المحاضرة الثانية: مكونات العملية الاتصالية
Site: | Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2 |
Cours: | مدخل لوسائل الاعلام والاتصال- السنة الاولى ج مشترك-ام الرتم سحر |
Livre: | المحاضرة الثانية: مكونات العملية الاتصالية |
Imprimé par: | Visiteur anonyme |
Date: | Saturday 23 November 2024, 08:25 |
1. عناصر أو مكونات العملية الاتصالية
الاتصال عملية متداخلة العناصر حيث أنها تمتلئ بالرموز الكلامية والغير كلامية التي يتبادلها المرسل والمستقبل في ظل الخبرات الشخصية والخلفيات والتصورات والثقافة السائدة لكل منها، ولا يمكن أن تتطابق عمليات الاتصال تطابقا تاما لأن كل حالة اتصال فريدة ومستقلة بذاتها وظروفها وسياقها.
والعملية أو المكون هما أي ظاهرة تتغير بشكل مستمر خلال فترة من الزمن وحينها نصف أمرا ما على ضوء المكون أو العملية فنحن نعني بذلك بأنها ليست سلسلة من العمليات والأحداث المستمرة والمتحركة دائما باتجاه هدف ما. فالاتصال ليس كيانا جامدا أو ثابتا وإنما هو عملية ديناميكية يجري استخدامها لنقل معان وقيم اجتماعية وخبرات مشتركة.
تنوعت الأشكال المختلفة التي تأخذها عناصر الاتصال في مختلف المجتمعات البشرية وانتشر استعمالها عبر مختلف مراحل الحضارة الإنسانية بصفة تراكمية، اذ أن الأشكال الجديدة عند انتشارها فإنها لا تلغي الأشكال التقليدية.
فالمجتمعات العصرية التي تمارس الاتصال عن طريق الأقمار الصناعية وتخزن وتسترجع المعلومات عن طريق الحاسب الآلي او الكمبيوتر لا تستغني في نفس الوقت عن ممارسة أقدم أشكال الاتصال التي عرفها المجتمع البشري مثل المناقشة والرقص والموسيقى والكتابة ومهام الاتصال التي وجدت في المجتمعات القديمة هي نفسها الموجودة من حيث المبدأ في المجتمعات الحديثة والفارق الوحيد أنها أصبحت متعددة ومتشعبة وأكثر دقة بفضل وسائل الاتصال الحديثة المتطورة التي لم تكن معروفة من قبل.
وفيما يلي عناصر أو مكونات العملية الاتصالية:
2. المرسل او القائم بالاتصال:
الذي يجيب على جزئية من خلال السؤال الذي آثاره " لاسوبل " والمرسل هنا هو مصدر الرسالة أو النقطة التي تبدأ عندها لا عملية الاتصال، وهو المسؤول عن إرسال الرسالة، وقد يكون فرد يتحدث أو يكتب أو يصدر أمرا معينا، وقد يكون جماعة أو مؤسسة اجتماعية تقوم بذات الشيء ومن خلال المرسل يتم صياغة الهدف الذي تتضمنه الرسالة الاتصالية فهو الذي يحدد الهدف والوسائل كما يقوم بانتقاء المادة الاشارية الرمزية اللازمة لها ، وصياغتها وتقديمها من خلال تحديده ما يريد توصيله من معلومات وبيانات تمر صياغتها في إطار هدف محدد وواضح موقف اتصالي تحمله أبعاد ثقافية وتنظيمية معينة.
إن المرسل أو القائم بالاتصال هو الشخص الذي يبدأ عملية الاتصال بإرسال الأفكار أو المعلومات أو الآراء من خلال الرسالة التي يقوم بإعدادها، وهو كذلك مصدر الرسالة أو النقطة التي تبدأ عندها عملية الاتصال، ويقصد به الشخص أو مجموعة الأشخاص او هيئة أو جهاز الذي يود التأثير في الآخرين بشكل معين ليشاركوه في أفكار واتجاهات معينة. وهنا يتطلب من المرسل أن يحدد الفكرة التي يرغب في توصيلها ثم القيام بدراستها وجمع معلومات عنها، وتنظيمها وتحديد الوسيلة التي يستعملها لنقلها ثم القيام بشرحها وتوضيحها ويعتبر طرفا من أطراف العملية الاتصالية وتكمن مهمة القائم بالاتصال في توصيل الرسالة الاتصالية إلى المستقبل.
