الحياة الاقتصادية و الاجتماعية في بلاد الرافدين

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: حضارة العراق القديم
Livre: الحياة الاقتصادية و الاجتماعية في بلاد الرافدين
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Tuesday 30 April 2024, 19:09

Description

من خلاله يتعرف الطالب على اهم مظاهر الحياة الافتصادية في بلاد الرافدين و يتعرف على طبقات المجتمع

1. الحياة الاقتصادية : الزراعة

كانت لها مكانة هامة في الحياة الاقتصادية ، و كان يعمل بها، ويعيش منها غالبية السكان، وقد هيأت الطبيعة الأرض و المياه خاصة في المنطقة الوسطى و الجنوبية، وقد استخدموا أدوات زراعية في البداية ( كانت مصنوعة من الحجارة)، ثم استخدموا الخشب و المعدن، فاخترعت المحراث، المناجم ... ، ومن أهم المحاصيل الزراعية ، القمح، الشعير، الذرة، و ادخل الأرز في العهد الاشوري عن طريق ايران، كما اهتموا بأشجار النخيل، التين، وكانت زراعة الحبوب قائمة على الري، القادرة على انتاج المحاصيل ، ويمكن التعويل عليه دون الاعتماد على الأمطار، كما أن هذه الأنواع  سهلة للتخزين، و بامكانه أن يقدم  اكبر غلة مقابل الجهد المطلوب في ظل الظروف المناخية.

ملاحظة: إن التنظيم الاقتصادي الداخلي للمدن مبهما، ولكن من المقبول الافتراض بأنه لم يختلف في جوهره عن تنظيم المجتمعات القروية التي نجدها في جميع أنحاء الشرق القديم، تضمنها الأقاليم داخل محيط من الحقول في الأراضي المشاعة فرب المدينة، حيث يجني المزارعون حصادهم، و للإشارة أنه أية مدينة كانت تتكون من هذا الاسم بالمعنى الضيق.

اما فيما يتعلق بملكية الأرض، فقد كانت في أيدي الملوك و القصور و المعابد، ففي عهد سومر تشكلت ملكيات كبيرة، وكان الملك صاحب جميع الأراضي، وكذلك لزوجته، وموظفي الدولة أملاك خاصة بهم، وهناك أملاك كانت توزع على المحاربين، الموظفين مقابل خدمات، أما أملاك المعابد فكانت تستثمر بطريقتين عن طريق الإيجار لمزارعين أحرار، أو تستثمر من طرف المعبد، أما الخاصة فكانت تستثمر مباشرة  أو يتم تأجيرها .

1.1. الصناعة

  عرف سكان واد الرافدين منذ العصر الحجري صناعة الفخار ، الأواني المنزلية، الأدوات و الآلات الزراعية و الحياكة فضلا عن صناعة المنسوجات، ومع حلول الألف الثالث ق.م ظهرت صناعة القطع الفنية من تماثيل و نصب و مسلات وكان النحاس أول معدن استخدموه منذ العصر الحجري المعدني، ثم الفضة ، الذهب، الرصاص، وعرفوا صناعة البرنز بخلط القصدير و النحاس، ومن الصناعات المهمة الواردة في الوثائق المسمارية المكتشفة نجد صناعة الجلود، السفن، النجارة، البناء، وكانت تربية المواشي بمختلف أنواعها من مصادر الثروة المهمة، وهناك نصوص تعود إلى عصر فجر السلالات ، تشير إلى وجود مشاغل مختصة في المعابد بضمها مشغل للخياطة، وكانت صناعة البيرة و الشراب بأنواعها منتشرة، وتخصصت المرأة في إدارة محلات بيعها ، كما أن صانعوها يتمتعون بمباركة الآلهة.

1.2. التجارة

لقد ساعد الموقع ، و الحاجة لجلب المواد الخام، و تصريف الفائض إلى تنشيط التجارة، في مختلف العهود، وقد استوردوا منذ الالف الثالثة ق .م، المعادن، الحجارة، أخشاب الارز، الخمور، كما استخدموا المقاييس و الأوزان و حتى المقايضة، إلى جانب استخدام الطرق النهرية، البحرية، و البرية في نقل السلع، فعرفوا القوارب منذ الألف 4 ق.م، وصنعوها من الخشب ، كما استخدموا مختلف الحيوانات للجر و الركوب كالحمار و الجمل، اما الحصان فقد ادخله الكاشيون للاغراض الحربية، كما نشطت التجارة الخارجية مع البلدان المجاورة  ( كعيلام، آسيا الصغرى، سوريا، شبه الجزيرة العربية، الخليج العربي.

ملاحظة: إن افتقار المنطقة للأخشاب و الأحجار الملائمة للبناء و الزخرفة، و كذا النقص في المعادن حفزت نشاطا اقتصاديا تجاوز نطاق نظام اعادة التوزيع، فالبلاطات و المعابد كانت ترغب في هذه المواد لتعزيز هيبتها، مما أدى إلى المتاجرة مع الدول الأخرى، وتعتبر تجارة الملك قائمة إما على نوع من المبادلة بالمثل التي تحدد طبيعة السلع و أسعارها، وعلى خد سواء يبقى غير واضح مكانة الأشخاص الذين يقومون بتحريك تبادل السلع و متى و تحت أية ظروف يستطيع المواطنون الحلول محل الموظفين الملكيين أو أنهم حلوا محلهم فعلا.

2. الحياة الاجتماعية

       عاش سكان بلاد الرافدين حياتهم الاجتماعية الأولى على شكل عشائر، وكانوا جميعهم متساوون في الحقوق الاجتماعية، لكن بتطور وسائل الري ونمو القوى المنتجة، انقسمت المشاعة العشرية إلى مجموعة من الأسر الفلاحية، وحلت الأسرة الأبوية محل الأموية، ونشأت الطبقات الاجتماعية.

      وقد وصلتنا مجموعة من القوانين المساعدة على دراسة المجتمع أهمها قوانين اوركا جينا ( ملك لاغاش)، و شريعة اورنارمو، مؤسس سلالة اور الثالثة فضلا عن شريعة حمو رابي الذي جمع القوانين و الأعراف السومرية الاكدية، وعدل بعضها، بما يلائم تطورات عصره، احتوى على 282 مادة إضافة إلى مقدمة و خاتمة و هذه القوانين تتعامل مع مشاكل الحياة اليومية، ويقدم  الحلول و الأحكام حول التجارة ،   العائلة، الأرض، كما يشير إلى أمور أخرى كالاحتيال و القتل و الطلاق...

وقد قسم المجتمع إلى طبقات وهي :                                                  

- الطبقة العليا من الأحرار (  الاميلو): إنسان ابن إنسان، وهؤولاء ولد  أفرادها أحرارا من أبوين من طبقة الأحرار، يتمتعون بكافة الحقوق و لهم السيادة في المجتمع ( هم أصحاب العبيد و ملاك الأراضي).

- الطبقة العامة (الموشكينو) : تتألف من فقراء الأحرار، ومن الأرقاء الذين تحرّروا، و أبناء الرجال الأحرار الذين تزوجوا بجواري، كانوا يمارسون مختلف المهن ، ولهم حق التملك، لكنهم غير متساوون في الحقوق المدنية مع الاميلو.

- طبقة العبيد (الاردو): شكلوا القوة العاملة الرئيسية في استثمارات الملك و المعابد، ليس لهم وسائل الانتاج، كانوا يجندون للخدمة  العسكرية و أغلبيتهم كانوا ملك للدولة و المعبد.