ماهية الصحة النفسية والتوافق
الموقع: | Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2 |
المقرر: | الصحة النفسية والعمل |
كتاب: | ماهية الصحة النفسية والتوافق |
طبع بواسطة: | Visiteur anonyme |
التاريخ: | Friday، 22 November 2024، 9:47 AM |
الوصف
1. الصحة النفسية
1.1. علم الصحة النفسية
1.2. مفهوم الصحة النفسية
2. التوافق
3. مفاهيم المتداخلة مع الصحة النفسية والتوافق
1.3. التكيف
2.3. التكامل
1. ( MentaL Health) الصحة النفسية
1.1. علم الصحة النفسية Mental Hygiene )):
علم الصحة النفسية هو الدراسة العلمية للصحة النفسية وعملية التوافق النفسي، ما يؤدي إليها وما يحققها، وما يحدث من مشكلات واضطرابات وأمراض نفسية ودراسة أسبابها وتشخيصها وعلاجها والوقاية منها.
إن علم النفس بصفة عامة يدرس السلوك في سوائه وانحرافه. وعلم النفس يخدم علم الصحة النفسية من خلال دراساته العلمية عن طريق الوقاية والعلاج، ويمكن النظر إلى علم النفس على انه "علم صحة " حيث انه يقدم خدماته في مجال الصحة، وخاصة الصحة النفسية والعلاج النفسي، وان فروع علم النفس المرضي وعلم النفس العلاجي وعلم النفس التحليلي وما تتناوله من موضوعات ومجالات خير دليل على العلاقة بين علم النفس والصحة.
وعلم الصحة النفسية يفيد علوم النفس والتربية والاجتماع وكذلك علوم الإحياء و الطب النفسي. غير أن صلتها وثيقة بوجه خاص بعلم نفس الطفل، فالاضطرابات الوظيفية توضع أصولها كما رأينا في الطفولة المبكرة، وكذلك بعلم النفس الاجتماعي الذي يستهدف تحسين العلاقات الإنسانية بين أفراد الجماعة، هذا إلى ما يفيده من علم النفس الصناعي الذي يرمي إلى حل المشكلات الصناعية حلا علميا إنسانيا يهتم براحة العامل وصحته وكرامته كما يهتم بزيادة إنتاجيته.
2.1. مفهوم الصحة النفسية ( MentaL Health):
لقد كثرت الاجتهادات حول معنى الصحة النفسية عندما نقف أمام مشكلة من مشكلات اضطرابات السلوك، بمعنى أخر: عندما نقابل السلوك غير السوى نسبة إلى المعيار الشائع للسلوك في أي مجتمع من المجتمعات، وعندما نجد أنفسنا أمام تعريف السواء كنموذج السلوك نقترب منه لو نبتعد عنه بنسبة متفاوتة.
يعد مايير ( Mayer) أول من استخدم مصطلح الصحة النفسية للدلالة على نمو السلوك الشخصي والاجتماعي نحو الكمال.
وللصحة النفسية معاني وتعاريف متعددة – سنتعرض لأهمها بغية الوصول إلى تعريف يمكن أن نستعين به في رسم السبل المؤدية إلى سلامة العقل والمحافظة عليه من التعرض للاضطرابات السلوكية بأشكاله المختلفة.
من التعاريف الشائعة للصحة هي الخلو من أعراض المرض النفسي أو العقلي، ويلقى هذا التعريف قبولا بين المختصين قي مجال الطب النفسي.
ولا شك أن هذا التعريف إذا قمنا بتحليه نجد أنه مفهوم ضيق محدود لأنه يعتمد على حالة السلب أو النفي، كما أنه يقصر معنى الصحة النفسية على خلو الفرد من أعراض المرض العقلي أو النفسي وهذا جانب واحد من جوانب الصحة النفسية، فقد نجد فردا خالياً من أعراض المرض العقلي أو النفسي ولكنه مع ذلك غير ناجح في حياته ، وعلاقاته بغيره.
وكذلك إذا تأملنا في حياة وسلوك الأفراد الذين نعرفهم ونتعامل معهم في كل يوم، والذين لا تصل أعمالهم وتصرفاتهم إلى درجة الاختلال التام الشذوذ والغرابة فيتبين لنا أنهم لا يتساوون جميعا من حيث تفاعلهم بحياتهم ورضاهم من حيث قدراتهم على التوافق بين مختلف أهدافهم واهتماماتهم ونزعاتهم، أو من حيث نجاحهم في إقامة العلاقات الطيبة والتوافق مع الأشخاص المحيطين بهم، ومع مطالب البيئة الاجتماعية والمادية، لو نرى فيمن نعرفهم أفرادا يغلب الرضا والسعادة على حياتهم وآخرون يغلب الضيق والتعاسة.
