المحاضرة الثانية
Site: | Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2 |
Cours: | فنيات التحرير في الصحافة المكتوبة |
Livre: | المحاضرة الثانية |
Imprimé par: | Visiteur anonyme |
Date: | Friday 22 November 2024, 14:10 |
Description
يتضمن هذا المحور مفهوم الأنواع الصحفية وأسسها وتصنيفاتها وواقعها في الجزائر
1. تعاريف ومفاهيم
1.1- مصطلح النوع وعلاقته بمفردات الجنس والصنف:
لقد أولى علماء اللغة العرب أهمية خاصة للفروق اللغوية بين المفردات والألفاظ وفي مقدمتهم "أبو الهلال العسكري" الذي وضع كتابا في هذا الشأن، وقدم فروقا لغوية بين مفردات الجنس والنوع والصنف، ويرى أن"الجنس أعم من النوع والصنف" (أبو هلال العسكري، الفروق في اللغة، الدار العربية للكتاب، ط1، طرابلس، 1983، ص 157).
الصنف: الصنف في المنطق الحديث هو "مجموعة من الأشياء أو المعاني تلتقي في مميزاتها بخاصية مشتركة"، وهو كذلك "تقسيم الأشياء أو المعاني وترتيبها في نظام خاص، وعلى أساس معين بحيث تبدو متصلة ببعضها البعض ومنه تصنيف الكائنات وتصنيف العلوم" (يوسف خياط، معجم المصطلحات العلمية والفنية، دار لسان العرب، بيروت، ص 390).
النوع: هو"المعنى المشترك بين كثيرين متفقين بالحقيقة"، والنوع الصحفي من المفردات الأكثر استعمالا في القاموس الإعلامي أثناء الحديث عن الكتابات الصحفية، ويقابله بالنسبة للكتابة الأدبية مصطلح الجنس، وباعتبار أن"الصحافة نشاط فكري إبداعي له خصوصيته، وله قوانينه، وله أساليبه، وطرق إبداعه، وهي كأي نشاط إبداعي لها جانبها المهني والحرفي، لذلك فإن الطابع المهني الحرفي للصحافة حقيقة قائمة وهامة" (أديب خضور، النظرية العامة في الصحافة، سلسلة المكتبة الإعلامية، دمشق، ص 05).
وعند الفلاسفة ذو الجنس أعم من النوع وذلك أن العرب لا تفرق الأشياء كلها فتسميها بذلك وأصحابنا يقولون السواد جنس واللون نوع ويستعملون الجنس في نفس الذات فيقولون التأليف جنس واحد...ويقولون في الأشياء المتماثلة أنها جنس واحد" (أديب خضور، مرجع سابق، ص 138).
وعليه نجد أن النوع مرادفا للصنف، والجنس هو الأعم عند البعض من الباحثين.
2.1- المعنى اللغوي للمصطلح:
- كلمة النوع تقابلها "GENRE" بالفرنسة ونفسها في اللغة الانجليزية.
- تترجم كلمة "GENRE" باللغة الإنجليزية بـ "النتاج الأدبي" (كرم شلبي، معجم المصطلحات الإعلامية: انجليزي- عربي، دار الشروق، ط1، بيروت، 1989، ص 255).
- وتترجم الكلمة نفسها باللغة الفرنسية إلى "نوع، جنس، صنف" (محمود إبراقن، المبرق، منشورات المجلس الأعلى للغة العربية، ط1، الجزائر، 2004، ص 327).
- والصنف في اللغة العربية هو النوع أو الصفة وجمعها أصناف (عزة عجان، المفضل، قاموس عربي، دار هومة، ط1، الجزائر، 2001، ص311)،
وتستخدم مفردات "النوع والجنس والصنف والشكل" للحديث عن شتى أشكال التعبير في الصحافة والأدب، فالأدب يستعمل مصطلح "الأجناس الأدبية" للتعبير عن مختلف أوجه نشاط الإبداع والكتابة الأدبية، والصحافة تلجأ إلى مصطلح الأنواع الصحفية للتعبير عن أصناف الكتابة في الصحافة المكتوبة".
