مفهوم القياس

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Course: القياس النفسي
Book: مفهوم القياس
Printed by: Visiteur anonyme
Date: Tuesday, 23 July 2024, 3:38 AM

Description

أ‌-    القياس لغةً

    مأخوذ من فعل: قاس، أي قدّر، يقال: قاس الشيء بغيره أو على غيره، أي قدّره على مثاله(معمرية، ب، 2002، ص 31). وقد ورد في قاموس وبستر (Webster) أن القياس هو التحقق بالتجربة أو الاختبار من المدى أو الدرجة أو الكمية أو الأبعاد أو السمة بواسطة معيار، وكما نرى، فإن جميع مفردات هذا التعريف تتضمن التعبير عن النتيجة بأرقام، أي أن القياس عملية كمية، وأن نتائجه يعبر عنها بأرقام.   (المرجع السابق، ص 33).

ويذكر انجلش و انجلش (English & English 1958)  أن كلمة " قياس" تستخدم في معان متعددة، سواء بوصفها فعلا أو اسما، ومن هذه المعاني ما يلي:

-      أنها النتيجة التي نحصل عليها من عملية القياس، أي القيمة التي نخرج بها من قياسنا لشيء ما، بالإضافة إلى تحديد كمِّه تقديرا لوجوده أو غيابه، أو وجود أو غياب خاصية من خصائصه.

-      أنها الوحدة أو المعيار المستخدم في القياس، كأن نقول إن قياسنا بالجرامات أو الأمتار أو الساعات أو الدقائق أو غير ذلك من الوحدات المستعملة في المقاييس المختلفة.

-      إنها تعبر عن التقدير إحصائي لخصائص الأشياء، فالمتوسط الحسابي مقياس، والانحراف المعياري مقياس، والارتباط مقياس، ويعبر كل منها عن خاصية تميز الأشياء. 

فالقياس وفق هذا المعنى، يتسع ليجعل تعبير القياس متضمنا عملية القياس، والأداة المستخدمة في عملية القياس، ووحدات هذه الاداة أو المقياس، سواء أكانت سنتمترات أو غرامات أو بنود في اختبار، والقيمة العددية المعبرة عن نتيجة استعمال هذه الاداة في قياس شيء ما. (المرجع السابق، ص 35)

تعريف القياس النفسي

   يؤخذ مفهوم القياس في علم النفس بحذر، ويتعلق في أحيان كثيرة بمقارنة نتائج فرد بمجتمع مرجعي (Population de reference) يحمل (الفرد) نفس خصائص هذا المجتمع لبلوغ نتائج رقمية (Balicco,C, 2002, P 92)

يعرف كامبل Campell 1952)  ( القياس النفسي على أنه " تمثيل للصفات أو الخصائص بأرقام" ويعرفه ستيفنس (s.s.Stevens 1951) بقوله " القياس في أوسع معانيه، هو تحديد أرقام لأشياء أو أحداث وفقا لقوانين" أي لنقيس شيئا، علينا أن نقوم بعمليات نقارن فيها الشيء بمعيار، أو بمقياس معين حسب قواعد معينة، ويعرفه (J.P Guilford 1954)  بأنه : " وصف للبيانات بالأرقام" أما القياس عند كرونباخ (Lee Cronbach, 1969)  فيعني : " الطريقة المنظمة لمقارنة سلوك شخصين فأكثر" ، اما بين (Bean. K) فيرى أن القياس هو : " مجموعة من المثيرات المرتبة لتقيس بطريقة كمية بعض العمليات الانفعالية أو العقلية أو النزوعية ؛ وقد تكون المثيرات أسئلة مكتوبة أو شفوية ، أوفي صورة سلسلة من الاعداد أو الاشكال أو النغمات " أما نينالي (Nunnally.J.C, 1970) فيعرفه بأنه " قواعد استخدام الاعداد، لتدل على الاشياء بطريقة تشير الى كميات من خاصية"  (معمرية، ب، 2002، ص 32)

         القياس النفسي هو عملية وصف المعلومات (وصفا كميا)، أو بمعنى آ خر استخدام الأرقام في وصف وتبويب وتنظيم المعلومات أو البيانات في هيئة سهلة موضوعية يمكن فهمها، ومن ثم تفسيرها في غير ما صعوبة. ويمكن أن قول أيضا أن القياس- كما يقول كامبل- إنما هو عملية تحويا الإحداث الوصفية إلى أرقام بناء على قواعد وقوانين معينة- ومعنى ذلك هو أن القياس عبارة عن تحويل وصف الظواهر إلى ما هو أسهل من حيث التعامل ولأكثر طاعة وقابلية إلى التحويل من حالة إلى أخرى ألا وهو الرقم (عبد الرحمن، س، 1998، ص 18). 

