صياغة الفروض العلمية
Site: | Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2 |
Cours: | منهجية العلوم السياسية 1 |
Livre: | صياغة الفروض العلمية |
Imprimé par: | Visiteur anonyme |
Date: | Saturday 23 November 2024, 00:47 |
Description
بعد تمكين الباحث من اختيار المشكلة البحثية يقوم مباشرة بوضع الفروض وصياغتها وتحديدها من أجل إيجاد حلول للمشكلة البحثية، وفي هذ الصدد تعرّف الفرضية على أساس أنها:
الفرض هو ما يصف العلاقة بين متغيرين أو أكثر.
تقريرات واضحة تشير إلى طريقة تفكير الباحث في العلاقة بين الظواهر المعنية بالدراسة، وتشير إلى الطريقة التي يظن بها أن متغيرا مستقلا يؤثر أو يعدل متغيرا تابعا.
هي أفض التفسيرات أو الحلول المحتملة لمشكلة الدراسة.
هي قضية تحمل خبرا يتعلق بعناصر واقعية ولكنه يجب أن يتعدى ذلك الواقع المباشر إلى بناء علاقات.
أما التعريف المرجح للفرضية بأنها علاقة بين متغيرين، وتتنوع من حيث الطبيعة والاتجاه على النحو التالي:
وفقا لمعيار طبيعة العلاقة: ويمكن أن تأخذ أحد الشكلين:
الأول: علاقة سببية: وهي تلك التي تحدد المتغير "السبب" والمتغير "النتيجة" فإذا قلنا مثلا أن كثافة الدعاية تؤدي إلى ارتفاع نسبة التصويت في الانتخابات كان لدينا متغيرات أحدهما سبب والمتمثل في " كثافة الدعاية" والأخر نتيجة والمتمثل في " نسبة التصويت"واذا حدث تغير في السبب حدث تغير في النتيجة.
الثاني: علاقة التتابع أو التعاقب: فحوى هذه العلاقة أن ازدياد أو نقص أحد المتغيرين يقترن بازدياد أو نقص المتغير الاخر، وتأسيسا على ذلك يمكن القول أن المتغيران يتغيران معا دون أن يعرف أيهم السبب وأيهما النتيجة، ومثال على ذلك: يرتبط التعرض المستمر لوسائل الاعلام بارتفاع مستوى تزييف الوعي في الأنظمة الشمولية.
وفقا لاتجاه العلاقة: ويمكن أن تأخذ أحد الشكلين:
الأولى: علاقة طردية موجبة: وهنا يسير المتغيران في نفس الاتجاه، فإذا زاد أحدهما زاد الاخر والعك صحيح، ومثال ذلك: إذا زاد تعرض الفرد لوسائل الاعلام في الأنظمة التسلطية ازداد تعرضه للتشويه أو لغسيل المخ.
الثانية علاقة سلبية أو عاكسة: وهنا يسير المتغيران في اتجاهين متعارضين، فإذا ازداد أحدهما نقص الاخر، ومثال على ذلك: إذا ازداد تعرض الفرد لوسائل الاعلام في الأنظمة التعددية قل أو نقص تعرضه للتشويه أو لغسيل المخ.
وإذا ما قمنا بالمزاوجة بين طبيعة العلاقة واتجاهاتها يكون لدينا اربع نماذج للعلاقة:
الأول سببية موجبة: مثال "يؤدي ازدياد الوظائف الرمزية للنظام السياسي تعميق شعور المواطنين بالولاء الوطني".
الثاني: علاقة تتابع موجبة: مثال " يرتبط التعرض المحدود لوسائل الاعلام بانخفاض مستوى الاهتمام السياسي".
الثالث: علاقة سببية سالبة: مثال "يؤدي ارتفاع مستوى التعليم الى انخفاض معدل جرائم الثأر في صعيد مصر".
الرابع: علاقة تتابع سلبية:مثال " مع تفشي الفساد السياسي في بلد ما تقل قيمة القانون وهيبته في نظر المواطنين".
وهذه كلها يطلق عليها اسم الفروض العاملة، وأخيرا يتحدث البعض عن الفروض العدمية وهو ذلك الفرض الذي يقر بأنه لا توجد علاقة بين متغيرين، وهو غالبا نقيض ما يسعى إليه الباحث لاختبار صحته.
مصادر الحصول على الفرضية: يعتمد الباحث في وضعه للفروض على:
- الخيال العلمي للباحث ودرجة اهتمامه بالقضايا المختلفة المتعلقة بالمشكلة البحثية.
- إلمامه بجوانب المشكلة موضوع البحث.
- قراته سواء في مجال تخصصه أو في المجالات الأخرى القريبة أو المشابهة.
- ملاحظاته أو مشاهداته لما يحدث في المجتمع الذي ينتمي إليه.
أهمية الفروض:
تكتسي الفروض أهمية كبرى في صياغة النظريات وبنائها، كما تقوم باختبار النظريات بعد تفكيكها وصياغتها في مجموعة فروض قابلة للاختبار.
تعد الفرضية أداة فاعلة في تقدم المعرفة البشرية، بما تفترضه من علاقات وارتباطات بين الظواهر في إطار نظري أوسع، وتسعى بعد كل ذلك إلى التحقق من وجود تلك العلاقات وأنماطها أو قياس تلك العلاقات وتكميمها.
تقم الفرضية بترشيد الباحث الى الخطوات التي ينبغي له أن يتبعها ليصل إلى ما أفترضه.
يساعد الفرض على انتقاء الوقائع الملاحظة، هذه الوقائع المجتمعة تسمح لنا بتفسيرها، واعطائها معان ودلالات بعد التحقق منها.
شروط صياغة الفروض العلمية:
الوضوح: معنى ذلك أن عبارة الفرضة واضحة ومعرفة بدقة.
الايجاز: معنى ذلك أن تكون صياغة الفرضية موجزة ومختصرة توحي بوجود العلائقية أو الشرطية، ومثال ذلك قولنا يرتبط الاستبداد السياسي سلبا بالمشاركة السياسية.
القابلة للاختبار والثبات: معنى ذلك أن تتم صياغة الفرضية في عبارات قابلة للاختبار سواء من خلال القياس أو المقارنة او البرهنة المنطقية، وذلك من خلال قيام الباحث بتعريف العبارتين اللتين يقيمهما الفرض تعريفا دقيقا واجرائيا.
أن يرتبط الفرض بإطار نظري يعطيه دلالة ومعنى، بحيث يخضع لمجموعة المعارف العلمية السائدة والتي من شأنه إثباتهأو دحضه.
أن تكون عبارة الفرض خالية من التناقض.
يجب أن يقدم الفرض تفسيرا لبعض الحقائق، ويكون ذلك التفسير معقولا ظاهريا.
أن يكون الفرض أشمل