التوجيه والإرشاد النفسي: سيرورته ومفهومه

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: التوجيه والإرشاد التربوي
Livre: التوجيه والإرشاد النفسي: سيرورته ومفهومه
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Sunday 25 August 2024, 12:47

Description

تمهيد:

مع أن استخدام التوجيه والإرشاد كان متداولا منذ أمد بعيد حتى في عصور ما قبل الثقافة الأولى أو ما قبل العلم، حيث كان الإنسان يطلب المساعدة من أخيه الإنسان فيستشير ويستشار في الأمر، ويقدم النصح في أمور الحياة العامة، إلا أن مكانة وطبيعة هذا المفهوم آنذاك هي إرشاد لا غير، ولم تكن علاقة مهنية، ولم يكن علميا بالصورة التي عليها الآن لتطوره ابيستيمولوجيا وإمبيريقيا وهيكليا ومهنيا، حتى أصبح هذا الميدان يشمل جميع مجالات الحياة بفضل تشعب مجالاته لتغطي جميع مراحل التطور الإنساني، كما لا تكاد تخلو أي معرفة من الخدمات التخصصية التي يقدمها هذا العلم، وقد مر التوجيه والإرشاد النفسي بعدة مراحل تمثلت في الأتي:

1- التطور التاريخي للتوجيه والإرشاد النفسي:

1-1- مرحلة التركيز على التوجيه المهني: كانت حركة التوجيه المهني التي بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة الكساد الاقتصادي في الثلاثينيات تمثل مهد حركة التوجيه والإرشاد. فقد نشأ التوجيه المهني على يد"فرانك بارسونــــزF.Parsons " وكان يدور حول إيجاد وسائل يمكن بها وضع الرجل المناسب في المهنة المناسبة، وكان الإرشاد في تلك الفترة يعتبر أسلوبا معاونا في جمع المعلومات عن الفرد وعن المهنة والتوفيق بينهما، (ملحم،2007، 24)، وهذا ما أوضحه بارسونز في كتابه المعروف (اختيار مهنةChoosing a vocation ) الذي نشر سنة 1909، وتتلخص هذه الأفكار في مبدأين أحدهما- التأكيد على دراسة الفرد بهدف التعرف على قدراته وإمكانياته واستعداداته وميوله، والثاني العمل على تزويد الفرد بالمعلومات الصحيحة والكافية عن المهن المختلفة، وطبيعة متطلبات كل مهنة من هذه المهن، بهدف مساعدة الفرد على اختيار المهنة التي تتلائم وظروفه وإمكانياته واستعداداته وميوله (الحلبوسي وآخرون، 2002، 16).

1-2- مرحلة التركيز على التوجيه المدرسي: واتجه التفكير بعد ذلك إلى تركيز التوجيه المهني على توجيه الطلبة في المدارس وكذلك إلى الطبيعة التربوية لعملية الإرشاد. واكتشف العاملون في مجالات التوجيه والإرشاد الهوة الفاصلة بين ما يتعلمه الطلبة في مدارسهم وما يواجهونه في حياتهم العملية بعد ذلك، مما أكد على ضرورة سد هذه الثغرة. فأصبح ينظر إلى التربية على أنها نوع من أنواع التوجيه، فالتوجيه التربوي هو توجيه من أجل الحياة(ملحم، 2007، 25). وقد كانت أول محاولة جادة بشأن التوجيه التربوي كانت عام(1914م) حين نشر كيلي(Truman, L.Kelley) رسالة عن الإرشاد التربوي بجامعة كولومبيا، ضمنها الهدف منه، وهو مساعدة الطالب في اختيار نوع الدراسة الملائمة له وفقا لاحتمال نجاحه فيها، وفي مقال آخر له عام(1918م) رأى أن التوجيه التربوي هو الجهد المقصود الذي يبذل في سبيل تنمية الفرد من الناحية العقلية، ورأى أن كل ما يرتبط بالتدريس أو التعليم يمكن أن يوضع تحت التوجيه التربوي، وفي كتابه الذي نشر عام(1932م) بعنوان"التربية كتوجيه" يرى أن هناك فرقا بين عبارتي التربية كتوجيه والتوجيه التربوي، إذ قصد بالأولى ضرورة توجيه الطلبة في جميع الأنشطة التي يقومون بها، أما الثانية فقصد بها ناحية محددة من التوجيه تهتم بنجاح الطالب في حياته المدرسية(الخطيب،2009، 28).

1-3- مرحلة التركيز على حركة القياس النفسي:

ومن العوامل التي ساعدت في نمو وتطور التوجيه والإرشاد النفسي تطور حركة القياس النفسي حيث كان لحركة القياس النفسي ودراسة الفروق الفردية بين الأفراد وبناء الاختبارات والمقاييس النفسية اثر كبير في تطور التوجيه والإرشاد. فابتكر الفريد بينيهAlfred Binet (1875-1911) أول مقياس عملي للذكاء...كما كان لظهور المقاييس الخاصة بالشخصية في فترة تالية أثر بالغ في نمو وتطور عملية التوجيه والإرشاد النفسي، لما لهذه الاختبارات من أهمية للأخصائيين العاملين في مجال التوجيه والإرشاد  في دراسة شخصية المسترشد وسلوكه دراسة موضوعية وتشخيص اضطراباته النفسية وتقديم خدمات التوجيه والإرشاد النفسي الملائمة له.(ملحم،2007، 25)

1-4- مرحلة التركيز على التوافق والصحة النفسية: أما هذه الحركة فقد كان لها تأثيرها الواضح على مجال الإرشاد، وإضفاء الصفة العلمية عليه في البحث والممارسة، حيث أصبح الإرشاد يهتم بالصحة النفسية بوجه عام للأسوياء وغير الأسوياء، أيا كان موقعهم في مرحلة النمو أو في المجال المهني، كما ازداد اهتمام الإرشاد بفهم الفرد، سعيا لتحقيق توافقه وتكيفه مع مجتمعه المتغير والمتطور سواء على مستوى الأسرة أو العمل أو الدراسة(المالكي،2005، 16).

لقد شهدت فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية تطورا متسارعا وطفرة نوعية في ميدان التوجيه والإرشاد، إن في مستوى التأصيل النظري بميلاد مقاربات واتجاهات حديثة مستفيدة من عيوب الأطر والمرجعيات الكلاسيكية، وإن في مستوى تراكم الأساليب والفنيات الإرشادية المنتمية لنظرية بعينها، وإن في مستوى المزاوجة بين أطر أخرى ذاتية وموضوعية التأسيس، وإن في مستوى قوة ونوعية الأساليب المنهجية والإحصائية المستخدمة في تحديد المشكلات والاضطرابات النفسية للفرد، مكن ذلك من  فهم أوسع لأغوار النفس البشرية ومن تحقيق أكبر قدر من الثقة والموضوعية في النتائج المتوصل إليها مبشرة بإمكانية تعميمها. ولعل من بين هذه الإسهامات الفكرية في هذا الميدان ما جاء به الفكر الوجودي والإنساني...حيث أصدر كارل روجرزK.Rogers  كتابه المعنون " علم النفس الإرشادي والعلاج النفسي" سنة (1942)، كما كتب عام (1951) "العلاج المتمركز حول العميل". ومن إسهامات الاتجاه الإنساني ما طرحه إبراهام ماسلو I.Maslow ضمن ما يعرف بهرم الحاجات الإنسانية مؤكدا على أن للفرد حاجات فسيولوجية ونفسية يحتاج لإشباعها وتعمل كمحرك ودافع للسلوك...وبهذا أصبح التوجيه والإرشاد النفسي نسقا أساسيا ضمن أنساق الفعل التربوي ومجهود يعمل على تحقيق العافية الكلية للمتمدرس بجعله يتحمل المسؤولية الكاملة لإتمام مشروعه المدرسي ونضجه المهني، وأكثر قدرة على مواجهة الضغوطات والمواقف الصعبة، وتدريبه على اكتساب مهارات الحياة لجودة الحياة في جميع مراحل التعليم.

