الحركات الرياضية

1. انواع الحركات الرياضية:

مصطلح الحركات الرياضية يختلف في مضمونه عن المصطلح الحركات الميكانيكية فالحركة الرياضية في حقيقتها عبارة عن مجموعه حركات ميكانيكية، كما نرى ان حركات الذراعين والجذع والرجلين تكون في مجموعها ما يسمى بالحركة الرياضية كما ان مصطلح الحركة الرياضية قد يطلق حاليا على بعض الاوضاع الثابتة التي لا يتم فيها التغير المكاني بالنسبة للزمن وعلى ذلك فإننا نفضل استخدام مصطلح( المهارات الحركية)بدلا من مصطلح( الحركة الرياضية).

والحركة الرياضية هي اهم المجالات التي يقوم عليها علم الحركة والميكانيك الحيوية بدراستها وتقنيها ومحاوله ايجاد حلول لمشاكلها ، وقد حظيت الحركات الرياضية باهتمام بالغ في السنوات الأخيرة وخاصة عندما اشتدت المنافسة بين الدول في المقابلات الدولية وفي الدورات الأولمبية، حيث اصبحت المستويات والارقام القياسية العالمية معجزة يصعب الوصول لها ،هنا تحولت المنافسة عن كونها مقارنة لقدرات الافراد المتنافسين الى صراع علمي محوره قدرة العلم على زيادة قدرات او طاقات الانسان، عرفت الحركة الرياضية بتعريفات عده نذكره منها:

" الحركات الرياضية هي جميع الحركات التي تستخدم كوسيلة لبناء وتربية الناس والمحافظة على صحتهم ورفع مستواهم في الرياضة وفي العمل وفي الدفاع عن الوطن وكذلك من اجل اسعادهم وترويحهم".

عرفها جونسون ونيلسون على انها: "جميع التمارين التي تحقق هدفا حركيا او مستوى حركي".

وعرفها كل من جنس وشولتز تعريفا اجرائيا:

" الحركة هي انتقال او دوران الجسم او احد اجزاءه في اتجاه معين وبسرعه معينه وفي زمن معين سواء كان ذلك باستخدام او بدونها، كما انها اساس الأنشطة المختلفة وهي تحدث غالبا نتيجة انقباض العضلات انقباضا ينتج عنه الحركة أيا كان نوعها سواء بالجسم كله او احد اجزائه فمن المستحيل ان تحدث حركة دون اخراج قوة ".

عرفها بروير:

" حركة هي انتقال الجسم او احد اجزائه من مكان لآخر في اتجاه معين وبسرعة معينة ".

وتتميز الحركة الرياضية عن غيرها من الحركات في كونها حركة مقننة تهدف الى تحقيق واجب حركي محدد قد يكون هذا الواجب دقة ومدى جمال الاداء كما هو في حركات الجمباز، وقد يكون مدى التوافق والسيطرة على الاداء كما في التمرينات او كرة القدم او كره السلة، لقد يكون الواجب الحركي هو سرعه الاداء، كما في مسابقات الجري في العاب القوى والسباحة ،وعموما فان طبيعة اللعبة هي التي تحدد الواجب الحركي وهدف الحركة الرياضية ،كما تتميز الحركة الرياضية بالتوافق الامثل بين القوى الخارجية والقوى الداخلية وذلك بهدف ان يكون الاداء اقتصاديا غير مسرفا في طاقه الفرد ،والحركة الرياضية ذات معدلات متباينة فكل سن وكل مستوى مهاري سواء للبنين او البنات كل لهم معدلاته ومستوياته المثالية.

2. الحركات الرياضية

الحركات الرياضية:

لإنجاز مهارة حركية او واجب حركي معين نجد ان الجسم يمر برحل تساعده على تأدية الحركة، وبنظرة عامة الى الحركات الرياضية نجد انها غير متماثلة في المراحل التي يمر بها الجسم ويمكن تقسيم الحركات الرياضية الى:

- الحركة الوحيدة

-الحركة المركبة:

-الحركة المتكررة

- الجملة الحركية

2.1. الحركة الوحيدة

هي الحركة التي يكون لها بداية ونهاية تنتهي بانتهاء الهدف من الاداء وهي حركه متكاملة يمر الجسم اثناء ادائها بثلاثة مراحل تهدف هذه المراحل الى تحقيق مستوى الاداء الامثل ومن امثلة الحركة الوحيدة او ثلاثية المراحل عديد من العديدة من المهارات في مجال التربية الرياضية مثل رمي الرمح، دفع الجلة ،الوثب العالي، القفز على حصان القفز ،التصويب في كرة القدم . 

