محاضرة الاستيطان الإنجليزي في أمريكا الشمالية ومؤثراته الحضارية

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: تاريخ أوربا والأمريكيتين في الفترة الحديثة والمعاصرة
Livre: محاضرة الاستيطان الإنجليزي في أمريكا الشمالية ومؤثراته الحضارية
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Sunday 19 May 2024, 18:41

Description

تتناول المحاضرة دوافع الهجرات والاستيطان البريطاني بالعالم الجديد، ومراحل السيطرة الإنجليزية على أمريكا الشمالية، وصولا إلى تشكّل المستعمرات الثلاثة عشر، فضلا عن مختلف التأثيرات الحضارية الأوربية التي صاحبت الاستيطان البريطاني هناك.

1. دوافع الهجرات البريطانية نحو أمريكا الشمالية

1- الدوافع الاقتصادية:

- البحث عن مناطق لاستثمار رؤوس الأموال الفائضة.

- انتشار النظرية المركنتيلية[1] الاقتصادية في أوربا، وفي إنجلترا على وجه الخصوص.

- الحاجة إلى المعادن الثمينة والمواد الأولية والأساسية كالأخشاب والسكر والتبغ ومنتجات المناطق الاستوائية.

- البحث عن أسواق جديدة للمنتجات الأوربية والصناعات البريطانية تحديدا.

-رغبة الشعب البريطاني في تحسين مستواه المعيشي من خلال الحصول على أراضي واسعة، مما ساهم في ارتفاع أعداد المهاجرين. وبهذا تحولت الهجرات الموسمية والمؤقتة إلى هجرات دائمة ومستقرة.

2- الدوافع الدينية:

- الهروب من الاضطهاد الديني الذي فرضته الكنيسة الأنجليكانية، فهاجرت جماعات دينية كانت ترغب في إقامة طقوسها بكل حرية ومن بين هذه الجماعات: البيوريتان البروتستانت و الكويكرز الكاثوليك.

- الرغبة في نشر المذهب البروتستانتي في العالم الجديد وبين السكان الأصليون(الهنود).

3- الدوافع الاجتماعية والسياسية:

- فائض السكان في بريطانيا، وبحث الحكومة عن أماكن جديدة لتصريفه.

- تركُّز ملكية الأرض في يد فئة محدودة العدد من النبلاء والأغنياء، وهو ما خلق نوع من عدم التوازن الاجتماعي.

- انتشار البطالة، وبحث الفرد الأوربي عن فرص العمل، فضلا عن حب المغامرة والاستكشاف.

- السعي للحصول على الحرية السياسية وممارستها فعليا.

- بحث الحكومة البريطانية عن مناطق نفوذ في القارة الأمريكية، عن طريق إنشاء مراكز عسكرية لإضعاف نفوذ باقي الدول الأوربية المنافسة لها،وبالتحديد فرنسا واسبانيا.



[1]- مذهب اقتصادي ساد في أوربا  بداية من ق 16 م حتى منتصف ق 18 م (مذهب تجاري)، يقوم على تخزين الذهب واستثماره واستخدامه في زمن الحروب.

2. مراحل السيطرة الإنجليزية على أمريكا الشمالية

كان 'البيوريتان' من أولى الجماعات التي هاجرت إلى العالم الجديد واستقرت به، وكوّنت نظاما اجتماعيا واقتصاديا قائما بذاته، ثم ساهمت في بناء أمريكا الحديثة فيما بعد.

 شكّل إنشاء الشركات للسيطرة على المناطق التي يتجمع بها المستوطنون الإنجليز، أسلوبا جديدا من أساليب التنافس الاستعماري الأوربي في العالم الجديد، فأنشأت إنجلترا لهذا الغرض شركتين هما: شركة لندن London campany وشركة بليموث Plymouth company وكان ذلك عام 1606م.