 

2- مفهوم التوجيه والإرشاد التربوي

2-1- مفهوم التوجيه التربوي:

- تعرف الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA,2015,476التوجيه بأنه: النصح وتقديم المشورة بالتعاون مع المسترشد، وغالبا ما تستخدم البيانات الشخصية والمقابلات والاختبارات النفسية المساعدة على ذلك.

- ويعرف بركات التوجيه بأنه: مجموعة من الخدمات التي تهدف لمساعدة الفرد على أن يفهم نفسه ويفهم مشاكله وأن يستغل إمكانياته الذاتية من قدرات ومهارات واستعدادات وميول، وأن يستغل إمكانيات بيئية فيحدد أهدافا تتفق وإمكانياته من ناحية وإمكانيات هذه البيئة من ناحية أخرى نتيجة لفهم نفسه وبيئته ويختار الطرق المحققة لها بحكمة وتعقل فيتمكن بذلك من حل مشاكله حلولا عملية تؤدي إلى التكيف مع نفسه ومجتمعه فيبلغ أقصى ما يمكن بلوغه من النمو والتكامل في شخصيته(أبو حماد،2014، 08).

- ويشير الشناوي(1994) بصفة عامة إلى أن التوجيه هو مساعدة تقدم للأفراد لاختيار ما يناسبهم على أسس سليمة وذلك لتحقيق التوافق في المجالات المختلفة للحياة(الزعبي،2005، 16)

- ويخلص الزعبي إلى أن التوجيه هو عملية بناءة تهدف إلى مساعدة التلاميذ والطلاب على فهم أنفسهم فهما صحيحا، بحيث يمكنهم ذلك الفهم من رسم الخطط المستقبلية التي تساعدهم في اختيار نوع الدراسة المناسبة لهم والاستمرار والنجاح فيها، وحل المشكلات التي تعوق توافقهم من أنفسهم ومع الآخرين من أجل تحقيق أهدافهم التي يسعون إليها(الزعبي، 2005، 16)

- وتعرف(الحريري والإمامي،2011، 21) التوجيه بأنه: عملية منظمة تقوم على التخطيط السليم وتحديد الأهداف المراد تحقيقها في مساعدة الطالب على فهم ذاته وإدراك ما يواجهه من صعوبات ومشاكل عن طريق التفاعل الإيجابي معه، وتقديم المساعدة اللازمة التي تدفعه لأن يسخر كل إمكانياته واستعداداته لخدمة أغراضه وشق طريقه في الحياة بما يحقق السعادة والرضا له ولمجتمعه.

ومن خلال هذه التعاريف يمكن أن نعرف التوجيه التربوي بأنه: عملية مهنية تقوم على مساعدة المتعلم لأجل تحقيق ذاته، وتعريفه بما لديه من قدرات وإمكانيات واستعدادات، وتبصيره بمواطن القوة والضعف في شخصيته، ومساعدته للتغلب على المشكلات النفسية والدراسية والاجتماعية والمهنية التي تعترضه، لتحقيق أكبر قدر ممكن من التوافق والنضج بما يتلاءم مع ميوله وقدراته، للوصول إلى العافية الكلية لديه.

2-2- مفهوم الإرشاد التربوي

2-2-1- الدلالة اللغوية لمصطلح للإرشاد:

أشارت القواميس العربية إلى مفهوم الإرشاد ففي المعجم الوسيط: يقال فلان أرشد فلان بمعنى هداه ودله، والمرشد يعني: الواعظ (إبراهيم، مصطفى وآخرون، 1982، 346) ، وإلى مثل ذلك ذهب ابن منظور في لسان العرب حيث جاء أن: الرشد والرشد والرشاد: نقيض الغي. رشد يرشد رشدا ورشادا وهو نقيض الضلال إذا أصاب وجه الأمر المطلق.(ملحم،2014،60)، وإلى مثل ذلك أيضا أشار قاموس أكسفورد إلى أن الإرشاد يعني تقديم النصح(Oxford,2010,181)

فالإرشاد إذن يعني إتباع الطريق الصحيح والسلوك الصحيح وهو يعني إسداء النصح للآخرين والهداية إلى السلوك الأمثل.

2-2-2- الدلالة الاصطلاحية للإرشاد النفسي التربوي:

التعاريف الاصطلاحية الإرشاد النفسي هي الأخرى كثيرة ومتنوعة ولكنها في مجملها تشير إلى شيء واحد وهو المساعدة، مساعدة المتمدرسين ومعاونتهم على حل المشكلات الأكاديمية والمهنية والشخصية التي تواجههم، ويرجع سبب تعدد التعريفات واختلافها إلى كثرة النظريات والعلماء فيها، فكل عالم أو مدرسة نفسية تحاول تقديم مفهوم للإرشاد بما يناسب مرجعيتها النظرية، النفسية أو التربوية، فمنها ما يركز في تعريف الإرشاد النفسي بدلالة المبادئ والأساليب كالجمعية الأمريكية لعلم النفس حيث تعرف الإرشاد بأنه: دراسة الفرد وفق مبادئ وأساليب دراسة السلوك الإنساني خلال مراحل نموه المختلفة، وتقديم خدمات لتنمية الجانب الإيجابي في شخصية المسترشد لتحقيق التوافق لديه، وبهدف اكتساب مهارات جديدة تساعد على تحقيق مطالب النمو والتوافق مع الحياة كالقدرة على اتخاذ القرار، ويقدم الإرشاد لجميع الأفراد في المراحل العمرية المختلفة وفي المجالات المختلفة، كالأسرة، والمدرسة، والعمل(العزة،2006، 12).

ومنها ما يركز في تعريفه بدلالة النتائج والأهداف كما تعرّفه المالكي بأنه: ممارسة مهنية متخصصة تتضمن تطبيق مبادئ ونظريات علم النفس في تعديل سلوك المسترشدين بهدف مساعدتهم على تحقيق أقصى إشباع ممكن لحاجاتهم وفق إمكاناتهم الشخصية ومعايير المجتمع(المالكي،2005، 13).

كما تعرف الجمعية الأمريكية للإرشاد(ACA) الإرشاد النفسي بأنه: علاقة مهنية تمكن مختلف الأفراد والأسر والمجموعات بالتمتع بالصحة النفسية، والعافية، والتعليم، والأهداف المهنية(Mclead,2013,07)

وهو ما يعني أن الإرشاد النفسي عبارة عن علاقة مهنية بين مرشد ومسترشد قائمة على المبادئ والقوانين والأساليب المستمدة من النظريات النفسية، الغرض منها مساعدة المسترشد على تعديل سلوكه وتنمية الجانب الإيجابي في شخصيته وإشباع حاجاته المتنوعة للوصول به إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من النجاحات العلمية والعملية.