وتعتمد عملية المقارنة على تحديد الصفة أو القدرة أو السمة المقاسة، ذلك أن نوع الصفة أو القدرة يحدد نوع المقياس الذي يصلح لقياسها، فالمقياس الذي يصلح لقياس الطول لا يصلح لقياس الوزن، والذى يصلح لقياس القدرة الفنية لا يصلح لقياس القدرة الموسيقية أو اللغوية أو الميكانيكية

وهذا يعنى أن القياس عملية مقارنة شيء ما بوحدات معينة أو بكمية قياسية أو بمقدار مقنن من نفس الشيء أو الخاصية بهدف معرفة كم من الوحدات يتضمنها هذا الشيء. فنحن نقارن طولاً بوحدات مترية، ونقارن حرارة الجو بوحدات منتظمة من التمدد الذي يحدث للزئبق في الترمومتر نتيجة للحرارة، ونقارن بين سلوك شخص ما وعينة من السلوك السائد في المجتمع .

ومن التعريف السابق للقياس النفسي يمكن تحديد عناصره بأنها:

 - خصائص نريد التعبير عنها كمياً.

-  وحدة معينة ذات قيمة رقمية ثابتة نستخدمها للتعبير الكمي عما نريد قياسه .

-  مقارنة ما يراد قياسه بالوحدة المستخدمة لمعرفة عدد الوحدات التي تعبر عن الخاصية المقاسة،  وتكون هذه المقارنة وفقاً لقواعد معينة

ويعد قياس السلوك الإنساني وسيلة لفهم الإنسان كفرد وكعضو فى المجتمع، فهو الوسيلة التي يمكن عن طريقها معرفة خصائص الأشخاص الذين يتعاملون معهم، من حيث قدراتهم وميولهم وانجازاتهم وما يمكن لهم أن ينجزوه، إلى غير ذلك من الصفات .وفيما يلي شكل يمثل موضوع القياس النفسي

ماذا نقيس؟

 

 

 

بين الأفراد

 

إننا نقيس الفروق

1-

في ذات الفرد

 

2-

بين الجماعات

 

3-

4-

بين المهن

 

 

 

شكل رقم (01): موضوعات القياس النفسي

1. الفرق بين القياس النفسي والمادي

الفرق بين القياس المادي والقياس النفسي

الإجابة عن هذا السؤال تقتضي التعرف على معنى ودلالة وطبيعة الخاصية النفسية والتربوية، ماذا نعني بمفهوم الذات، الثقة بالنفس، الدافعية، أو التحصيل الدراسي؟ وهل تختلف الخاصية النفسية والتربوية عن الخاصية المادية، وهل الإدراك والتعامل الحسي مع الخاصية أياً كانت شرط لوجودها من عدمه، ولو أخذنا بالتعامل الحسي مع الخاصية كشرط لوجودها من عدمه لانتفى وجود كثير من الخواص والصفات والظواهر، ذلك أنه في مجال علم النفس يصعب التعامل الحسي والمباشر كثير من الصفات والخصائص، فالذكاء لا يمكن رصده والتعامل معه بصورة حسية وما ينطبق على الذكاء ينطبق على الدافعية، الثقة بالنفس، الخوف، القلق...(الطريري، ع، 1997، ص06)، في حين العناصر والظواهر المادية والطبيعية ذات خصائص حسية يمكن رصدها والتعامل معها والتعرف عليها من خلال الحواس، وخاصية التعامل الحسي قد لا نجدها متوفرة في الصفات والظواهر النفسية.

إن التعامل مع الصفات والخصائص النفسية والتربوية يتم من خلال التعامل مع الآثار الناجمة عنها، فالذكاء سواء كان مرتفعا أو منخفضا تتضح آثاره على سلوك الفرد وحديثه والمصطلحات التي يستخدمها وتعامله مع الآخرين والتفاعل معهم، ولو قارنا بين شخص عادي في ذكائه وآخر يعتبر في عداد المتخلفين عقليا، فماذا يمكن أن نلاحظ؟ فالآثار الناجمة عن انخفاض مستوى ذكاء الفرد ستكون واضحة على كيفية كلامه وعلى طريقة مشيه ومحصوله اللغوي... إذن هذه بمثابة الآثار الناجمة والممكن توظيفها عند قياس الذكاء. والخصائص النفسية والتربوية يتم من خلال التعامل مع الآثار الناجمة عنها.