         في عام 1620م، وصلت سفينة "الحجاج" المسمّاة ماي فلاور mayflower، تحمل أعداد من البيوريتان الإنجليز، الذين استقروا في مكان يسمى اليوم 'بليموث'، وقد كانت هذه الهجرة فاتحة لهجرات دينية أخرى عديدة ومتتالية، خاصة للجماعات التي خرجت عن الأنجليكانية كما ذكرنا سلفا، ولكن هذا الأمر لا ينفي وجود هجرات أخرى قائمة على أسباب مادية وتجارية (جمع الذهب والفضة والاتجار بهما)، وكذلك الهجرة للعمل في المجال الزراعي. وقد استطاعت هذه الجماعات الدينية (البيوريتان خاصة)، أن تُؤسس  عددا لا بأس به من المستعمرات الإنجليزية في العالم الجديد، هي مستعمرات ماساتشوست وكنكيتكي ورود آيلاند ومين ونيوهيمشير، وجمعت تحت مسمى مستعمرات نيوأنجلند، كما أقامت جماعة من الكاثوليك بزعامة اللورد "بلتيمور" في ولاية ماريلاند منذ عام 1634م، بعيدا عن مضايقات البروتستانت، وقامت جماعة أخرى يترأسها عدد من التجار باستعمار منطقة كارولينا عام 1665م، وأسس أتباع مذهب الكويكرزQuakers  الكاثوليكي؛ مستعمرة أخرى في منطقة بنسلفانيا عام 1682م.

         وهكذا استطاع الإنجليز في مدة ثمانين عاما (1606-1682)، تكوين مستعمرات في الساحل الشرقي الشمالي، وصارت مناطق نفوذهم بمحاذاة ساحل المحيط الأطلسي، من ولاية ماسوتشوست حتى ولايتي كارولينا الشمالية والجنوبية، وفي خضم التنافس الاستعماري الأوربي على العالم الجديد، تمكّنت إنجلترا من السيطرة على جميع المستعمرات الهولندية والسويدية مثل نيو "أمستردام"نيويورك الحالية، و بعدها سيتمكنون من إبعاد الفرنسيين والحد من نفوذهم تدريجيا.

         بحلول عام 1733م صار لدى الإنجليز ثلاثة عشرة مستعمرة تطل جميعها على المحيط الأطلسي، تمتد على مساحة تقدر بحوالي ألف ميل، ويقطنها أكثر من 2 مليون نسمة.

3. المستعمرات الإنجليزية الثلاث عشر وتطورها

حتى سنة 1750م، توطّدت دعائم المستعمرات الثلاث عشر، وبنهاية القرن الثامن عشر، وقد تشكلت المستعمرات الثلاث عشر من أربعة قطاعات رئيسية:

- القطاع الأول: ضم مستعمرات نيو أنجلند، والتي احتوت مستوطنات إقليم "خليج ماساتشوست" و "رود آيلاند" و"كونكتيكت" و "نيوهافن" ثم "نيوهامبشير"، وكان سكانها من أصل إنجليزي صرف، وهم من تسمّوا بـــ "اليانكي"، وقد اعتزوا بأصلهم وكان أغلبهم من "البيوريتان".

- القطاع الثاني: احتوى المستعمرات الوسطى: "نيويورك"، "نيوجرسي"، "بنسلفانيا"، "ديلاوير" و"ماريلاند"، تميّز سكان هذا القطاع بالتسامح الديني، غير أنّهم كان أقلّ رقيا من سابقيهم، سكان هذه المستعمرات من "الكويكرز"، والألمان والاسكتلنديين والأيرلنديين والسود، وكانوا شديدي العداء لمبدأ الرق.

- القطاع الثالث: مثّل المستعمرات الجنوبية: "فرجينيا"،"كارولينا الشمالية" و"كارولينا الجنوبية" و"جورجيا"، وكانوا يحبذون استخدام الرقيق (نصف سكان فرجينيا من العبيد السود ، ما يقارب 225 ألف نسمة).

- القطاع الرابع: تكوّن على الشريط الساحلي، أو ما كان يُسمّى آنذاك "الريف الداخلي" أو "الحدود"، وعاش هناك قوم خشنون ذوو مظهر أمريكي قح، وامتد هذا القطاع من "مين" شمالا إلى "جورجيا" جنوبا.

