المحاضرة الثالثة: المداخل النظرية المفسرة لصعوبات التعلم
الموقع: | Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2 |
المقرر: | صعوبات التعلم |
كتاب: | المحاضرة الثالثة: المداخل النظرية المفسرة لصعوبات التعلم |
طبع بواسطة: | Visiteur anonyme |
التاريخ: | Friday، 22 November 2024، 8:03 AM |
الوصف
تتضمن هذه المحاضرة مختلف النماذج التنظيرية الشارحة لمفهوم صعوبات التعلم:
1. المدخل النورولوجي (النظرية النورولوجية):
1-المدخل النورولوجي:
تفترض هذه النظرية أنَّ الكثير من الأطفال ذوي صعوبات التعلم لديهم إصابات مخية ويظهرون كثيراً من الإشارات العصبية البسيطة أكثر من الأطفال العاديين. ويتفق كل من نظر لهذا الاتجاه على أنَّ صعوبات التعلم تنتج من إصابات المخ المكتسبة، وعدم توازن قدرات التجهيز المعرفي بين نصفي المخ (السيطرة المخية)، والعوامل الكيميائية والحيوية، ومن بين من نظر لهذا الاتجاه باتمان (Batman, 1967)، جان كاستون (1997)، سعاد الفوري (2003)، وسليمان عبد الواحد (2007). كما يُؤكد ويتفق كل من بلانت (Plante, 2000)، جوجينغ (Guojing et AL, 2001)، وجابر عبد الحميد جابر (2001)، وهويدا غنية (2002)، وفوقية عبد الفتاح (2004)، وسايمان عبد الواحد (2005)، على أنَّ صعوبات التعلم ترجع إلى سيطرة النصف الكروي الأيمن للمخ (النمط الأيمن) على الأيسر. بينما يرى جوردن (Gordon, 1983)، وعبد الناصر أنيس (1994) أنَّ نصفي المخ كلاهما ضروريان لعملية التعلم، وأي اضطراب وظيفي في أي منهما يُسبب صعوبات التعلم.
ويُمكن تلخيص كل ما سبق في ما يلي:
1-إصابة المخ المكتسبة: إنَّ إصابة المخ تُؤدي إلى عدم القدرة على تنظيم أو تكامل وتركيب المعلومات اللازمة للمهارات الدراسية الأكاديمية ما يُؤدي بدوره إلى حدوث صعوبة في التعلم.
2-السيادة المخية: أكد مؤيدو هذا الاتجاه على أنَّ صعوبات التعلم تنتج عن عدم توازن قدرات التجهيز المعرفي لدى الفرد من كونها نتيجة لعيوب معرفية عامة، حيث إن كلا من النصف الكروي الأيمن للمخ يختص بالمعالجة المتزامنة للمعلومات البصرية والمكانية، والنصف الكروي الأيسر يختص بالمعالجة المتتابعة للمعلومات اللغوية، والتكامل بين النصفين مطلوب وضروري لعملية التعلم. والاضطراب الوظيفي في أي منهما يُسبب حالة من عدم التوازن، وبالتالي صعوبات في التعلم.
يرى بعض الباحثين في حالة قيام نصف المخ لدى الأطفال ذوي صعوبات التعلم، بنشاط معين، فأنهم يُواجهون صعوبة في توزيع الجهد لنشاط آخر يتداخل مع الجانب نفسه من المخ. (Kreshner & Stringer, 1991, p. 560) وترى باتمان (Batman, 1967) أنَّ صعوبات التعلم ترجع إلى ما يُسمى بنقص السيطرة المخية Lack of Cerebral Dominance. فالسيادة الجانبية -سيطرة أحد نصفي كرة المخ على نشاط أو وظيفة ما من نشاطات ووظائف الجسم- تُعتبر ذات علاقة بظهور صعوبات القراءة، والتي هي ضمن صعوبات التعلم.
تنبيه: للاستزادة أكثر عليك بتصفح الرابط الآتي:
2. مدخل التأخر في النضج:
2-مدخل تأخر النضج:
يرى أصحاب هذه النظرية أنَّ صعوبات التعلم تعكس بطئاً في نضج العمليات البصرية والحركية، واللغوية وعمليات الانتباه التي تميز النمو المعرفي، وصعوبة التذكر على اعتبار أنَّ كل فرد يُعاني من صعوبات التعلم لديه مظاهر مختلفة من جوانب بطء النضج اختلاف معدل، اجتياز مراحل النمو، ونظراً لأنَّ المنهاج الدراسي يفوق مستويات استعداد أفراد هذه الفئة لأنهم يُعانون منم عدم كفاءة المخ بدرجة معينة فأنهم يفشلون دراسياً. (Lerner, 2000, 187-188)
لم تسلم نظرية التأخر في النضج من الانتقادات، حيث وجه إليها أنها تتجاهل خاصية التفاعل بين النضج والنمو، مما يجعل السبب المباشر للخاصية موضوع الاهتمام غير محدد وواضح بصورة ملموسة.