يتبين من ما تقدم ان الصحة النفسية ليست مجرد الخلو من المرض ، لاننا نلاحظ أن مجرد الخلو من المرض لا يحتم قدرة الفرد على مواجهة الأزمات العادية ولا يتبعه الشعور الايجابي بالسعادة.
وعليه يعتبر تعريف الصحة النفسية بالنظر إلى الأعراض النفسية والعقلية فقط من التعاريف السلبية للصحة النفسية .
في حين هناك تعريفات ايجابية للصحة النفسية والتي هي:
- الصحة النفسية بأنها حالة من الأداء الناجح للوظائف الذهنية مما يؤدي إلى أنشطة إنتاجية وتحقيق علاقات مع الأشخاص الآخرين والقدرة على التكيف مع التغيرات ومواجهة الشدائد فالصحة النفسية أمر لا غنى عنه لتحقيق الرفاهية الذاتية والأسرية وحتى المساهمة في المجتمع المحلي"
وترى زينب عبد الرازق غريب وآخرون أن: " الصحة النفسية حالة دائمة نسبيا يكون فيها الفرد متوافقا نفسيا، شخصيا، وانفعاليا واجتماعيا أي مع نفسه أو مع بيئته، ويشعر بالسعادة مع نفسه ومع الآخرين ويكون قادرا على تحقيق ذاته، واستغلال قدراته وإمكاناته إلى أقصى حد ممكن، ويكون مواجهة مطالب الحياة وتكون شخصيته متكاملة سوية، وسلوكه عاديا ويكون حسن الخلق بحيث يعيش في سلام ".
- من خلال ما سبق نستنتج أن الصحة النفسية هي حالة نسبية مرتبة بمستوى فعالية الفرد داخل المجتمع، فقدرة وفعالية الفرد على تجاوز المواقف يبين سلامة الصحة لنفسية وقدرته على الخروج من الموقف الإحباطي.
أن رضا الفرد عن نفسه وان يتقبل ذاته كما يتقبل الآخرين ، فلا يبدو منه ما يدل على عدم التوافق الاجتماعي، كما لا يسلك سلوكا اجتماعيا شاذا ، بل يسلك سلوكا معتمدلا يدل على اتزانه الانفعالي والعاطفي والعقلي في ظل مختلف المجالات وتحت تأثير جميع الظروف.
إن هذا الشخص وأمثاله أسوياء، لأنهم يتمتعون بقدر كاف من لصحة النفسية حيث يمكنهم أن يعيشوا في وفاق وسلام مع أنفسهم من جهة ومع غيرهم في محيط المجتمع من جهة أخرى.
تتضح أهمية الدراسة العلمية للصحة النفسية في مجتمع العصر الحديث في حماية المجتمع الإنساني من تزايد معدلات الأمراض النفسية والعقلية وانحرافات السلوك وفي الحد منم تفاقم هذه الظاهرة، والإحصاءات الحديثة تنبه المجتمع الإنساني تحذره من الخطر المتزايد بظاهرة اضطرابات الشخصية بصفة عامة .
2. التوافق
لم يعد التوافق مفهوما أساسيا لعلم النفس بصورة عامة، بل أصبح من المفاهيم الأساسية للصحة النفسية والبعد الأساسي الذي يفرض نفسه على الصحة النفسية. حيث يشير مفهوم التوافق لغة إلى الاتفاق، ومعنى الاتفاق من الناحية اللغوية مطابقة فعل الإنسان القدر خيرا أو شراً
في حين يشير المصطلح العلمي للتوافق " إلى علاقة منسجمة نسبيا بين الأفراد والجماعات
ومن الناحية الاصطلاحية تعرض الكثير من الباحثين لموضوع التوافق حيث يعرف:
- عبد الحميد محمد الشاذلي: " بأنه حالة يتم فيها إشباع حاجات الفرد من جهة، ومطالب البيئة من جهة أخرى إشباعا تاما، وهو يعني الاتساق بين الفرد والهدف أو البيئة الاجتماعية".
- أما في تعريف مصطفى عشوي: " فإن التوافق عبارة عن عملية يقوم بها الفرد أثناءها بجهد حسب ما يتطلبه الموقف للتغلب على مختلف العوائق – التي تم التطرق لها – لتحقيق الرغبات، وإشباع الحاجات، إذ يؤدي ذلك إلى تحقيق حالة من الرضا النفسي العام".
- ويرى احمد عزت راجح أن :" التوافق حالة من التواؤم والانسجام بين الفرد ونفسه وبينه وبين بيئته، تبدو في قدرته على إرضاء أغلب حاجاته وتصرفاه تصرفا مرضيا إزاء مطالب البيئة المادية والاجتماعية. ويتضمن التوافق قدرة الفرد على تغيير سلوكه وعاداته عندما يواجه موقفا جديدا أو مشكلة مادية أو اجتماعية أو خلقية أو صراعا نفسيا..." .
