6. الإتجاه العقلاني المعرفي السلوكي ل إليس
الاتجاه العقلاني الانفعالي السلوكي(Ellis)
يذكر كوري (Corey,1996) أن الإرشاد العقلاني الانفعالي كأحد أساليب الإرشاد المعرفية يقوم على افتراض أن الإنسان يولد ولديه الفرصة لأن يكون عقلانيا مستقيما في تفكيره، أو لاعقلانيا معوجا في التفكير، إن لدى الإنسان نزعة فطرية للحفاظ على بقائه، وعلى النمو وتحقيق الذات، وعلى السعادة والحب والعيش الجماعي مع الآخرين، إلا أنه أيضا يمتلك ميلا طبيعيا لتدمير الذات وتجنب التفكير، والتسويف ومعاودة الوقوع في الأخطاء والتفكير الخرافي، وعدم الصبر أو الاحتمال والنزعة إلى الكمال، ولوم الذات، وتجنب تنمية الإمكانات التي تحقق الذات، هذا الميل يوجد لدى جميع الناس بغض النظر عن مستوى تعليمهم وثقافتهم(شاهين و حمدي،2007).
6-1- الفروض والتصورات النظرية:
ويقدم إليس(Ellis) بعض الأفكار والتصورات والفروض حول طبيعة الإنسان والاضطرابات الانفعالية ويلخصها باترسون (Patterson) فيما يلي:
1- الإنسان كائن عاقل متفرد في كونه عقلانيا وغير عقلاني، وحين يفكر ويتصرف بعقلانية يصبح ذا فاعلية ويشعر بالسعادة والكفاءة.
2- إن الاضطراب الانفعالي والنفسي هو نتيجة للتفكير غير العقلاني وغير المنطقي، ويصاحب الانفعال التفكير.
3- ينشأ التفكير غير العقلاني في أصله إلى التعلّم المبكر غير المنطقي والذي يكون والفرد مهيأ له من الناحية البيولوجية والذي يكتسبه بصفة خاصة من والديه ومن المجتمع.
4- إن البشر هم كائنات ناطقة، وفي المعتاد أن يتم التفكير عن طريق استخدام الرموز واللغة، وطالما أن التفكير يصاحب الانفعال فإن التفكير غير المنطقي من الضروري أن يثابر إذا استمر الاضطراب الانفعالي، ويبقى الشخص المضطرب على اضطرابه محافظا على السلوك غير المنطقي عن طريق الكلام الداخلي والأفكار غير المنطقية.
5- إن استمرار حالة الاضطراب الانفعالي نتيجة لحديث الذات(Self-Verbalization) لا يتقرر بفعل الظروف والأحداث الخارجية فقط، وإنما يتحدد أيضا من خلال إدراكات الفرد لهذه الأحداث واتجاهاته نحوها.
6- ينبغي مهاجمة وتحدي الأفكار والانفعالات السلبية أو القاهرة للذات، وذلك بإعادة تنظيم الإدراك والتفكير بدرجة يصبح معها الفرد منطقيا وعقلانيا، وهدف الإرشاد والعلاج النفسي هو أن يوضح للمسترشد أن حديثه مع ذاته (حديث النفس) هو المصدر الأساسي للاضطراب الانفعالي، وأن يبين له كيف أن هذه الأحاديث الذاتية غير منطقية، وأن يساعده على تعديل تفكيره، بحيث يصبح أكثر عقلانية وبالتالي تقل الانفعالات السلبية أو قهر الذات أو تنتهي تماما (الشناوي،1994، 97).
7- الإنسان ليس ضحية لظروفه أو لماضيه، ولكن الطريقة التي يتحدث بها الفرد إلى الآخرين أو يحدث بها نفسه هي التي تحدد مدى تكيّفه (الغامدي،2009، 24).
8- تأثير توقع الفرد على انفعاله وسلوكه: يؤدي توقع الفرد الذي تسيطر عليه الأفكار اللاعقلانية إلى حدوث الاضطراب الانفعالي، وإلى الاستجابة بطريقة خاطئة، بينما عندما يستخدم الفرد توقعات تعتمد على الأفكار العقلانية عن نفسه وعن الآخرين، يساعده في التخلص من الاضطراب الانفعالي وتعديل السلوك.