- والأجناس الإعلامية يقصد بها" قوالب عامة فنية تختلف فيما بينها" (عبد العزيز شرف الدين، فن التحرير الإعلامي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1998، ص 62).
إن عملية التمييز بين الأجناس الإعلامية حسب الوسيلة الإعلامية تؤدي في النهاية إلى قيام وحدات فنية قد لا تخدم النظرية العامة للأنواع الصحفية، صحيح أن النوع الإعلامي يختلف من وسيلة لأخرى، ولكن هذا الاختلاف مرتبط بجمهور الوسيلة وليس بالقالب الفني الذي تصب فيه المادة الإعلامية، فإذا كانت الصحافة تخاطب قراء لهم القدرة على الاستيعاب أو الاعتماد على تفاسير أخرى تساهم في الاستيعاب، فإن الاختلاف بين هؤلاء القراء يكون في مستوى التعليم والتفكير والتحليل والفهم.
واعتبار الأجناس الإعلامية "صيغا أو قوالب فنية عامة" (روبرت ديمون، صناعة الصحافة، دار العلم، ط1، 1962، ص 19)، مستمد من النقاد الغربيين أمثال بوالو "boileau" وهذا الرأي يستند إلى أن الصحافة في أوروبا كانت تعتبر "مهنة أدبية" والإعداد كان يبدأ في الخبر الأدبي وكثيرا ما كان يقف عنده ولا يتعداه" (عبد العزيز شرف، مصدر سابق، ص 62).
3.1- محاولة تعريف الأنواع الصحفية:
في الحقيقة لا يوجد إجماع على تعريف موحد للأنواع الصحفية، ويوعز "نصر الدين لعياضي" صعوبة وضع تعريف محدد للأنواع الصحفية إلى اختلاف الآراء حول ذلك:
- الخلط الواضح في توظيف المصطلحات والمفاهيم وفي استخدامها في مجال الصحافة خاصة بين مصطلحات "النوع، والجنس والصنف".
- ترسيخ الممارسة أشكالا محددة من الكتابة الصحفية وعممتها فأعطت لهذا النوع الصحفي تسمية معينة بدل من تسمية أخرى مثل الفرنسيون يطلقون اسم الرواقيون "couloiristes" على الصحفيين المكلفون بالنقل المستمر للمناقشات العامة لمجلس النواب.
- يرى البعض بأن الصحافة نشاط حرفي يخضع لتراكمات الممارسة فقط، وليس له ضوابط نظرية، ويرفضون وجود نظرية خاصة بالأنواع الصحفية ويعبرون عنها بصيغة عملية عامة وهي الكتابة الصحفية.
- لا يزال المجهود النظري حول تطور الأنواع الصحفية في مرحلة الصياغة رغم أنه استطاع خلال حقبة تاريخية أن يحدد بعض المتغيرات المتحكمة في اختلاف وتمايز الأنواع الصحفية. (نصر الدين لعياضي، الخطاب الصحفي الاستعماري في ظروف الأزمة، المجلة الجزائرية للاتصال، العدد 3، جامعة الجزائر، 1989، ص 18).
من جهته، يتساءل الدكتور "محمد لعقاب": ما معنى الأنواع الصحفية؟ ويجيب: "بكل بساطة فإن الأنواع الصحفية التي تسمى أيضا الأجناس الصحفية، هي الطرق الفنية أو الأشكال التي يلجأ إليها الصحفي للتعبير عن الواقع ونقله إلى الجمهور المتلقي عبر وسائل الاتصال والإعلام المختلفة، لذلك تسمى في علوم الإعلام والاتصال فنيات التحرير الصحفي أو فن الكتابة الصحفية أو فنيات التعبير" (محمد لعقاب، الصحفي الناجح دليل عملي للطلبة والصحفيين، دار هومة، ط1، الجزائر، 2004، ص 48).
