الاطار المعرفي و النظري للجيوسياسية النقدية

الموقع: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
المقرر: جيوسياسية العلاقات الدولية
كتاب: الاطار المعرفي و النظري للجيوسياسية النقدية
طبع بواسطة: Visiteur anonyme
التاريخ: Friday، 22 November 2024، 10:54 PM

1. الانطلاقة و ابرز الرواد

توجد الآن في الولايات المتحدة و المملكة المتحدة منطلقات بحثية جديدة لدراسة و تحليل الجيوبولتيكي من منظور معاصر يطلق عليها اسم "الجغرافية الانتقادية – Critical Geopolitics"، او كما يسميها تايلور"بالجيوبوليتكس البديلة Geopolitics Alternative" ، أو "الجيوبولتيكس الارثيذوكسية – Orthodox Geopolitics"كما يطلق عليها اوتوثل . ومن ابرز كتاب هذا النهج الجديد هم : جيرويد أوتوثل، جون أولوغلن ،جون أكنيو،كلاوس دودز، وسيمون دالبي .

  "كلاوس دودز: أستاذ الجغرافيا السياسية و صاحب الكتاب المميز و الهام بجزئيه .الجغرافيا السياسية في مائة عام"التطور الجيوبولتيكي العالمي 

2. جوهر الفكر النقدي الجيبولتيكي

تشكك هذه المجموعة من الباحثين الجيوبولتيكيين بالمفاهيم الجيويوليتيكية التقليدية, بما في ذلك نظمها الكوكبية , لأنها مبنية فقط على اساس القوة في العلاقات الدولية ، ويعتقدون بأن دراساتهم لا تؤسس لمدرسة جديدة في الفكر الجيوبولتيكي , بل يرون  فيها مجموعة واسعة من الأفكار المترابطة الساخطة على مفاهيم القوة المجردة في التحليل الجيوبولتيكي السابق .

أن أصحاب الجيوبولتيكس ألانتقادي يرون , أيضا , ان هناك العديد من المتغيرات الجديدة - المادية و غير مادية- التي هي خارج نطاق المقومات الجغرافية بدأت بأداء فعلها المؤثر الى الأحداث السياسية ، وهنا يدخل العامل التكنولوجي و بخاصة :

  • تكنولوجيا الإعلام و الاتصالات 
  • ثم ظاهرة الثقافة التكنولوجية العالمية ، 
  • والعولمة ،والثورة المعلوماتية 

التي اقتحمت كل البيوت في دون استئذان للسلطات والدكتاتوريات الحاكمة , و بخاصة في الدول النامية , باعتبارها ثقافات عابرة للحدود.

نقاط الالتقاء بين رواد الجيوبولتيكس النقدية

كل المهتمين بالجيوبولتيكس ألانتقادي يركزون على دور تكنولوجيا الإعلام في تحفيز و تشجيع السكان (الشعوب ) علي القيام بأفعال سياسية محددة, وفي هذا المجال يقول دودز أيضا : هناك نوع جديد في تكنولوجيا وسائل الإعلام و الاتصالات غيرت من  سرعة و كثافة التغيرات السياسية الكوكبية لأنها تخلق قدرة للمتابعين من الأكاديميين والسياسيين في تفسير و توضيح أوضاع العالم ، فالمسافات حول العالم غيرتها طبيعة و سرعة تكنولوجيا الاتصالات، فالتلفزيون, حسب رأي البعض, حول المسافة الجغرافية الى مسافة كاذبة.

3. بواعث المدرسة النقدية

نشأت هذه المدرسة بسبب نقدها المرير لكون الجيوبولتيكس التقليدي كان يعتبر (الجغرافيا) العنصر المهم الوحيد في ممارسات و تطبيقات القوة في العلاقات الدولية وفي السياسة الخارجية للدول . لذا يقول اوتوثل : ان الجيوبولتيكس ألانتقادي يقف على النقيض من ذلك لأنه مشروع نظري مشكلاتي يضع الهياكل القائمة لمكون القوة و المعرفة محل اختبار وتحليل, عكس القوالب السابقة المتحجرة.

ويرى كلاوس دودز ان هناك خمسة موضوعات لابد ان تؤخذ بنظر الاعتبار في التحليلات الجيوبولتيكية المعاصرة هي :

  1. انتهاء الحرب الباردة.

  2. الشركات المالية و المعلوماتية .

  3. التجزئة و الدولة ذات السيادة.

  4. الإقليمية و العالمية.

  5. وسائل الإعلام و حالات الطوارئ الإنسانية (الكوارث) والحروب و البيئية

4. أنماط الدراسات الجيوبولتيكية الانتقادية

يحدد اوتوثل أربعة أنماط في الدراسات الجيوبولتيكية وفق المدرسة الانتقادية هي، كما يوضحها الجدول :

  1. الجيوبولتيكس المنهجي( Geopolitics Formal) . إشارة الى الفكر الجيوبولتيكي التقليدي ، وهي مؤسسة فكرية واسعة  للجيوبولتيكس.

  2. الجيوبولتيكس العملي (Practical Geopolitics) : ويرتبط هذا النمط بالسياسات الجغرافية ذات العلاقة بالممارسات اليومية  للسياسة الخارجية للدول التي تشكل الهيكلية العامة لتصورات السياسة الخارجية وفق تطور الأحداث قبل صياغة قرار الولايات المتحدة للتدخل في البلقان .

  3. الجيوبولتيكي الشعبي (Geopolitics Popular ) : هو ذلك النمط من الجيوبولتيكس الذي تعالجه او تثيره الصحافة ووسائل  الأعلام الأخرى ، التي بدورها تمثل الثقافة الشعبية بهذا العلم . بمعنى أنه الفهم الجمعي او القومي أو ألأممي للأمكنة والشعوب والإحداث العابرة للحدود الجغرافية او السياسية .

  4. الجيوبولتيكي التركيبي (Structural Geopolitics) : يهتم هذا النمط بدراسة العمليات والنزاعات التي تحدد كيف يجب ان  تمارس كل الدول سياساتها الخارجية . وهذه العمليات والنزعات تشمل اليوم ، العولمة ، المعلوماتية و مخاطر انتشارها المطلق العنان ، بفعل نجاح الثورة العلمية – التكنولوجية و ثقافتها حول العالم .