6. أقسام ميدان الدراسة في علم السكان
ينقسم ميدان الدراسة في علم السكان إلى أربعة أقسام رئيسة يمكن أن نحددها فيمايلي:
أولاً: وصف السكان: ويشمل هذا القسم من أقسام الدراسة في علم السكان الجهود العلمية المبذولة لتغطية الموضوعات التالية
أ)- حجم السكان (عدد الشخاص) وتوزيعهم الجغرافي وتركيبهم على حسب النوع، والسن والمهنة وغيرها من السمات التي يستهدف الباحث الكشف عنها والقاء الضوء عليها (أي وصف السكان).
ب)- دراسة المتغيرات التي تؤثر على تطور السكان تاثيرا مباشراً كالخصوبة والوفاة والهجرات، وكذلك دراسة الظروف الكامنة وراء تلك المتغيرات والمتصلة بها كسن الزواج وعدد حالات الزواج،... أي وصف حركة السكان، ويعتمد ميدان وصف السكان اعتمادا اساسيا على الجداول التي يتم اعدادها وفق المناهج والطرق الخاصة المعروفة في علم الاحصاء السكاني.
ثانيا: نظرية السكان:
ويشمل هذا القسم من أقسام الدراسة في علم السكان الجهود المبذولة للكشف عن المتغيرات المؤثرة على تطور السكان والعلاقات بينها من ناحية وبين العوامل غير الديموجرافية من ناحية أخرى، ذلك أن تحديد مثل هذه المتغيرات والتعرف على العلاقات بينها وبين سائر المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية يعد الركيزة الأساسية التي يمكن أن ينهض عليها فهم حقيقي للعمليات السكانية في مجموعها، وهي التي تمدنا في نفس الوقت بالأساس الذي توضع في ضوئه التنبؤات السكانية والسياسات السكانية في مجتمع معين.
ثالثاً: السياسة السكانية: تضم الساسة السكانية كافة الاجراءات التي تستهدف التأثير على سكان مجتمع معين سواء من حيث اعدادها (السياسة السكانية الكمية أو العددية)، أو من حيث تركيبهم (أي السياسة السكانية النوعية أو الكيفية)، أو من الناحيتين معا.
ويمكن أن تسير الدراسة العلمية لموضوع كهذا في ثلاثة محاور:
- دراسة الاجراءات السياسية السكانية في دولة معينة في فترة زمنية بالذات وتتبع آثارها ونتائجها، وهنا تجرى تحليلات لهذه الاجراءات ويقدم الباحث عرضا مفصلاً لها.
- وضع مناهج العمل واقتراح الاجراءات التي تصلح لتحقيق هدف سكاني معين في ظل ظروف معينة.
- وضع واقتراح الأفكار والتصورات الكامنة وراء بعض الاجراءات السكانية في بلد معين في فترة زمنية بعينها، والتي تخدم تلك الاجراءات أو تعمل على تعريفها.
رابعاً: التاريخ السكاني: ويشمل هذا القسم الجهود المبذولة لدراسة حالة سكان مجتمع معين وتطورهم وكذلك اجراءات السياسة السكانية في العصور الماضية والتصورات والأفكار التي كانت تستند إليها تلك السياسات، ويتضمن فب الحقيقة تطبيقها على دراسة السكان في الماضي.
وتبدو الأهمية في هذه الأقسام، لا يمكن الفصل بينها بسهولة لأنه من الطبيعي ومن الضروري أن يقوم قدر من التداخل وأن يكون بينها قدر من الترابط، فهي ليست مستقلة عن بعضها.