زيارته الشخصية.