مدرسة العلاقات الإنسانية

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: نظريات التنظيم
Livre: مدرسة العلاقات الإنسانية
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Tuesday 23 July 2024, 00:15

1. عوامل وأسباب ظهورها


تعد نظريات العلاقات الإنسانية من النظريات الحديثة التي ظهرت في بداية الثلاثينات من القرن 20 حيث حدثت أزمات اقتصادية واجتماعية في الو.م.أ ، وكانت نتيجتها الاعتماد على الباحثين والمفكرين في المجال الصناعي للبحث عن أساليب جديدة للعمل،توجه اهتمام رجال الأعمال للبحث عن نظريات جديدة، وذلك بالجمع بين ما يجري في المجال العلمي ومجال الممارسة اليومية في مؤسسات الإنتاج، نتج عن ذلك أسلوب جديد يركز على العلاقات الإنسانية في العمل بدلا من الأسلوب التقليدي في التركيز على المنهج العقلاني للإدارة (بوحوش، 2006، صفحة 22)   

ومن العوامل التي ساهمت في بلورة هذه النظرية ما يلي:

ü     تزايد انتشار قوة واتحادات العمال ومطالبتها بالحقوق مما أجبر أرباب العمل على محاولة فهم اهتماماتهم بالعلاقات الإنسانية.

ü     تحس أوضاع العمل المادية والثقافية وذلك ما ساعدهم على المزيد من المطالبة بتحسين ظروف العمل بما في ذلك المشاركة في اتخاذ القرارات، حيث لم تعد الحوافز المادية مطلبا مهما لهم.

ü     تطور رؤية أرباب العمل من الاهتمام بالجانب العلمي إلى الاهتمام  بالجانب الاجتماعي والإنساني للعمال، بالإضافة إلى الاهتمام بخدمة المجتمع وحل المشكلات الاجتماعية

ü     زيادة انتشار ثقافة العمال والمؤسسة التي ساهمت في إدراك المشاكل الحقيقية للعمال بقيادة إدارية أفضل وذلك بفتح المجال للعمال بالمشاركة في اتخاذ القرار. (العميان، 2010، صفحة 44)

2. المبادئ الأساسية لمدرسة العلاقات الإنسانية

ترتكز هذه النظرية على جملة من المبادئ الأساسية أهمها:

    التركيز على الأفراد أكثر من التركيز على الجوانب المادية في الأداء، حيث يتأثر الناس في سلوكهم داخل المصنع باحتياجاتهم الاجتماعية.

    الكرامة الإنسانية حيث يتم احترام شخصية كل فرد من أفراد العاملين بالمنشأة بصرف النظر عن المركز الوظيفي الذي يشغله.

    إثارة دوافع الأفراد هو العامل الأساسي في العلاقات الإنسانية، وإشعارهم بأهميتهم وذواتهم من خلال العلاقات الاجتماعية مع الآخرين.

    وضع الفروق الفردية التي تقع بين العاملين في الاعتبار عند التعامل معهم وعند توجيههم وعند حل مشاكلهم.

    تسعى العلاقات الإنسانية من خلال التعاون والتفاهم إلى إشباع الحاجات وتحقيق الأهداف التنظيمية.

    المصلحة المشتركة هي التي تجعل الفرد ميالا للتجمع والتعاون مع الغير ومشاركتهم لتحقيق هذه المصلحة .

    التخصص وتقسيم العمل و الاتجاه إلى الآلية والروتينية في العمل تفقده جوانبه الاجتماعية وتجعله غير مرضى للعاملين معه.

    الحوافز فالفرد يسعى إلى مشاركة الآخرين والتعاون معهم لكي يحصل على الحافز أو العائد من وراء المشاركة أو هذا التعاون (رشوان، 2004، صفحة 74)

3. نظرة إلتون مايو للعمل

إلتون مايو:

ركزت المنطلقات الأساسية لهذه النظرية على التجارب التي أجراها إلتون مايو  على أهمية الديناميكية وأهمية المجموعات الغير رسمية والمؤثرات الفردية كمحددات للرضا والإنتاجية، وركزت على قنوات الاتصال غير الرسمية وبشكل خاص ركزت على استخدام الاتصال وجها لوجه كوسيلة من الوسائل الديناميكية لنقل المعلومات الدقيقة.

كما ركزت أيضا على الجوانب الإنسانية في الاتصالات الإدارية كرد فعل على المدرسة الكلاسيكية الشيء الذي جعلها تبالغ في ذلك  وتعقل الجوانب الإدارية في العمل الإداري (عياصرة و آخرون، 2006، صفحة 52)

ويعتبر التون مايو من أهم رواد هذه المدرسة وهو من الباحثين في قسم علم الاجتماع الصناعي، لجامعة هارفارد، تركزت أبحاثه على دراسة العلاقة بين الإنتاجية والروح المعنوية للعمال، وأكد انه عند دراسة المصنع تشاهد نوعين من التنظيم:

التنظيم التكنولوجي: يضم المصنع وبيئة العمل وتهتم بالإنتاج وتوزيع الاشباعات المادية على أعضاء التنظيم.من خلال الاهتمام بالتكاليف والأرباح والتكلفة الكفاية الإنتاجية.

التنظيم الإنساني: ويضم البيئة الاجتماعية المتكونة من عدد من الأفراد يعملون معا من أجل الوصول إلى هدف واحد هو الغرض الاجتماعي للتنظيم الكلي. (رشوان، 2004، صفحة 62)

4. الانتقادات الموجهة لمدرسة العلاقات الإنسانية

 

                إن المنظرين في مدرسة العلاقات الإنسانية لم يأخذوا بعين الاعتبار الظروف السائدة في بيئة العمل وهي تلعب دورا هاما في نتائج العمل .

                إن التركيز على الظروف الاجتماعية وإهمال دور المؤسسة نفسها التي تقوم على بتلبية الحاجات الاجتماعية يعتبر مبالغة في استخدام العلاقات الإنسانية لتحقيق مكاسب العمال على حساب المنظمة.

                إنها غير مبنية على علاقات علمية فهي تعالج أساليب العمل بطرق عاطفية ونظرة ضيقة فيها محاباة للعمال.

                إن الصرامة في العمل والالتزام بالقرارات المكتوبة هي القواعد الأساسية للعمل الناجح وليس الحرص على مجاراة العمال والاستماع إلى شكاويهم التي لا تنتهي. (ماهر، 2017، الصفحات 24-25)