المحاضرة الثانية: العوامل المسهمة في ظهور صعوبات التعلم
الموقع: | Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2 |
المقرر: | صعوبات التعلم |
كتاب: | المحاضرة الثانية: العوامل المسهمة في ظهور صعوبات التعلم |
طبع بواسطة: | Visiteur anonyme |
التاريخ: | Friday، 22 November 2024، 8:27 AM |
الوصف
تتضمن هذه المحاضرة مختلف الأسباب المؤدية إلى ظهور صعوبات التعلم
1. العوامل العضوية والبيولوجية Organic and Biological Factors:
أوضحت نتائج الدراسات أنَّ التكوينات العصبية بالمخ تُعد من أهم العوامل المسيطرة في عملية التعلم، وأنَّ المخ يتكون من عدة أجزاء تعمل معاً في نظام متكامل، وذلك على الرغم من اختلاف الوظيفة أو الوظائف الخاصة بكل منها.(عبد المطلب القريطي، 2005، ص: 417)
وقد استطاعت التكنولوجيا الحديثة تحديد هذه الحالات مثل الصور الطبقية والتخطيط الكهربائي، فإصابات الدماغ تُؤدي إلى فقدان القدرة على الفهم والكلام والقراءة. وتُشير الدراسات التي أجريت على الجهاز العصبي المركزي إلى أنَّ نقص مهارات التعرف على الكلمات ترتبط بالنشاط الأقل من الطبيعي في المنطقة اليسرى السفلى من الدماغ. (أسامة محمد البطانية وآخرون، 2007، ص: 194)
يرى الأستاذ علي فارس (2016) أنَّ أكثر العوامل المسهمة في ظهور صعوبات التعلم معقولية وقبولاً هو ما يتعلق باضطرابات على مستوى الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والنخاع الشوكي) وخاصة ما يُشار إليه بالخلل الوظيفي بغض النظر عما إذا صاحب ذلك تلف عضوي أم لا. ومن ثم فإنَّ حدوث أي خلل أو اعتلال في وظائف الجهاز العصبي المركزي لدى المتعلم يُؤدي إلى القصور أو الفشل في معالجة المعلومات وتجهيزها على مستوى الذاكرة. ومن ثم الخلل والقصور في الوظائف النفسية الإدراكية والمعرفية واللغوية لدى المتعلم، مما يُؤدي بدوره إلى حدوث ظاهرة صعوبات التعلم.
أساسي: قصد تعميق تعلماتك أكثر فيما يخص الجهاز العصبي عليك بمراجعة الروابط الآتية:
1-قم بتحميل هذا الملف بصيغة pdf. اضغط هنا
2-قم بمشاهدة الفيديو الآتي:
2. العوامل الجينية أو الوراثية Genetic Factors:
يُشير عادل عبد الله (2003، ص: 10) إلى أنه قد يزداد معدل حدوث صعوبات التعلم بين الأطفال في بعض الأسر التي لها تاريخ مرضي لمثل هذه الصعوبات، وهو الأمر الذي يُمكن أن يُدعم فمرة وجود دور للعامل الوراثي في هذا الصدد. وقد أشارت الدراسات أنَّ ما نسبته 20-35% من صعوبات التعلم تكون موجودة لدى الإخوة، وكذلك فإنَّ هذه النسبة ترتفع من 65-100% في حالة كون الأخوين توأم. (عبد الصبور منصور، 2003، ص: 164)
وفي هذا الصدد أظهرت دراسات علم الوراثة أو هندسة الوراثة محددات وراثية للقدرة على التجهيز الفونولوجي، وتوصلت إلى أنه يُمكن توريث مظاهر صعوبات التعلم. (فوقية عبد الفتاح، 2004، ص: 209)