تنبيه: قصد تعميق تعلماتك عليك بمشاهدةهذا الفيديو.
3. المدخل السلوكي:
3-المدخل السلوكي:
يرى أصحاب هذه النظرية أنَّ أسباب صعوبات التعلم ترجع إلى أساليب التحصيل الدراسي الخاطئة، والتي قد يكون سببها استخدام طرائق تدريس غير ملائمة لنقص وسائل تعليمية، أو قلة نشاطات تربوية، أو عدم مناسبتها أصلاً، وكثرة التلاميذ وافتقارهم للدافعية للتعلم والدراسة، كما يرُكز أصحاب هذا الاتجاه على دراسة الظروف البيئة والتنشئة الاجتماعية ومراحل تعلم التلميذ وتحصيله. فهذا المدخل له الكثير من نقاط القوة، حيث يُركز على الفردية في التعامل مع المتعلمين ذوي صعوبات التعلم، كما أنه يُقيِّم تاريخ تعلم الطفل وأيضاً اكتسابه للمهارات المفقودة.
4. مدخل العمليات النفسية الأساسية:
4-مدخل العمليات النفسية الأساسية:
يُركز أصحاب هذا المدخل على أنَّ التجهيز العقلي للمعلومات يعتمد على العمليات الإدراكية وقدرات الانتباه والذاكرة، وقد انبثق عنه نموذجين: الإدراكي – الحركي، والنفسي – اللغوي، كما أكدت دراسات الباحثين المؤيدين لهذا التصور، أنَّ أطفال صعوبات التعلم يُعانون من قصور في عملية الانتباه أكثر من أقرأنهم العاديين. (Conte, 1998,p. 68)
تُعتبر العمليات النفسية الأساسية من المكونات الهامة في معظم تعريفات صعوبات التعلم، وقد ذكر في هذه التعريفات أنَّ الاضطراب في تلك العمليات النفسية الأساسية يُعتبر من المظاهر الأولية للاضطراب الوظيفي البسيط وأيضاً المشكلات الأكاديمية لذوي صعوبات التعلم.
ملاحظة: قم بالإطلاع على هذا الفيديو.
5. مدخل تجهيز ومعالجة المعلومات Information Processing Theory:
5-نظرية معالجة المعلومات:
ينظر أصحاب هذه النظرية إلى المخ على أنه أشبه بالحاسوب فكلاهما يستقبل المعلومات ويُعالجها ثم ينتج الاستنتاجات المناسبة حيث تسعى إلى فهم سلوك الإنسان حين يستخدم إمكاناته العقلية والمعرفية أفضل استخدام، فحين تقدم للفرد معلومات فيجب عليه انتقاء عمليات عقلية معرفية وترك عمليات أخرى في الحال. (سيد أحمد عثمان وفؤاد أبو حطب، 1978، ص ص: 102-103)
وعلى اعتبار أنَّ عملية معالجة وتجهيز المعلومات عملية تتابع لعمليات الاكتساب ثم التجهيز والمعالجة، ثم التخزين وأخيراً الاسترجاع، وأي خلل في احدى هذه المحطات يكون سبباً في حدوث صعوبات التعلم.
إنَّ هذه النظرية تهتم بمعرفة الخصائص التي ترتبط بتدفق المعلومات في الجهاز العصبي للفرد، فهو مجهز لمعالجة المعلومات التي تُقدم له. (سليمان إبراهيم، 2010، ص: 76)
كما يرى عبد الوهاب كامل (2004، ص: 141) أنَّ صعوبات التعلم ترجع إلى وجود درجة من درجات إصابة المخ والتي تُعتبر شرطاً معوقاً يؤدي إلى ظهور مشكلات في المعالجة المعرفية للمعلومات، سواء كانت متتابعة (Sequential نمط أيسر)، أو متزامنة (Simultaneous نمط أيمن). وُيؤيد هذا الطرح كل من ولفولك ونكوليش (Woolfolk & Nicolich, 1980)، وكذا هويدة غنية (2002).
إنَّ الأفراد ذوي صعوبات التعلم يستخدمون أنماطاً غير مناسبة في معالجة المعلومات، وهذا الاستخدام غير المناسب يُؤدي إلى إحداث صعوبة في التعلم.
تنبيه: للمزيد من المعلومات حول نظرية معالجة المعلومات.