ومنها ما يركز في تعريفه بدلالة العوائق والصعوبات كتعريف الجمعية الأمريكية لعلم النفس(APA,2015,259) الحديث للإرشاد النفسي بأنه: مساعدة مهنية لمعالجة المشكلات الشخصية، بما في ذلك المشكلات العاطفية، والسلوكية، والمهنية، والزواجية، والتعليمية، وإعادة التأهيل، ومشكلات الحياة المختلفة، ويستخدم المرشد تقنيات مختلفة مثل: الاستماع الفعال، والتوجيه، والنصح، والتوضيح، وإدارة الاختبارات.

ويعرف كوتلر و براون (Kottler & Brown)، الإرشاد النفسي بأنه: نشاط... للعمل مع الأفراد العاديين نسبيا الذين يعانون من مشاكل التنمية أو التكيف.( Flanagan & Flanagan,2004,07 )

كما يرى مرسي بأن الإرشاد النفسي: يهتم  بالفرد السوي لمساعدته في التغلب على مشكلاته التي تواجهه والتي لا يستطيع أن يتغلب عليها بمفرده، والإرشاد يهتم بالفرد وليس بالمشكلة التي يعاني منها باعتبار أنه يستطيع أن يعالج مشكلاته إذا لم يكن مضطربا انفعاليا(الزعبي، 1994،16).

كما عرّفه منسي بأنه:عملية تشمل كل الجوانب التي تهم الطالب والتي تهتم بالمشكلات التي تتطلب تدخل ذوي الاختصاص لمساعدة الطالب على فهمها سواء كانت مشكلات أكاديمية أو شخصية أو اجتماعية(منسي وآخرون،2002، 361).

 وهو ما يعني أن الإرشاد النفسي التربوي عبارة عن عملية تشمل جميع جوانب شخصية المتمدرس، تقوم على تشخيص لنوعية المشكلات التي يعاني منها، على المستوى الانفعالي والعقلي والاجتماعي، والعمل على إكساب المتمدرس مهارات حل المشكلات، والوصول به لتحقيق التوافق النفسي والتفوق الدراسي.

ومنها ما يركز على أهدافه كتعريف روجررRogers)) حيث يعرفه بأنه عملية تغيير تستهدف إزالة العوائق الانفعالية للفرد تسمح له بالنضج والنمو وإطلاق طاقاته وصولا إلى تحقيق الصحة النفسية لذلك الفرد(الحلبوسي وآخرون، 2002،39)

وإلى مثل ذلك ذهب ملحم في تعريفه للإرشاد بأنه: عملية بناءة تستهدف مساعدة الفرد في أن يفهم ذاته ويعرف خبراته ويحدد مشكلاته في ضوء معرفته وتدريبه كي يصل إلى تحقيق الأهداف المأمولة.

فالإرشاد النفسي يرمي إلى مساعدة الفرد على تحقيق:

- فهمه لذاته عن طريق إدراكه لقدراته ومهارته واستعداداته.

- فهمه للبيئة التي يعيش فيها.

- فهمه للمشكلات التي تواجهه.

- استغلاله لإمكانياته الذاتية وإمكانيات بيئته.

- أن يتكيف مع نفسه ومع مجتمعه فيتفاعل معه تفاعلا سليما.

- أن يستخدم ما لديه من إمكانات واستعدادات وإمكانات بيئية ويوظفها أحسن توظيف(ملحم،2007،53).

وهو ما يعني أن الإرشاد النفسي هو عملية موجّهة غايتها مساعدة المتمدرس للوصول إلى تحقيق أهدافه، وأن أهدافه مرتبطة عمليا بالأهداف العامة للإرشاد والتي نجد من بينها الوصول بالمتمدرس إلى تحقيق ذاته دراسيا عن طريق مساعدته لتحقيق للنجاح في حياته الدراسية والمهنية.

ومن خلال هذه التعاريف يمكن القول أن الإرشاد النفسي هو: عملية بناءة مخططة ومنظمة يقوم بها المرشد ضمن الإرشاد الفردي أو الجمعي مستفيدا من الأطر والمفاهيم والفنيات التي جاءت بها النظريات النفسية المختلفة، بهدف مساعدة المتمدرس لتبصيره بذاته وفهمه لمشكلاته والتغلب عليها، في مستوياتها الانفعالية والعقلية والاجتماعية من خلال إكسابه القدرة على حل هذه المشكلات والتغلب على الصعوبات وتحقيق فهم واقعي للبيئة ومثيراتها والذات وحاجاتها.

1. العلاقة بين التوجيه والإرشاد النفسي

 العلاقة بين التوجيه والإرشاد النفسي

2. العلاقة بين التوجيه والإرشاد

العلاقة بين التوجيه والإرشاد النفسي

     يعبر كل من التوجيه والإرشاد عن معنى مشترك فكل منهما يتضمن من حيث المعنى الحرفي: الترشيد والهداية والتوعية والإصلاح وتقديم الخدمة والمساعدة والتغيير السلوكي إلى الأفضل، وهما مرتبطان ووجهان لعملة واحدة كل منهما يكمل الآخر بالرغم من الفروقات التي يراها بعض الباحثين بين هذين المفهومين(ملحم، 2014، 63). والجدول أدناه يبين أهم هذه الفروق بين مصطلحي التوجيه والإرشاد النفسي:

التوجيـــــــــــه النفسي

الإرشـــــــــــــاد النفسي

1- عملية التوجيه تتسم بالاتساع والشمول فهو مجموع خدمات أهمها الإرشاد النفسي، أي أنه يتضمن عملية الإرشاد.

1- هو العملية الرئيسية في خدمات التوجيه، أي أنه لا يتضمن التوجيه.

2- هو ميدان يتضمن الأسس العامة والنظريات الهامة والبرامج وإعداد المسؤولين عن عملية الإرشاد.

2- يمثل الجزء العملي في ميدان التوجيه.

3- التوجيه إلى التربية.

3- الإرشاد إلى التدريس.

4- يشير البعض على أنه جماعي، أي أن لا يقتصر على فرد أو على فصل ولا على مدرسة مثلا، بل قد يشمل المجتمع كله.

4- يشير البعض إلى أنه عملية فرديه تتضمن علاقة إرشادية وجها لوجه.

5- يسبق التوجيه عملية الإرشاد ويمهد لها.

5- يأتي بعد التوجيه، ويعتبر الخدمة الختامية لبرنامج التوجيه.

المصدر: زهران،1977، 11.

4- العلاقة بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي

 - الفرق بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي:

 مع أن العديد من علماء النفس، مثل كوري(2000Corey,) وباترسون(Patterson,1986) استخدما مصطلح الإرشاد والعلاج النفسي بالتبادل، وخلص باترسون إلى أنه لا توجد اختلافات جوهرية بينهما(Richard,2005,p.05). ويدعم هذا الرأي أيضا ما ذكره شرتزر وستون( (Shertzer & Stoneأن الممارسين المهنيين من مرشدين نفسيين أو معالجين نفسيين أقروا أن لا توجد فروق واضحة بين مفهوم الإرشاد النفسي ومفهوم العلاج النفسي، وحتى إن ظهرت أي فروق بينهما فما هي إلا فروق اصطناعية، ومن ثم، استخدام مصطلحي الإرشاد النفسي والعلاج النفسي بالتبادل بينهما دون أيه حساسية تذكر(عطية،2010، 112).

