ماهية التوجيه المهني

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Course: التوجيه المهني وبناء المشروع
Book: ماهية التوجيه المهني
Printed by: Visiteur anonyme
Date: Tuesday, 23 July 2024, 3:35 AM

1. مفهوم التوجيه المهني

تعريف التوجيه المهني

تعددت مسميات القائم بعملية التوجيه المهني، ومن أهم هذه المسميات: المرشد المهني، والموجه المهني، وأخصائي (اختصاصي) التوجيه المهني في بعض الدول، الا أن جميعها تشترك في تحقيق جميع أهداف التوجيه المهني

وعرف كينيث هاملتون (Kenneth Hamilton ) التوجيه المهني بأنه عملية مساعدة الفرد على اختيار مهنة والاستعداد لها والعمل بها والنجاح فيها

ويؤكد سوبر Super أن التوجيه المهني يتركز في انماء وتقبل صورة الفرد لذاته بحيث تكون متكاملة وملائمة لدوره في عالم العمل، وكذلك مساعدته على أن يختبر هذه الصورة في عالم الواقع، وأن يحولها الى حقيقة واقعية بحيث تكفل له النجاح، وتحقيق المنفعة لمجتمعه ويشعر بلذة العمل عند أدائه ويكون راضيا به وغير راغب في الانتقال منه الى عمل اخر مما يؤدي لشعوره بالاستقرار والاطمئنان

وعرفه حامد زهران: بأنه عملية مساعدة الفرد في اختيار مهنته، بما يتلائم مع استعداداته وقدراته وميوله وطموحه وظروفه الاجتماعية، والاعداد والأهيل لها، والدخول في العمل والتقدم والترقي فيه، وتحقيق أفضل مستوى من التوافق  المهني

ويعرفه محمد مصطفى زيدان: "بأنه مساعدة الفرد على اختيار المهنة التي تتفق مع ميوله وقدراته وقيمه وظروفه الاجتماعية والشخصية، ثم مساعدته على أن يجد نفسه في هذه المهنة، وأن يتقدم فيها ويصل الى أقصى ما يمكن من نجاح"

وأخيرا يعرفه عبد الحميد مرسي: "بأنه توجيه الأفراد للوظائف والأعمال، والمهن التي تناسب مقدرتهم الذهنية، والثقافية والجسمية، وحالتهم الصحية والاجتماعية وميولهم

التوجيه المهني من منظور تاريخي:

ترجع نشأة التوجيه المهني الى الحاجة الملحة التي ظهرت في المجتمعات الغربية وخاصة في الولايات المتحدة الامريكية نتيجة للتطورات المختلفة التي شهدتها تلك المجتمعات، ونتيجة للكساد الاقتصادي، وارتفاع معدلات البطالة، وتعدد المهن وتنوعها

ونشأ التوجيه المهني عام 1908 على يد فرانك برسونز Parons ، الذي يعتبر المؤسس الأول في أمريكا، ويعتقد بارسونز بأن الأفراد  يستطيعون اتخاذ قرارات مهنية صحيحة، اذا كانت لديهم معلومات دقيقة عن قدراتهم وسماتهم الشخصية وشروط النجاح في المهن المختلفة، وما تتطلبه هذه المهن من استعدادات وميول، حتى يستطيع أن يختار من بينها المهنة التي تناسبه، ولقد طبق بارسونز الجانب الثاني الذي يتمثل بتزويد الأفراد بمعلومات عن المهن، لأن الجانب الأول يتعلق بمعرفة قدرات واستعدادات الفردوميوله كان في ذلك الوقت من الصعب قياسه الا بعد الحرب العالمية الأولى حيث انتشرت حركة القياس وخاصة مقياس الذكاء

يعد فرانك باسزونز (Frank Parsons) من أبرز الشخصيات العلمية   التي ساهمت في ترسيم نشاط التوجيه المهني وهو مهندس أمريكي مختص في مجال القانون، قام بتأسيس أو مكتب للتوجيه المهني بمدينة بوسطن، وكذلك نشر كتابه المشهور تحت عنوان اختيار المهنة (Choisi of Vocation)  وذلك عام 1909، والذي عرض فيه الخطوات الرئيسية التي يتعين تبنيها بغرض مساعدة الأفراد على اختيار المهنة المناسبة لهم والتي يمكن حصرها في النقاط التالية:

الخطوة1.تشخيص قدرات وخصائص الفرد أي ( تعريف الفرد بذاته، باستعداداته سمات شخصيته، طموحه,...)