    وعند السؤال عن القلق ماهو؟ ما طبيعته ؟ ما ماهيته ؟ مثلا قد يكون من المستحيل وصفه بصورة حسية، إن كيف يمكن قياسه والحالة هذه؟ فعملية قياسه تتم بنفس الصورة التي ذكرناها حول الذكاء، إذ لابد من الاعتماد على الآثار المترتبة عليه، فالآثار المترتبة على القلق والدالة عليه كثيرة؛ منها ماهو سلوكي ومنها ماهو عقلي ومنها ما هو فيزيولوجي، فالآثار الناجمة عن القلق بصورة سلوكية تتمثل في كثرة الحركة وعدم الاستقرار في مكان محدد؛ مع تفريك الأصابع وشد الشعر، أما الآثار العقلية الناجمة عن القلق فيمكن القول أن تكون على شكل شرود الذهن وقلة التركيز، وعن الآثار الفزيولوجية قد تكون على شكل سرعة ضربات القلب، إفراز العرق بصورة كبيرة، وبرودة في الأطراف من الجسم، إذن من خلال الآثار الناجمة عن الصفة الدالة عليها يمكن الشروع في قياسها وذلك بمراعاة هذه الآثار والنواتج وأخذها في الاعتبار عند بناء وتطوير أداة القياس، إلا أنه لا يجب أن يسود الاعتقاد بأن الآثار الناجمة عن الظاهرة النفسية أو الدالة عليها فقط فما ذكرنا قد لا يعدو أن يكون نزرا يسيرا من الأمثلة عن الآثار المترتبة على القلق، لكن هناك من الآثار مالا يمكن ملاحظته أو الاستدلال عليه بصورة مباشرة (المرجع السابق، 10- 10 )،  يختلف القياس باختلاف الظاهرة المقاسة، ففي الفلك والفيزياء والكيمياء مثلا؛ يكون القياس أدق ما يمكن ولا يقبل بوجود أخطاء مهما صغرت، وذا انتقلنا إلى ميدان علم الأحياء، فإن القياس يصبح أقل دقة، لأن هناك عوامل مؤثرة أكثر عددا وقابليتها للتغير أكثر حدوثا، أما إذا انتقلنا إلى العلوم السلوكية فإن القابلية للتغير تكون أكثر، مما يجعل القياس أقل دقة، وأكثر عرضة للخطأ وتسامحا في قبوله، ويمكن أن نتجاوز عنه إذا كان لا يزيد عن 5 % ، إلا أنه يجب أن ننتبه إلى هذه الأخطاء وأسبابها، كي نستعمل أدوات القياس استعمالا ذكيا، ونفسر نتائجه تفسيرا صحيحا، ولهذا يقتضي أن نلم بخصائص القياس النفسي (معمرية، ب، 2002، ص 37) ، القياس النفسى أقل دقة من قياس الظواهر الطبيعية . وهذا معناه أننا لو قسنا ذكاء شخص ما ثم قسنا ذكاءه مرة ثانية بعد أسبوعين لما حصلنا على نفس الدرجة بل نحصل على درجة قريبة من الدرجة الأولى . إلا أن ذلك لا يحدث فى قياس الظواهر الطبيعية، فلم يحدث ( فى الظروف الطبيعية) أن تجمد الماء فوق الصفر أو تحت درجة (100) مهما كررنا عملية القياس . إن ذلك يرجع إلى أن الظاهرة النفسية تتأثر بالعديد من العوامل التى قد لا يمكن التحكم فيها مهما يستحيل معه الحصول على نفس التقدير عند قياسها أكثر من مرة . فعند قياس ذكاء الشخص للمرة الثانية يكون لألفته بالاختبار ودافعيته وعلاقته بالفاحص وظروفه الصحية وغير ذلك من العوامل التى تؤثر فى أدائه على الاختبار. ولذلك يسعى مصممو أساليب القياس إلى أن يتوفر غى أدواتهم خصائص معينة حتى يمكن تحقيق أقصى درجة من الدقة فى أدواتهم (شروط الاختبار الجيد) . ويوضح الشكل التالي رقم (02) باختصار خصائص القياسين: الفيزيائي والنفسي

القياس الفيزيائي

القياس النفسي التربوي

-       مباشر

-       غير مباشر

-       مطلق ومستقل

-       نسبي ومرتبط بغيره

-       أكثر ضبطاً ودقة

-       أقل ضبطاً ودقة

-       مقنن عالمياً (معير)

-       غير مقنن أو معير عالمياً

-       تتوفر وحدات محددة للقياس

-       لا تتوافر وحدات محددة للقياس

-       صدق الأدوات لا يشك فيها.

-       صدق الأدوات خاضع للشك.

 

 

 

 

 

1- ما الذي نقيسه ؟

إن القياس في علم النفس يتناول عددا كبيرا من المتغيرات والعمليات العقلية والاستجابات السلوكية التي تقع في مجال تخصص هذا العلم، وفيما يلي نذكر أهم ما ينصب عليه القياس في علم النفس:

1.1      قياس العمليات المعرفية:

 يقيس المتخصص في علم النفس الذكاء والقدرات العقلية ويميز بينها كميا تمييز دقيقا؛ فهو يقيس الذكاء ويميز فيه بين خصائصه المختلفة؛ فيميّز بين الذكاء اللفظي والذكاء الآدائي والذكاء الإجتماعي، ويميّز بين الذاكرة الحسية والذاكرة قصيرة المدى والذاكرة طويلة المدى، ويميّز بين التفكير التقريري والتفكير التغييري، كما يقيس قدرة الفرد على الاستدلال والتجريد والتعميم وتكوين المفاهيم وغيره (معمرية، ب، 2002، ص 38)

1.2      قياس السمات الشخصية:

يقيس السيكولوجي كذلك السمات المزاجية للشخصية، ليحصل على مقادير كمية لوجود هذه السمات، فيقيس سمات مثل التعاون السيطرة التوتر الانطواء العصابية الاجتماعية وغيرها

1.3      قياس المهارات الحركية: ويقيس السيكولوجي المهارات الحركية والدقة في أداء أعمال معينة أو السرعة الحركية (فرج، ص، 2007، ص91)

