الاتجاهات

الموقع: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
المقرر: السلوك التنظيمي
كتاب: الاتجاهات
طبع بواسطة: Visiteur anonyme
التاريخ: Friday، 19 April 2024، 9:56 AM

الوصف

يتناول هذا الكتاب محاضرة حول الاتجاهات والتي تندرج تحتها مجموعة من العناصر

1. مقدمة وممفهوم الاتجاهات

مقدمة:

تعتبر الاتجاهات من العناصر المهمة المؤثرة في سلوك الفرد ودوافعه و بالتالي تعتبر معرفة اتجاهات العاملين في المنظمة من الأمور الضرورية لأن الأفراد العاملين يكون لديهم اتجاهات معينة نحو العمل ونحو رؤسائهم ونحو فلسفة وسياسة المنظمة في تنفيذ مهامها، فالاتجاهات هي المحرك لدوافع الأفراد في المنظمة.

مفهوم الاتجاهات:

الاتجاهات هي أحد المحددات والمقاييس النفسية التي تفسر وتتحكم في بناء وتشكل السلوك التنظيمي للعمال داخل حيز المنظمات، ويعرف "كامبل" الاتجاهات بأنها تعبير عن درجة الاتساق في الاستجابة لموقف أو موضوع ما. فإذا لاحظنا فردين ووجدنا أن الأول يسلك بطرق مختلفة كل مرة يواجه فيها نفس الموقف أو الموضوع، في حين أن الثاني يسلك سلوكا متشابها في كل مرة يواجه فيها نفس الموقف أو الموضوع، فيمكن تفسير هذا التناقض في سلوك الفرد الأول بأنه دليل على عدم وجود اتجاهات لديه تجاه الموقف أو الموضوع، في حين يمكن تفسير التشابه أو الاتساق في سلوك الفرد الثاني بأنه دليل على وجود اتجاهات لديه حيال الموقف أو الموضوع بغض النظر عن كونها إيجابية أم سلبية.

ويعرف "ألبورت": الاتجاهات حالة استعداد عقلي منظمة من خلال الخبرة الفردية، تؤثر تأثيرا فعالا على استجابة الفرد تجاه جميع الموضوعات وكذلك المواقف التي ترتبط بها"

أما  تعريف"doob" :"الاتجاهات استجابة ضمنية متوقعة ومؤدية إلى نماذج سلوكية علنية، ويمكن تحريكها بالعديد من المثيرات الناتجة عن التعلم والقدرة على التجميع والتمييز، والتي تعتبر مثيرا لاستجابات أخرى ومحركا للسلوك في نفس الوقت، والتي تعتبر هامة في المجتمع الذي يعيش فيه الفرد"

كما يعرفها "Chein :"الاتجاهات استعداد فردي لتقييم أي موضوع أو فعل أو موقف بطريقة معينة"

2. خصائص الاتجاهات

تمتاز الاتجاهات بمجموعة من الخصائص والصفات نجملها فيما يلي:

  1. تعتبر الاتجاهات متعلمة و مكتسبة وتعكس أحيانا طريقة التنشئة في الأسرة و المدرسة و المجتمع.
  2. الاتجاهات مرتبطة بالمشاعر و الانفعالات.
  3. تمتاز الاتجاهات بالثبات النسبي.
  4. تعتبر الاتجاهات قابلة للتغيير وتعتمد درجة التغيير على طبيعة الاتجاه من حيث الأهمية و الفرد و الموقف.
  5. تمتاز الاتجاهات بالذاتية فهي تعكس انحياز الفرد أو الجماعة إلى قيمه و عاداته و ما يفضله.

كما نجد الخصائص التالية ذكرها (الطجم والسواط) وهي كما يلي:

  1. تعتبر الاتجاهات أمر مكتسب من جراء احتكاك الفرد ببيئته الخارجية.
  2. اتجاهات الفرد تعتبر حصيلة لخبراته السابقة:

خبرات سابقة   ←       اتجاهات       ←    سلوك

  1. كما تبنى اتجاهات الفرد على خبراته السابقة، فهي أيضا قابلة للتغيير باكتساب خبرات جديدة.