ومع ذلك فإن الفرق بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي فرق في الدرجة وليس في النوع وفرق في المسترشد وليس في العملية، ومعنى هذا أن العمل الإرشادي والعمل العلاجي خطواتهما واحدة مع فرق في درجة التركيز والعمل فالمسترشد في الإرشاد النفسي أكثر استبصارا ويتحمل قدرا أكبر من المسؤولية والنشاط في العملية أكثر من المريض في العلاج النفسي، وهذه الفروق تنعكس في بعض الاختلافات البسيطة في التخصص والممارسة(أبو أسعد،ب-ت، 49). وفيما يلي رسم بياني يوضح عمل المرشد بين العلوم الأخرى المرتبطة به:

شكل يبين: الفرق بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي.

                   

 

 

 

 

 

 

المصدر: (أبو أسعد،ب-ت، 49).

 

ويضيف فلاناغان و فلاناغان، بأنه مع أن كل من المرشد النفسي والمعالج النفسي يتشاركان في نفس السلوكيات، وهي: الإستماع، الإستجواب، التفسير، الشرح، وتقديم المشورة، وهلم جرا، ومع ذلك، غالبا ما تكون هذه السلوكيات بنسب مختلفة (Flanagan & Flanagan,2004,08) .

وبشكل عام فإن عمل المعالج النفسي أقل توجيها، ويذهب أعمق قليلا، ويشتغل بشكل ملحوظ مع الحالات الفردية. بينما عمل المرشد النفسي أكثر توجيها ويعمل على السطح، وعلى القضايا التنموية العادية. وهذا ما جعل فاي و فيل(Fay.S & Phil.T,2015,20)  يوضحان أن الفرق بين العلاج النفسي والمساعدة يكمن في سبع مجالات رئيسية، هي:( العقد- الحدود- الاتجاه- النصيحة- النقد- المساواة- النتيجة).

وإلى مثل ذلك ذهب (زهران،1977، 25) في إبرازه لعناصر اختلاف أخرى بين العلاج النفسي والإرشاد النفسي وهو ما يوضحه الجدول أدناه:

الإرشاد النفسي

العلاج النفسي

1- الإهتمام بالأسوياء والعاديين وأقرب المرضى إلى الصحة وأقرب المنحرفين إلى السواء.

1- الإهتمام بالمرضى بالعصاب والذهان أو ذوي المشكلات الانفعالية الحادة.

2- المشكلات أقل خطورة وعمقا ويصاحبها قلق عادي.

2-المشكلات أكثر خطورة وعمقا ويصاحبها قلق عصابي.

3- حل المشكلات على مستوى الوعي.

3- التركيز على اللاشعور.

4- العميل يعيد بناء تنظيم شخصيته بنفسه.

4- المعالج مسؤول أكثر عن إعادة تنظيم الشخصية.

5- العميل عليه واجب ومسؤولية كبيرة في اتخاذ القرارات لنفسه وحل مشكلاته.

5- المعالج أنشط ويقوم بدور أكبر في عملية العلاج.

6- المرشد يؤكد نقاط القوة عند العميل واستخدامها في المواقف الشخصية الاجتماعية ويستخدم المعلومات المعيارية في دراسة الحالة

6- المعالج يعتمد أكثر على المعلومات الخاصة بالحالات الفردية.

6- تدعيمي تربوي

6- تدعيمي بتركيز خاص.

7- قصير الأمد عادة.

7- يستغرق وقتا طويلا.

8- تقدم خدماته عادة في مراكز الإرشاد والمدارس والجامعات والمؤسسات الإجتماعية.

8- تقدم خدماته عادة في العيادات النفسية والمستشفيات النفسية والعيادات الخاصة.

 

06- علاقة التوجيه والإرشاد بالعلوم الأخرى.

     ترتبط العلوم والمعارف ببعضها البعض، داخل الحقل الواحد أو ضمن حقول أخرى مغايرة. فالحدود بين العلوم الإنسانية والتقنية بلا شك هي حدود وهمية، وأن أوجه الاستفادة بين هذه العلوم المختلفة هي تكاملية فكل علم ينفع العلم الأخر ويضيف إليه ما توصلت إليه البحوث والدراسات فتتحقق التراكمية، وتزدهر العلوم، وفيما توضيح لعلاقة التوجيه والإرشاد بالعلوم الآخرى:

06-1- علاقته بالصحة النفسية: يعد الإرشاد النفسي الشق العملي لعلم الصحة النفسية، حيث يمكن من خلاله مساعدة المسترشد على تجاوز الأزمات النفسية، والتي تقف عائقا أمام تحقيق صحته النفسية، وخاصة المشاكل النفسية المتعلقة بالقلق والاكتئاب وغيرها، فعن طريق الإرشاد يمكن تبصير المسترشد بقدراته وإمكانياته الكامنة...بالإضافة إلى ذلك فإن الإرشاد النفسي يعمل على معالجة الاضطرابات النفسية، وتحصين الجسم بعوامل الوقاية والمقاومة، وتحسين مستوى التفاعل الحالي عن طريق الاستفادة من القدرات والاستعدادات الحاضرة والتدرب على تلافي أسباب الاضطرابات.

06-2- علاقته بالشخصية: تشكل نظريات الشخصية المنهج الذي يتبعه المرشد النفسي في نظرته إلى المسترشد، وفي تقييمه لمستوى الاضطراب، وكذلك تحديد طرق العلاج والإرشاد المناسبة، والهدف الذي يسعى للوصول إليه، وكذلك في معرفة الهيئة والحالة التي يكون عليها المسترشد بعد الانتهاء من الإرشاد والعلاج، ويختلف المرشدون بالنسبة للطرق التي يتبعونها في معالجة المسترشد وذلك وفقا للمدارس الشخصية...، فمثلا أتباع نظرية التحليل النفسي يهتمون بالكبت ومسائل اللاشعور، في حين يهتم أتباع اتجاه أدلر، بالشعور وأسلوب الحياة بالنسبة للعميل(سعيد علي،حسين عباس،2015، 100)

06-3- علاقته بعلم النفس العام:يعد علم النفس العام المقدمة التي لا غنى عنها لكل الدارسين في المجالات الإنسانية والنفسية، حيث أن السلوك والحاجات والدوافع والميول والاتجاهات من المواضيع التي يتضمنها علم النفس العام من جهة، ومن جهة أخرى فإن كل هذه الموضوعات تقع في لب عملية الإرشاد النفسي، وأن من أساسيات عمل المرشد إتقان هذه المواضيع المتصلة بعلم النفس العام. (سعيد علي،حسين عباس،2015، 101)

06-4- علاقته بعلم الاجتماع والخدمة الإجتماعية: يشترك الإرشاد مع علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بدراسة الفرد والجماعة والسلوك الاجتماعي والقيم والعادات والمعتقدات وأساليب التنشئة الاجتماعية، ويقوم المرشد بدراسة المجتمع للتعرف على الأفراد والجماعات فيه وأسلوب حياتهم والتغيرات التي تطرأ على المجتمع وذلك لاختلاف وذلك لاختلاف أفراد المجتمع الحضري مثلا عن غيرهم في المجتمع الريفي، كما أن الإرشاد الجمعي يعتمد على مفاهيم أساسية في علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي، ويهتم الإرشاد الأسري بدراسة الأسرة من حيث تركيبتها وتأثيرها على الفرد وتنشئته الاجتماعية.(العزة،2005، 19) 

06-5- علاقته بعلم الإحصاء: يمكن القول أنه لا يوجد مجال علمي اليوم لا يتصل من قريب أو بعيد بعلم الإحصاء، حيث أن هذا العلم يأخذ على عاتقه توضيح وتسهيل الأمور عن طريق أساليبه وتقنياته المتعددة، ويعتمد الإرشاد النفسي اعتمادا كبيرا على العمليات الإحصائية المختلفة في التعرف على احتمالات حدوث الظاهرة المرضية، ونسبة ذلك الحدوث، وكذلك احتمالات الشفاء منها، كما يقدم الإحصاء للإرشاد النفسي  خدمة كبيرة تكمن في توضيح النسب التقريبية لحالات السواء وعدم السواء في المجتمع، وكذلك يدخل كعامل مهم في منهجية إعداد البحوث المتعلقة بالإرشاد النفسي وإبراز نتائجها بشكل أنسب وأقرب إلى الدقة العلمية والموضوعية. (سعيد علي،حسين عباس،2015، 101).