- ويذكر أيزنك ( Eysenk):" أن التوافق علاقة انسجام الشخص مع البيئة المادية والاجتماعية".
وعليه ومن خلال جملة التعاريف السابقة يعد التوافق عملية توائم وانسجام بين الفرد وبيئته وتحقيق اشباعات ذاته الداخلية، والرضا عن النفس .
يعمل الفرد دائما على تحقيق التوافق ويلجا ذلك إلى أساليب مباشرة وغير مباشرة.
- والواقع أن موضوع التوافق بالنسبة للكائن البشري يتكون من جانبين:
أ. الجانب الأول الداخلي، ويتعلق بالتكوين العضوي والنفسي للفرد ككل.
ب. الجانب الثاني الخارجي، ويتعلق بالعوامل التي تتكون منها البيئة التي يعيش فيها الفرد.
- وكل جانب من هذين الجانبين يحتوي على مجموعة من العناصر ELEMENTS المؤثرة في عملية التوافق الإنساني. ومنه فالتوافق عملية ديناميكية تتناول السلوك والبيئة الاجتماعية بالتعديل ليحدث التوازن بين الفرد والبيئة
إن التوافق السليم هو مدى قدرة الإنسان على مواجهة هذه المشكلات وحلها أو تقبلها والحياة معها إذا ما الحياة إلا سلسلة من عمليات التوافق، فلا تخلو لحظة من حياتنا من عملية التوافق ، وبإمكاننا إن نقول: ما من سلوك يصدر عن الإنسان إلا وهو نوع من التكيف فإن نحج الإنسان في التكيف لبيئته العادية والاجتماعية قيل : إنه متوافق، فإن أخفق في ذلك فهو سيء التوافق.
ولتسهيل عملية الفهم لطبيعة التوافق يمكننا وصف التوافق وتحليلها بالشكل الأتي:
الشكل التخطيطي يوضح لنا إن الإنسان يسلك سلوك مدفوعا بدافع معين نحو الهدف الذي يشبع هذا الدافع إلا العقبة تعترضه، فإنه بهذا قد يقوم بأفعال أو استجابات مختلفة، حتى يجد أنه باستجابة معينة، يتغلب على هذه العقبة، ويصل إلى هدفه ويشبع حاجاته ... وهكذا التوافق يرجع إلى استمرار وجود الدافع، فإذا وجد عائق يحول دون الإشباع المباشر فإن الكائن يقوم بعدة استجابات مختلفة ليزيل التوتر، ويشبع حاجاته.
3. المفاهيم المتداخلة مع الصحة النفسية والتوافق
1.3 . التكيف ( Adaptation):
إن حديثنا عن عدم التوافق يضطرنا لبحث مجموعة من المفاهيم تتداخل معه هي التوافق والتكيف وعليه ينبغي البحث في كل من هذه المفاهيم لتبيان مدى حدودها وإمكانات تداخلها مع بعضها .
حيث يعتبر التكيف من المصطلحات الشائعة في علم الاجتماع وعلم النفس اليوم، وهو مصطلح خاص بالعلوم في الأحياء في الأصل، والمقصود منه " تغير في الكائن الحي مع بيئته الطبيعية والمادية "
ويعرفه صلاح الدين العمرية :" بأنه تلك العملية الديناميكية المستمرة التي يهدف بها الشخص إلى أن يغير سلوكه ليحدث علاقة أكثر توافقا بينه وبين البيئة، وبناء على ذلك الفهم نستطيع أن نعرف هذه الظاهرة بأنها القدرة على تكوين العلاقات المرضية بين المرء وبيئته".
2.3. التكامل:
إن التكامل يعني التناغم بين الاثنين، ويقصد به " كاتل" مدى تكاتف وتآزر كل طاقات الفرد في سبيل هدف معين، وهذا التكامل والتناغم والاتساق و تآزر الطاقات وانسجامها هو ما نسعى إليه، لتحقيق الصحة النفسية التي هي توافق وتناسق واتزان، وعليه فان التكامل هو تضامن مختلف الوظائف وتنظيمها بحيث تضمن اتزان السلوك وانسجام مظاهره بعضها مع البعض الأخر.
ويرى أصحاب الاتجاه الفرويدي أن التوافق يمثل إشباعا لحاجات الفرد التي تثيرها دوافعه سواء أكانت حاجات عضوية أو اجتماعية، والتوافق عندهم هو مرونة في مواجهة الظروف المتغيرة، وهو عملية دينامية مستمرة مادامت الحياة، والشخص الذي يستطيع تغيير البيئة أو تغير الاثنين معا إذا اقتضت الحاجة، حتى تكون العلاقة بينه وبين بيئته علاقة اتفاق لا سخط فيها. ويمثل هذا الاتجاه " سميث" الذي يؤكد على الاعتدال في إشباع الفرد لحاجاته كأهم علامة على التوافق.
للتوضيح اكثر انتقل الى الرابط التالي: