الأنثروبولوجيا والاتصال

1. مقدمة

    الأنثروبولوجيا تلعب دورًا هامًا في مجال الإعلام والاتصال عندما يتعلق الأمر بفهم وتحليل الثقافات والمجتمعات المختلفة. فهي تساعد على فهم التفاعلات الثقافية والاجتماعية التي تحدث في المجتمعات المختلفة وكيفية تأثيرها على الاتصال والإعلام.

    وتعتبر الأنثروبولوجيا الثقافية والاجتماعية مفيدة في استكشاف مفاهيم مثل الهوية الثقافية والاندماج الاجتماعي والتنوع الثقافي والتحول الاجتماعي. تساهم الأنثروبولوجيا في فهم القوى الاجتماعية والثقافية التي تشكل الاتصال والإعلام وتؤثر فيها، بما في ذلك السلطة والهيمنة والهوية الجماعية والتمثيل الثقافي.
   علاوة على ذلك، فإن الأنثروبولوجيا تستخدم أدوات البحث الميداني والمنهجيات الكيفية لفهم الممارسات الاجتماعية والثقافية للأفراد والمجموعات وكيفية تأثيرها على الاتصال والإعلام. وباستخدام هذه الأدوات، يمكن للأنثروبولوجيين تطوير نظريات وتصورات جديدة حول الاتصال الثقافي والإعلام وتطبيقها في سياقات مختلفة. 

    بشكل عام، فإن الأنثروبولوجيا تساعد على فهم أفضل للثقافات المختلفة وتعزز التعايش الثقافي والتفاهم بين الثقافات المختلفة في مجال الاتصال والإعلام.

2. الأنثروبولوجيا والسلوك الاتصالي

    بشكل عام، فإن الأنثروبولوجيا تساعد على فهم أفضل للثقافات المختلفة وتعزز التعايش الثقافي والتفاهم بين الثقافات المختلفة في مجال الاتصال والإعلام.

    لذلك فإن هذا العلم يدرس أيضًا  السـلوك  الاتصالي للإنسـان ضـمن الإطـار الثقـافي والاجتماعي بوجهٍ عام، حيث إنّ الأنثروبولوجيا لا تُركز على دراسة الإنسان كفرد فقط مثل علم النفس أو الفيزيولوجيا، وإنما تهتم كذلك بالإنسان الذي يعيش ضمن جماعات حيث تدرس أحداثهم وأفعالهم ككل.

     تم استخدام المفاهيم والأساليب الأنثروبولوجية من قبل علماء الاتصال على نطاق واسع وسابق، حيث جاء علماء الأنثروبولوجيا المحترفين إلى هذا المجال، لذلك فإن السؤال حول المساهمة الأنثروبولوجية للاتصال الجماهيري لديه إجابة إيجابية، ومع ذلك، لا يزال هناك سؤال عما إذا كان علماء الأنثروبولوجيا المحترفين يمكن أن يقولوا شيئًا أكثر أو في أفضل الأحوال، شيئًا لم يره علماء الاتصال من قبل.

3. الطرق الأنثروبولوجية التي قد تكون مفيدة في الاتصال

    إذا كان علماء الاتصال يستخدمون المفاهيم الأنثروبولوجية، فليس من المستغرب أنهم يستخدمون أيضًا الأساليب الأنثروبولوجية، فمن قبل كان عالم الأنثروبولوجيا ب. مالينوفسكي في عشرينيات القرن الماضي، على سبيل المثال، يعتمد على مصادر مثل أوصاف المسافرين أو التقارير الرسمية أو الكتابات التبشيرية، ومنذ ب. مالينوفسكي، الملاحظة هي نشاط العمل الميداني الرئيسي في مجال الأنثروبولوجيا، وهذا يعني أن المصدر الأساسي للمعلومات هو خبرة الباحث الخاصة. 

    لأن عالم الأنثروبولوجيا يذهب إلى الثقافة ويعيش هناك لفترة من الوقت، ويمكن أن تكون الملاحظة مباشرة، حيث يوجد عالم الإثنوغرافيا لتسجيل بعض النشاط، أو المشارك، الذي يكون فيه عالم الأنثروبولوجيا يشارك بنشاط في النشاط الذي تحت الملاحظة، ويتحدث علماء الأنثروبولوجيا أيضًا مع الناس، ويرسمون مخططات القرابة وإجراء البحوث الكمية في السكان الكبيرة،  ففي الثمانينيات والتسعينيات، أساليب الأنثروبولوجيا لم تكن مختلفة عن العلوم الاجتماعية الأخرى، ومع ذلك، فإن مراقبة العمل الميداني هي عنصر كلاسيكي في البحث الإثنوغرافي.