06-6- علاقته بعلوم الأديان: ليس هناك من شك في الرابطة القوية التي تجمع الدين والإرشاد النفسي فالمنحى العلاجي والإصلاحي يجمعهما، فقد جاءت الأديان السماوية لإصلاح البشرية ومعالجة مشكلاتها ولطمأنة القلوب بالثقة واليقين في خالق هذا الكون﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ الرعد الآية28.

ومما يؤكد الارتباط الكبير بين الإرشاد النفسي والمجال الديني أن كثيرا من المشكلات التي يواجهها المرشد تتمثل أسبابها في خلو حياة المسترشد من القيم الروحية والأخلاقية التي جاب بها الدين، مما يترتب عليه قيام المرشد بتعديل سلوكيات المسترشد متخذا من المبادئ الدينية مدخلا، ومن الممارسات الإرشادية المتخصصة منهجا، مع مراعاة احترام العقيدة الدينية للمسترشد(المالكي،2005، 33-34)

06-7- علاقته بعلم القانون: ارتبط علم القانون بالعلوم النفسية في كثير من المجالات والاتجاهات، فعلم النفس الجنائي يهتم بالأسباب النفسية للجنوح والإجرام والحالات الانفعالية أو العقلية للمجرم وقت وقع الجريمة، وهي من العوامل التي وطدت ومهدت للعلاقة بين علم القانون ومجال الإرشاد النفسي، هذا بالإضافة إلى أن كلا المجلان يعملان على مقاومة السلوك غير السوي، وبالتالي فهما يسعيان إلى تعديل سلوك المنحرفين، وإعادة تشكيله بالشكل الذي يؤدي إلى تنمية حالة من التوافق النفسي والاجتماعي للعملاء، وبالتالي عدم عودتهم للانحراف ثانية، لأن المجرم مريض ينبغي علاجه لا معاقبته(سعيد علي،حسين عباس،2015، 102).

06-8- علاقته بالتشريعات الاقتصادية: أما علاقة الإرشاد بالتشريعات الإقتصادية فهي علاقة وطيدة، وترجع إلى فرانك بارسونز(Frank Parsons) وجيس ديفز(Jesse Davis) وكيلفورد بيرز(Clifford Beers) في بدايات ظهور الإرشاد في الولايات المتحدة في العقد الأول من هذا القرن، حيث إن المرشد يدرس فرص العمل المتوفرة في المجتمع وفرص العمل المستقبلية التي يحددها التقدم العلمي والتكنولوجي، ويقوم المرشد بمساعدة المسترشد بهدف حمايته من الاستغلال الاقتصادي من ناحية، وحماية المجتمع من البطالة المقنعة، أو الهدر التعليمي، أو سوء توزيع القوة البشرية، من ناحية ثانية، وهذه الأمور ترتبط بعمليتي الإرشاد الأكاديمي والمهني، والموائمة بين حاجات الأفراد وحاجات المؤسسات الحكومية.(أبو عطية،2015، 18).

07- الحاجة إلى التوجيه والإرشاد النفسي.

     يذكر كل من(الخطيب،2009، 51-52، زهران،1977، 32، ملحم،2014، 56، الزعبي،2005، 37، العاسمي، 2012، 28) أن هناك حاجة أكيدة إلى الإرشاد النفسي، فهو لا يعد ترفا للحياة العصرية بل ضرورة من ضروراتها، وواحد من مترتبات الحياة الإنسانية المتجددة على مر العصور، بحيث أصبح يشكل نسقا محوريا من أنظمة الخدمات النفسية المدرسية، وأن مهمة المدارس والجامعات في عصرنا الحالي لا تقتصر على تزويد الطالب بالمعلومات والمعارف العامة المتضمنة في المنهج فحسب (الأساس الاجتماعي فقط)، بقدر ما تعنى بتأهيل المتعلم (الأساس النفسي)، ليصبح أكثر نضجا وتميزا في حياته الدراسية وفي حياته العامة كذلك، وقدرته على حل الصراع واكتساب المهارات الإجتماعية والتعبير الذاتي، وأن الحاجة للإرشاد النفسي هي وليدة الأسباب التالية:

7-1- التغيرات المصاحبة لنمو الفرد: يمر الإنسان خلال مراحل نموه بفترات حرجة، كما يتعرض لتغيرات جسمية ونفسية واجتماعية وعقلية وغيرها، وفي كثير من الأحيان يصاحب تلك التغيرات مشكلات يشعر معها أنه بحاجة إلى من يساعده، ويقف إلى جانبه في التغلب عليها، ويواجه الأفراد في مراحل نموهم العادية مشكلات متنوعة، مثل عدم القدرة على اتخاذ القرارات المهمة كاختيار المهنة أو الزوجة أو نوع الدراسة، فتظهر لديهم حاجة أكيدة لمن يساعدهم في ذلك.

7-2- التغيرات التربوية: الحاجة للإرشاد في المدارس والجامعات أكثر إلحاحا، بسبب ازدياد أعداد الطلبة فيها، وتنوع التخصصات الدراسية...ففي مجال التعليم قد لا يستطيعون التكيف مع التطورات التي تحدث في المناهج، أو في ازدياد أعداد الطلبة وما ينتج عن ذلك من تفاعل بينهم، أو في دخول التكنولوجيا إلى المجال التربوي، أو في تعدد مجالات التخصصات الدراسية، والمجالات المهنية، كل ذلك وغيره أسهم في ازدياد حالات القلق والحيرة لدى الطلبة، وولد لدى البعض منهم عدم القدرة على مسايرة تلك التغيرات المتسارعة، فأصبحوا بحاجة إلى الإرشاد النفسي ليساعدهم في التغلب على أثار تلك التغيرات، ويبعد عنهم ذلك القلق، ويسهل عملية تكيفهم مع هذه المستجدات.

7-3- التغيرات الأسرية:  من أهم مظاهر التغيرات الأسرية ما يلي:

- ظهور الأسرة الزواجية الصغيرة المستقلة، وضعف العلاقات بين أفرادها، وأصبح الأولاد يتزوجون ويتركون الأسرة ويستقلون، ويعيش الوالدان وحيدين، وحتى الزيارات أصبحت قليلة وربما اقتصرت على المناسبات والأعياد.

- ظهور مشكلات أسرية مثل مشكلة السكن، ومشكلات الزواج ومشكلات تنظيم الأسرة ومشكلات الشيخوخة.

- خروج المرأة إلى العمل لتدعيم الأسرة اقتصاديا مما أدى إلى تغير العلاقات مع الزوج والأولاد وفي المجتمع بصفة عامة وأدى إلى ظهور مشكلات من نوع جديد.

