مفهوم الفرضيات

الموقع: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
المقرر: منهجية وتقنيات البحث
كتاب: مفهوم الفرضيات
طبع بواسطة: Visiteur anonyme
التاريخ: Sunday، 12 May 2024، 11:06 PM

الوصف

تتضمن هذه المحاضرة مفوم الفرضيات كما تتناول انواع الفرضيات ومميزات الفرضية الجيدة

1. تعريف الفرضية

تمهيد:

يستهدف الباحث في دراسته الحصول على القوانين والنظريات التي تهم الظاهرة موضوع الدراسة ولكي يصل الباحث الى هذا الهدف، لا بد أن يتوفر له عدد من موجهات التجربة، التي توجه الباحث نحو نوع الحقائق والبيانات التي يقوم بتجميعها، وهي ما تسمى بالفروض، والتي ينبغي أن تسبق بالضرورة كل بحث علمي، وعمل ميداني أو معملي.

   وينشغل الباحث بهذه الفروض متأثرا بما تجود به ملاحظاته المباشرة، ونظريات العلم الذي يدرسه وما تثيره من قضايا ومشكلات، ومتأثرا كذلك بالدراسات والبحوث التي ظهرت في موضوع العلم الذي تخصص فيه والتي استخلص نظريات يعتبرها الباحث فروضا تحت الاختبار عليه أن يختبرها ويتحقق من صحتها.

ضمن هذا السياق، عرفت الفرضية على أنها علاقة بين ظاهرتين أو أكثر.

  مثال ذلك: هناك علاقة بين البيئة الاجتماعية والرسوب المدرسي.

القول بأن الفرضية هي جواب لسؤال مطروح تعريف غير كافي، فهي في الحقيقة جواب لسؤال مطروح فيما يخص العلاقة بين متغيرين أو أكثر.               

-ما ليس بفرضية:

اقتراح عام لا يمكن أ ن يُعتبر كفرضية.

مثال: ظروف حسنة في المعيشة تساعد على دراسة جيدة.

صحة سيئة تؤدي إلى الرسوب الدراسي.

 هذه اقتراحات تُعتبر تصريحات وأفكار عامة وتافهة لأنها بديهيات لا يمكن اعتبارها كفرضيات ولا تستلزم بحوثا للتأكد من صحتها.

- تعريف الفرضية:

الفرضية هي حسب ( 1976، Landsheere G ) " تصريح نتخذه مؤقتا فيما يخص علاقة بين متغيرين أو أكثر وهدف البحث هو تأكيد أو نفي هذا التصريح.       

 « Une affirmation provisoire concernant la relation entre deux ou plusieurs variables. Le but de la recherche sera de confirmer ou d’infirmer cette affirmation. "                                                                                 

كما يعرفها أيضا G. Bachelard  بأنها " تفسير محتمل وممكن نتخذه مؤقتا لهدف أساسي وهو وضعه تحت المراقبة العلمية." 

  C’est une explication plausible que l’on adopte provisoirement dont le but principal est de la soumettre à un contrôle méthodique».

كما تعتبر إجابة مؤقتة يمكن إلغاء ونفي هذه الفرضية بعد فحصها أي وضعها تحت المراقبة العلمية.

وعليه يجب على الباحث أن يُشكل الفرضية على صورة إخبارية وإثبات وليس على صورة استفهام. أي يجب أن تكون الفرضية إخبارية.

مثلا: هناك علاقة بين المتغير (أ) والمتغير (ب)

 هناك علاقة بين التعود على المثير وسرعة الاستجابة

existe une relation entre la familiarité du stimulus et le temps de réaction.  

مثال: هناك علاقة بين الإحباط والعدوانية. مثال: هناك علاقة بين الدافعية والمر دودية المدرسية.

قد تكون أيضا الفرضية مشكلة على شكل نفي.

مثال: لا توجد علاقة بين المتغير (أ) والمتغير(ب).

لا يوجد فرق بين الإناث والذكور فيما يخص النجاح في مادة الرياضيات في ولاية قسنطينة.

لا يوجد هناك علاقة بين الجنس والذكاء.

 

2. أنواع الفرضيات

الفرضية الاستقرائية:

تنبع وتنبعث هذه الفرضية من ملاحظة الواقع أي ملاحظة الظواهر في الميدان.

الفرضية الاستقرائية تعتبر كجواب محتمل للسؤال الذي طرحه الباحث من قبل، فهي تفسير للظاهرة المعنية بالأمر نابع من خلال الملاحظات.

من خلال ملاحظتنا للواقع المدرسي نصرح بأن:

ـ التبادلات الغنية والمتنوعة بين المعلم والتلاميذ تؤدي إلى نتائج مدرسية حسنة.

ـ من خلال ملاحظتنا للواقع الجامعي نصرح بأن عدم تكوين الأساتذة هو الذي يفسر عدم استعمال الوسائل السمعية البصرية.

- إن مقاومة التغيير هي التي تفسر عدم استعمال الوسائل السمعية البصرية من طرف المعلمين.

ـ إن نقص تكوين المعلمين هو الذي يفسر انخفاض مستوى التعليم في المدرسة الأساسية.

مثال: من خلال الواقع الجامعي نلاحظ أن التعددية الحزبية ساهمت في توتر العلاقات بين الطلاب من جهة والأساتذة من جهة أخرى.

