المحاضرة الرابعة: محكات تشخيص صعوبات التعلم
الموقع: | Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2 |
المقرر: | صعوبات التعلم |
كتاب: | المحاضرة الرابعة: محكات تشخيص صعوبات التعلم |
طبع بواسطة: | Visiteur anonyme |
التاريخ: | Friday، 22 November 2024، 1:23 PM |
الوصف
تتضمن هذه المحاضرة محكات تشخيص صعوبات التعلم
1. محك التباين أو التباعد: Discrepancy Criterion
1-محك التباين أو التناقض أو التباعد:
هناك تبايناً واضحاً لدى الأطفال ذوي صعوبات التعلم بالنسبة لبعض الجوانب الشخصية، ومستويات الأداء المدرسي، حيث يُظهر تباعداً في واحد من المحكين التاليين أو كليهما:
أ-وجود تباين واضح في مستوى نمو بعض الوظائف النفسية لدى الطفل: وجود تباين واضح في مستوى نمو بعض الوظائف النفسية لدى الطفل، مثل : الانتباه، والإدراك، واللغة، والذاكرة والقدرة البصرية أو السمعية أو الحركية، حيث نجد بعض هذه الوظائف تنمو بصورة عادية لدى الطفل، بينما تتأخر وظائف أخرى في النمو، فقد تنمو القدرات اللغوية، والبصرية، والسمعية، لدى الطفل بصورة عادية، بينما يتأخر في المشي أو التناسق الحركي.
ب-التباعد بين النمو العقلي العام أو الخاص والتحصيل الأكاديمي : يتميز بعض الأطفال بمستوى أو أعلى من المتوسط في قدراتهم العقلية، إلا أنَّ مستوى تحصيلهم الدراسي قد يُماثل أداء المتخلفين عقلياً.
ومثال ذبك حين يُعطى الطفل دليلاً على أنَّ قدرته العقلية تقع ضمن المتوسط، ويُحقق تقدماً عادياً، أو قريباً من العادي في الحساب واللغة ولكنه لا يتعلم القراءة بعد فترة كافية من وجوده في المدرسة، فعندئذ يُمكن اعتبار الطفل لديه صعوبة تعلم في القراءة، وشبيه بذلك إذا تعلم الطفل القراءة، ولكنه متخلف بشكل واضح في الرياضيات.
ذكر هاردمان وإيجان1987 Hardman & Egan أنَّ التباعد بين مستوى القدرة العقلية والتحصيل الأكاديمي، يجب أن يظهر في واحدة أو أكثر من الجوانب التالية :(التعبير اللفظي، الإصغاء والاستيعاب اللفظي، الكتابة، القراءة، استيعاب المادة المقروءة، العد الحسابي، الاستدلال الحسابي).
يُشير هذا المحك إلى تلك الحالات التي يبدو فيها واضحاً أنَّ مستوى إنجاز الطفل وتحصيله في واحد أو أكثر من المهارات الأكاديمية أو المجالات الأكاديمية السبعة - المشار إليها آنفاً -لا يتناسب ومستوى عمره الزمني والعقلي، ويقل عن معدل أقرأنه ممن هم في المستوى نفسه، وذلك على الرغم من تهيئة الفرص والخبرات التعليمية الملائمة له، وانتظامه في تلقيها دون غياب طويل عن المدرسة مثلاً .
تنبيه: لتعميق التعلمات حول محكات التشخيص شاهد هذا الفيديو.
2. محك الاستبعاد Exclusion Criterion
2-محك الاستبعاد:
من بين المحكات التي تستخدم في التعرف على حالات صعوبات التعلم، المحكات التي تعرف بمحكات الاستبعاد. في هذه الحالة تعمل محكات الاستبعاد كموجه أو مرشد للتعرف على صعوبات التعلم. وعلى أساس محكات الاستبعاد، فإن الأطفال الذين ترجع صعوبات التعلم لديهم بصفة أساسية إلى الحالات الأخرى العامة من العجز أو القصور -سواء كانت إعاقة سمعية أو بصرية، أو حركية، أو تخلف عقلي، أو اضطراب انفعالي شديد، أو عوامل بيئية-يستبعدون من فئة ذوى الصعوبات الخاصة في التعلم.
• على أنَّ استبعاد بعض الأطفال المصابين بإعاقات أخرى، لا يعني بأي حال من الأحوال أنه ليس بين هؤلاء من يُعانون من صعوبات في التعلم.
• بمعنى آخر، أنَّ الاستبعاد لا يعني أكثر من أنَّ هؤلاء الأطفال المصابين بإعاقات أخرى عامة، يحتاجون إلى برامج تعليمية وعلاجية تناسب إعاقتهم الأساسية.
