المحاضرة الثالثة

أولا:مفهوم التحرير الإلكتروني

تتميز الصياغة التحريرية للصحافة الإلكترونية بالإيجاز  و استخدام  قوالب قد تضاهي الصحافة التقليدية ، إلا أنها لا تنفرد ببعض الخصوصية  المتعقلة باستخدام الانترنيت كوسيط ، ويصاغ أسلوب الكتابة  في الصحافة الإلكترونية  بطريقة تفاعلية  تراعي ردود أفعال  المستخدمين.

 يطلق مصطلح التحرير الإلكتروني على كل  ما هو  مخزن رقميا في الحاسوب أو هي عملية كتابة ومعالجة المعلومات أليا باعتماد تقنيات وبرمجيات الحاسب الآلي وامتيازات الانترنيت.

ثانيا: خصائص التحرير الإلكتروني

ثانيا: خصائص التحرير الإلكتروني

يتمتع التحرير الإلكتروني بالخصائص التالية:

الاستيعاب الهائل للمعلومات  وسهولة ترتيبها ومعالجتها وتبويبها في أقسام على الموقع

الجودة في التحرير من خلال اعتماد برامج الجرافيك والانفوجرافيك

إمكانية الدمج بين النص والصورة والفيديو واللون والحركة ما يكسبه خاصية الوسائطية

يمتع التحرير الإلكتروني بإمكانية إضافة روابط تشعبية أو مواقع إضافية

الدقة والإيجاز والتركيز على أهم ميزة في المادة التحريرية وتضمين التفاصيل  في رابط آخر   كأن يتم الضغط على " المزيد" أو "شاهد "أو ّتفاصيل "أو "اقرأ أكثر "...

الحدود المفتوحة والوصول إلى جماهير عريضة في أي وقت وأي مكان

إمكانية التعقيب والتعليق على المادة التحريرية الإلكترونية وإثرائها بتفاصيل أخرى ضمن ما يعرف " بالتفاعلية"

ويختلف التحرير الإلكتروني عن الورقي من حيث التأثير في القارئ وتغيير طرائق استقبال النصوص وطريقة التدوين وثبات النصوص أو حركيتها والخطوط وتشعبها وتشجيرها أو تفاعلها ونصوص أخرى موازية أو متجانسة، ولمساعدة المحرر في إنجاز مهامه تم تصميم عدد من البرامج الجاهزة.ويسهل استخدام الحاسوب التحرير في عملياته المختلفة فضلا عن إبداع القصص على النهايات الطرفية وتعني شاشات العرض الضوئي.

إن عمل المحرر الإلكتروني صار أكثر براعة، إذ يستخدم الوسائط المتعددة ويصوب مواده عبر برنامج " سيبويه" الذي يؤدي وظائف متعددة بصورة آلية كتحقيق الإملاء وتصحيح الأخطاء النحوية، فحص علامات الترقيم والإعراب والشكل، أي أنه يحرر ويراجع ويبث ويتلقى رجع الصدى.

" ثلاث فوائد رئيسية للتحرير الإلكتروني:Folks"و" Poltrok وقد أبرز"

-    تسهيل التعاون بين الكتاب والمحررين حتى وإن لم يكونوا يعملون في موقع إلكتروني واحد

-    يسمح بتخزين الوثائق إلكترونيا ويسهل عملية استرجاعها .

-    يمكن المحررين من استخدامات الحاسوب الآلي المتعددة.

ثاثا : مبادئ التحرير الإلكتروني

إن تطور أساليب الآداء الصحفي لا يلغي استخدام المهارات الصحفية التقليدية حيث أنها لا تزال مطلوبة بشدة في البيئة الإلكترونية إلى جانب المهارات الجديدة كالاستخدام الفعال لتطبيقات الوسائط المتعددة والكتابات غير الخطية بمعنى استعمال هيكل شبكي في بناء المعلومات بمرونة من خلال الوصلات الفورية والتفاعلية والعمق، حيث فتح الحاسوب آفاقا متعددة منها النص الفائق وإضافة نصوص مرئية وسمعية والنسخ السريع...

ويتفق معظم خبراء الإعلام على جملة من المباديء التي يتسم بها التحرير الإلكتروني :

-   الوضوح: استجابة لطبيعة الانترنيت القائمة على السرعة وتعدد الخيارات تتأكد أهمية الوضوح تبعا لمدى توافر الوقت الكافي لدى القراء لاستيعاب المعاني التي تقدم صياغات تقليدية معقدة.

-   الاتساق:بمعنى أن تكون عناصر الموضوع متسقة

-  الدقة:أي دقة النصوص، فالأخبار الجادة والمعلومات الصحيحة هي إحدى الأسباب التي دفعت الجماهير لاستخدام الانترنيت.

