المنهج المقارن

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: منهجية العلوم السياسية 1
Livre: المنهج المقارن
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Saturday 23 November 2024, 00:32

Description

يستخدم المنهج المقارن استخداما واسعا في ميدان الدراسات الاجتماعية بصفة عامة وفي العلوم السياسية بصفة خاصة، وذلك بغرض مقارنة ظاهرة اجتماعية بنفس الظاهرة في مجتمع آخر، أو مقارنتها في بعض المجالات الاقتصادية، السياسية، القانونية، والثقافية، والتالي فهو يحل محل التجربة، فإذا كانت العلوم الطبيعية تستخدم التجربة وتعتمد عليها في ابحاثها فإن المقارنة هي البديل في العلوم الاجتماعية.
ويرجع المنهج المقارن إلى الحضارات القديمة فقد استعمل كل من أرسطو وأفلاطون كلمة المقارنة كوسيلة للحوار في المناقشة من أجل قبول أو رفض بعض القضايا المطروحة للنقاش، لكن يرجع الفضل في تطويره إيميل دوركايم والذي اعتبر المنهج على أساس أنه تجريب غير مباشر، وأن المقارنة هي المعوض الأساسي والرئيسي للتجارب والتي هي مستحيلة في العلوم الاجتماعية، قد تم استعماله من طرف العديد من رواد علم السياسة وعلم الاجتماع أمثال مركس، ماكس فيبر، وروبرت ميشلز ولبست وبندكس ومعظم علماء السياسة المقارنة المعاصرين.

تعريف المقارنة
يعرّف جون ستيوارت ميل المقارنة على أساس أنها: "دراسة ظواهر متشابهة أو متناظرة في مجتمعات مختلفة، أو هي التحليل المنظم للاختلافات في موضوع أو أكثر عبر مجتمعين أو أكثر".
وتعرف المقارنة في معناها الواسع على أساس أنها: ذلك النشاط الفكري الذي يستهدف ابراز عناصر التشابه والاختلاف بين الظواهر التي تجري عليها المقارنة، ومن ثم فإن المقارنة تقتضي وجود خصائص وسمات مشتركة بين الظواهر محل المقارنة.
والاصل في المقارنة هو السعي بها إلى الوقوف على وجوه الشبه ووجوه الخلاف بين أحداث اجتماعية معينة بقصد الكشف عن دلالتها، فإنه ليس من المتصور بحال أن تعقد المقارنة بين أحداث لا تشترك في حد أدنى من سمات أساسية تتخذها أساسا للمقارنة، فيمكن مثلا مقارنة النظام السياسي الجزائري والنظام السياسي المصري في عملية صنع القرارات، أو العملية الانتخابية، أو إدارة الازمات المختلفة.
وعموما يمكن القول أن المنهج المقارن هو تلك الخطوات التي يتبعها الباحث في مقارنته للظواهر محل الدراسة والبحث، بقصد معرفة العناصر التي تتحكم في أوجه الشبه والاختلاف في تلك الظاهرة، ويعتمد الباحث من خلال ذلك على مجموعة من الخطوات من أجل الوصول إلى الحقيقة العلمية المتعلقة بالظاهرة المدروسة.
ويستهدف المنهج المقارن إلى إيجاد تعميمات امبريقية عامة يستخلصها من الانتظامات التي يمكن رصدها في تلك الظواهر، كما يستهدف التفسير العلمي عبر كشفه للعلاقات بين المتغيرات، فالمقارنة العلمية لا تتوقف عند التصنيف المبسط لأوجه التشابه والاختلاف، ولكنها تسعى لإعطاء دلالات لصور التشابه والاختلاف، وارجاع تلك المظاهر إلى العوامل القابعة خلفها، وكل هذا من أجل الوصول إلى نظريات كبرى تفسر الظواهر المختلفة، ويحوز المنهج المقارن موقعا في كل مستويات البحث العلمي (الوصف، التصنيف، التفسير، والتوقع).

خطوات المنهج المقارن
تتمثل خطوات المنهج المقارن في:
تحديد المشكل واختيار وحدات التحليل.
صياغة الفروض وتحديد المتغيرات.
تحديد المفاهيم والتعريفات الإجرائية.
جمع البيانات.
الشرح والتفسير.

ومن جهة أخرى حدد مجموعة من الباحثين خطوات المنهج المقارن تتتضمن الوصف، التصنيف، التفسير، والتأكيد، ويمكن توضيح هذه الخطوات فيما يلي:
جمع ووصف الحقائق التي تم الحصول عليها من خلال عملية التصنيف.
تحديد أوجه التماثل والاتفاق، والتباين والاختلاف، وتوصيفها.
صياغة افتراضات مؤقتة حول العلاقات البينية في العملية السياسية.
إعادة صياغة الافتراضات المؤقتة خلال فترة الملاحظة الامبريقية الدقيقة

Table des matières

1. .

.