ويمكن أخد تعريف "نصر الدين لعياضي" أفضل تعرف للأنواع الصحفية نظرا لشموليته والذي يرى بأنها "ﺃشكال تعبيرية لها ﺒﻨﻴﺔ ﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻤﺘﻤﺎﺴﻜﺔ، ﻭﺘﺘﻤﻴﺯ ﺒﻁﺎﺒﻊ الثبات ﻭﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭﻴﺔ، ﺘﻌﻜﺱ ﺒﺸﻜل ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻭﻭﺍﻀﺢ ﻭﺴﻬل وتسعى إلى تقديم وتحليل وتفسير الأحداث والظواهر والتطورات مستهدفة بذلك إيصال رسالة محددة للقارئ لتخاطب بها ذهنه ومشاعره قصد ترسيخ قناعة محددة لديه ومن ثم تمكينه من أن بفهم الواقع على ضوء هذه القناعة وبالتالي دفعه لأن يسلك سلوكا في المجتمع يتوافق مع هذه القناعة". (نصر الدين لعياضي، إقترابات نظرية في الأنواع الصحفية، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1999، ص 08).
فالأنواع الصحفية هي أشكال أو قوالب يستخدمها الصحفي في عمله، على غرار الخبر الصحفي، التقرير الصحفي، التحقيق الصحفي، الحديث الصحفي، المقال الصحفي، بالإضافة إلى أنواع أخرى كالعمود الصحفي والافتتاحية والبورتري والربورتاج، وهذه الأنواع تعكس الواقع بشكل مباشر وبطريقة واضحة سهلة، غايتها تقديم وصف وتحليل وتفسير للأحداث والظواهر والتطورات في مختلف مجالات الحياة بأسلوب متفاوت في عمقه وشموليته، والهدف هو إيصال رسالة إلى القارئ قصد إمداده بالمعرفة، والمساهمة في تكوين أفكاره، وتوجيه سلوكه نحو الأفضل، وهي تتصف بالاستمرارية، وتقوم بتقديم واقع انتقائي، بمعنى أنها تقوم بعملية انتقاء واختيار للأحداث والتطورات والوقائع على حسب درجة أهميتها وسياقها الاجتماعي والمتلقي الذي تسعى للوصول إليه.
وعليه تبدوا دراسة الأنواع الصحفية لها اهمية بالغة بالنسبة لطلاب تخصص الاعلام والاتصال باعتبارهم مشاريع مستقبلية لان يكونوا صحفيين، وقد أبرز الدكتور نصر الدين لعياضي في دراسة اهمية ورهانات تدريس الأنواع الصحفية، للإطلاع على هاته الدراسة يمكن الدخول إلى الرابط التالي:
http://platform.almanhal.com/Files/?ID=T2-22394-MLA0005243.PDF
2. أسس تصنيف الأنواع الصحفية
أغلب الدراسات الخاصة بالأنواع الصحفية منصبة على الجانب التصنيفي للأنواع الصحفية دون تحديد قواعد ثابتة تسمح بأن نلمس الحدود الفاصلة بينها، أو نسترشد بها في تعريف هذه الأنواع الصحفية، أو الحديث عنها، وحتى نضع أسسا ومبادئ لنظرية الأنواع الصحفية سنتوقف عند العديد من الأسس والمبادئ التي تسمح لنا بتصنيف الأنواع الصحفية:
1.2- حسب المدرسة الأنجلوساكسونية:
تقسم المادة الصحفية إلى أخبارNews وموضوعات Feature، وعى أساس هذا المعيار نجد أن هناك أنواع صحفية ذات خبر وأنواع صحفية ذات رأي.
2.2- حسب المدرسة الاشتراكية:
وهي تتقاطع مع المدرسة الأنجلوساكسونية والتي تقسم المادة الصحفية إلى: مادة خبرية ومادة فكرية (أديب خضور، الحديث الصحفي، المكتبة الإعلامية، ط1، دمشق، 1990، ص 08)، وهذا التقسيم يستند إلى الجملة الشهيرة التي قالها: "س ب أسكوت" مؤسس صحيفة الغاريان والتي تقول "أن الأخبار مقدسة والتعليقات حرة" وهي ترمي حسب "رولا كايرول" إلى التفريق بين وظيفتين للصحافة: وظيفة الإعلام ووظيفة التعبير عن الآراء. (رولان كايرول، الصحافة المكتوبة السمعية البصرية، ترجمة مرسلي محمد، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1984 ص 11).