مراحل الحركة الوحيدة هي:

- المرحلة التمهيدية( التحضيرية)

- المرحلة الرئيسية( الأساسية)

- المرحلة النهائية. . 

المرحلة التمهيدية( التحضيرية):

وهي المرحلة التي تسبق المرحلة الرئيسية من الحركة ووظيفته هذه المرحلة هي تحصيل القوى اللازمة لإنجاز الواجب الحركي.

والمرحلة التمهيدية تظهر بعدة اشكال هي:

-المرحلة التمهيدية في عكس اتجاه الحركة :  مثال ذلك  الكب بالمرجحة في الجمباز وضرب الكرة بباطن القدم .

-المرحلة التمهيدية في نفس اتجاه الحركة: مثال ذلك الوثب الطويل، القفز على حصان القفز، رمي الرمح.

-المرحلة التمهيدية المتكررة او الدورانية :مثال ذلك الدوران قبل رمي المطرقة ،الدورة الهوائية المفردة على العلقة في الجمباز.

- المرحلة التمهيدية متعددة المراحل مثال ذلك القفز على حصان القفز ،رمي الرمح ،ضرب الكرة بباطن القدم ،دفع الجلة ،رمي القرص.

- كبت او اخفاء المرحلة التمهيدية: وتظهر واضحه في المنازلات الفردية، وفي كرة القدم والسلة واليد .

- استخدام المرحلة التمهيدية في الخداع :مثل كرة القدم ،السلة ،واليد وغيرها من( الرياضات التي تحتاج لخداع).

ونجد انه كلما كانت المرحلة التمهيدية طويلة كلما خدم ذلك العمل العضلي الحركة في المرحلة الرئيسية وطول المرحلة التمهيدية يساعد على مد العضلات وبالتالي يصل الشد العضلي الى اقصاه عند ابتداء المرحلة الأساسية، بينما نجد ان العكس في حاله قصر المرحلة التمهيدية فان الشد العضلي يصل الى اقصاه خلال المرحلة الأساسية وهذا يؤثر بدوره على النتيجة المطلوبة.

المرحلة الرئيسية:

وهي المرحلة التي ينجز فيها الواجب الحركي المراد تأديته ويتم في هذه المرحلة استغلال القوى المحصلة في المرحلة التمهيدية، وفي هذه المرحلة يظهر مدى التوافق بين القوى الداخلية والخارجية المؤثرة على جسم اللاعب، كما يظهر شعور اللاعب بالمكان والوسط المحيط به .

والمرحلة الرئيسية تعتبر امتداد للمرحلة التمهيدية، فعلى ذلك لا يجب التوافق بين المرحلة التمهيدية.

المرحلة النهائية:

وهي المرحلة التي تلي المرحلة الرئيسية للحركة بعد اتمام الواجب الحركي، واهم واجبات هذه المرحلة هي امتصاص الطاقة الزائدة عن حاجه الاداء وجعل الجسم في حاله اتزان كامل ،وقد لا يحدث امتصاص للطاقة الزائدة عندما تكون المرحلة النهائية تمهيديه لحركه اخرى كما في الجمل الفنية في الجمباز.

2.2. الحركة المتكررة

الحركة المتكررة

وهي عبارة عن حركات متشابهة ومتكررة عده مرات بنفس الشكل ولها هدف واحد ويطلق عليها الحركة ثنائية المراحل لان المراحل تظهر كما لو كانت مكونة من مرحلتين هما:

أ- المرحلة المزدوجة :

وهي تطابق كل من المرحلة التمهيدية على المرحلة النهائية.

ب-المرحلة الأساسية:

وفيها يتم انجاز الواجب الحركي كما سبق ان اشرنا في الحركة الوحيدة ،مثل ذلك المشي، الجري، السباحة، وركوب الدراجات، ويوضح ذلك عند خروج الذراع من الماء تبدا الحركة المزدوجة وتنتهي عند دخول اليد الماء  وعند دخول اليد الماء تبدا  الحركة الأساسية.