3. عناصر الاتجاهات

ثلاثة عناصر رئيسية يتألف منها الاتجاه لدى الأشخاص:

  1. يتمثل العنصر الأول من عناصر الاتجاهات في فهم واستيعاب و إدراك الموضوع، الموقف أو الحدث من قبل الشخص.
  2. شعور الفرد الإيجابي أو السلبي نحو هذا الهدف.
  3. سلوك الفرد المترتب على استعداده المسبق تجاه هذا الموضوع.

 

العناصر الأساسية للاتجاهات


 

كما ورد أيضا أن للاتجاه مكونات ث

-         المكون المعرفي: ويضم المعتقدات و الآراء و الأفكار عن موضوع الاتجاه.

-         المكون الوجداني: وهو عبارة عن مشاعر الفرد وانفعالاته نحو موضوع الاتجاه.

-         المكون السلوكي: ويختص بالنوايا أو الميل للسلوك أو التصرف بشكل معين إزاء موضوع.

وفيما يلي تفصيل لهذه المكونات الثلاثة:

  1. المكون المعرفي: وهو يعد المرحلة الأولى في تكوين الاتجاه، ويتضمن المعارف ومعتقدات الفرد نحو موضوع الاتجاه، وهو الذي يكتسب عن طريق البيئة المحيطة بالفرد، ودرجة ثقافته وتعليمه، وهو عبارة عن مجموع الخبرات والمعارف و المعلومات التي تتصل بموضوع الاتجاه والتي آلت إلى الفرد عن طريق النقل أو التلقين أو عن طريق الممارسة المباشرة، وهو ما يؤمن به الفرد من آراء ووجهات نظر نحو موضوع معين اكتسبها من خبراته السابقة مع مثيرات هذا الموضوع مما يسهم في إعداده وتهيئته و تأهبه للاستجابة لها، وتقويمها في المواقف و الظروف المتشابهة بنفس التفكير النمطي المبني على معرفته المسبقة بها.
  2. المكون الوجداني: يتأثر الاتجاه بالتعزيز و التدعيم النفسي الذي يتمثل في درجة الانشراح أو الانقباض التي تعود على الفرد أثناء تفاعله مع المواقف المختلفة، وهذه الانفعالات تشكل الشحنة الانفعالية التي تصاحب تفكير الفرد النمطي حول موضوع الاتجاه بما يميزه عن غيره.
  3. المكون السلوكي: هو الذي يمثل الوجهة الخارجية له، فيمثل انعكاسا لقيم الفرد واتجاهاته وتوقعات الآخرين، والخطوات الاجرائية التي ترتبط بتصرفات الانسان إزاء موضوع الاتجاه بما يدل على قبوله أو رفضه بناء على تفكيره النمطي حوله وإحساسه الوجداني، فالاتجاه يرتبط بالسلوك حيث يعد منبتا للسلوك المستقبلي للفرد، فالاتجاهات تنبئ بشكل قوي بالسلوك عندما يكون الأفراد لديهم خبرات مباشرة بهدف الاتجاه ويعبرون عن اتجاهاتهم بشكل متكرر، مما يحدث ثباتا في الاتجاه.

4. وظائف الاتجاهات

للاتجاه وظائف متعددة من أهمها:

أ‌-       وظيفة معرفية: للاتجاهات دور مهم في تنظيم معلومات الشخص عن الأشياء التي من حوله بحيث يستطيع اتخاذ موقف الإيجاب أو السلب، فهي تساعد الفرد على اكتساب المعلومات وتنظيمها والبحث عن المعارف.

ب‌-  وظيفة الدفاع عن الذات: يواجه الفرد صعوبات وعقبات تعترض حياته، الأمر الذي يخلق لديه قلقا وتوترا، فتعمل الاتجاهات على تخفيض هذا التوتر والتأكيد على المصالح والمنافع لدى الفرد وتأييده لكل ما يساعده على المحافظة عليها ومعارضة كل ما يهددها.

