المحاضرة الخامسة: مبادئ الاتصال العمومي وفقا لبيير زيمور

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: حملات الإتصال العمومي
Livre: المحاضرة الخامسة: مبادئ الاتصال العمومي وفقا لبيير زيمور
Imprimé par: Guest user
Date: Tuesday 23 July 2024, 00:21

1. تمهيد

إن الاتصال العمومي مبني على جملة من المبادئ والأسس المتینة، وقد شكلت ھذه
المبادئ منطلقات أخلاقیة مھمة ترافق الاتصال العمومي وتشكل جوھره الذي یجعلھ
مختلفا عن بقیة أشكال الاتصال المقاربة لھ، وبالتحدید الاتصال السیاسي والعلاقات
العامة. إن ھذه المبادئ تصنف حسب اتجاھین اثنین ھما: مبادئ الاتصال العمومي عند
بییر زیمور، ومبادئ الاتصال العمومي المكرسة من قبل مجلس الدولة الفرنسي. سنكتفي
في ھذه المحاضرة بالتطرق إلى المبادئ التي بلورھا زیمور فقط. یعدّ بییر زیمور أحد
أھم منظري الاتصال العمومي حالیا، وھو یؤكد في بحوثھ على أن الاتصال العمومي
وممارستھ السلیمة تتطلب التقید بخمسة مبادئ أساسیة ھي:

2. عدم اختزال المواطن إلى مجرد مستھلك:

یرى زیمور أن المؤسسات العمومیة التي تقدم الخدمات العمومیة یجب أن تتجنب نظرة
المؤسسات الھادفة للربح (التي عادة ما تنظر للمواطن بوصفھ مستھلكا)، وبدلا من ذلك
ینظر الاتصال العمومي إلى المواطن بوصفھ "صاحب حق" مكرّس بالقانون، ومن ثم
یجب على المؤسسة العمومیة أن تقدم الخدمة العمومیة تحت طائلة القانون. یكشف زیمور
عن نتائج دراسة أجریت في فرنسا أوضحت أن 17 % من المواطنین الفرنسیین
یعتبرون أن المؤسسات العمومیة تنظر إلیھم كزبائن، و 33 % من الفرنسیین یرون أن
یبحثون عن أكبر des usagers المؤسسات العمومیة تعتبرھم مجرد مستخدمین
إشباع، فیما یرى 17 % منھم بأن المؤسسات العمومیة تنظر إلیھم كمجرد دافعي
.des contribuables ضرائب

3. التمیز عن الاتصال السیاسي:

یؤكد بییر زیمور ھنا على ضرورة تمییز الاتصال العمومي عن الاتصال السیاسي
باعتبار ھذا الأخیر یرتبط بممارسات السلطة والبحث عن التموقعات السیاسیة، وبالتالي
فھو یختلف عن الاتصال العمومي الذي یختص بنشاط المؤسسات العمومیة التي تبحث
من منطلق تقدیمھا للحق في الخدمة العمومیة، ولیس sa légitimité عن شرعیتھا
الشرعیة المتأتیة من الانتخابات. یرتبط الاتصال العمومي بالمؤسسات العمومیة المستقلة
عن أي جھة سیاسیة، وھدفھ ھو إحداث التناسق والتفاھم اللازمین لتسییر الفعل العمومي
والخدمة العمومیة.

4. تقاسم الوظیفة الإعلامیة مع وسائل الإعلام:

تسیطر وسائل الإعلام على وظیفة الإعلام داخل الفضاء العام، لكن یجب الإشارة إلى
خصوصیة دور وسائل الإعلام (المستقلة تحدیدا) الذي لا یرتبط بتقدیم الخدمة العمومیة،
ولكنھ یمیل إلى ما یسمى ب"البارادیغم الصحفي" (صحافة ذات طابع تجاري تھدف إلى
تحقیق الربح ولیس تقدیم الخدمة العمومیة)، ولذلك فإن المؤسسات العمومیة مخولة أكثر
من الناحیة القانونیة لتقدیم المعلومات والبیانات ذات الطابع العمومي وتوجیھ النقاش نحو
المواضیع الأكثر أھمیة وضمان شفافیة إجراءات الفعل العمومي.

5. المراھنة على مشاركة المواطن:

إن تقاسم المعلومات والبیانات عبر الاتصال العمومي یھدف إلى غایة نھائیة ھي الدفع
بالمواطن نحو المشاركة والانخراط في الشأن العام بشكل مستمر ویومي من خلال
ولیس عبر ،une démocratie participative " ممارسة "دیمقراطیة تشاركیة
ممثلین في ) une démocratie représentative مجرد دیمقراطیة تمثیلیة
البرلمان)، ویشیر مفھوم الدیمقراطیة التشاركیة إلى مشاركة المواطنین بصورة مباشرة،
لا من خلال ممثلیھم، في رسم السیاسات العامة وصنع القرارات، والدیمقراطیة التشاركیة
من كل مواطن عادي، ولیس le bénévolat تتطلب قدرا كبیرا من العمل التطوعي
للحكومة أن تتخذ قرارات رشیدة وملائمة إذا لم تقم باستشارة الناس المعنیین بھذه
القرارات.

6. التحكم في آلیة الأنترنت:

یشكل ھذا المبدأ تحدیدا الوجھ المعاصر للاتصال العمومي، حیث ساھمت الأنترنت في
تكریس التفاعل في تناقل المعلومة وفي دعم المشاركة الفاعلة في نشر المعرفة وفي إبداء
الرأي وتنشیط الحوار بین مختلف أطراف العملیة الاتصالیة. وبذلك أصبحت الشبكة
العنكبوتیة مرحلة متطورة في مجال المشاركة في تبادل المعلومات. ویتجسد الأسلوب
الدیمقراطي في تسییر الشؤون العامة من خلال تعزیز مبدأ الحق في الوصول إلى
المعلومة وإعطاء النقاش العمومي دفعة قویة من خلال تشجیع مواطنة جدیدة قائمة على
الممارسة النقدیة والاحتجاج وحریة الرأي العام.