- ظهور مشكلات جديدة مثل تأخر الزواج أو الامتناع عن الزواج أو العنوسة وحالات الأم غير المتزوجة والأب غير المتزوج....إلخ.

7-4- التغيرات الإجتماعية: طرأت على المجتمعات بصورة عامة تغيرات سريعة شملت بعض العادات والتقاليد والمعايير الاجتماعية للسلوك، ووسائل الضبط الاجتماعي، وكذلك التغير في بعض القيم وما ينشأ عنه من صراع قيمي...وصاحب ذلك التغير تقدم سريع في وسائل الاتصال بين الشعوب، وما تحمله من أنماط وعناصر ثقافية مختلفة، وأحيانا متناقضة، كل ذلك أسهم في زيادة القلق والتوتر لدى الأفراد، وجعلهم بحاجة للخدمات الإرشادية أكثر من أي وقت مضى.

7-5- التقدم العلمي والتكنولوجي: ومن أهم معالمه ما يلي:

- زيادة المخترعات الجديدة، واكتشاف الذرة واستخدامها في الأغراض السلمية.

- سيادة الميكنة والضبط الآلي(السيبرنتيكا)(Cybernetics) في مجال العلم والعمل والإنتاج.

- تغير الاتجاهات والقيم والأخلاقيات وأسلوب الحياة.

- تغير النظام التربوي والكيان الاقتصادي والمهني.

- زيادة الحاجة إلى إعداد صفوة ممتازة من العلماء لضمان التقدم العلمي والتكنولوجي وتقدم الأمم.

- زيادة التطلع إلى المستقبل والتخطيط له وظهور علم المستقبل Futurologie.

3. العلاقة بين الإرشاد والعلاج النفسي

- العلاقة بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي

 - الفرق بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي:

 مع أن العديد من علماء النفس، مثل كوري(2000Corey,) وباترسون(Patterson,1986) استخدما مصطلح الإرشاد والعلاج النفسي بالتبادل، وخلص باترسون إلى أنه لا توجد اختلافات جوهرية بينهما(Richard,2005,p.05). ويدعم هذا الرأي أيضا ما ذكره شرتزر وستون( (Shertzer & Stoneأن الممارسين المهنيين من مرشدين نفسيين أو معالجين نفسيين أقروا أن لا توجد فروق واضحة بين مفهوم الإرشاد النفسي ومفهوم العلاج النفسي، وحتى إن ظهرت أي فروق بينهما فما هي إلا فروق اصطناعية، ومن ثم، استخدام مصطلحي الإرشاد النفسي والعلاج النفسي بالتبادل بينهما دون أيه حساسية تذكر(عطية،2010، 112).

ومع ذلك فإن الفرق بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي فرق في الدرجة وليس في النوع وفرق في المسترشد وليس في العملية، ومعنى هذا أن العمل الإرشادي والعمل العلاجي خطواتهما واحدة مع فرق في درجة التركيز والعمل فالمسترشد في الإرشاد النفسي أكثر استبصارا ويتحمل قدرا أكبر من المسؤولية والنشاط في العملية أكثر من المريض في العلاج النفسي، وهذه الفروق تنعكس في بعض الاختلافات البسيطة في التخصص والممارسة(أبو أسعد،ب-ت، 49). وفيما يلي رسم بياني يوضح عمل المرشد بين العلوم الأخرى المرتبطة به:

شكل يبين: الفرق بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي.

                 

 المصدر: (أبو أسعد،ب-ت، 49).

 ويضيف فلاناغان و فلاناغان، بأنه مع أن كل من المرشد النفسي والمعالج النفسي يتشاركان في نفس السلوكيات، وهي: الإستماع، الإستجواب، التفسير، الشرح، وتقديم المشورة، وهلم جرا، ومع ذلك، غالبا ما تكون هذه السلوكيات بنسب مختلفة (Flanagan & Flanagan,2004,08) .

وبشكل عام فإن عمل المعالج النفسي أقل توجيها، ويذهب أعمق قليلا، ويشتغل بشكل ملحوظ مع الحالات الفردية. بينما عمل المرشد النفسي أكثر توجيها ويعمل على السطح، وعلى القضايا التنموية العادية. وهذا ما جعل فاي و فيل(Fay.S & Phil.T,2015,20)  يوضحان أن الفرق بين العلاج النفسي والمساعدة يكمن في سبع مجالات رئيسية، هي:( العقد- الحدود- الاتجاه- النصيحة- النقد- المساواة- النتيجة).

وإلى مثل ذلك ذهب (زهران،1977، 25) في إبرازه لعناصر اختلاف أخرى بين العلاج النفسي والإرشاد النفسي وهو ما يوضحه الجدول أدناه:

الإرشاد النفسي

العلاج النفسي

1- الإهتمام بالأسوياء والعاديين وأقرب المرضى إلى الصحة وأقرب المنحرفين إلى السواء.

1- الإهتمام بالمرضى بالعصاب والذهان أو ذوي المشكلات الانفعالية الحادة.

2- المشكلات أقل خطورة وعمقا ويصاحبها قلق عادي.

2-المشكلات أكثر خطورة وعمقا ويصاحبها قلق عصابي.

3- حل المشكلات على مستوى الوعي.

3- التركيز على اللاشعور.

4- العميل يعيد بناء تنظيم شخصيته بنفسه.

4- المعالج مسؤول أكثر عن إعادة تنظيم الشخصية.

5- العميل عليه واجب ومسؤولية كبيرة في اتخاذ القرارات لنفسه وحل مشكلاته.

5- المعالج أنشط ويقوم بدور أكبر في عملية العلاج.

6- المرشد يؤكد نقاط القوة عند العميل واستخدامها في المواقف الشخصية الاجتماعية ويستخدم المعلومات المعيارية في دراسة الحالة

6- المعالج يعتمد أكثر على المعلومات الخاصة بالحالات الفردية.

6- تدعيمي تربوي

6- تدعيمي بتركيز خاص.

7- قصير الأمد عادة.

7- يستغرق وقتا طويلا.

8- تقدم خدماته عادة في مراكز الإرشاد والمدارس والجامعات والمؤسسات الإجتماعية.

8- تقدم خدماته عادة في العيادات النفسية والمستشفيات النفسية والعيادات الخاصة.

 

Zone de Texte: المشكلات الأكثر   تعقيدا

4. علاقة التوجيه والإرشاد بالعلوم الأخرى

علاقة التوجيه والإرشاد بالعلوم الأخرى.

     ترتبط العلوم والمعارف ببعضها البعض، داخل الحقل الواحد أو ضمن حقول أخرى مغايرة. فالحدود بين العلوم الإنسانية والتقنية بلا شك هي حدود وهمية، وأن أوجه الاستفادة بين هذه العلوم المختلفة هي تكاملية فكل علم ينفع العلم الأخر ويضيف إليه ما توصلت إليه البحوث والدراسات فتتحقق التراكمية، وتزدهر العلوم، وفيما توضيح لعلاقة التوجيه والإرشاد بالعلوم الآخرى:

06-1- علاقته بالصحة النفسية: يعد الإرشاد النفسي الشق العملي لعلم الصحة النفسية، حيث يمكن من خلاله مساعدة المسترشد على تجاوز الأزمات النفسية، والتي تقف عائقا أمام تحقيق صحته النفسية، وخاصة المشاكل النفسية المتعلقة بالقلق والاكتئاب وغيرها، فعن طريق الإرشاد يمكن تبصير المسترشد بقدراته وإمكانياته الكامنة...بالإضافة إلى ذلك فإن الإرشاد النفسي يعمل على معالجة الاضطرابات النفسية، وتحصين الجسم بعوامل الوقاية والمقاومة، وتحسين مستوى التفاعل الحالي عن طريق الاستفادة من القدرات والاستعدادات الحاضرة والتدرب على تلافي أسباب الاضطرابات.