1.4     قياس الإضطربات النفسية والعقلية : ويقيس المختص النفسي أيضا مظاهر السلوك اللاسوي التي يبديها الفراد؛ فيقيس القلق والإكتئاب والوسواس القهري والفصام والبارانويا وغيرها

1.5      قياس الدافعية والاتجاهات والميول والقيم: يقيس السيكولوجي أيضا جوانب الدافعية عند الفرد كالدافع للإنجاز والدافع إلى العمل  والدافع للدراسة وغيرها، ويقيس السيكولوجي أيضا الاتجاهات نحو القضايا المختلفة كالاتجاه نحو العمل والاتجاه نحو الالتحاق بالدراسة الجامعية والاتجاه نحو الإنجاب وغيره ويقيس أيضا الميول المهنية والميول الدراسية ويقيس أيضا القيم ليتعرف على السائد منها والفروق بين الأفراد فيها كالقيم الدينية والقيم الخلقية  والقيم الاقتصادية وغيرها.

1.6     قياس التفكير الإبتكاري وحل المشكلات:  يتولى السيكولوجي أيضا قياس القدرات الإبتكارية وتحديد وجودها كميا، وكذلك الفروق بين الأفراد فيها: كالطلاقة والمرونة والأصالة والحساسية للمشكلات وغيرها، ويقيس أيضا استراتيجيات حل المشكلات؛ فيتعرف على الأساليب التي يسلكها مختلف الأفراد في سعيهم لحل المشكلات التي تعترضهم، والفروق بينهم في هذه الإستراتيجيات (معمرية، ب، 2002، ص 39-40).

يتناول القياس النفسي كل هذه العمليات، ويحاول أن يقيسها كميا مساهمة منه في تقديرها بشكل جيد وتحديدها بدقة أكبر، ولا يمكن للأخصائي النفسي أو المعلم أو أي باحث في هذا المجال تحقيق هذه الأهداف دون إخضاع هذه الظواهر للقياس الدقيق والموضوعي.

1-  لماذا نقيس السلوك والسمات النفسية والقدرات ؟

    رغم أن تكميم الخصائص المختلفة، أي التعبير عنها بالكميات، سمة مهمة من سمات التقدم العلمي إلا أنه لا يكفي أن نقول أننا نقيس السلوك والسمات والقدرات بهدف تحديدها كميا، فهذا التحديد الكمي ليس غاية في حد ذاته، ولكنه وسيلة تستخدم لخدمة أهداف بعيدة، ويمكن تحديد هدفين لعملية القياس بما تتضمنه من تكميم مقنن للوظائف والقدرات والسمات:

الهدف الأول: أن نقوم بتصنيف هذه الخصائص النفسية والتعرف على جوانبها والتغيرات ذات الصلة بها للوصول إلى القوانين التي تحكم سلوكنا وقدراتنا العقلية، ذلك أن عملية القياس في جوهرها عبارة ملاحظة مضبوطة نحصل من خلالها على معلومات كمية مقننة، ننتقل منها إلى تصنيف هذه الملاحظات وتنظيمها وفق أنساقا رياضية مختلفة تؤدي في نهاية الأمر إلى صياغة القانون العلمي؛ كما تؤدي من جانب آخر إلى الإيحاء بفروض مفسرة لجوانب جديدة أو التنبؤ في ضوء احتمالية إحصائية بمواقف جزئية لم تدخل في إطار أو نطاق الملاحظات الأولى التي استخدمت في صياغة القانون العلمي (فرج، ص، 2007، ص92) .

الهدف الثاني: استعمال نتائج القياس للحصول على معلومات محددة تفيد في توظيف العلم لصالح المجتمع، سواء على المستوى الجمعي أو على المستوى الفردي، فالسيكولوجي يواجه مطالب اجتماعية معينة من الضروري أن يقوم بها لتأدية دوره فهو مطالب أن يقيس الاستعدادات والقدرات والدوافع والقدرات والاتجاهات والميول والقيم، وسمات الشخصية والاضطرابات النفسية والعقلية لأنه مطالب بأن يساهم في وضع العامل المناسب في المهنة المناسبة، وأن يشكّل أفواجا دراسية متجانسة في الميول والقدرات، وأن يشخص حالات سوء التوافق من أجل تقديم العلاج والرعاية المناسبين، وأن يضع برامج للتدريب والتعلم فالسيكولوجي عليه أن يتواجد في المدرسة والعيادة والمصنع وفي كل المؤسسات الاجتماعية. (معمرية، ب، 2002، ص 41-42).

     يمثل الهدف الأول إذا مسار علم النفس الحديث؛ في سعيه للتعرف على قوانين السلوك والتفكير من خلال منحى الفروق الفردية، والمنحى الذي بدأ مبكرا من خلال أعمال فرنسيس غالتون   Galton وأعمال جيمس ماكين كاتل Cattell  والذي تدعّم بشكل حاسم من نظرية شارلز داروين Darwin.