خطوة2.تحديد المتطلبات والشروط الخاصة بكل مهنة أي ( تحديد متطلبات ومواصفات كل مهنة)

خطوة3. محاولة مطابقة خصائص الفرد مع متطلبات المهنة أي ( اتخاذ قرار واعي يعتمد على الموازنة والمطابقة يعني تحليل صائب للعلاقة بين المجموعتين من معطيات ( المهنة-الفرد)

الأدوات التي استعملها بارسونز: المقابلة- أسئلة الوالدين- استمارة من 16 ورقة

لم يقم بقياس النشاط الذهني ( القدرة العلقلية- الذكاء....)

لماذا لم يستعمل مقاييس القدررات العقلية والذهنية؟ لأن الفترة التي عاش فيها لم تكن هناك مقاييس الذكاء

وقد دعمت جهود بارسونز بعد المؤتمر القومي الأول للتوجيه المهني في مدينة بوسطن عام 1910 ثم عقد المؤتمر الثالث وتكوين الرابطة القومية للتوجيه المهني في مدينة جيراند رابدز بولاية ميتشجان عام 1913

الحاجة التي أدت الى نشأة التوجيه المهني( العوامل): لقد كان التوجيه المهني فيما مضى موجودا ويمارس بدون أن يأخذ الاسم العلمي، ولكنه تطور وأصبح الان له أسسه ونظرياته وطرقه ومجالاته وبرامجه، يقوم بها أخصائيون متخصصون علميا وفنيا، وأصبحت الحاجة ماسة للتوجيه في مدارس وفي أسر ومؤسسات الانتاجية وفي المجتمع، وهذا يؤكد الحاجة الى التوجيه المهني. وفيما يلي تفصيل في ذلك

1- التغيرات التي طرأت على الأسرة: طرأت الكثير من التغيرات على الأسرة ووظائفها وعلاقة أفرادها بعضهم ببعض، لذلك فقد تتعرض الأسرة الى بعض المشاكل الجديدة نتيجة ظهور الأسر الزوجية الصغيرة بدلا من الأسر الممتدة، وخروج المرأة  للعمل وابتعاد الأم عن بيتها وأطفالها، وتغير العلاقات الاجتماعية في مجال العمل والمهنة وفي المجتمع بشكل عام. ان جميع هذه المشاكل بحاجة الى التوجيه والارشاد المهني حتى تستقر الأسرة

2- الغيرات التي طرأت على العمل: ان التغيرات التي طرأت على الحياة المهنية، تعد من أبعد التغيرات أثرا في حياة الانيان، واذا كان التطور قد وفر للانسان سرعة في الاتصال وسهولة في التنقل، الأمر الذي زاد ظهور مشكلات لم تكن معروفة منها القلق والظغوط النفسية والتوتر، واتساع الطموح، والتبدل السريع للقيم والتقاليد والأعراف السائدة، كل هذه دفع المؤسسات التربوية والتعليمية والاجتماعية الى التعامل مع هذه الظروف على المستوى الخارجي، باتجاه الاسهام في تغيير الظروف المحيطة بما يلائم قدرات الانسان وامكاناته كلما كان ذلك ممكنا، وعلى المستوى الداخلي باتجاة زيادة مستوى التحمل لدى الانسان وامكاناته كلما كان ذلك ممكنا، وعلى المستوى الداخلي باتجاة زيادة مستوى التحمل لدى الانسان ومساعدته على التكيف وتبصره بامكاناته وتسهيل عمليات تعلمه، والذي يضطلع بهذه الخدمات هو التوجيه والارشاد المهني

3- التقدم العلمي والتكنولوجي: نعيش الان في عصر التكنولوجيا كما نواجه ثورة معرفية كبيرة، فبعد أن كان المتعلم يلم بكل العلوم في العصور السابقة أصبح اليوم يختص اختصاصا دقيقا، ولكي يواكب الفرد والجماعات ما يجري في العالم من تقدم عملي وتكنولوجي، فانه لا بد أن يمر بمشكلات يحتاج الى من يساعده في مواجهتها وحلها وهذا ما يقوم به التوجيه والارشاد المهني