3. محك صعوبة النضج Maturation Criterion:
3-محك تأخر النضج:
يُشير إلى احتمال وجود تخلف في النمو أو خلل في عملية النضج كأحد العوامل المؤدية إلى صعوبة التعلم . ويأتي في مقدمة الباحثين الذين أخذوا هذا الاتجاه كل من بندر (1957) Benderوسلنجرلاند (1971) Slingerland
على سبيل المثال، من الحقائق المعروفة في سيكولوجية النمو أنَّ الأطفال من الذكور يتقدمون اتجاه النضج بمعدل أبطأ من الإناث. لذلك ففي حوالي سن الخامسة أو السادسة يكون عدد كبير من الذكور وبعض الإناث غير مستعدين أو مهيئين من ناحية المظاهر الإدراكية والمهارات الحركية لتعلم التمييز بين الحروف الهجائية. وقد تكشف أدوات القياس المستخدمة في تقييم الأطفال في سن الخامسة أو السادسة عن وجود مشكلات إدراكية أو حسية أو حركية. وفي مثل هذه الحالات ترتبط هذه المشكلات بتخلف في النضج أكثر من ارتباطها باضطراب فعلي كامن في الطفل نفسه. إذن يُمكن القول أنَّ الاضطرابات النمائية في تعلم الكلام واللغة ترجع إلى خطأ أو عيب وراثي عند الطفل عندما تكون هذه الاضطرابات مرتبطة بوظيفة من وظائف النضج. ويترتب على ذلك أنَّ كثيراً من الأطفال الذين يُشخصون على أنهم يُعانون من صعوبات في التعلم، هم في حقيقة الأمر متخلفون في النمو. وفي مثل هذه الحالات قد تكون أساليب التربية الخاصة مطلباً ضرورياً من أجل القيام ببرمجة نمائية تهدف إلى تصحيح عدم التوازن في النمو والذي تنعكس آثاره على عمليات التعلم عند هؤلاء الأطفال.
4. محك التربية الخاصة Special Education Criterion:
5-محك التربية الخاصة:
يعتمد هذا المحك على فكرة أنَّ الأطفال ذوى صعوبات التعلم، يصعب عليهم الاستفادة من البرامج العادية التي تقدم للأطفال العاديين في المدارس، مما يستدعي توفير خدمات خاصة لهم (أساليب تعلم، برامج، معلمين متخصصين) لمواجهة مشكلاتهم التعليمية التي يُعانون منها والتي تختلف عن مشكلات التلاميذ العاديين .
وعند تشخيص صعوبات التعلم لدى التلاميذ في ضوء هذا المحك، لابد لاختصاصي التشخيص من أن يختار بطارية اختبارات متنوعة، تُتيح للطفل الاستجابة بطرق مختلفة؛بحيث يتمكن من استخدام اللغة، واستخدام وضع الإشارة، ووضع خط تحت الإجابة المطلوبة. وُيؤدي الفشل في اختيار بطارية الاختبارات إلى التأثير الشديد على نتيجة الطفل. فالطفل الذي يُعاني من مشكلة تعبيرية، وصعوبات في بناء الجمل، قد يكون أداؤه ضعيفاً على اختيار المفردات الفرعي في اختبار وكسلر الذي يتطلب إعطاء معاني الكلمات بشكل لفظي، وقد يكون أداء الطفل نفسه عالياً جداً في الاختبار الذي تتطلب الاستجابة عليه عملية وضع إشارة بدلاً من اللفظ.
تنبيه: قصد تعميق تعلمات حول مفهوم التربية الخاصة شاهد هذا الفيديو.
5. محك العلامات العصبية النيرولوجية Neurological Signs Criterion:
4-محك العلامات العصبية:
يُؤكد هذا المحك على التلازم بين صعوبات التعلم وبعض نواحي القصور العصبية (Neurological Impairments) لدى الطفل من قبيل الإصابات المخية، والخلل الوظيفي المخي البسيط، والإعاقة الإدراكية وفقاً لما يتضمنه تعريف صعوبات التعلم من وجود اضطراب في واحد أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية التي تدخل في فهم أو استخدام اللغة المنطوقة أو المكتوبة والتي ترجع لظروف نمائية ولا تكون نتيجة لوجود إعاقات، وذلك على أساس أنَّ المعرفة بالعوامل العصبية تُساعد على تفهم أوجه القوة والضعف في الناحية التعليمية لدى الطفل.
ويحدث كثيراً أن تُصاحب صعوبات التعلم بعض مظاهر أخرى لها دلالتها النيرولوجية مثل : اضطرابات الإدراك ، ونقص الانتباه البصري والسمعي والمكاني، واضطرابات نمائية خاصة حركية، وكلامية ولغوية، ويسوق" أرون"عدداً من الدلائل العصبية البسيطة المصاحبة لصعوبات القراءة على سبيل المثال، من بينها : عدم مقدرة الطفل على تحريك اليد اليمنى مثلاً، أو أحد أصابعها إلا مع القيام بالحركة نفسها في الجانب الأيسر من الجسم، والخلط في الاتجاه بين اليمين - اليسار، وعدم إمكانية تعرف أو تسميته الأصبع الذي يلمسه القائم بالاختبار بينما الطفل مغمض العينين.
أما العلامات النيرولوجية الحادة، فإنَّ البحوث والدراسات تُشير إلى أنَّ كلا من مشكلات التعلم ومشكلات السلوك، يُمكن أن تنتج عن تلف أو إصابة في الجهاز العصبي المركزي . إلا أنَّ هناك صعوبة في تحديد وجود علامات نيرولوجية حادة، أي إصابة معروفة في الجهاز العصبي المركزي-عند كثير من الأطفال الذين يُعانون من صعوبات في التعلم، لا ترجع إلى ظروف أخرى من الإعاقات العامة .
وفي الوقت الحاضر لا يتم إرجاع حالات صعوبات التعلم إلى عوامل نيرولوجية حادة إلا عند أولئك الأطفال الذين كون قد سبق لهم بإصابات خطيرة في منطقة الرأس أو الذين تكون أجريت لهم عمليات جراحية في المخ، أو من سبق لهم الإصابة بأورام خبيثة. ومن ثم فأنه في حين قد يكون التلف المخي أحد أسباب مشكلات التعلم أو السلوك. فإنَّ عدداً من العوامل الأخرى يُمكن أن تُؤدي إلى نفس هذه المشكلات.