ت‌-  وظيفة التعبير عن القيم: هناك ارتباط بين الاتجاه والقيم حيث إن الفرد يميل إلى الاحتفاظ بالاتجاهات التي تتفق مع قيمه ومثله وبالتالي فإن الاتجاهات تعكس المثل والقيم التي يرضى بها ويدافع عنها.

ث‌-  وظيفة التأقلم: تساعد الاتجاهات الفرد على التأقلم و التكيف مع الحياة العملية ومتطلباتها بجميع نواحيها واستيعاب المتغيرات الجديدة والتعامل مع المواقف المتعددة. فإعلان الفرد عن اتجاهاته يظهر مدى تقبله لمعايير الجماعة التي ينتمي إليها.

وظيفة إشباع الحاجات: للاتجاهات دور مهم في إشباع الكثير من الحاجات النفسية و الاجتماعية للفرد مثل إشباع حاجات التقدير الاجتماعية والحاجة إلى الانتماء والحاجة إلى المشاركة الوجدانية مما يحتم على الفرد تقبل قيم الجماعة حتى يتمكن من إشباع رغبته في الانتماء إليها.

5. صور الاتجاهات و أنواعها

للاتجاهات صور و أشكال متعددة نذكر منها:

- عامة وخاصة: فالاتجاهات قد تكون عامة بمعنى أنها ميل لدى الفرد لا يتغير بتغير الأفراد أو الموضوعات، مثال الشخص المتعصب يكون متعصبا ضد الزنوج وضد العرب وضد اليهود، وقد يكون الاتجاه خاصا بمعنى أنه متعصب على جماعة معينة أو موضوع معين دون غيره من الموضوعات كأن يكون متعصبا ضد الزنوج دون غيرهم.

- إيجابية وسلبية: ربما تكون لدى الفرد اتجاهات موجبة بمعنى تأييده وقبوله لموقف معين وربما يتكون لديه اتجاه سلبي بمعنى رفضه ومعارضته لموضوع ما.

-  جماعية وفردية: قد يكون الاتجاه جماعيا بمعنى أنه موجود عند غالبية من الناس مثل اتجاه المسلمين نحو حب الأماكن المقدسة، واتجاه العرب نحو حب لغتهم، وقد يكون فرديا مثل اعجاب تلميذ بمدرس دون غيره من المدرسين.

-  علنية وسرية: الاتجاهات العلنية هي التي يستطيع الفرد اظهارها دون إحراج أو تحفظ أما الاتجاهات السرية فهي التي لا يستطيع الفرد أن يعبر عنها ويعلنها علانية أمام الآخرين.

-  قوية و ضعيفة: وقد تكون الاتجاهات قوية أو ضعيفة حسب قوة نزوع الفرد ومدى تفاعله مع الآخرين. 

6. قياس الاتجاهات

اهتم العلماء و الباحثون في مجال السلوك الانساني بالتعرف على الاتجاهات لدى الأفراد وذلك من خلال عملية قياسها باستخدام مقاييس مختلفة مثل المقابلات الشخصية و الاستبيان وغيرها. ومن الأمثلة على مقاييس الاتجاهات المستخدمة ما يلي:

أ‌-       مقياس بوجاردس للمسافة الاجتماعية:  يعتبر بوجاردس من رواد حركة قياس الاتجاهات حيث اهتم بقياس المسافة الاجتماعية بين الأفراد وكان الهدف من هذا المقياس معرفة اتجاهات الأمريكيين تجاه أبناء الجنسيات الأخرى، حيث اشتمل هذا المقياس على سبع عبارات تمثل مقياسا متدرجا لمدى تقبل الأمريكان للجنسيات الأخرى بحيث تتدرج من أقصى درجات التقبل أو التقارب الاجتماعي مثل عبارة: أوافق على تكوين علاقة معينة بهم عن طريق الزواج. إلى أقصى درجات النفور مثل عبارة: أستبعده من وطني.

وقد قام بوجاردس بتطبيق هذا المقياس على عينة قدرها 1765 أمريكيا طلب منهم تحديد اتجاهاتهم نحو أبناء 39 جنسية أخرى وذلك في عام 1926.