وهناك شبه إجماع على أن الأخبار يجب أن تكون مجردة من أراء المحررين وملاحظات رؤساء التحرير، في حين أن أشكال التعبير الأخرى تكون من إنتاج صحفي الجريدة.
3.2- حسب المدرسة الفرنسية:
تمزج بين الرأي والخبر إلا أنها تحدد الأنواع الصحفية في 28 نوعا، نختصرها في خمسة أصناف:
- الأنواع الإخبارية.
- الروايات.
- البحوث.
- الآراء الخاصة.
- التعاليق.
والاختلاف بين الاتجاه الأول الذي يضم المدرستين الأنجلوساكسونية والاشتراكية والاتجاه الثاني المدرسة الفرنسية، يرتبط بالخبر، فهو بالنسبة للأولى مجرد من الرأي. بينما في المدرسة الثانية لا يخلو منه، انطلاقا من "أن الإعلام هو في حد ذاته تعبير عن رأي، والرأي هو أيضا إعلام" (رولان كايرول، مرجع سابق، ص 11)، ومعظم الدراسات تفرق بين الأخبار والموضوعات ويحدد بعض الباحثين الأنواع الصحفية استنادا إلى وظائف الصحافة المختلف حولها. ويشترط البعض في الخبر أن يقوم بدور: "التكامل والموضوعية والوضوح". (عبد الجواد محمد ربيع، فن الخبر الصحفي، دار الفجر للنشر والتوزيع، القاهرة، 2005، ص 343).
3. تصنيفات الأنواع الصحفية
إن المتأمل لهذه التصنيفات للأنواع الصحفية يجد نفسه موزعا بين ثلاث مدارس أساسية وهي المدرسة الفرنسية التي يتداخل فيها أنواع الأخبار مع أنواع الرأي وأنواع التقرير، والمدرسة الأنجلوساكسونية التي تفصل ما بين الخبر والموضوعات، والمدرسة الاشتراكية التي تقسم المادة الإعلامية ما بين مادة خبرية ومادة فكرية، وما دامت الأنواع الصحفية تبدو متداخلة مع بعضها البعض: جوهر بعضها الخبر، وجوهر بعضها الآخر الرأي، وجوهر النوع الثالث المشاركة الميدانية، وباعتبار"أنه لا توجد حدود جامدة متصلبة بين الأنواع المختلفة، كما أنه لا توجد أشكال صحفية عملت بمنطق كيميائي" (فرانس فابر، الصحافة نظرية وممارسة، ترجمة نوال حنبلي، اتحاد الصحفيين السوريين، دمشق، 1984، ص 45).
1.3- تصنيف محمد لعقاب:
يقسم "محمد لعقاب" الأنواع الصحفية إلى أربع مجموعات، كل مجموعة تضم أنواعا صحفية (محمد لعقاب، مرجع سابق، ص ص 50-79):
- الأنواع الإخبارية "التقريرية".
- أنواع الرأي "الأنواع الفكرية".
- الأنواع الاستقصائية.
- الأنواع الإبداعية أو التعبيرية.
2.3- تصنيف نصر الدين لعياضي:
أما الدكتور "نصر الدين لعياضي" فإنه يعرض ثلاث طرق في تصنيف للأنواع الصحفية:
الطريقة الأولى:
- الأنواع التي تعالج الأخبار الخام "برقيات وكالات الأنباء".
- الأنواع التي تقوم على السرد "التقرير الصحفي، المقال التاريخي، الروبورتاج".
- الأنواع التي تقوم على الدراسة "المقال التحليلي، التحقيق الصحفي".
- الكتابات الخارجية "البيان الصحفي، بريد القراء، منبر الآراء الحر".
- الأنواع الصحفية التي تقوم على التعليق "الافتتاحية، العمود والمقال النقدي".
