2. تعريف علم الديمغرافيا
الديمغرافيا هي ميدان علم السكان والكلمة أصلها اغريقي وتعني وصف الناس، حيث استخدمت العبارة لأول مرة من قبل العلم البلجيكي "أسيل غيار" في كتابه مبادئ الاحصاء البشري أو الديمغرافية المقارنة سنة 1855، وقد عرفها بأنها التاريخ الطبيعي والاجتماعي للجنس البشري، أو المعرفة الرياضية للسكان وحركاتهم العامة وأحوالهم العضوية والمدنية والفكرية والأخلاقية.
يمكن تعريف الديمغرافيا في إطارها الضيق أو الواسع، الديمغرافية المنهجية تدرس حجم السكان وتوزيعهم وتركيبهم والتغيرات التي تطرأ عليهم، يشمل الحجم ببساطة عدد الوحدات (الأفراد) التي يتكون منها السكان، ويتضمن تركيب السكان على بعض الخصائص الديمغرافية كالعمر والجنس والحالة الزواجية، أما التغيير فيدل على الزيادة أو النقصان الحاصل في مجموع السكان أو أحد العناصر المكونة له، وتضم عناصر التغير في مجموع السكان الولادات والوفيات والهجرات والحراك الاجتماعي والجغرافي.
فالمفهوم الأوسع للديمغرافيا فيشمل خصائص إضافية من الوحدات وهذه تتضمن سمات إثنية واجتماعية واقتصادية، وترتبط بالخصائص الاجتماعية سمات أثنية كالعنصر، والقومية والدين واللغة، ففي الخصائص الاجتماعية يرتبط مثلا بالحالة الزواجية والمكانة الأسرية ومكان الولادة والتعليم والتحصيل الدراسي، أما الخصائص الاقتصادية فتضم النشاط الاقتصادي، والحالة العملية والمهنية، والصناعة والدخل ومستوى المعيشة، وهناك خصائص أخرى مثل الميراث الجيني والذكاء والصحة وغيرها.
والمفهوم الأوسع للديمغرافيا يمتد إلى تطبيقات بياناتها ونتائجها على عدد من الحقول الأخرى، دراسة المشكلات المتعلقة بالعمليات الديمغرافية، وهي تضم ضغط السكان على الموارد، والتلوث البيئي، التحضر الشديد التنظيم الأسري، وتحسين النسل، اندماج المهاجرين وكيفهم للمحيط الجديد، المشكلات الحضرية والقوى العاملة وسوء توزيع الدخل والبطالة والفقر وما إلى ذلك.
ويرى كل من (Hauser et Duncau) أن الديمغرافيا في إطارها الضيق مرادفة للتحليل الديمغرافي، وفي إطارها الواسع تتضمن دراسة كل من التحليل الديمغرافي والدراسات السكانية .