وتؤدي الحركة المتكررة بعده اشكال وهي:

- حركة متكررة بسيطة :مثل حركة التجديف

-حركة متكررة متبادلة: مثل السباحة الحرة، المشي

- حركة متكررة متلازمة :مثل سباحة الدولفين

-حركة متكررة مركبة :مثل سباحة الحواجز

2.3. الحركة المركبة

وهي عبارة عن حركتين او اكثر ويتم الربط بين كل من مرحلتيها الأساسية ويمكن تحديد الواجب الحركي لكل حركة على حدى  مثال ذلك، عندما يثب اللاعب الاستقبال الكره ثم يقوم بتصويبها الى الهدف ثم يهبط على الارض وبتحليل هذه الحركة نجد ان لها مرحلة تمهيدية وهي ثني الركبة قليلا ودفع الارض لأعلى ثم مرحلة اساسية الوثب لأعلى بهدف الوصول بالجسم الى اعلى ارتفاع واستقبال الكرة ثم التصويب نحو الهدف، ونجد هناك ثلاث واجبات حركية أداها  اللاعب متعاقبة ولم يؤدي سوى مرحلة تمهيدية واحدة وتأتي بعد ذلك المرحلة النهائية وهي هبوط اللاعب على الارض.

ومن ذلك يتضح لنا ان الحركة المركبة عبارة عن مرحلة تمهيدية مشتركة ثم مرحلتين اساسيتين او اكثر مرتبطتان ببعضهما مباشرة ثم مرحلة نهائية مشتركة و يمكن ان تكون تمهيدية لحركة اخرى.

2.4. الجملة الحركية

وهي عبارة عن وصل حركتين بحيث تكون المرحلة النهائية للحركة الاولى هي نفسها المرحلة التمهيدية للحركة الثانية واوضح مثال على ذلك وصل الحركات في الجمباز سواء ذلك على الأجهزة او عند اداء الجمل الحركية للحركات الرياضية.

بناء على ما سبق عرضه يتضح الفرق بين الحركة الميكانيكية والحركة الرياضية، فنجد ان الحركة من وجهه نظر الميكانيكي تقسم تبعا لمصارها الهندسي( مستقيمة، دائرية ،مركبة عامة) او تبعا لتغير المسافة بالزمن( حركه منتظمة او غير منتظمة) اما الحركة الرياضية تقسم الى (وحيدة، متكررة ،مركبة ،جمل حركية ) ويمكن أن تكون حركة وحيده انتقاليه مستقيمه غير منتظمة ،التغير سالبة او موجبة وهكذا وبالنسبة لباقي الحركات الاخرى، وعلى ذلك يتضح لنا ان التقسيمات متداخلان، فالتقسيم الميكانيكي للحركة يساعد على فهمها وسهولة دراستها وتحليلها وتقنينها في الثانية الرياضية.

2.5. خصائص الحركات الرياضية

1.ايقاع الحركة الرياضية

استخدام مصطلح الايقاع الحركي في مجال التربية الرياضية لدلالته على احدى خصائص الحركات الرياضية الهامه، ومن ما لا شك فيه ان خبراء التربية الرياضية قد استعاروا هذا المصطلح من العلوم الموسيقية وطور المفهوم حتى يتناسب مع طبيعة الاداء الحركي ولذلك كان من الضروري عند مناقشه موضوع الايقاع ان نعرف اصل المصطلح وما يدل عليه. .

ولقد استخدم مصطلح ايقاع الحركة في مختلف الأنشطة الرياضية فكثيرا ما نسمع عن ايقاع الوثب او الجري وخاصة في مسابقات الحواجز كما اصبح شائعا استخدام مصطلح الايقاع في الحركات المتكررة مثل السباحة والتجديف والتمرينات والجمباز.

2. النقل الحركي

من المعروف ان اي حركة رياضية لا تتم بصورة الا اذا اشتركت جميع اجزاء الجسم في ادائها بشرط ان يكون هناك تناسق وتوافق بين حركات اجزاء الجسم وان تعمل جميعها على انجاز مراحل الواجب الحركي المراد تحقيقه.