الطريقة الثانية: وهي طريقة باتريك شرودو "Patrick charaudeau":
- المنتج القائم على الحدث المنقول.
- المنتج القائم على التعليق على الحدث.
- النوع الصحفي القائم على إثارة الحدث.
الطريقة الثالثة:
- الأنواع الإخبارية.
- الأنواع الفكرية.
- الأنواع التعبيرية.
- الأنواع الاستقصائية.
3.3- تصنيف عبد العالي رزاقي:
ويصنف الأستاذ "عبد العالي رزاقي" الأنواع الصحفية إلى ثلاثة أنواع (نصر الدين لعياضي، أقتربات نظرية في الانواع الصحفية، مرجع سابق، ص ص 49-50):
- الأنواع الخبرية: هي التي تلتزم فيها المادة بالحدث لحظة وقوعه، وتكون في شكل خبر بسيط أو مركب، وتلتزم بالإجابة على الأسئلة السبعة للخبر.
- التقارير الصحفية: وهي الأنواع الصحفية التي تشترك في أن كاتبها يكون في ميدان الخبر، وهي نوعان:
أ. تقارير ذات صلة بالخبر تواكبه في نقله الحدث مثل التقارير الإخبارية.
ب. تقارير تمثل أنواعا قائمة بذاتها وهي أنواع تقريرية كبرى مثل: الحديث الصحفي، الصورة القلمية، التحقيق والروبورتاج، وهذه الأنواع الصحفية تشترك في العديد من الخصائص التيبوغرافية وكذلك الحضور الميداني لمحرريها.
- المقال الصحفي: وهو يضم مختلف أنواع المقال الصحفي في خمسة أنواع وهي: المقال الافتتاحي، مقال التعليق، مقال العمود، المقال التحليلي، مقال اليوميات.
4. كيف يحدد الصحفي الشكل الصحفي المناسب؟
لكل نوع صحفي أسلوبه وطريقة عرضه. وهذه ليست قضية شكلية أو لغوية أو حرفية، بل هي أساسا قضية مرتبطة بمجموعة من المعايير:
- التركيب البنيوي للنوع الصحفي.
- موضوع هذا النوع.
- المهمة التي يسعى إلى تحقيقها.
- الجمهور الذي يوجه إليه.
- الوسيلة الإعلامية المستخدمة لتقديمه.
وعليه لابد لكل صحفي وهو يتخذ قراره بتحديد الشكل الصحفي الذي يستخدمه أن يطرح على نفسه أربعة أسئلة :
السؤال الأول: ماذا سأكتب؟ ما هو الموضوع الذي سأطلع عليه القارئ؟ هل يتعلق الأمر بموضوع آني مستعجل أم لا؟، وهل الحدث معلوم لدى الجمهور أم لا؟ مثال: الخبر يحقق أقصى قدر من الآنية.
السؤال الثاني: ما هو هدفي؟، هل هدفي هو الإخبار أم الإقناع أم التوجيه أم التأثير؟، الهدف من تقديم هذا الموضوع؟، بمعنى من أجل تحقيق أي هدف سيتم إطلاع فئة من الجمهور على معلومات أو آراء معينة، فكل شكل صحفي يحقق هدفا معينا قد يكون مختلفا عن الآخر.
السؤال الثالث: لمن سأكتب؟، يجب أن يضع الصحفي في ذهنه دائما الجمهور المتوقع للمادة الصحفية التي سيكتبها، إذ يجب أن يعرف نوعية هذا الجمهور، ومدى إطلاعه على هذا الموضوع، ودرجة اهتمامه به وموقفه منه. إذ من المؤكد أن للشرائح المختلفة من الجمهور أمزجة مختلفة ونفسيات مختلفة ودرجة اهتمام مختلفة، وهذه كلها أمور تلعب دورا هاما في تحديد النوع الصحفي الذي يجب أن يستخدمه الصحفي لمعالجة موضوع معين .
السؤال الرابع: كيف سأكتب؟، بأي طريقة نعرض المادة الصحفية على شريحة معينة من القراء، فمن المؤكد أن لكل نوع صحفي خصائص إقناعية وجمالية مختلفة كما أن لكل نوع إمكانيات تأثير وإيصال مختلفة".