4- تطور التعليم: لقد اختلفت طرائق التعليم عما كانت عليه في الماضي، ذلك لأن أهدافه قد تغيرت وطرائقه قد تعددت، حيث أصبح التعليم يشجع المتعلم على التفكير الناقد والتفكير، ويهتم بشخصية المتعلم في جميع جوانبها، فقد أصبح المتعلم محور العملية التعليمية التربوية، فصار بامكانه أن يختار ما يناسب ميوله وقدراته واستعداداته من المواد الدراسية، وارتبط التعليم بحياة المتعلم وحاجاته، ومن أجل زيادة التعاون بين البيت والمدرسة تم ادخال خدمات التوجيه والارشاد الى المدارس، وهذا يؤكد حاجة الى التوجيه المهني، الذي يساعد المتعلمين في اختيار ما يناسب امكانياتهم واستعداداتهم وميولهم اتجاه المهن

5- زيادة أعداد المتعلمين في المدارس: ان تطور التعليم ومفاهيمه من حيث أهتمام التعليم بالمتعلم وجعله محور العملية التربوية، وزيادة مصادر المعرفة وعدد التخصصات والمواد، جعلت المعلم غير قادر على مواجهة هذا الكم من الأعباء، الأمر الذي أدى الى وجود مرشد نفسي في كل مدرسة، وخاصة أن المدرسة تجمع الطلاب المتفوقين والمتخلفين والمعاقين والجانحين، وهكذا نجد أن الحاجة ملحة الى خدمات التوجيه والارشاد المهني، علاوة على ذلك أن الفرد يمر بحياته بفترات انتقالية تزيد فيها حاجته الى التوجيه المهني والارشاد النفسي والرعاية ومن هذه الفترات:

-       انتقال من الطفولة الى المراهقة

-       انتقال من المراهقة الى الرشد

-       انتقال من البيت الى المدرسة

-       انتقال من الدراسة الى العمل

وكل هذه الفترات تعد فترات حرجة في حياة الفرد تزداد فيها حاجته الى ما يقدمة التوجيه المهني والارشاد النفسي من خدمات تساعده على التكيف أثناء فترات الانتقال لصلة بتكيفه الاجتماعي والانفعالي

2. أهداف التوجيه المهني وفوائده

أهداف التوجيه المهني:

تتلخص أهم أهداف التوجيه المهني  في :

-       مساعدة الفرد على المعرفة بخصائص مجموعة معينة من المهن ووظائفها وواجباتها، وهي مجموعة المهن التي يحتمل أن يختار واحدة من بينها

-       مساعدة الفرد على اتخاذ القرار بشأن اختيار القرار بشأن اختيار المهنة على أساس من تحقيق الرضا عن الذات من خلال المهنة التي سيشغلها، ومدى اشباع حاجاته النفسية وتنمية قدراته المختلفة عن طريق العمل بهذه المهنة

-       مساعدة الفرد على معرفة القدرات العامة والخاصة والاستعدادات والمهارات والمؤهلات التي تتطلبها مهنة معينة من المهن التي يحتمل أن يختار من بينها والشروط المختلفة المهيئة والمساعدة على الالتحاق بهذه المهن

-       مساعدة الفرد على اكتساب الأسلوب والطريقة الملائمة لتحليل البيانات المهنية وعلى تنمية مهاراته في تسجيل تلك البيانات واتخاذ القرار باختيار المهنة الملائمة على أساس منها

-       مساعدة الفرد على أن يتقبل الدور الذي يقوم به في عالم العمل والوظائف المختلفة، شريطة أن يكون هذا الدور متفقا مع قدراته، وامكانياته المختلفة

-       فوائد التوجيه المهني:

لقد أسفرت كثير من الدراسات النفسية والتربوية الحديثة عن أن وضع الفرد المناسب في مكانه المناسب يؤدي الى كثير من الفوائد النفسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية ومن ذلك ما يلي:

  • ارتفاع نسبة النجاح والتقم بالتفوق في مجالات العمل
  • شعور الفرد بالرضا والسعادة عن مهنته، ولا شك أن هذا الشعور ينعكس على حياته العملية والأسرية والاجتماعية والنفسية
  • يؤدي التوجيه السليم الى زيادة الانتاج كما وكيفا، بمعنى زيادة حجم الانتاج وتحسين جودته مما يساعد على الفور في مجال المنافسات الدولية، وبطبيعة الحال تؤدي زيادة الانتاج وارتفاع مستوى جودته الى اشباع حاجات الأسواق المحلية ثم تصدير الفائض
  • يؤدي التوجيه السليم الى انخفاض معدلات البطالة وحماية المجتمع والأفراد من أضرار  البطالة التي أصبحت من أخطر الأمراض الاجتماعية في المجتمعات الصناعية
  • عندما يوضع العامل في مهنة لا تناسبه أو لا تتفق مع استعداداته، فانه يميل الى تغيير هذه المهنة، ويظل ينتقل من مهنة الى أخرى ويترك كل واحدة منها قبل أن يتقن المهارات المطلوبة لأدائها ويطلق على ظاهرة تغيير الأعمال اصطلاح هجرة العمال
  • يؤدي التوجيه السليم الى انخفاض معدلات تغيب العمال عن أعمالهم، ذلك أن العامل اذا ما التحق بوظيفة يشعر نحوها بالرضا، فانه لا يكثر من الغياب
  • كشفت الدراسات الحديثة ان التوجيه السليم يقلل من معدلات تمرد العمال وعصيانهم ولا شك أن حالات التمرد تؤدي الى خسائر كبيرة للشركات والمؤسسات فاضرالب العمال يؤدي الى الحاق أضرار بالاقتصاد والى حدوث شقاق بين الادارة والعمال
  • يؤدي التوجيه السليم الى انخفاض معدلات حوادث العمل واصاباته، والمعروف أن حوادث العمليروح ضحيتها كثير من الارواح، كما تؤدي الى تدمير كثير من الالات والمعدات أو الى حرق كميات كبيرة من المواد الخام بالاضافة الى دفع تعويضات كبيرة للقتل أو المصابين
  • يؤدي وضع العامل في مهنة لا تناسبه الى المعاناة من العقد والـأزمات والأمراض والاضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية، والى فقدانه بالثقة في نفسه والرضا عنها، مما ينتج عنه سوء تكيفه النفسي أو الاجتماعي
  • يقود التوجيه السليم الى انخفاض نسبة الاصابة بأمراض المهنة
  • يقود التوجيه السليم الى تحسين العلاقة بين الأفراد وبين الادارة سواء كانت ادارة صناعية أو تعليمية
  • يساعد التوجيه  في تحقيق الرخاء والرفاهية الاجتماعية ( ناصر الدين أبو حماد، الارشاد النفسي والتوجيه المهني،عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع، ط1،عمان، 2008،  ص ص 250 251)
  • أن لا يختار الفرد مهنة لمجرد أنه رأى أن المهنة ناجحة أو أنه رأى أشخاصا ناجحين فيها، فالفرد لا ينبغي أن ينقاد وراء الاخرين، أو أن يدخل مهنة لمجرد التقليد والمحاكاة، فنحن لا نستطيع أن نأخذ شخصيات الاخرين أو نمتلك ظروفهم
  • ان التوجيه  التربوي والمهني للأفراد  ضروري لتحقيق أهداف المجتمع ومراجعة مطالب نموه الاقتصادي والاجتماعي، فالمجتمع بحاجة الى متخصصين في مختلف المجالات، وان توجيه الأفراد يساعدهم على اختيار الأعمال والوظائف التي تعود على المجتمع بالنفع والفائدة
  • مكانة الأب الاقتصادية والاجتماعية لها دور في عملية اختيار الأبناء للمهنة
  • ان نمو الفرد في المهنة يتأثر بالوراثة والبيئة والعاومل النفسية والاجتماعية والتعليمية والسياسية والاقتصادية والفيزيولوجية عتد الفرد
  • الحرمان الزائد لأي مظهر من مظاهر النمو البشري، يعيق عملية النمو النفسي والمهني(جودت عزت عبد الهادي، سعيد حسني العزة، التوجيه المهني ونظرياته،دار الثقافة للنشر والتوزيع، ط2،عمان،2014 ص ص ص 24 25 26)