والنقل الحركي هو احد الخصائص الحركية التي تمكن اللاعب من زيادة معدلات ادائه، فهو يعمل  على زيادة معدل تسارع الجسم خلال المدى الحركي ولذا وجب ان لا يكون هناك اي توقف بين حركة عضو واخر بل يجب ان تتحرك اجزاء الجسم بحيث تكون متداخلة اي ان الحركة الثانية لا تبدا من الصفر بل تبدا من حيث انتهت اليه الاولى وهكذا. .

3. انسيابية الحركة:

انسيابية الحركة ظاهره ذات اهمية قصوى للأداء الحركي فهي احدى الخصائص المميزة للحركة الرياضية وتعتبر معيارا اساسيا في تقويم مستوى الاداء الحركي.

تعريفات

-انسيابية الحركة تعني التوافق الامثل بين جميع اجزاء الجسم عند اداء الحركة الرياضية

- الانسيابية في الحركة هي التوزيع الامثل للقوى العضلية المبذولة خلال زمن الحركة

-هي تعاقب مراحل الحركة دون توقف. 

4.التوقع الحركي

التوقع هو احد خصائص الحركة الرياضية ،ولإيضاح مفهوم ظاهره التوقع الحركي نورد الأمثلة الآتية:

عند ملاحظة احد اللاعبين وهو يثني الركبتين مع مرجحة الذراعين للخلف نتوقع على الفور ان هذا اللاعب سوف يثب لأعلا، وعند ملاحظة مرجحة رجل لاعب كرة القدم للخلف نتوقع على الفور انه سيضرب الكرة بالقدم بل يمكننا ايضا تحديد الاتجاه الذي ستوجه اليه الكرة.

يمكننا القول ان المرحلة التمهيدية تحمل دلائل تشير الى شكل وطبيعة المرحلة الأساسية ،كما وان شكل ومستوى الاداء في المرحلة الرئيسية يوحي لنا بشكل المرحلة النهائية .

هذا و يمكننا التمييز بين انواع التوقع الآتية:

- التوقع الذاتي

-توقع حركه الغير

-توقع نتائج الموقف. 

5.الامتصاص( مرونة الحركة):

تعريفات

-هو تحويل حاله الجسم من الحركة الى السكون تدريجيا دون تصلب زائد

-هو فرملة حركة الجسم او حركة الاداء المستعملة بانسيابية

-احداث تناقص سريع متدرج في عجلة الجسم او الاداء المستعمل.

     امتصاص الحركة هي قدرة مفاصل الجسم على امتصاص الطاقة الزائدة وتظهر لنا هذه الظاهرة بوضوح في المرحلة النهائية لحركات الوثب والقفز حيث يسقط الجسم من ارتفاع كبير الى الارض وتصبح مفاصل الجسم مسؤولة عن احداث تناقص سريع في عجلة الجسم. 

6.جمال الحركة:

يعني مصطلح جمال الحركة توافق وتتابع مراحل الحركة وجمال الحركة يلعب دورا هاما في بعض الرياضات التي تعتبر فيها نوعيه الاداء اساسا لتقييمها كما في التمرينات الفنية والجمباز

فهدف الحركة في هذه الرياضات ليس تسجيل رقم بل هو توافق انسيابيه الاداء. 

3. مراجع المحاضرة

-عادل عبد البصير علي.(1998). الميكانيكا الحيوية و التكامل بين النظرية و التطبيق في المجال الرياضي.ط1. مركز الكتاب للنشر: القاهرة .

- عادل عبد البصير علي.(2008). الميكانيكا الحيوية والتقييم والقياس التحليلي في الاداء البدني.ط1.المكتبة المصرية للطباعة والنشر والتوزيع : الاسكندرية .

-عصام الدين متولي عبد الله.(2011).علم الحركة و الميكانيكا الحيوية بين النظرية والتطبيق.ط1.دارالوفاء لدنيا الطباعة والنشر: الاسكندرية.

-صريح عبد الكريم الفضلي .(2010).تطبيقات البيو ميكانيك في التدريب الرياضي والاداء الحركي .ط1.دار دجلة ناشرون وموزعون  :عمان.

-طلحة حسام الدين .(2014).ابجديات علوم الحركة في مجالاتها وتطبيقاتها الوظيفية والتشريحية.ط1.مركز الكتاب الحديث: القاهرة .

-عارف صالح الكرمدي .(2015). مبادئ الميكانيكا الحيوية والتحليل الحركي.ط1. اليمن، الحديدة .