  في حين يمثل الهدف الثاني في اتساعه العدد الكبير من الخدمات التي يقدمها القياس النفسي سواء في مجال قياس الذكاء أو القدرات النوعية الذي أصبح ضروري ومطلوبا سواء في المدرسة أو في عدد كبير من المجالات اختيار الأفراد، وقد أدى اتساع استخدام الاختبارات في هذه المجالات إلى التوصل إلى عدد من المحكات التشخيصية سواء للمتفوقين أو الموهوبين أو المتخلفين عقليا، وأصبح من الميسور الآن استخدام اختبارات القدرات العقلية في تشخيص حالات التخلف.

والهدف الأساسي استخدام اختبارات القدرات العقلية ومقاييس سمات الشخصية هو تقديم العون والإرشاد للأفراد في جميع المجالات التعليمية والصحية والاقتصادية، وتستخدم الاختبارات أيضا في تحديد مصادر وجوانب القوة والضعف في إمكانات الفرد؛ ليتمكّن من استثمار قدراته أو لتمكين المجتمع منى تقديم العون له سواء بوضعه في الفصل المناسب أو العمل المناسب أو الظروف المناسبة(فرج، ص، 2007، ص92)

2. خصائص القياس

خصائص القياس النفسي :

يتميز القياس النفسي بخصائص تميزه عن القياسات الاخرى نكر منها:

-      لا توجد طريقة واحدة لقياس أي بناء موافق عليها عالميا، وذلك لأن القياسات غير مباشرة وتعتمد على سلوكات يعتقد أنها مناسبة للبناء قيد الدراسة، فمن الممكن أن يتحدث منظرين اثنين عن البناء نفسه باستخدام أنواع مختلفة من السلوكات في تحديد البناء اجرائيا.

-      تعتمد القياسات النفسية عن عينات محددة من السلوك، ولتوفير عينة مناسبة من المجال السلوكي، فان تحديد عدد الفقرات وتباين المحتوى يعد أمرا ضروريا.

-      القياس الناتج معرض للخطأ دائما، وذلك لأن معظم القياسات النفسية تعتمد بالأساس على عينة محدودة من الملاحظات وتؤخذ عادة في وقت واحد فقط، فاذا تقدم الطلبة مثلا للاختبار نفسه مرتين متتاليتين، فمن غير المعتاد أن يحصلوا على الدرجات نفسها بسبب تأثير الموقف، والملل، والنسيان، (كرور، ج، الجينا، ج، 2009، ص 22) والتخمين، واهمال الإشارات (التعليمات) أو نسيانها، وفي حالة تقدمهم لصيغتين اختباريتين مختلفتين؛ فمن المحتمل أن لا تتشابه درجاتهم بسبب الاختلاف في المحتوى اضافة الى العوامل السالفة الذكر، وعدم التطابق في الدرجات قد يكون بسبب عينة المهام أو الأحداث المسببة للخطأ الموجودة في مجموعة الملاحظات أو القياسات المتوافرة.

-      عدم وجود وحدات محددة بالضبط على المقياس يؤدي الى مشكلة أخرى، فهل حقيقة أن المفحوص الذي لا يستطيع الاجابة على أي فقرة اختبارية في القمة الطويلة مثلا يعني أن درجة سيطرته على هذه المهارة = 0 ؟ وان أجاب الطالب أ على 5 فقرات والطالب ب على 10 فقرات و الطالب ج على 15 فقرة اجابة صحيحة؛ هل يمكننا الافتراض أن فرق الكفاية بين الطالب أ وب هو الفرق نفسه بين ب وج؟ وهل يكون انتشار الطلبة الثلاثة متساو على متصل القدرة التي يقيسها الاختبار؟ ان تحديد خصائص التدريج واشتقاق وحدات القياس، وتفسير القيم المشتقة منه تعد قضايا معقدة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند تطوير أية أداة نفسية واقتراح نظام للتصحيح واعطاء الدرجات.

-      لا يجب  تحديد الابنية النفسية بصيغة اجرائية فقط ولكن يجب تبيان علاقاتها مع الأبنية الأخرى أو الظواهر الملاحظة، ومع أن القياس النفسي يعتمد على الاستجابات الظاهرة أو الملاحظة فإن معناه يكون قليلا أو عديم الفائدة حتى يتم تفسيره في ضوء البناء النظري الذي يقع ضمنه، ولهذا السبب شدّد كل من لورد ونوفيك (1968) على أهمية تحديد الابنية المتضمنة في القياس النفسي على مستويين إثنين هما :

-      الأول: كما لاحظنا؛ فانه يمكن تعريف البناء من خلال السلوك الملاحظ، وهذا النوعمن التعريف يحدد الكيفية التي تجري بوساطتها عملية القياس.