3. أسس التوجيه المهني

أسس التوجيه المهني:

 

 يقوم التوجيه المهني وكيفية الاستفادة منه عمليا، على أسس ومباديء لا غنى عنها للمشتغلين فيهما وادراكهما ومعرفة كيفية تطبيقها والاستفادة منها وهي كما يلي

الأسس الفلسفية: التوجيه يبدأ من الفرد وللفرد من حيث الافادة  والتطبيق، بحيث يسعى لتحقيق رغباته ويشبع حاجاته بدون خروج على ما يرسمه المجتمع الذي يعيش فيه

ان التوجيه يقوم على مبدأ مؤداه أن الانسان حر بحيث يمكنه أن يحدد أهدافه ويعمل على تحقيقها، ووظيفة الموجه ليست في جوهرها سوى مساعدة الفرد على القيام بذلك بتقديم المعونة الفنية التي تساعده على تحقيق الغرض الذي ينشده ويمكن أن يتفرع عن ذلك مبدأ مؤداه أن كل فرد يحتاج الى مساعدة ما لحل مشكلاته المختلفة وفقا لظروف حياته، وله الحق في طلب هذه المساعدة عندما يعترضه موقف لا يستطيع أن يواجهه بنجاح الا اذا  توافرت هذه المساعدة ولا بد أن يشعر الفرد  أولا بحاجته الى المساعدة حتى تأتي ثمارها، كما لا بد أن يثق في فاعلية التوجيه وأنه يقدم له المعونة اللازمة للتغلب على مشكلاته

الأسس النفسية ( السيكولوجية): من الأسس والمباديء التي تعتمد عليها عملية التوجيه ما يلي

-       مراعاة الفروق الفردية بين الأشخاص من حيث قدراتهم واستعداداتهم ومميزات شخصياتهم

-       هناك اختلاف في نمو الخصائص الجسمية والنفسية والعقلية للفرد، حيث أنها تختلف بين كل مرحلة من مراحل النمو، والمرحلة التي تليها

-       مراعاة نمو الشخصية الالنسانية حيث أن جوانب الشخصية المختلفة تؤثر على بعضها البعض

-       مراعاة اشباع حاجات الفرد في كل مرحلة من مراحل النمو، مع الاخذ بعين الاعتبار مستوى النضج عنده والأصول الثقافية والقيم الاجتماعية التي نشأ فيها

-       اعتبار عملية التوجيه المهني عملية تعلم، ليستفيد منها الفرد في طريقة في الحياة وتعميم ما اكتسبه من خبرة على المواقف الجديدة التي تعترض سبيله، والتحديات التي تتطلب حلا ودراية وتخطيطا(   ناصر الدين أبو حماد،  2008،ص ص 243 244)

الأسس التربوية والاجتماعية:

وفيها يتم الالتفات الى عملية التعلم الاجتماعي وكذلك الى مفهوم النشاط المدرسي، فالمدرسة من أكبر المؤسسات والمجالات الاجتماعية للفرد

ان تعاون اخصائي التوجيه المهني مع المدرسين والقائمين على شؤون المدرسة من الأمور الضرورية لانجاح عملية التوجيه وتنشيط العملية التربوية بصفة عامة

الأسس الفنية والاخلاقية

وفي هذه الأسس يكون المرشد أو الموجه التربوي صادقا مع نفسه ومع الفرد المسترشد، مع الاحتفاظ بعنصر السرية في توجيهاته واتباع وسائل توجيهية متعددة مع المسترشد، حتى تتناسب معه ( ص ص 14 15

4. خدمات التوجيه المهني

خدمات التوجيه المهني:

1-الانتقاء المهني :

ونعني به تشغيل الافراد المناسبين في المهن المختلفة اذا ما تطابقت قدرات وامكانيات ومطالب الوظائف معهم من خلال اختيار اصلح الافراد على انجاز العمل بنجاح.

 وتوجد عدة اعتبارات في الانتقاء المهني وهي :*مقابلة الانتقاء وتعني به(طلبات الالتحاق بالوظيفة) *الاختبارات النفسية .