تطوّر المستعمرات الإنجليزية:

         صار الأوربيون وخاصة الإنجليز يشكّلون أعداد كبيرة مقيمة ومستقرة في أمريكا الشمالية، ونقلوا معهم لغتهم وثقافتهم وحضارتهم الإنجليزية، حضارة جاهزة صنعوها خلال عصر النهضة الأوربية، وما كاد القرن الثامن عشر يشرف على الانتهاء، حتى كانت بريطانيا تسيطر تماما على ثلثي البلاد الأمريكية، وكانت تشكل قوة أوربية أساسية ومهمة في العالم الجديد، تفوّقت فيه على كل من اسبانيا والبرتغال وفرنسا والسويد وهولندا.

1- التطور السياسي: كان الاتجاه السائد في بريطانيا يسير نحو المركزية في حكم المستعمرات، على الرغم من ضعف ملوكها، وكان هناك ميل نحو تركيز السلطة في أقاليم الإمبراطورية بيد البرلمان البريطاني، لذلك أقرّت الحكومة البريطانية في مستعمراتها بأمريكا الشمالية، نظاما قائما على قواعد ثلاث هي: الحاكم، المجلس النيابي (التشريعي) والمجلس الاستشاري:

أ- الحاكم: يُعيّنه الملك ويعزله بقرار منه، وهو المسؤول عن رعاية شؤون الولاية والمحافظة على الأمن وإدارة القوات المسلحة المحلية.

ب- المجلس النيابي أو التمثيلي (التشريعي): يُنتخب من طرف الشعب من سكان الولاية (الرجال الأحرار فقط؛ أي حرمان العبيد والنساء من حقّ الانتخاب). مسؤوليته تقتصر على فرض الضرائب، ومراقبة الموظفين الحكوميين، وتقرير رواتبهم بما في ذلك راتب حاكم الولاية نفسه، وبمرور الوقت أصبح لهذا المجلس سلطة نافذة، كما مثّل رمزا للحكم الذاتي المبني على أساس ديمقراطي في ظل السيادة الإنجليزية. وأعطى للمستوطنين حق المطالبة بالمساواة مع الإنجليز المقيمين في الوطن الأم (إنجلترا).

ج- المجلس الاستشاري: مهمته مساعدة الحاكم ويضم 12 عضوا، هو عبارة عن سلطته استشارية في الولاية إلى جانب السلطة النيابية، وكانت له كذلك سلطة قضائية، كما كان للحاكم حق الاعتراض على قرارات كل من المجلسين النيابي والاستشاري في ولايته.

2- التطور الاقتصادي: اتّجه المستوطنون في البداية إلى العمل بالفلاحة، وكانت الزراعة هي النشاط الرئيسي مع تربية المواشي والصيد في مستعمرات الشمال. ثم مارس سكان المقاطعات الشمالية تحديدا؛  التجارة وصناعة السفن؛ التي تطوّرت حتى شكّلت ثلث سفن الأسطول البريطاني في القرن الثامن عشر الميلادي.

         بالنسبة لمستعمرات الجنوبية، ونظرا لكون المناخ رطبا وحارا، كان التركيز أكثر على زراعة الأرز والتبغ والقطن، وكانت اليد العاملة مُشكّلة أساسا من العبيد السود.

لقد شجّعت بريطانيا على تنمية اقتصاد المستعمرات حتى تتخلص من تبعيتها للدول الأوربية الأخرى في بعض المنتجات التي كانت تحتاجها، فقد كانت تستورد الخمور من فرنسا، والبهارات من البرتغال، والخشب من السويد، فعوّضت المستعمرات هذه المنتجات وبأسعار أقل من الأسعار الأوربية. وقد احتكرت الحكومة البريطانية تجارة المستوطنات (تجارة الشاي، تجارة الرقيق...) كما كانت تفرض الضرائب التي تراها مناسبة خاصة في فترة الحروب.

