الأمثال والحكم

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: النص الأدبي القديم -نثر- أ.أونيس
Livre: الأمثال والحكم
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Sunday 1 September 2024, 03:19

Description

سيتعرف الطالب من خلال هذا المورد الأساسي على تعريف المثل والحكمة وخصائص كل منها إضافة إلى أمثلة تطبيقية تدعم المحتوى النظري 

1. تعريف المثل والحكمة

لغة:

الأمثال جمع مثل و هو مأخذ من قولنا هذا مثل الشيء ومِثله، كما تقول شَبهه، وشِبهه، لأن  الأصل فيه التشبيه. وللعرب أمثال جيدة خلفوها لنا تدل على عقليتهم أكثر مما يدل عليها الشعر والقصص، ولعل سبب ذلك يعود إلى أن المثل يوافق مزاجهم العقلي و هو النظر الجزئي الموضعي لا الكلي الشامل. والمثل لا يستدعي إحاطة بالعلم أو شؤون الحياة.

اصطلاحا:
الأمثال هي العبارة الفنية السائرة الموجزة التي تضاع لتصوير موقفا أو حادثة و لتستخلص خبرة إنسانية يمكن استعادتها في حلة أخرى مشابهة لها مثل:"رب ساع لقاعد"و"إن البغاث بأرضنا يستنسر"و"رجع بخي حنين"و"إياك واسمعي يا جارة"و"رب قول أشد من صول" .

  وتعريف آخر  للأمثال و هي جملة قيلت في مناسبة خاصة ، ثم صارت- لما فيها من حكمة- تذكر في كل مناسبة مشابهة . ولكي تصير الجملة مثلاً فلابد من اشتمالها علي الإيجازب وحسن التشبيه و إصابة المعني و حسن الكناية .

الحكمة: قول موجز مشهور صائب الفكرة ، دقيق التعبير يهدف إلى الخير والصواب ، و الحكمة تعبر عن خلاصة خبرات صاحبها بالحياة .

تتفق الحكمة مع المثل في : الإيجاز - الصدق - قوة التعبير - سلامة الفكرة، وتختلف الحكمة عن المثل في أمرين :

- الحكمة لا ترتبط في أساسها بحادثة أو قصة.

- أن الحكمة تصدر عن إنسان له خبرته وتجاربه العميقة في الحياة

2. الفرق بين الحكمة والمثل

الحكمة قول موجز جميل، يتضمن حكماً صحيحاً مسلماً به. لأنه نابع من الواقع ومعاناة التجارب في الحياة، مثل: " آخر الدواء الكي،، وإنك لا تجني من الشوك العنب، وإن العوان لا تعلم الخمرة ".

أما المثل فهو في أصله قول يقترن بقصة أدت إليه، ويدري به اللسان أول مرة، ثم يدخل في نطاق الأمثال حين يستشهد به في مقامات مماثلة، وفي حالات مشابهة للحالة الأولى التي ورد ذلك القول فيها. ولذلك تحكى الأمثال بألفاظها الأصلية، بلا تغيير ولا تصرف، مهما كان وضع المخاطب أو نسق الكلام مثل ( تموت الحرة ولا تأكل بثدييها ، مقتل الرجل بين فكيه ، إستنوق الجمل.

3. أهمية الأمثال والحكم العربية في العصر الجاهلي

هذا لا يخفى على كل من له أدنى إلمام بالأدب العربي في العصر الجاهلي أن الأمثال العربية لها أهمية كبرى ومكانة مرموقة في العرب وهي خلاصة وثمرات الناس وتجاربهم، بها تنطق ألسنتهم و تصف أحوالهم الفكرية والاجتماعية والأدبية والثقافية والتاريخية والوطنية والأخلاقية ،وتترجم واقعهم وآمالهم وآلامهم ،في عبارات بليغة موجزة وتعبر في أبلغ بيان عن واقعهعم وحياتهم ، ويمكن القول أن الأمثال لأي أمة من الأمم هي صوتها القوي وقلبها النابض وضميرها الحي وعقلها الواعي.وقال ابن الجوزية: ففي الأمثال من تأنس النفس وسرعة قبولها وانقيادها لما ضرب لها مثله من الحق لا يجحده أحد ولا ينكره وكلما ظهرت الأمثال ازداد المعنى ظهورا ووضوحا، فالأمثال شواهد المعنى المراد،وهى خاصية العقل ولبه و ثمرته.وقال الإمام السيوطي :المثل ما ترضاه العامة والخاصة في لفظه ومعناه،حتى ابتذلوا فيما بينهم ،وفاهوا به في السراء والضراء واستدروا به الممتنع من الدر ووصلوا به المطالب القصية،وتفرجوا به عن الكرب والكربة وهو من أبلغ الحكمة لأن الناس لا يجتمعون على ناقص أو مقصر في الجودة أو غير مبالغ في بلوغ المدى في النفاسة.

     وأن العرب كانوا ذا نفوس حساسة و أولو غيرة و أصحاب ارتجال و بديه،فدفعهم كل ذلك إلى مساهمة كبيرة في الأمثال ،واستخدموها في كل مجال من المجالات المختلفة، فلا يخلو موقف من حياتنا العامة إلا ونجد مثلا ضرب عليه، ولا تخلو خطبة مشهورة ولا قصيدة سائرة من مثل رائع مؤثر في حياتنا.

4. نماذج من الأمثال والحكم

وعامر يدخل في المعمري، ويقال أنه " لما أسن واعتراه النسيان أمر ابنته أن تقرع بالعصا إذا هو فه (فه: حاد وجار وانحرف) عن الحكم وجار عن القصد و ابنته كانت من حكيمات العرب حتى جاوزت في ذلك مقدار صحر بنت لقمان وهند بنت الخس وقال المتلمس في ذلك

لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا

( ألصيف ضيعت اللبن )

قاله عمرو بن عمرو بن عدس وكان شيخا كبيرا تزوج بامرأة فضاقت به فطلقها فتزوجت فتى جميلا وأجدبت. فبعثت تطلب من عمرو حلوبة أو لبنا , فقال ذلك المثل, ويضرب هذا المثل لمن يطلب شيئا فوته على نفسه

(على أهلها جنت براقش )

وبراقش كلبة لقوم من العرب اختبأت مع أصحابها من غزاة, فلما عادوا خائبين لم يعثروا عليهم نبحت براقش فاستدلوا بنباحها على مكان أهلها فاستباحوهم.

ربما كانت مقتطعة من أبيات كاملة، مثل: " رضيت من الغنيمة بالإياب " وهو عجز بيت لامرئ القيس، " خلا لك الجو فبيضي واصفري " وهو أيضاً عجز بيت لطرفة " والبس لكل حالة لبوسها " وهو رجز قديم، لا تعرف تتمته ولا صاحبه.