وهذا المقياس و إن كان يبدو بسيطا إلا أنه قد أغفل بعض أنواع الاتجاهات مثل الكراهية و التعصب كما أن وحداته القياسية لا تتدرج تدرجا منظما ثم إن الإجابة على بعض العبارات يعني الموافقة المنطقية على عبارات تالية فمثلا الموافقة على الزواج من جنسيات أخرى يعني منطقيا الموافقة على الصداقة والتحاور معهم.

ب‌-  مقياس ليكرت: يعتبر مقياس ليكرت من أكثر المقاييس استخداما في قياس الاتجاهات ويحوي على عدد من العبارات التي لها علاقة باتجاهات الأفراد حول ما يعترضون له من مواقف. ويشتمل الوزن لكل عبارة على خمس درجات تتراوح بين موافق بشدة، وموافق، لا رأي، غير موافق، غير موافق بشدة. ويكون للشخص الحرية في التعبير عن رأيه باختيار الدرجة التي تتفق مع اتجاهه. وبعد ذلك يقوم الباحث بإعطاء درجات للإجابات تتراوح بين مثلا 5 موافق بشدة، و 1 غير موافق بشدة. وبعد ذلك يتم القيام بالعمليات الحسابية و الاحصائية للوصول إلى النتائج. مثال: هل أنت من المؤيدين لقيام وحدة عربية شاملة؟ موافق جدا-موافق-لا رأي-غير موافق-غير موافق جدا            5-4-3-2-1.

ت‌-  مقياس ثرستون: وفقا لهذا المقياس فإن لكل اتجاه تدرجا معينا بين الإيجابية المتطرفة و السلبية المتطرفة وأن  رأي الفرد في موضع ما يشير إلى اتجاهه نحو هذا الموضوع، ويتكون المقياس من مجموعة عبارات حول موضوع يراد قياس الاتجاه نحوه مثل نقابات العمال أو كرة القدم، أو الحروب إلى غير ذلك، وهنا يقوم الباحث بجمع عدد كبير من العبارات التي قد تصل إلى المائة أو أكثر و تكتب عبارات المقياس كل عبارة في ورقة مستقلة وتعرض على مجموعة من الحكام للاسترشاد برأيهم في تقويم هذه العبارات وتحديد العبارات التي تمثل أقصى درجات الإيجابية والعبارات التي تمثل أقصى درجات السلبية، وهكذا يتم تصنيف العبارات بحيث يتم استبعاد غير الملائمة أو الناقصة ثم يتحدد وزن نسبي لكل عبارة. ومع أن طريقة ثرستون قد أثبتت فاعليتها في قياس الاتجاهات إلا أنه يؤخذ عليها أن اعداد وتقنين المقياس يستغرق وقتا ومجهودا كبيرا، كما أن تطبيقه يحتاج لوقت مما يؤدي إلى احساس المبحوث بالملل والضيق، كما يتأثر هذا المقياس بالنظرة الشخصية للمحكمين خاصة المتطرفين منهم.

ث‌-  طريقة أو مقياس أوسجود Osgood: يعد هذا المقياس أداة فعالة في قياس وتحليل مضمون المعاني والمفاهيم وكيفية تمييزها حيث يرى أن لكل لفظ نوعين من المعاني، الأول هو المعنى الإشاري أو المادي، فمثلا لفظ الكلية يعني المكان أو المبنى المخصص للتعليم، والثاني هو المعنى الوجداني للشيء وهو يمثل مجموع الذكريات و الانفعالات المرتبطة بسنوات الدراسة في الكلية، ونحن في الدراسات السلوكية لا نركز على المعنى المادي بقدر تركيزنا على المعنى الوجداني.