3- التطور الاجتماعي والثقافي: وصل عدد سكان المستعمرات الجديدة في منتصف القرن الثامن عشر إلى 1.5 مليون نسمة، ونظرا لتعدد أجناس المستوطنين وبالتالي تنوع لغاتهم، ظهرت مع مرور الوقت لهجة أمريكية إنجليزية، مزجت بكلمات من اللغات الأوربية الأخرى كالفرنسية والاسبانية والهولندية...ثقافيا، ظهرت جامعة هارفارد سنة 1636، وكان هدفها في البداية تخريج القسيسين (كلية دينية)، لكن أضحت فيما بعد جامعة حديثة لتدريس الآداب  في القارة الأمريكية.

4. المؤثرات الحضارية الأوربية (البريطانية) في العالم الجديد:

كان نمط الحياة في العالم الجديد بريطانيا محضا، لكن نظرا لاختلاف الظروف في البيئة الجديدة، فقد بدأ يتبلور تدريجيا أسلوبا مستقلا في الحياة الأمريكية، وهذه الظروف تمثّلت في:

1_ استمرارية "الزحف الحضاري" من الشرق نحو الغرب داخل قارة أمريكا الشمالية؛ بسبب وجود أرض مُشاعة بحاجة إلى من يستوطنها، وصعوبة ظروف الحياة هناك. هذا الوضع خلق إنسانا جديدا متقشفا ومعتمدا بصفة كلية على نفسه.

2_ كان المهاجرون مختلفون من حيث خلفياتهم الثقافية والجنسية والاجتماعية والتاريخية، وأدّى وجودهم في بيئة واحدة إلى خلق مجتمع جديد ثم انبثقت عنه قومية جديدة (مواطنة واحدة تحت راية القانون البريطاني)، وحصل ما يصطلح عليه علماء الاجتماع بـ"الانصهار الحضاري".

5-1: الحياة الاجتماعية في المستعمرات:

         كانت نسبة زيادة السكان مرتفعة جدا، نتيجة استمرار الهجرة وارتفاع نسبة المواليد بسبب الزواج المبكّر والرغبة في تكوين عائلات كبيرة تساهم في استصلاح الأراضي واستغلالها الاستغلال الأمثل.

         وبالرغم من وجود التمايز الطبقي في العالم الجديد، إلا أنّه كان أقلّ حدّة مما هو عليه في أوربا وفي المستعمرات الاسبانية في أمريكا الجنوبية، لكن هذا  الأمر لا ينفي وجود نظام اجتماعي طبقي:

1- طبقة الأرستقراطيين: تتمثل في الموظفين الكبار، رجال الدين، كبار ملاك السفن والتجار، كبار الإقطاعيين من أصل بريطاني.

2- الطبقة الوسطى: شملت  المزارعين، التجار الصغار،  الحرفيين الفنيين، ومثّلت هذه الطبقة الغالبية العظمى من سكان المستعمرات.

3- طبقة العمال: وكان ضمنها العمال الأحرار غير الحرفيين، لكن لا يمكن أن نسميها الطبقة الدنيا أو الكادحة، لوجود طبقة رابعة متميّزة تتمثّل في الخدم المتعاقدين والرقيق السود (العبيد).

         فيما يتعلق بالنمط المعماري للسكنات، فقد بنى المستوطنون الأوائل منازلا تشبه في نمطها المعماري الأوربي، وفيما بعد غيّروا أنماطها حتى يتمكّنوا من الاستغلال الجيد لمواد البناء المحلية، خاصة بعد أن وجدوا أنّ الخشب أفضل لتشييد المنازل، فاستخدموا الألواح الخشبية في تشييد منازلهم ومزارعهم. بالنسبة للأثاث كان أغلبه مستوردا من أوربا وإنجلترا تحديدا، سيما أثاث المستوطنين الأغنياء (الأرستقراطيين)، كما صنعت الأسر الأمريكية أثاثها وأدواتها المنزلية الخاصة.فيما يتعلق باللّباس فقد اختلف حسب مهنة الفرد وموقعه في المجتمع، فقد ارتدى الفلاحون الملابس الخشنة التي يصنعونها بأنفسهم، بينما كان التجار الأغنياء يحصلون على ملابس باهظة الثمن، مستوردة حسب أساليب الموضة الإنجليزية في ذلك الوقت.