الثاني: يمكن تعريف البناء من خلال العلاقة المنطقية أو الرياضية مع الابنية الأخرى ضمن الاطار النظري وهذا النوع من التعريفات يزودنا بأساس في تفسير القياس الناتج، وإن كان من غير الممكن إثبات مثل هذه العلاقة تجريبيا فإن القياس الناتج لا قيمة له، فالحصول على أدلة تبين كيفية ارتباط قياس نفسي بقياس أبنية أخرى أو أحداث في العالم الواقعي، يبقى التحدي الأساسي في تطوير القياس.(كرور، ج، الجينا، ج، 2009، ص 23) 

- القياس النفسى هو تقدير كمى لبعد من أبعاد السلوك، فنحن باستخدامنا للقياس النفسي نحصل على درجات تعبر عن مستوى التلاميذ فى التحصيل أو القدرات العقلية أو غيرها من الصفات، فالتقدير الكمى شرط ضرورى، وإلا لما سمى بقياس، وهو فى ذلك يشترك مع سائر أنواع القياس الأخرى .

- لا يكون للدرجة التى يحصل عليها الفرد على الاختبار النفسى معنى فى ذاتها . بل لابد من مقارنتها بمعيار يكسبها معنى تفهم فى إطاره. والمعيار أساس للحكم مستمد من الخاصية ذاتها . فما معنى القول بأن نسبة ذكاء طفل هى ( 100). وأن الدرجة فى ذاتها ليست لها معنى، ولكن لكى يكون لها معنى لابد من مقارنتها بمعيار (أساسى للحكم) مستمد من طبيعة الذكاء وتوزيعه . وبذلك يمكن تحديد مستوى ذكاء الفرد.

- القياس النفسى قياس غير مباشر فنحن لا نستطيع قياس الذكاء أو التحصيل أو أى صفة نفسية أخرى بطريق مباشر . مثلما نقيس طول الأفراد أو زنهم . ويشبه القياس النفسى فى ذلك قياس بعض الظواهر الطبيعية، مثل قياس الحرارة، فنحن لا نقيس الحرارة إلا عن طريق أثرها على عمود من الزئبق أى نقيسها بطريق غير مباشر .

- القياس النفسى قياس نسبى وليس مطلقاً، وذلك نتيجة لعدم وجود الصفر المطلق المعروف فى القياس المادى . فالمعايير التى نستخدمها فى القياس النفسى مستمدة من السلوك الملاحظ لجماعة معينة من الأفراد تحت ظروف معينة . وهذا يعنى أن معنى تفسير الدرجة التى يحصل عليها الفرد فى أى اختبار نفسى لايتم إلا بمقارنتها بالمعايير المستمدة من الجماعة التى ينتمى إليها الفرد .

- توجد أخطاء فى القياس النفسى شأنه فى ذلك شأن القياس فى أى ميدان من ميادين العلوم الطبيعية . وهذه الأخطاء قد ترجع إلى الفاحصين أو أدوات القياس أو عدم الاتفاق حول ما يقاس .

- القياس النفسى مجرد وسيلة، وليس غاية فى حد ذاته، فهو مفيد بالقدر الذى يساعد به المدرسين والمرشدين والمديرين وغيرهم على تحسين أعمالهم وتطويرها، وبالقدر الذى يساعد به على فهم السلوك الإنسانى .

- القياس النفسى عزل للخصائص والسمات .فالسمات لا توجد بمعزل بعضها عن بعض فى الطبيعة بل توجد متشابكة متداخلة فالذكاء  يتداخل مع النضج الاجتماعى والتحصيل الدراسى والنضج الجسمى وغير ذلك.وبالتالى فلقياس الذكاء لابد من عزله عن غيره من السمات بحيث تكون التقديرات التى نصل إليها دقيقة فى تعبيرها الكمى عن الذكاء دون غيره من السمات.

- لا توجد وحدة قياس واحدة واحده معينة ثابتة القيمة متفق عليها تستخدم فى قياس السمات المختلفة . فجميع الأطوال تقاس باستخدام السنتيمتر كوحدة للقياس . وجميع الأوزان تقاس باستخدام الجرام كوحدة للقياس . ويمكن لا تستخدم جميع اختبارات الذكاء وحدة معينة ثابتة القيمة،فقد تكون الوحدة هى الشهر أعدد النقاط التى يحصل عليها المفحوص وفقاً لقواعد معينة . وعدم الاتفاق على وحدة معينة للقياس يزيد من نسبية القياس النفسى من ناحية، ومن ناحية أخرى لا يساعد على مقارنة أداء فرد واحد على اختبارين مختلفين مقارنة دقيقة مباشرة ذكاء الطفل كما يقاس باختبار وكسلر، وذكاؤه كما يقاس باختبار كاتل للذكاء .

- القياس النفسى أقل دقة من قياس الظواهر الطبيعية . وهذا معناه أننا لو قسنا ذكاء شخص ما ثم قسنا ذكاءه مرة ثانية بعد أسبوعين لما حصلنا على نفس الدرجة بل نحصل على درجة قريبة من الدرجة الأولى . إلا أن ذلك لا يحدث فى قياس الظواهر الطبيعية، فلم يحدث ( فى الظروف الطبيعية) أن تجمد الماء فوق الصفر أو تحت درجة (100) مهما كررنا عملية القياس . إن ذلك يرجع إلى أن الظاهرة النفسية تتأثر بالعديد من العوامل التى قد لا يمكن التحكم فيها مهما يستحيل معه الحصول على نفس التقدير عند قياسها أكثر من مرة . فعند قياس ذكاء الشخص للمرة الثانية يكون لألفته بالاختبار ودافعيته وعلاقته بالفاحص وظروفه الصحية وغير ذلك من العوامل التى تؤثر فى أدائه على الاختبار. ولذلك يسعى مصممو أساليب القياس إلى أن يتوفر غى أدواتهم خصائص معينة حتى يمكن تحقيق أقصى درجة من الدقة فى أدواتهم (معمرية، ب، 2002، ص 37-39).