9- الوعي والاستبصار وتنبيه الذات: وهى من العمليات المعرفية التي لها دور هام في القيام بسلوك معين أو العمل على تغيير هذا السلوك وتعديله إلى الأفضل.
10- التصور والتخيل: إن تفكير الأفراد فيما يحدث حولهم يكون بطريقة لفظية بالكلمات والجمل، وأيضا بطرق غير لفظية كالتصور والتخيل والأحلام، وهى تلعب دور الوسيط المعرفي، الذي يؤثر في انفعال الفرد وسلوكه.
11 -تأثير خصائص الفرد من دافعية وغرضيه، وسببية على الانفعال والسلوك: إن هذه الخصائص عندما تكون قائمة على أفكار لاعقلانية، فإنها تؤدى إلى زيادة الاضطراب الانفعالي لدى الفرد، وعندما يعمل الفرد على فهم وتغيير هذه الخصائص وملائمتها لقدراته فإنه يقلل من اضطرابه ويعدل من سلوكه.(دردير،2010، 17-18).
6-3- تطبيق الإرشاد العقلاني الانفعالي السلوكي:
يذكر باترسون(Patterson,1992)، أن تطبيق الإرشاد العقلاني الانفعالي السلوكي، يتم في أربع خطوات أساسية، وهي:
- الخطوة الأولى:أن يثبت المرشد للعميل أنه غير منطقي، ثم يساعده على أن يفهم لماذا هو غير منطقي.
- الخطوة الثانية: أن يوضح للعميل العلاقة بين أفكاره غير المنطقية وبين ما يشعر به من تعاسة واضطراب، مع التأكيد على أن الاضطراب سيستمر إذا استمر المسترشد في التفكير بصورة غير منطقية، أي أن تفكيره غير المنطقي الحالي هو المسؤول عن حالته وليس استمرار تأثير الأحداث المبكرة.
- الخطوة الثالثة: فهي أن يجعل العميل يغير أفكاره ويترك الأفكار غير المنطقية. وبينما تترك الأساليب الأخرى هذه الخطوة للعميل دون تدخل فيها، فإن العلاج العقلاني الانفعالي يدرك أن التفكير غير المنطقي يعتبر طبعا من طباع العميل الثابتة التي لا يمكن التخلص منها أو تغييرها معتمدا على نفسه وإنما لابد من مساعدته بواسطة المرشد.
- الخطوة الرابعة: فتذهب ابعد من مجرد التعامل مع مجموعة معينة من الأفكار غير المنطقية إلى التعامل مع الأفكار الأكثر عمومية ومع فلسفة العميل ونظرته إلى الحياة، وبذلك تعده لتجنب الوقوع ضحية للأفكار الخاطئة مرة ثانية...وعندما تحقق ذلك فإنه يتخلص من الانفعالات السلبية ومن السلوك المهدد للذات والمبني على تلك الانفعالات السلبية والسلوكيات المدمرة.(المالكي،2005، 79)
6-4- سلبيات (REBT)
- عدم تأكيدها على العلاقة العلاجية بين العميل والمرشد أو على الألفة الواجب تكوينها.
- يؤكد أنصار (REBT) على أن يجب مواجهة العميل منذ البداية بالأفكار اللاعقلانية التي يحملها دون اعتبار لعامل الزمن.
- تأكيدها على أن المرشد يجب أن يكون مهاجما قويا منذ البداية وحتى النهاية على العميل، وهذا يؤدي إلى أن يعرف المرشد المشكلة تعريف خاطئا.
- تأكيدها التام والكلي على تغير عواطف وانفعالات الشخص عن طريق تغيير طريقة تفكيره نحو الايجابية.
- أنها تؤثر بشكل فعال مع الأشخاص الأذكياء والنشطين ليس مع من يعانون من اضطرابات عنيفة.(الزيود،2008، 270)