5-2: الأديان في المستعمرات الجديدة:

         وجدت "البروتستانتية المتطرفة" ظروفا بيئية مناسبة في العالم الجديد، وبالتالي فقد ازدهرت في المستعمرات الشمالية أكثر بكثير مما كانت عليه في أي مكان آخر، وقد أدّى التنوّع في الخلفيات الدينية للفئات المهاجرة إلى أمريكا الشمالية، إلى خلق نوع من التسامح الدّيني في المستعمرات، وكان للبيوريتان الأثر الأكبر على الحياة الدينية في المجتمع الناشئ.

         أما في المستعمرات الوسطى فقد كان تعدّد الأديان من المظاهر الرئيسية، ومثّلت فئة الكويكرز الكاثوليكية الغالبية العظمى، كما كان في نيويورك فئات من الألمان والهولنديين المصلحين.

         في المستعمرات الجنوبية كان أتباع الكنيسة الأنجليكانية يمثلون الأغلبية سيما في المناطق الساحلية.      

5-3:  اللغة والثقافة في المستعمرات:  

إنّ هيمنة اللغة الإنجليزية في العالم الجديد، لا يعني أنه لم يتم دمج وتوظيف بعض الكلمات، حيث تم استخدام بعض الكلمات الهندية والفرنسية والهولندية (مثل: Boss, Yankee) وتم تطوير لغة إنجليزية أمريكية، و لحد الآن لا توجد لغة رسمية على المستوى الفيدرالي، بينما اللغة الوطنية هي الإنجليزية بحكم الواقع.

         كان إنشاء المدارس والتعليم إجباريا في الشمال، أما في الوسط فكان يدخل ضمن مهام الكنيسة، وجنوبا تتكفّل به العائلات الغنية، وكان التعليم في البداية مقتصرا على تعلّم اللغات القديمة ودراسة الأديان، أما في ميدان الصحافة؛ فقد أنشأت أوّل مطبعة في المستعمرات عام 1639م، وطُبعت أول جريدة في عام 1690م، وكانت أوّل جريدة دورية في أمريكا الشمالية هي "بوسطن نيوز" وظهرت عام 1740م، وبخصوص الأدب؛ كانت موضوعاته تدور حول الحياة في المستعمرات، وانحصر في المواضيع الدينية وتاريخ المستعمرات، وأكثر الانتاج الأدبي يأتي من نيو أنجلند.

5-4: تأثيرات أفكار عصر التنوير:

أدّى انتشار أفكار التنوير إلى التخفيف من أثر المعتقدات الدينية على حياة الناس، وبحلول عام 1700م، كانت أمريكا تحتضن الأفكار الإنسانية التنويرية الحرة، وأصبح عامة الناس يتقبّلون هذه الأفكار الجديدة، ويؤمنون بضرورة إعطاء الفرد حرية الاختيار، وهكذا فإن حريات الإنسان اُتّخذت سببا للثورة ضد أي استبداد سياسي.

يعتبر"بنجامين فرانكلين"واحدا أشهر العلماء والكتّاب في المستعمرات، ولقد اهتم بفكرة مفادها: "جعل العلم وسيلة لخدمة الإنسان في حياته العملية"... كما أثّر كثير من الفلاسفة الأوربيين وعلماء الاجتماع الأوربيين على الفكر الأمريكي الحديث، من هؤلاء "جون لوك John Locke"، وكذلك "جان جاك روسو" الذي آمن هو الآخر بحرية الإنسان، بالإضافة إلى الاقتصادي البريطاني "آدم سميثAdam Smith" وكتابه "ثروة الأمم" الصادر عام 1772م، وفكرته الشهيرة "دعه يعمل دعه يمر"Laissez faire laissez passé.

كما يجب أن نشير إلى ازدياد الاهتمام بالكتابات السياسية، خاصة بعد منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، لا سيما بعد موافقة بريطانيا على قانون الطباعة والنشر سنة 1765م، وهو ما فتح المجال لانتشار الأفكار السياسية التحررية شيئا فشيئا في أوساط الأمريكيين، ومهّد لاندلاع الثورة الأمريكية.