ونتيجة للدراسات التي أجراها أوسجود وزملاؤه اتضح أن هناك ثلاثة أبعاد لدلالات المعاني وهي:

  1. أبعاد قوة: مثل (قوي/ضعيف)، (كبير/صغير)...الخ
  2. أبعاد تقييمية: مثل (ناجح/فاشل)، (سار/غير سار)...الخ
  3. أبعاد نشاط: مثل (سريع/بطيء)، (نشيط/كسول)...الخ

وهذه الأبعاد الثلاثة تساعد كثيرا في قياس ودراسة الاتجاهات نحو مختلف الموضوعات و المفاهيم المتنوعة في شتى مجالات أو ميادين الحياة.

7. مقاييس الاتجاهات نحو العمل

استخدمت عدة مقاييس واختبارات لقياس اتجاهات العاملين في منظمات العمل لمعرفة آرائهم واتجاهاتهم نحو أعمالهم ودوافعهم والرضا الوظيفي وغير ذلك من جوانب العمل الأخرى. ومن أشهر هذه المقاييس ما يلي:

  1. فهرس وصف العمل: يعرف هذا المقياس بـ JDI وقد صممه "بات سميث" و آخرون 1969 وهذا المقياس يقدم للعاملين لمعرفة آرائهم واتجاهاتهم نحو أعمالهم ورضاهم الوظيفي عن خمسة جوانب في العمل وهي: ظروف العمل، الراتب، الترقيات، الإشراف، زملاء العمل. فالعامل يضع كلمة نعم أو لا. وميزة هذا المقياس أنه يستطيع أن يحدد بدقة أي جزء من أجزاء العمل يشعر الموظفون أنهم غير راضين عنه، وهذا بدوره يساعد الإدارة على اتخاذ قرارات حيال هذه الاتجاهات وتعديلها.
  2. مقياس منسوتا للرضا الوظيفي: ويعرف هذا المقياس  MSQ و الهدف منه قياس اتجاهات العاملين وميولهم نحو الرضا الوظيفي، وتشمل الاستبانة على خمس إجابات متدرجة من راض جدا إلى غير راض إطلاقا وكل منها يحمل درجة معينة لتشمل وزنه.
  3. مقياس بورتر و لولير: قام كل من بورتر و لولير 1968 بوضع استبيان لقياس الرضا الوظيفي واتجاهات العاملين وأدائهم الوظيفي وتشتمل الاستبانة على خمس إجابات متدرجة من أوافق بشدة إلى غير موافق إطلاقا، وكل منها يحمل درجة معينة لتشمل وزنه.

8. العوامل المؤثرة في الاتجاهات

هناك العديد من العوامل التي تؤثر في اتجاهات الفرد منها ما هو متعلق بالفرد نفسه و أخرى بالوسط الاجتماعي الذي يتفاعل معه.

  1. عوامل بيئية: البيئة الثقافية التي يتفاعل معها الفرد على مستوى الأسرة، المدرسة، الوسط الإعلامي، العادات والتقاليد السائدة...تحدد اتجاهاته.
  2. عوامل خاصة بالفرد ذاته: تجارب الفرد، خبراته، مستواه الثقافي و التعليمي، مستوى إدراكه، قدرته على التحليل والاستنباط، مدى استقلاليته...تحدد الإطار العام الذي تتكون ضمنه اتجاهاته.

عوامل لها علاقة بالحدث أو الموقف موضوع الاتجاه: الفرد بطبيعته مدفوع لإشباع حاجاته وذلك للتخفيف من حدة التوتر الناتج عن هذه الحاجات. الفرد يتكون لديه اتجاه إيجابي نحو كل المواقف و الأحداث و الأشخاص المساهمين إيجابيا في سبيل رغباته، بينما يتخذ موقف مضاد من الأشياء التي أعاقت تحقيق هذا الهدف. هذا الاتجاه السلبي قد يدفع الفرد إلى أنماط سلوكية متعددة قد تأخذ شكلا عدوانيا، إعادة المحاولة، و الانسحاب.

