4. أهداف علم النفس

  لعلم النفس أربعة أهداف والتي سنبينها بالتفصيل فيمايلي:

أولاً: الوصف Description  

الوصف تقرير عن الظواهر القابلة للملاحظة وبيان علاقاتها بعضها ببعض، وهو الهدف الأساسي لأي علم، ففي علم النفس يقوم المتخصصون بجمع الحقائق عن السلوك يمكن تعريف الانحراف بصورة عامة بأنه يمثل عدم الامتثال أو عدم الانصياع لمجموعة من المعايير المقبولة لدى قطاع مهم من الناس في الجماعة أو المجتمع ، ولا يمكن على هذا الأساس أن نضع خطا واضحا وفاصلا في أي مجتمع بين المنحرفين من جهة والممتثلين من جهة أخرى .ولا يمكننا أن نضع على قدم المساواة تصرفات مثل : المعاكسة بالهاتف ، ونشل محفظة أو حقيبة  في الشارع ، وسرقة قلم من ممتلكات مؤسسة ما  ، أو قيادة للتوصل إلى صورة دقيقة ومتماسكة عنه، ويستخدمون في سبيل ذلك كل الوسائل والطرق الفنية التي وصل إليها علمهم، ومنها: الملاحظة والاختبارات والمقابلات الشخصية والاستخبارات وغير ذلك من طرق الفحص التي تهدف إلى الوصف، مثال ذلك وصف السلوك العدواني لدى المراهقين، وسلوك الغيرة بين الأخوة ، والأحداث السارة كما يراها الراشدون ، وسلوك الأمومة لدى المرأة الحامل وغير ذلك كثير.

ثانيا: التفسيرExpalantaion

بعد وصف أنواع السلوك المختلفة وتصنيفها، وهذه خطوة أولى أساسية، يكون هدف علم النفس تفسير الظواهر وجمع الوقائع وتكوين الحقائق والمبادئ العامة التي يمكن فهم السلوك على ضوئها فهما جيدا، تساعدنا على فهم أنفسنا وسلوك الآخرين، مثال ذلك فهم العوامل التي تسير التعلم الجيد بطريقة اقتصادية وتفسيرها، وكذا محاولة تفسير الانحراف والعلل الاجتماعية كالإجرام وانحراف الأحداث والطلاق ، والاجابة عن الأسئلة: لماذا ترتفع معدلات القلق في الوقت الحالي على غرار السنوات الماضية؟، وماهي العوامل التي رفعت من معدلات الاكتئاب في العقدين الأخيرين من هذا القرن؟وهذه الخطوة جامعة لكل من فهم السلوك وتفسيره.

من هنا نرى أن عملية الفهم والتفسير تتم عن طريق الربط وإدراك العلاقات بين الظواهر المراد تفسيرها والأحداث التي تلازمها أو تسبقها، وإذا استطعنا فهم الظاهرة السلوكية، فنحن إذن قادرون على وصف وتفسير تلك الظاهرة وصفا وتفسيرا ينم عن فهم علمي دقيق لظاهرة السلوك هذه.

ثالثا: التنبؤ  prediction

 يؤدي التفسر إلى إمكان التنبؤ الدقيق بالسلوك، مثل التنبؤ باتساع انسان العين أو انقباضه بزيادة شدة التنبيه الضوئي الواقع عليه أو انقباضه، أو التنبؤ بأن شخصا ما سيحالفه النجاح إذا امتهن مهنة التدريس، والتي دلت الاختبارات النفسية على أنه يحوز القدرات والسمات اللازمة للنجاح فيها، وكذالك بالتنبؤ الذي يتوقع علاقة بين نوع التربية في الطفولة والشخصية في الكبر ( التربية الصارمة تؤدي إلى الاضطراب النفسي)، وعند التنبؤ بالسلوك فلا بد من التعرف إلى العلاقات الأساسية بين المنبهات والاستجابات، وكلما تنوعت المنبهات انخفضت دقة التنبؤات. .

فالتنبأ إذن هو إمكانية انطباق القانون أو القاعدة العامة في مواقف أخرى غير تلك التي تنشأ فيها أصلا، حيث يؤدي تفسير ظاهرة ما إلى إمكان التنبؤ الدقيق بالسلوك.

رابعا: الضبط  والتحكم:   Contro  

يحاول عالم النفس التنبؤ بالسلوك على ضوء الظروف المحددة التي تسبقه، أما فيما يخص بضبط السلوك أو التحكم فيه فإن الباحثين يرون أن تعديل السلوك الذي يحتاج إلى تعديل، كتعديل سلوك المريض النفسي بعلاجه، وضبط (تعديل) سلوك المراهق الذي يدأب على قضم أظافره، وكالوالدان يحاولان ضبط سلوك ولدهما، بالثواب إذا قام بسلوك حسن، وتهديده بالعقاب إذا اقترف فعلا سيئا، فإن التوصل إلى ضبط السلوك والتحكم فيه يعني أن عالم النفس قد فهم الشروط المهمة التي يحدث في ظلها هذا السلوك.   

وهناك بعض المصادر التي تساعد على دقة التنبؤ والضبط، فلا بد للمتخصص في علم النفس وهو يحاول التنبؤ بسلوك معين وضبطه، أن يدرس مختلف الجوانب لدى الشخص الذي صدر عنه ذلك السلوك، وهذه بعض الجوانب: .

-  المنبهات البيئية التي قد تسبب السلوك.

-  الدوافع البيولوجية والاجتماعية للسلوك.

-   ادراك الفرد لبيئته.

-   التعلم وتغيير الفرد سلوكه كي يناسب مطالب البيئة الجديدة.

-   تذكر الحوادث السابقة ومدى تأثيره في إدراك الموقف.

-   طريقة الفرد في التفكير وحل المشكلات.

   والأهداف الأربعة لعلم النفس : الوصف والتفسير والتنبؤ والضبط متداخلة متفاعلة، والعلاقة بينها جد وتيقة، وهي سياق لعملية واحدة متكاملة، تمثل مجتمعة أهداف علم النفس، وهذه الأهداف يشترك فيها مع غيره من العلوم.