06-2- علاقته بالشخصية: تشكل نظريات الشخصية المنهج الذي يتبعه المرشد النفسي في نظرته إلى المسترشد، وفي تقييمه لمستوى الاضطراب، وكذلك تحديد طرق العلاج والإرشاد المناسبة، والهدف الذي يسعى للوصول إليه، وكذلك في معرفة الهيئة والحالة التي يكون عليها المسترشد بعد الانتهاء من الإرشاد والعلاج، ويختلف المرشدون بالنسبة للطرق التي يتبعونها في معالجة المسترشد وذلك وفقا للمدارس الشخصية...، فمثلا أتباع نظرية التحليل النفسي يهتمون بالكبت ومسائل اللاشعور، في حين يهتم أتباع اتجاه أدلر، بالشعور وأسلوب الحياة بالنسبة للعميل(سعيد علي،حسين عباس،2015، 100)

06-3- علاقته بعلم النفس العام:يعد علم النفس العام المقدمة التي لا غنى عنها لكل الدارسين في المجالات الإنسانية والنفسية، حيث أن السلوك والحاجات والدوافع والميول والاتجاهات من المواضيع التي يتضمنها علم النفس العام من جهة، ومن جهة أخرى فإن كل هذه الموضوعات تقع في لب عملية الإرشاد النفسي، وأن من أساسيات عمل المرشد إتقان هذه المواضيع المتصلة بعلم النفس العام. (سعيد علي،حسين عباس،2015، 101)

06-4- علاقته بعلم الاجتماع والخدمة الإجتماعية: يشترك الإرشاد مع علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بدراسة الفرد والجماعة والسلوك الاجتماعي والقيم والعادات والمعتقدات وأساليب التنشئة الاجتماعية، ويقوم المرشد بدراسة المجتمع للتعرف على الأفراد والجماعات فيه وأسلوب حياتهم والتغيرات التي تطرأ على المجتمع وذلك لاختلاف وذلك لاختلاف أفراد المجتمع الحضري مثلا عن غيرهم في المجتمع الريفي، كما أن الإرشاد الجمعي يعتمد على مفاهيم أساسية في علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي، ويهتم الإرشاد الأسري بدراسة الأسرة من حيث تركيبتها وتأثيرها على الفرد وتنشئته الاجتماعية.(العزة،2005، 19) 

06-5- علاقته بعلم الإحصاء: يمكن القول أنه لا يوجد مجال علمي اليوم لا يتصل من قريب أو بعيد بعلم الإحصاء، حيث أن هذا العلم يأخذ على عاتقه توضيح وتسهيل الأمور عن طريق أساليبه وتقنياته المتعددة، ويعتمد الإرشاد النفسي اعتمادا كبيرا على العمليات الإحصائية المختلفة في التعرف على احتمالات حدوث الظاهرة المرضية، ونسبة ذلك الحدوث، وكذلك احتمالات الشفاء منها، كما يقدم الإحصاء للإرشاد النفسي  خدمة كبيرة تكمن في توضيح النسب التقريبية لحالات السواء وعدم السواء في المجتمع، وكذلك يدخل كعامل مهم في منهجية إعداد البحوث المتعلقة بالإرشاد النفسي وإبراز نتائجها بشكل أنسب وأقرب إلى الدقة العلمية والموضوعية. (سعيد علي،حسين عباس،2015، 101).

06-6- علاقته بعلوم الأديان: ليس هناك من شك في الرابطة القوية التي تجمع الدين والإرشاد النفسي فالمنحى العلاجي والإصلاحي يجمعهما، فقد جاءت الأديان السماوية لإصلاح البشرية ومعالجة مشكلاتها ولطمأنة القلوب بالثقة واليقين في خالق هذا الكون﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ الرعد الآية28.

ومما يؤكد الارتباط الكبير بين الإرشاد النفسي والمجال الديني أن كثيرا من المشكلات التي يواجهها المرشد تتمثل أسبابها في خلو حياة المسترشد من القيم الروحية والأخلاقية التي جاب بها الدين، مما يترتب عليه قيام المرشد بتعديل سلوكيات المسترشد متخذا من المبادئ الدينية مدخلا، ومن الممارسات الإرشادية المتخصصة منهجا، مع مراعاة احترام العقيدة الدينية للمسترشد(المالكي،2005، 33-34)

06-7- علاقته بعلم القانون: ارتبط علم القانون بالعلوم النفسية في كثير من المجالات والاتجاهات، فعلم النفس الجنائي يهتم بالأسباب النفسية للجنوح والإجرام والحالات الانفعالية أو العقلية للمجرم وقت وقع الجريمة، وهي من العوامل التي وطدت ومهدت للعلاقة بين علم القانون ومجال الإرشاد النفسي، هذا بالإضافة إلى أن كلا المجلان يعملان على مقاومة السلوك غير السوي، وبالتالي فهما يسعيان إلى تعديل سلوك المنحرفين، وإعادة تشكيله بالشكل الذي يؤدي إلى تنمية حالة من التوافق النفسي والاجتماعي للعملاء، وبالتالي عدم عودتهم للانحراف ثانية، لأن المجرم مريض ينبغي علاجه لا معاقبته(سعيد علي،حسين عباس،2015، 102).

06-8- علاقته بالتشريعات الاقتصادية: أما علاقة الإرشاد بالتشريعات الإقتصادية فهي علاقة وطيدة، وترجع إلى فرانك بارسونز(Frank Parsons) وجيس ديفز(Jesse Davis) وكيلفورد بيرز(Clifford Beers) في بدايات ظهور الإرشاد في الولايات المتحدة في العقد الأول من هذا القرن، حيث إن المرشد يدرس فرص العمل المتوفرة في المجتمع وفرص العمل المستقبلية التي يحددها التقدم العلمي والتكنولوجي، ويقوم المرشد بمساعدة المسترشد بهدف حمايته من الاستغلال الاقتصادي من ناحية، وحماية المجتمع من البطالة المقنعة، أو الهدر التعليمي، أو سوء توزيع القوة البشرية، من ناحية ثانية، وهذه الأمور ترتبط بعمليتي الإرشاد الأكاديمي والمهني، والموائمة بين حاجات الأفراد وحاجات المؤسسات الحكومية.(أبو عطية،2015، 18).

07- الحاجة إلى التوجيه والإرشاد النفسي.