-   الكتابة والتناسب: كفاية المعلومات وكتابتها وفق المبادىء والممارسة التحريرية.

-   التشييد:تسمح بصياغة عناصر حديثة ،باستخدام قدرة الحاسوب الآلي على تشييد أية وحدة نصية لعناصر جديدة في مفردات تتوسع عبر تشبيك مقاطع نصية عديدة.

-المحرر المنتج :استدعى التطور التكنولوجي تطوير مهارات المحرر وخدماته بحيث لا يكتفي بكتابة الخبر أو المادة الصحفية وتسليمها للمختص أو إرسالها بالفاكس، وكون أن الويب متعدد الوسائط ،يطلق على المحررين العاملين في المطبوعات الإلكترونية منتجين، إذ تتنوع الأعمال التي يقومون بها تنوعا كبيرا وتختلف من عملية إلى أخرى استنادا إلى حجم العاملين في الموقع والكتابة التحريرية الأساسية ، ويتعين على المنتج القيام بما يلي:

- انتقاء المحتوى المنقول من النسخة المطبوعة

-    إعادة تكييف المحتوى المنقول من النسخة المطبوعة 

-    دعم المادة الصحفية بالمواد الصوتية والمصورة

-    إقامة الروابط التشعبية للموضوع . 

رابعا: مراحل التحرير الإلكتروني

 ويراعى في التحرير الإلكتروني الخطوات التالية:

  -التخطيط : يتم في هذه المرحلة تحديد المحاور الأساسية للمادة واختيار عناصرها الرئيسية  والتخطيط يشمل الوصلات الفوقية التي تتيح للمستخدمين الانتقال من موقع معلوماتي إلى آخر فوريا، كما يشمل الشكل غير الخطي الذي يمكن القراء من الدخول إلى الخبر أو صفحة الشبكة عند أية نقطة  وكذا التحول من عنصر إلى آخر من خلال ضغط القارئ على وصلات فائقة السرعة تنقله من موضوع لآخر ومن رابط إلى رابط داخل موقع الشبكة.

-جمع المعلومات يراعى في إعداد المادة الإلكترونية عدة مستويات منها:

-   مستوى سطحي يراعى فيه الإيجاز والاختيار والتكثيف.

-   مستوى متعمق يضم تفاصيل خلفيات ووجهات النظر            

-   مستوى التحديث يتولى جمع المعلومات حول الموضوعات لمتابعة مستجداته. 

- تنظيم المعلومات :مع تنوع العناصر الممكنة في بعض المواد الإخبارية زادت أهمية تخطيط التغطية الفورية وتنظيمها ذلك لأن تقديم المادة قد يستعين بالوسائط المتعددة والخلفيات بما يمكن المستخدم من الرجوع إلى المواد الأرشيفية ذات العلاقة بموضوع التغطية،كذلك تركيب جانب الحوارات والمناقشات في الموضوع وإقامة الروابط التشعبية له.

-كتابة المادة:تشجع الكتابة الجيدة على استقطاب أكبر قدر من القراء ويرتبط شكل الكتابة وأسلوبها بطبيعة المحتوى نفسه، ويتكامل عنصران مهمان في الكتابة الصحفية هما الأفكار المتضمنة والغاية المستخدمة لتوصيلها، حيث أن القراء يفضلون الخبر في مستويات فمنهم من يريد الموجز ومنهم من يريد تفاصيل أكثر ، ومن ثمة يفضل كتابة الخبر كاملا في فقرات كون أن القارئ يميل إلى التصفح أكثر من القراءة .

-إعادة الصياغة : تعني حذف المعلومات الأقل أهمية والكلمات غير الضرورية أو تضمينها في الوصلات للقراء الراغبين في المزيد من المعلومات و التفاصيل ،وبالنسبة لإعداد الكتابة الإلكترونية، ظهر مصطلح جديد  وهو الهرم وإعادة البناء عام 1999 يختص ببناء المواد الإلكترونية ويقضي بتقسيم الموضوع الصحفي إلى مكوناته الأساسية على هيئة أجزاء مستقلة مع تحديد أوجه الشبه والتداخل بينها ومن ثمة تجميعها في فئات منطقية محددة ومفهومة. ويساعد الهرم الصحفي على التعامل بكفاءة مع إمكانيات الوسيلة نفسها.

- إعادة البناء:تكمن فائدتها في تجميع الأجزاء والمكونات الأساسية في فئات مما يسهل بناء شبكة الوصلات فيها لتوضيح العلاقات المتداخلة والارتباطات المختلفة بين هذه الأجزاء.

إن تحكم الصحفي في أدوات مهنته وحسن اختياره للمضمون الجيد وصياغة أفكاره المتجددة بلغة مناسبة تجعل إنتاجه أكثر قبولا عند المتلقي وتضعه في مساق كبار الكتاب.