وقد اهتمت عدة دراسات بالتعرف على أثر الوراثة على صعوبات القراءة والكتابة واللغة، فقد أجريت بعض الدراسات على بعض العائلات التي تضم عدداً كبيراً من الأفراد الذين يُعانون من مشكلات في القراءة أو اللغة. وقد أجرى "هالجرن" دراسة لعدد من الأسر ودراسة (267) فرداً لديهم صعوبات تعلم في القراءة. وقد توصلت نتائج هذه الدراسة إلى صعوبات التعلم تخضع لقانون الوراثة. (مصطفى نوري القمش وآخرون، 2007، ص: 180)
3. العوامل البيئية Environmental Factors:
تُعتبر العوامل البيئية من العوامل المسببة لصعوبات التعلم، فلاشك أنَّ هذا الموضوع غالباً ما يكون انعكاساً لما يُعانيه المتعلم من معوقات بيئية ترتبط بصعوبات تعلمه. حيث تشير نصرة جلجل (2000، ص: 198) إلى أنَّ سوء التغذية أو عدم الرعاية الصحية المطلوبة يُمكن أن يُؤديا إلى صعوبات أو معوقات عصبية ينتج عنها صعوبات تعلمية. وتُؤكد منال باكرمان (2004، ص: 480) بدورها أنَّ سوء التغذية الشديدة في السنوات المبكرة من حياة الأطفال تجعلهم يُعانون من صعوبات في تعلم المهارات الدراسية. وهناك دراسات كثيرة قد ذكرت أسباباً تربوية متعلقة بالمدرسة ترى أنها أكثر صلة بصعوبات التعلم، وهي تتمثل البعد الفيزيقي والهندسي للمدرسة، المعلم، صعوبة المناهج الدراسية، وعدم تحقيق المناهج لميول واتجاهات المتعلمين. (كريمان منشار، 1994، ص ص: 388-393) ويُشير "كروكشناك وهلاهان" إلى بعض العوامل البيئية المتمثلة في نقص الخبرات التعليمية التعلمية، وسوء التغذية أو سوء الحالة الطبية أو قلة التدريب أو إجبار الطفل على الكتابة بيد واحدة وغير ذلك. أما "بوش ووزنك" فيُركزان على نقص الخبرات البيئية والحرمان من المثيرات البيئية المناسبة، إلا أنَّ "كروكشانك" يُعتبر العوامل البيئية من العوامل غير المؤكدة عند الحديث عن أسباب صعوبات التعلم. ومن العوامل التي قد يكون لها أثر: التباعد الزمني بين الولادات، عدد أطفال العائلة، كثرة التنقل، مستوى دخل الأسرة، عمر الأم عند ولادة الجنين. (تيسير مفلح كوافحة وآخرون، 2003) ويُشير "سميث" إلى أنَّ هذه التفسيرات تُركز على أنَّ الكثير من العوامل البيئية تُسهم في خلق اضطرابات تعلم لدى الأطفال العاديين أو في تضخيم نواحي الضعف الموجودة فعلاً. (سعدة أحمد إبراهيم أوشقة، 2007، ص: 40)
يرى الأستاذ علي فارس (2016) أنَّ العوامل المرتبطة بسيرورة العملية التعليمية التعلمية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر تعمل على عرقلة أو الحد من عملية التعلم واكتساب المهارات والخبرات المطلوبة، فضلاً عن استخدام العقاب بشكل ملفت ومتكرر في بداية تعلم التلميذ وخاصة في مرحلة التعليم الابتدائي قد يُؤدي إلى حدوث صعوبات التعلم لديه في المستقبل. كما أنَّ عدم الإعداد الشخصي والعلمي والبيداغوجي للمعلم قد يسمح بظهور بعض الصعوبات التعلمية عند التلميذ. إلى جانب سوء العلاقة البيداغوجية داخل القسم وانخفاض مستوى التفاعل الصفي، أو سوء التقويم التربوي. بما في ذلك عدم استخدام البعد الابستيمولوجي من خلال عدم انتقاء المحتويات الدراسية المناسبة لخصائص المتعلمين وفروقاتهم الفردية وعدم تحديد الأهداف التعليمية أو سوء التبليغ المعرفي.
تنبيه: قصد تعميق تعلماتك في ما يخص الأسباب البيئية المؤدية إلى صعوبات التعلم. انقر هنا