 الفرضية الاستنباطية:

هذه الفرضية مستنتجة من نظرية أو من موقف نظري معروف، فمن نظرية بياجي للذكاء مثلا يمكن استنتاج فرضية لفحصها والتأكد من صحتها.

تعريف النظرية حسب C. Bernard "النظريات ما هي إلا فرضيات أكدت وأثبتت بواسطة مجموعة كبيرة من الظواهر"

النظريات التي أكدت بأكثر عدد من البراهين تعتبر الأفضل غير أنها ليست نهائية ولا يمكن قبولها إطلاقا

إذن النظريات الناجحة والجيدة هي التي أكدت من طرف تجارب عديدة ولكن يمكن للباحث بواسطة تكرار التجارب أن يدعم مرة أخرى النظرية أو بالعكس أن يلغيها جزئيا. لهذا السبب يمكن لنا أن نصرح بأن النظرية هي حتما في حالة تأجيل.

Selon K. Popper « La caractéristique principale d’une théorie est sa falsifiabilité. elle est en d’autre termes nécessairement en sursis »

لكن لكي نضع نظرية تحت التجريب يجب علينا استنباط فرضية عملية منها لأن النظرية لا يمكن فحصها كما هي لأنها عامة لهذا نستخلص منها فرضية قابلة للفحص.

« Les théories ne sont que des hypothèses vérifiées par un nombre plus ou moins considérable de faits، celles qui sont vérifiées par le plus grand nombre sont les meilleures، mais encore ne sont -elles jamais  définitives et ne doit - on jamais y croire de manière définitive. »

وهناك إطارات نظرية موجودة وقد بُنيت عليها مجموعة كبيرة من البحوث.

 مثال يتعلق بنظرية نمو الذكاء عند بياجي الذي صرح بان بلوغ الطفل مرحلة العمليات الواقعية أو الملموسة ضرورية لكي يفهم ويدرك الطفل مفهوم حفظ كمية السوائل مهما كانت نوعية أو شكل الإناء.

من نظرية بياجي يمكن لنا استخلاص فرضية تمكننا من خلال فحصها أن ننفي ونلغي جزئيا هذه النظرية أو بالعكس تدعمها وتعززها.

إذا استطعنا من خلال تجربة تعليم الأطفال ذوي 3 سنوات أن كمية السوائل لا تتغير مع شكل الإناء فإن التأكد من هذه الفرضية يسمح لنا بإلغاء جانب أومبدأ من مبادئ هذه النظرية.

نستطيع استنباط من نظرية بياجي فرضية لفحصها مستعملين عينة من أطفال جزائريين مثلا.



 

 

3. خصائص الفرضية الجيدة

-يجب أن تكون جواب ملائم للسؤال المطروح: 

من خلال فحصنا لهذه الفرضية يجب علينا أن نحل ولو جزئيا المشكلة المطروحة.

 -يجب أن تكون الفرضية معقولة:

يجب على الفرضية أن تأخذ بعين الاعتبار المعلومات العلمية المكتسبة في هذا الميدان. يمكن لهذه الفرضية أن تأتي بمعلومات جديدة ولكن بدون ما تعارض النتائج العلمية السابقة والحقيقة. أن الفرضية مستنتجة من ملاحظات الواقع وبالتالي ستكون بالطبع معقولة.

مجموعات عديدة من البحوث أكدت بأن الفشل الدراسي ناتج عن البيئة الاجتماعية وبحوث أخرى أكدت عن عوامل بسيكولوجية والأخرى ألحت على العوامل البيداغوجية.

هل يمكن القول بان الفشل الدراسي ناتج عن الصدفة.

-يجب أن تكون الفرضية إجرائية:

قد تكون الفرضية في البداية عامة وواسعة لا يمكن فحصها وقياسها.

من هذه الفرضية العامة نستنتج فرضية إجرائية قابلة للقياس غير أنه يجب أن تكون هناك علاقة متينة بين الفرضية العامة والفرضية الإجرائية

الفرضية العملية في شكلها البسيط تستلزم علاقة بين متغير مستقل ومتغير تابع

إذن فحص الفرضية يكون ممكنا إذا كانت المتغيرات دقيقة ومحددة من طرف الباحث.

وهي عبارة عن بحث على المؤشرات التي تدل على هذه المصطلحات والمفاهيم.

مثلا: ما هي مؤشرات الشيخوخة؟

 هل هي الشعر الأبيض؟

هل هي التجاعيد؟

 هل هي السن؟

مثال: يتعلق بدراسة سلوك الأطفال (3 إلى 4 سنوات) في الروضة

الفرضية العامة:

هناك فرق في سلوك الأطفال حسب حضور أو غياب الأم في الروضة

لجعل هذه الفرضية إجرائية يجب على الباحث:

ـ تعريف نوع سلوكات الأطفال

ـ تعريف نوع النشاط الذي تقوم به الأم

ـ هل التلاميذ في بداية دخولهم إلى الروضة

عن طريق الإجابة عن هذه الأسئلة يتمكن الباحث من تحديد ميدان البحث وثانيا من تدقيق فرضيته حتى تصبح إجرائية قابلة للقياس وقد تتشكل كما يلي:

عدد ومدة السلوك الانفعالي لدى الأطفال في سن 3 إلى 4 سنوات في الأسبوع الأول لدخولهم للروضة تختلف حسب حضور أو غياب الأم.