9. تغيير الاتجاهات وتعديلها + خلاصة

رغم أن الاتجاهات تتسم بالثبات النسبي إلا انها قابلة للتغيير نظرا لتغير الظروف من حولنا، من جهة أخرى قد تكون عملية تغيير الاتجاهات في حد ذاتها هدفا رئيسيا يسعى الكثيرون لتحقيقه. فالسياسيون و المديرون يهتمون بعملية تغيير الاتجاهات، ففي أثناء الانتخابات يركز المرشح السياسي على أن تكون اتجاهات الناخبين إيجابية، كما يهتم المديرون بأن تكون اتجاهات المرؤوسين إيجابية تجاه العمل و المنظمة.

و عادة ما يسهل تغيير الاتجاه عندما يكون ضعيفا أو غير راسخ أو عندما يكون غير واضح أو عندما تبرز اتجاهات جديدة أكثر قوة، كما يسهل تغيير الاتجاه إذا كان صاحب الاتجاه مرنا في آرائه و أفكاره يقبل المناقشة و الإقناع.

و على ذلك فإنه بتغير السلوك يلزم تغيير الاتجاه، ومن أهم طرق تغيير الاتجاهات ما يلي:

1-    تغيير الجماعة: بتغير الجماعة التي ينتسب إليها الفرد، تتغير اتجاهانه مع مرور الوقت خاصة إذا كانت الجماعة الجديدة ذات اتجاهات مختلفة أو متباينة عن الجماعة القديمة.

2-    تغيير المعتقدات: يتم تغيير الاتجاهات عن طريق تغيير معتقدات الأفراد وذلك عن طريق تزويدهم بمعلومات جديدة تغير أفكارهم عن موضوعات معينة، ولضمان عملية التغيير يجب أن تكون المعلومات صحيحة وموثوقا بها حتى تكون قادرة على تغيير المعتقدات وبالتالي الاتجاهات.

3-    تغيير الموقف: تتأثر الاتجاهات وتتشكل بتغيير المواقف التي يمر بها الفرد في حياته، فتغير ظروف الفرد وانتقاله من مستوى وظيفي  أو اجتماعي يجعل اتجاهاته تتغير، فالطالب الذي يصيح مدرسا تتغير اتجاهاته نحو عمله التدريسي، كذلك تتغير اتجاهات رئيس القسم عندما يصبح عميدا.

4-    إثارة المخاوف والشكوك: من أحد الطرق الشائعة في تغيير الاتجاهات إيجاد شعور أو احساس بالخوف من شيء معين، فعلى سبيل المثال قد يهدد الأب ابنه الذي لا يحب المدرسة بأنه سوف يرسله للعمل في ورشة، أيضا قد يلجا الطبيب المعالج إلى تخويف مريضه إذا ما لم يمتنع عن التدخين، ولكن يجب عدم استعمال هذه الطريقة بشكل مبالغ فيه لأن ذلك قد يحدث تأثيرا عكسيا سلبيا.

5-    الاتصال المباشر بموضوع الاتجاه: إن الاتصال المباشر بموضوع الاتجاه يسمح للفرد بأن يتعرف على الموضوع  من جوانب عديدة، فإذا كشف الاتصال المباشر عن جوانب إيجابية فإن ذلك يؤدي إلى نتائج جيدة في عملية التغيير والعكس صحيح.

6-    تأثير الأحداث الهامة: تؤثر الأحداث الهامة أو الخطرة مثل الأزمات و الكوارث و الثورات في تغيير اتجاهات الأفراد، ومن أمثلة ذلك ما اقترن بالزلزال من تلاحم وتعاطف بين أفراد الشعب المصري.

7-    تأثير رأي الأغلبية و الخبراء: يؤثر الاقناع في تعديل وتغيير الاتجاه خاصة إذا كان مصدر الاقناع الخبراء و المتخصصين أو إذا كان صادرا عن أغلبية تمثل إطارا مرجعيا جيدا.

خلاصة:

مما تقدم تتضح أهمية معرفة الاتجاهات لدى العاملين حيث أن للاتجاهات تأثيرا ملموسا على آراء الفرد وعلى العديد من مظاهر سلوكه، فالأحكام التي يصدرها الفرد والتي تعبر عن آرائه تكون متأثرة بنوعية الاتجاهات التي يكونها.