مما سبق يتضح  أنه عندما نصبح فى موقف يطلب فيه قرار بالنسبة لفرد ما، وذلك للحسم فى تشكيل مستقبله أو تحديد مصيره، فإن للاختبارات النفسية دوراً هاماً للغاية، ويجب أن لا يكون أبداً الدور الوحيد أو الحاسم، فلابد أن نتذكر أن هناك معايير للمجتمع، تختلف من مجتمع لآخر، وأن هناك حدوداً لثبات المقاييس، وأن صدق المقاييس ليس حاسماً وقاطعاً فى كل المجالات وكل هذه الأمور تجعلنا لا نستخدم القرار الذى ينبني على نتائج مقياس واحد أو حتى عدد من المقاييس، باعتباره قرار حاسماً لا يأتيه الشك أو الباطل .

  أخطاء القياس:

مهما حاول القياسيون النفسيون أن يكونوا دقيقين في القياس؛ إلا أنهم لا ينجون من الوقوع في الخطأ؛ وهذه الأخطاء؛ وهذه الأخطاء بعضها خارج عن إرادتهم؛ ومن الضروري أن يكونوا على وعي بهذه الأخطاء قبل قيامهم بالقياس كي يحدوا منها وكذلك ليخلصوا منها الدرجات التي يحصلون عليها بوساطة الطرق الإحصائية، أو تؤخذ بعين الاعتبار عند تفسير هذه الدرجات، فكل درجة (على مقياس ما) إنما تتكون من درجتين هما الدرجة الحقيقية والدرجة التي تعود إلى الخطأ.

الدرجة الكلية = الدرجة الحقيقية + الدرجة التي تعود إلى الخطأ (عبد الرحمن، س، 1998، ص 73) ويمكن أن نميّز بين مجموعة من الأخطاء الشائعة في عملية القياس:

1-   الخطأ الثابت : Systematic Error   هو نوع من الخطأ يعود إلى المقياس في حد ذاته ويتكرر بصفة منتظمة وله نفس التأثير على كل درجة على هذا المقياس، فإذا كان هناك خطأ في تدريج مسطرة لقياس الأطوال بحيث توجد زيادة بمقدار ½ سم في هذا التدريج أصبح من السهل علينا معرفة الدرجة الحقيقية (الطول الحقيقي) لكل ما يراد قياس طوله بطرح ½ سم من الدرجة الظاهرية أو القياس الظاهري لطول شيء ما، ومن ثم فإن الخطأ- إذا عرفنا مقداره- فإنه لا يشكل مشكلة هامة بالنسبة إلى عملية القياس (المرجع السابق، ص 73). وأخطاء القياس المنتظمة ترجع أيضا إلى متغيرات غير التي نحن بصدد قياسها؛ وهي مرتبطة عادة بالذكاء العام والوسط العائلي والثقافي للفرد وبخصوصيات ذاتية ينفرد بها، كما أنها ترتبط بدرجة دقة وصلاحية ومصداقية الاختبار بالإضافة إلى ظروف إجرائه وتصحيحه . (غريب، ع، 2006، ص 591)

2-   خطأ القياس:     Measurement Error هو الخطأ الناتج عن استخدام الدرجة الظاهرية في القياس بدلا من الدرجة الحقيقية وهو نوع من الخطأ يحتاج إلى معالجة خاصة للتحكم فيه. (عبد الرحمن، س، 1998، ص 73)

3-   خطأ الصدفة أو العشوائية: وترتبط بعوامل طارئة وغير مستقرة والتي تلازم العناصر البشرية وبعض العناصر المادية أحيانا، ومن بين هذه العوامل نذكر على الخصوص المرض والعياء  الحقيقيين وكذا درجة الاستعداد والتحفيز والقلق المزمن بالإضافة إلى أعطاب تقنية ...خاصة بظرفية الاختبار . (غريب، ع، 2006، ص 591)، وهذه الأخطاء العشوائية هي التي يلغى بعضها البعض الآخر؛ وخاصة إذا كان حجم العينة كبيرا، فالدرجة الحقيقية (المخلصة من الأخطاء) هي التي تعبر عن قدرة (السمة) الفرد الفعلية على البعد الذي يتم قياسه فيه. (عبد الرحمن، س، 1998، ص 74)

تنجم هذه الأخطاء عن ما يلي:

  • لا توجد طريقة واحدة للقياس: وذلك لأن هذه القياسات غير مباشرة وتعتمد على سلوكات يعتقد أنها مناسبة للبناء قيد الدراسة؛ فمن الممكن أن يتحدث منظرين اثنين عن البناء نفسه باستخدام أنواع مختلفة من السلوكات في تحديد البناء إجرائيا.(كرور، ج، الجينا، ج، 2009، ص 22)
  • عدم ثبات الظاهرة السلوكية: معظم ما نقيس في ميدان علم النفس ديناميكي؛ أي متقلب متغير، فالشخص الذي نقيس أداءه أو سمة من سماته؛ كل ساعة هو في شأن؛ ففي البداية يكون في حالة نفسي جيدة، ولكن بعد ساعة قد يشعر بمغص، وبعد قليل قد يشعر بالتعب أو الملل أو الضجر أو الخوف، أو يفقد اهتمامه وتنخفض دافعيته، ويتأثر أيضا بدرجة الحرارة والإضاءة والتهوية ... فالسلوك البشري في حالة تغيّر مستمر، ولذا فإن القياسيين النفسيين يأخذون عدة قياسات ثم يستخرجون متوسطها واعتباره أقرب إلى الأداء الحقيقي، أما الفرق بين متوسط القياسات وأي قياس منها يعتبر خطأ في القياس. (معمرية، ب، 2002، ص 43)
  • تعتمد القياسات النفسية على عينات محددة من السلوك: إن أية محاولة لقياس السمة أو القدرة يتم من خلال عينة من السلوك، فمثلا لا يمكن تعريض الطلبة لميع المسائل الممكنة في القسمة الطويلة، ولتوفير عينة مناسبة من المجال السلوكي؛ فإن تحديد عدد الفقرات وتباين المحتوى يعد أمرا ضروريا. (كرور، ج، الجينا، ج، 2009، ص 22)، كما أن هذا القياس يتم غالبا من خلال عينة من المبحوثين، كون قياس جميع أفراد المجتمع يعد ضربا من ضروب المستحيل وهدرا للوقت والجهد والمال.
  • عدم حساسية أدوات القياس: بعض أدوات القياس أكثر دقة من بعضها الآخر، والاختبار الذي يصممه خبير مدرب أكثر حساسية لما يقيس من اختبار وضعه فاحص لا يدري عن القياس شيئا. (معمرية، ب، 2002، ص 43)
  • عدم وجود وحدات محددة بالضبط على المقياس: فهل حقيقة أن المفحوص الذي لا يستطيع الإجابة على أية فقرة إخبارية في القسمة الطويلة مثلا يعني أن درجة سيطرته على هذه المهارة = صفر؟ وإن أجاب هادي على 5 فقرات ويوبا على 10 فقرات وأمين على 15 فقرة إجابة صحيحة، هل يمكننا الافتراض أن فرق الكفاية بين هادي ويوبا هو الفرق نفسه بين يوبا وأمين؟ وهل يكون انتشار الطلبة الثلاث متساوٍ على متصل القدرة التي يقيسها الاختبار؟ إن تحديد خصائص التدريج واشتقاق وحدات القياس، وتفسير القيم المشتقة منه تعد قضايا معقدة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند تطوير أية أداة نفسية واقتراح نظام للتصحيح وإعطاء الدرجات. (كرور، ج، الجينا، ج، 2009، ص 23)
  • خطأ الملاحظة: تختلف دقة الملاحظة من شخص إلى آخر؛ فلو طلبنا من عدة أفراد قياس طول فرد آخر، فإنهم يعطوننا أطولا مختلفة؛ مع العلم أن أداة القياس واحدة لم تتغير؛ وكذا الفرد موضوع القياس، فتأتي الأطوال كما يلي: 150.00، 150.50، 150.40، 150.45...وهذه الفروق في القياسات ممكنة الحدوث لدى الشخص نفسه إذا قام بالقياس عدة مرات . (معمرية، ب، 2002، ص 44)
  • لا يجب تحديد الأبنية النفسية بصيغة إجرائية فقط : ولكن يجب تبيان علاقاتها ممع الابنية الأخرى أو الظواهر الملاحظة، ومع أن القياس النفسي يعتمد على الإستجبات الظاهرة أو الملاحظة فإن معناه يكون قليلا أو عديم الفائدة حتي يتم تفسيره في ضوء البناء النظري الذي يقع ضمنه، ولهذا السبب شدّد كل من لورد ونوفيك (1968) على أهمية تحديد الأبنية المتضمنة في القياس النفسي على مستويين اثنينهم:

1-      يمكن تعريف البناء من خلال السلوك الملاحظ وهذا النوع من التعريف يحدد الكيفية التي تجري بوساطتها عملية القياس.

2-      يمكن تعريف البناء من خلال العلاقة المنطقية أو الرياضية مع الأبنية الاخرى ضمن الإطار النظري، وهذالا النوع من التعريفلا يزودنا بأساس في تفسير القياس الناتج، وإن كان من غير الممكن إثبات مثل هذه العلاقة تجريبيا فإن القياس الناتج لا قيمة له، فالحصول على أدلة تبين كيفية ارتباط قياس نفسي بقياس أبنية أخرى أو أحداث في العالم الواقعي، يبقى التحدي الأساسي في تطوير القياس . (كرور، ج، الجينا، ج، 2009، ص 23)