5. :الأنواع الصحفية في الجزائر
الدارس للأنواع الصحفية خلال مرحلة الاحتلال الفرنسي للجزائر 1830 - 1962 يجد تداخلا بين المقال الأدبي والمقال الصحفي، بسبب أن الأدباء كانوا اللبنة الأولى لتأسيس الصحافة الجزائرية في عهد الاستعمار أو بعد استرجاع السيادة، ويقسم الأستاذ "زهير احدادن" تاريخ الصحافة قبل استرجاع السيادة في 5 جويلية 1962 م إلى أربعة أصناف:
- الصحافة الحكومية وبدأت تصدر سنة 1848.
- صحافة أحباب الأهالي وكانت بدايتها سنة 1882.
- الصحافة الأهلية وكانت بداية سنة 1893.
- الصحافة الوطنية وكانت بداية سنة 1930.
ويمكن إضافة صنف آخر، وهو صحافة الثورة الجزائرية خلال الفترة الممتدة مابين سنتي 1954 و1962، ومن بين 240 جريدة صدرت في عهد الاستعمار، كانت منها 79 بالعربية، والدارس لهذه الجرائد سيجد أنها تستكتب الأقلام الأدبية والسياسية والدينية (زهير إحدادن، الصحافة المكتوبة في الجزائر، جامعة الجزائر، 1991، ص 27).
وأهم الأنواع الصحفية والأدبية الشائعة خلال فترة الاحتلال، بالنسبة للصحافة الجزائرية الناطقة باللغة العربية، هو المقال، باعتبار أن صحافة الخبر هي صحافة سلبية لأنها ترصد أخبار العدو، أما صحافة المقال فهي من وجهة نظر البعض إيجابية لأنها تحمل وجهات نظر.
ويرى الدكتور "زهير إحدادن" بأن"الأسلوب الصحفي العربي مرتبط منذ بدايته بالأسلوب الأدبي، لأن الصحافيين العرب في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين أدباء قبل أن يكونوا صحافيين"، أمثال "الشدياق المويلحي" و"عبد الله النديم" في الشرق، و"عمر بن قدور" و"البشير الإبراهيمي" في الجزائر علما أن التداخل بين الأدب والصحافة في صحافة ما قبل 1954 تخلصت منه أسبوعيتا "المقاومة " و"المجاهد" بحيث بدأ الاهتمام بالكتابة الصحفية.
يقسم "الزبير سيف الإسلام" الصحافة الجزائرية إلى ستة أنواع وهي:
- الصحافة اليقظانية: وهي الصحف التي أنشأها أبو اليقظان إبراهيم بن الحاج عيسى.
- الصحافة الإصلاحية: وهي الصحف التي أنشأتها جمعية العلماء المسلمين أو بعض أعضائها مثل الشيخ الطيب العقبي والشيخ عبد الحميد بن باديس.
- الصحافة الطرقية: وهي التي أنشاها رجال الزوايا الطرقية.
- الصحافة المستقلة: وهي التي لا نزعة لها.
- صحافة المنتخبين أو النواب.
- الصحافة الوطنية: وهي التي أنشأتها الحركة الوطنية في عهد نجم الشمال الإفريقي وحزب الشعب (الزبير سيف الإسلام، تاريخ الصحافة في الجزائر، جزء6، مطبعة الأندلس، القاهرة، 1977، ص 56).
ويقسم "مفدى زكريا" الصحافة العربية في الجزائر إلى خمس مراحل وهي: (مفدى زكرياء، تاريخ الصحافة في الجزائر، جمع وتحقيق أحمد حمدي، مؤسسة مفدي زكريا، الجزائر، 2003، ص31).
المرحلة الأولى ما بين 1830 إلى 1907.
المرحلة الثانية ما بين 1907 إلى 1923.
المرحلة الثالثة ما بين 1923 إلى 1936.
المرحلة الرابعة ما بين 1936 إلى 1954.
المرحلة الخامسة ما بين 1954 إلى 1962.