وتوجد فروق بين التوجيه المهني والانتقاء المهني تتمثل باختلاف طبيعة الاهداف المستخدمة في كل منهما .

-        حيث أن فالتوجيه يبدأ من الفرد ويركز اهتمامه فيه، في حين أن الاختيار يبدأ من مهنة معينة  ويهتم بها في المقام الأول، كما أن التوجيه يعمل على المعونة والإرشاد لصالح الفرد، ويقوم على أساس أن كل إنسان يجب أن يجد عمله بين مختلف الوظائف الاجتماعية حتى إن كان عاجزا أو مريضا أو ذا عاهة، في حين أن الاختيار يعمل على التصفية والاستبعاد ولا يهتم بمصير من يستبعدهم من الأفراد

-       وعلى هذا فمجال الاختيار أضيق بكثير من مجال التوجيه، فالاختيار لا  يتطلب إلا معرفة المهنة أو العمل الذي سيختار له، في حين أن التوجيه يتطلب المعرفة بآلاف المهن والأعمال

-       وكما يتفق الاختيار والتوجيه من حيث الهدف البعيد وهو الموائمة بين العامل وعمله، كذلك يتفقان من حيث البرنامج الذي يتبعانه لهذه الموائمة، ألا وهو دراسة الفرد دراسة شاملة من ناحية، وتحليل المهنة أو العمل المعين تحليلا مفصلا لمعرفة متطلباته المختلفة: الفنية والسيكولوجية وغيرها.

2-تحليل العمل:

هو الوسيلة الوحيد التي تساعدنا في الحصول على البيانات والحقائق والمعلومات الخاصة بطبيعة العمل عن طريق الملاحظة والدراسة او استخدام الوسائل العملية.

 وبذلك ينقسم تحليل العمل  الى :

*التعريف بالعمل.

*الوصف الدقيق للواجبات الت يتكون منها العمل .

*تحديد مطالب العمل التي يقتضيها من العامل حين يؤدي عمل ما بنجاح .

ويستفاد من تحليل العمل في تعيين العمال ، والتوجيه المهني ، وتقويم العمال والاعمال ، والتدريب المهني وعلاقات العمل ونظام الترقي والوسائل المستخدمة للحصول على البيانات الخاصة بالعمل وهي :

الاستبيان ، الملاحظة، المقابلة ، ادوات العمل ، الانجاز الفعلي للعمل .

3-توصيف المهنة :

الغرض الاساسي من ذلك هو تسجيل المعلومات عن المهنة اثناء التحليل بأسلوب علمي دقيق ، مع تعيين طريقة تنظيم المعلومات واستمارة تحليل العمل هو المصدر الاساسي للمعلومات

وتتلخص المحتويات الاساسية للتوصيف في بيانات ذاتية عن العمل ، ملخص العمل والواجبات التي يشتمل عليها والمهارة والمقتضيات البدنية ومن الضروري الاهتمام بالتوصيف وتوحيده وتنسيقه ليستفاد منه

  4- التدريب المهني: هو عملية تعديل ايجابي تتناول سلوك الفرد من الناحية المهنية أو الوظيفية وذلك لاكسابه  المعارف والخبرات التي يحتاج لها وتحصيل المعلومات التي تنقصه بالاضافة الى المهارات الملائمة والعادات اللازمة من أجل رفع مستوى كفاءته في الأداء وزيادة انتاجيته

5- التأهيل المهني: يقصد بالتأهيل المهني لكل من نقصت قدرته على العمل والانتاج نتيجة عجز أو اعاقة ولادية، أو مكتسبة أثناء حياة الفرد في اثر حادث وكلمة العاهة كلمة عامة، فهناك عاهات جسمية منها المرض المزمن ولذراع مبتورة والعين المفقودة..وهناك عاهات عقلية كضعف العقل والجنون، وعاهات خلقية كانحراف السلوك، بل قد يعتبر المرض النفسي من قبيل العاهات أيضا

فالتأهيل المهني هو معونة العاجز والمعوق عاى ايجاد عمل يناسبه ويستغل ما لديه من قدرات ومهارات، ثم تدريبه على هذا العمل والحاقه به، ومساعدته على التقدم فيه 