     يذكر كل من(الخطيب،2009، 51-52، زهران،1977، 32، ملحم،2014، 56، الزعبي،2005، 37، العاسمي، 2012، 28) أن هناك حاجة أكيدة إلى الإرشاد النفسي، فهو لا يعد ترفا للحياة العصرية بل ضرورة من ضروراتها، وواحد من مترتبات الحياة الإنسانية المتجددة على مر العصور، بحيث أصبح يشكل نسقا محوريا من أنظمة الخدمات النفسية المدرسية، وأن مهمة المدارس والجامعات في عصرنا الحالي لا تقتصر على تزويد الطالب بالمعلومات والمعارف العامة المتضمنة في المنهج فحسب (الأساس الاجتماعي فقط)، بقدر ما تعنى بتأهيل المتعلم (الأساس النفسي)، ليصبح أكثر نضجا وتميزا في حياته الدراسية وفي حياته العامة كذلك، وقدرته على حل الصراع واكتساب المهارات الإجتماعية والتعبير الذاتي، وأن الحاجة للإرشاد النفسي هي وليدة الأسباب التالية:

7-1- التغيرات المصاحبة لنمو الفرد: يمر الإنسان خلال مراحل نموه بفترات حرجة، كما يتعرض لتغيرات جسمية ونفسية واجتماعية وعقلية وغيرها، وفي كثير من الأحيان يصاحب تلك التغيرات مشكلات يشعر معها أنه بحاجة إلى من يساعده، ويقف إلى جانبه في التغلب عليها، ويواجه الأفراد في مراحل نموهم العادية مشكلات متنوعة، مثل عدم القدرة على اتخاذ القرارات المهمة كاختيار المهنة أو الزوجة أو نوع الدراسة، فتظهر لديهم حاجة أكيدة لمن يساعدهم في ذلك.

7-2- التغيرات التربوية: الحاجة للإرشاد في المدارس والجامعات أكثر إلحاحا، بسبب ازدياد أعداد الطلبة فيها، وتنوع التخصصات الدراسية...ففي مجال التعليم قد لا يستطيعون التكيف مع التطورات التي تحدث في المناهج، أو في ازدياد أعداد الطلبة وما ينتج عن ذلك من تفاعل بينهم، أو في دخول التكنولوجيا إلى المجال التربوي، أو في تعدد مجالات التخصصات الدراسية، والمجالات المهنية، كل ذلك وغيره أسهم في ازدياد حالات القلق والحيرة لدى الطلبة، وولد لدى البعض منهم عدم القدرة على مسايرة تلك التغيرات المتسارعة، فأصبحوا بحاجة إلى الإرشاد النفسي ليساعدهم في التغلب على أثار تلك التغيرات، ويبعد عنهم ذلك القلق، ويسهل عملية تكيفهم مع هذه المستجدات.

7-3- التغيرات الأسرية:  من أهم مظاهر التغيرات الأسرية ما يلي:

- ظهور الأسرة الزواجية الصغيرة المستقلة، وضعف العلاقات بين أفرادها، وأصبح الأولاد يتزوجون ويتركون الأسرة ويستقلون، ويعيش الوالدان وحيدين، وحتى الزيارات أصبحت قليلة وربما اقتصرت على المناسبات والأعياد.

- ظهور مشكلات أسرية مثل مشكلة السكن، ومشكلات الزواج ومشكلات تنظيم الأسرة ومشكلات الشيخوخة.

- خروج المرأة إلى العمل لتدعيم الأسرة اقتصاديا مما أدى إلى تغير العلاقات مع الزوج والأولاد وفي المجتمع بصفة عامة وأدى إلى ظهور مشكلات من نوع جديد.

- ظهور مشكلات جديدة مثل تأخر الزواج أو الامتناع عن الزواج أو العنوسة وحالات الأم غير المتزوجة والأب غير المتزوج....إلخ.

7-4- التغيرات الإجتماعية: طرأت على المجتمعات بصورة عامة تغيرات سريعة شملت بعض العادات والتقاليد والمعايير الاجتماعية للسلوك، ووسائل الضبط الاجتماعي، وكذلك التغير في بعض القيم وما ينشأ عنه من صراع قيمي...وصاحب ذلك التغير تقدم سريع في وسائل الاتصال بين الشعوب، وما تحمله من أنماط وعناصر ثقافية مختلفة، وأحيانا متناقضة، كل ذلك أسهم في زيادة القلق والتوتر لدى الأفراد، وجعلهم بحاجة للخدمات الإرشادية أكثر من أي وقت مضى.

7-5- التقدم العلمي والتكنولوجي: ومن أهم معالمه ما يلي:

- زيادة المخترعات الجديدة، واكتشاف الذرة واستخدامها في الأغراض السلمية.

- سيادة الميكنة والضبط الآلي(السيبرنتيكا)(Cybernetics) في مجال العلم والعمل والإنتاج.

- تغير الاتجاهات والقيم والأخلاقيات وأسلوب الحياة.

- تغير النظام التربوي والكيان الاقتصادي والمهني.

- زيادة الحاجة إلى إعداد صفوة ممتازة من العلماء لضمان التقدم العلمي والتكنولوجي وتقدم الأمم.

- زيادة التطلع إلى المستقبل والتخطيط له وظهور علم المستقبل Futurologie.

5. مفاهيم خاطئة عن الإرشاد النفسي

 

المفاهيم الخاطئة

المفاهيم الصحيحة

1- الإرشاد خدمات أو عملية تقدم إلى المرضى أصحاب المشكلات فحسب.

1- الإرشاد خدمات أو عملية تقدم إلى العاديين وإلى أقرب المرضى إلى الصحة وأقرب المنحرفين إلى السواء.

2- الإرشاد النفسي مرادف للعلاج النفسي.

2- الإرشاد النفسي ليس مرادفا للعلاج النفسي ولكن يشترك معه في كثير من العناصر والفرق بينهما في الدرجة وليس في النوع وفرق في العميل وليس في العملية.

3-الإرشاد النفسي يقتصر على الجوانب الانفعالية للعميل فحسب

3- الإرشاد النفسي ليس قاصرا على المشكلات الشخصية للعميل.ولكن يتناول جميع مجالات الشخصية ككل (جسميا وعقليا واجتماعيا وانفعاليا)

4- الإرشاد النفسي يقتصر على المشكلات الشخصية للعميل فحسب

4- الإرشاد النفسي ليس قاصرا على المشكلات الشخصية للعميل ولكن يتناول جميع مجالات حياته (شخصية،تربوية،أسرية،مهنية)

5- الإرشاد النفسي يتضمن تقديم نصائح وخطط جاهزة للعميل

5- الإرشاد النفسي يتضمن مساعدة الفرد في أن يفهم نفسه ويحقق ذاته في ضوء فرص الحياة الواقعية المتاحة أمامه.

6- الإرشاد النفسي خدمة يقوم بها المرشد ويقدمها للعميل.

6- الإرشاد النفسي عملية يشجع فيها المرشد العميل ويوقظ عنده الدافع والقدرة على أن يعمل شيئا لنفسه بنفسه.

7- الإرشاد خدمات أو عملية يقدمها أو يقوم بها أخصائي واحد.

7- الإرشاد النفسي خدمات وعملية يقدمها ويقوم بها فريق من الأخصائيين في مجال التربية وعلم النفس والاجتماع..وغيرهم.

8- الإرشاد النفسي خدمات تضاف إلى نشاط المؤسسة التي يقدم فيها(مثل المدرسة)،أي ليست أساسية.

8- الإرشاد النفسي يجب أن يكون جزء لا يتجزأ من البرنامج العام للمؤسسة التي يقدم فيها.

9- الإرشاد النفسي خدمات أو عملية لا بد أن تتم في مركز إرشاد أو في عيادة نفسية.

9- الإرشاد النفسي يقدم في أي مكان مناسب ويضمن نجاحه سواء كان مركز إرشاد أو عيادة نفسية أو مدرسة...

10- الإرشاد النفسي يمكن أن يقوم به شبه الأخصائيين.

10- الإرشاد النفسي تخصص لابد أن يقوم به الأخصائيون المؤهلون علميا وعمليا.