6-التربية المهنية:  يقصد بالتربية المهنية تعرض الفرد لسلسلة من الاختبارات وذلك لمساعدته في الاعداد لمهنة معينة، ويجب أن تكون هذه الاختبارات منظمة بشكل جيد

7-التشغيل: تتضمن مساعدة الفرد في البحث عن العمل والدخول فيه ويتم ذلك من خلال ما يسمى بمكتب التشغيل أو العمل  

 

5. طرق التوجيه المهني

طرق وأساليب التوجيه المهني:

أولا:طرق التوجيه المهني

 تقسم طرق التوجيه الى نوعين وهما طريقة التوجيه الفردي وطريقة التوجيه الجمعي

أ‌)       طريقة التوجيه الفردي: تركز هذه الطريقة على المستفيد وتشمل النشاطات التوجيهية التي تحصل بينه وبين الموجه. وقد استفاد التوجيه الفردي من اراء العديد من علماء الارشاد والعلاج النفسي مثل روجرز وكرامون

ويتولى المستفيد تحديد أوجه القوة والضعف لديه وسبل تجاوز أوجه الضعف والقصور في ضوء المعلومات التي يجمعها عن نفسه والتي تتصل بأهدافه وظروفه الشخصية والعائلية وطموحاته والمشكلات التي يعانيها، ويكون دور الموجه كمساعد للمستفيد في تحليل تلك المعلومات وتوظيفها لأغراض توجيهه نحو فروع الدراسة أو المهن بحيث بحيث يتخذ المستفيد القرار الخاص باختيار مهنته المستقبيلة وسبل الالعداد فيها والتكيف معها.

ب) طريقة التوجيه الجمعي:

تتم هذه الطريقة باستخدام مجموعة من النشاطات لمساعدة عدد من المستفيدين على التعامل مع المشكلات التي يعانون منها والعمل على حلها وتعلم أمور جديدة والرفع من مستوى أدائهم والمحافظة على مستوياتهم التي حققوها

وهكذا يستغرق التوجيه الجمعي مقابلة الموجه لأكثر من فرد واحد في وقت واحد أثناء فترة التوجيه، فهو يشمل عددا من الأفراد تجمع بينهم مشاكل مشتركة.وتعتبر هذه الطريقة مساعدة للتوجيه الفردي وليس بديلا عنه. اذ غالبا يبدأ التوجيه جماعيا وينتهي فرديا

كما يركز التوجيه الجمعي على تعريف المستفيدين بأهمية التوجيه وفوائده وتعريفهم بدورهم في عمليات التوجيه، ويناقش الموجه معهم ارائهم في اجراءات التوجيه وبرامجه والتعاون من أجل تخطيط نشاطاته.

6. اساليب التوجيه المهني

أساليب التوجيه المهني: وتنقسم الى ثلاث أساليب ولكل أسلوب خطواته التي تعمل بها

الأسلوب المباشر في التوجيه

وذلك الاسلوب الذي تحدث عنه ويليامسون واعطاه خطوات معينة، وهي تشمل عمليات التحليل والتركيب والتشخيص والتنبؤ والمقابلة والتتبع للفرد المسترشد، وفي هذا الأسلوب يقوم الموجه المهني بجمع المعلومات والبيانات والحقائق المتعلقة بالفرد، ثم تطبيق الاختبارات المختلفة حسب ما يرى الموجه  وصولا الى نصح الفرد ومساعدته في تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات التي تساعده في حل مشكلاته المهنية المختلفة

الأسلوب غير المباشر في التوجيه: وهي تنظر الى الفرد  كشخص قادر على معرفة ذاته فعملية التوجيه المهني هذا فقط تزود الفرد بتلك المعلومات وتهيئ له فرص النجاح والفرد يقوم بالواجب الأكبر المتعلق بالاختيار المهني، فالفرد قادر على تحمل المسؤولية

الأسلوب الخياري: وهو أسلوب يجمع بين هذين الأسلوبين معا، فهم يرون أن لكل حالة  ظروفها، وقد يستخدم الأسلوبان معا، فالأسلوب المباشر يستخدم في الحصول على معلومات وبيانات خاصة والأسلوب غير المباشر حين تكون مشاكل الفرد متصلة بتكيفه الاجتماعي والانفعالي