2.1. الرسالة
يقصد بالرسالة الجانب الملموس في العملية التخاطبية حيث تتجسد عندها أفكار المرسل في صور سمعية لما يكون التخاطب شفهيا وتبدو علامات خطية عندما تكون الرسالة مكتوبة. فهي الفكرة أو المعلومة محمولة في شفرة من خلالها يتصل مرسل بمستقبل... فالرسالة ليست فقط الفكرة وليست فقط الشفرة وانما المحتوى مغلف بالمحتوى والرسالة يمكنها أن تحمل 3 عناصر وهي:
أ- المحتوى بما تحمله الكلمة من معنى.
ب- شعور المستقبل مقابل المرسل وكذلك العكس.
ج- شعور المرسل والمستقبل اتجاه الموضوع المناقش، وعليه يمكننا القول أن الرسالة تعتبر دعامة مادية وسيكولوجية للنقل.(
وبشكل أدق الرسالة "message" هي المنبه الذي ينقله المصدر إلى المستقبل وتتضمن المعاني من أفكار وآراء تتعلق بموضوعات معينة يتم التعبير عنها رمزيا سواء باللغة المنطوقة أو غير المنطوقة، وتتوقف فاعلية الاتصال على الفهم المشترك للموضوع واللغة التي يقدك بها، فالمصطلحات العلمية والمعدات الرياضية المعقدة الخاصة بالكيمياء الحيوية مثلا تكون مفهومة بين أساتذة الكيمياء وطلابه، إما إذا تحدث نفس الأستاذ عن الموضوع مع طلاب الإعلام والاتصال لا يكون الأمر كذلك ، فهناك فجوة أو عدم وجود مجال مشترك للفهم بين المرسل والمستقبل والمنطق نفسه إذا كان الأستاذ يلقي محاضرة بلغة لا يفهمها أو يعرفها الحاضرون، أو إذا استخدم إيماءات وإشارات ذات دلالة مختلفة لهم.
من جهة أخرى تتوقف فاعلية الاتصال على الحجم الإجمالي للمعلومات المتضمنة في الرسالة ومستوى هذه المعلومات من حيث البساطة والتقييد حيث أن المعلومات إذا كانت قليلة فإنها قد لا تجيب على تساؤلات المتلقي ولا تحيطه علما كافيا بموضوع الرسالة الأمر الذي يجعلها عرضة للتشويه، أما المعلومات الكثيرة، فقد يصعب على المتلقي استيعابها ولا يقدر جهاز الإدراكي على الربط بينهما.
2.2. الوسيلة
إن الوسيلة أو القناة هي التي يتم من خلالها نقل الرسالة من مرسل إلى مستقبل وهذه الرسالة تختلف في خصائصها وامكانياتها باختلاف الموقف الاتصالي وحجم المتلقين وانتشارهم وحدود المسافة بين المرسل والمستقبل ويؤكد العديد من الباحثين انه كلما زاد عدد القنوات التي يستخدمها المرسل كلما زادت فعالية الاتصال الذي يقوم به، فعند استخدام مزيد من القنوات يزداد عدد الحواس التي يستخدمها المستقبل عند تلقيه الرسالة.
ورد في قاموس اللسانيات أن الرسالة تتطلب أي قناة فيزيائية وتواصل فيزيولوجي بين المرسل والمرسل إليه ما يسمح لهما بإقامة الاتصال والحفاظ عليه. وهذا ما نقصده بالأداة أو الوسيلة التي من خلالها أو بواسطتها يتم نقل الرسالة من المرسل إلى المرسل إليه أو المستقبل، وأصبحت الوسيلة بالنسبة لخبراء الاتصال واحدة من العناصر الأساسية في العملية الاتصالية... تأكيدا على أنه من الصعوبة بمكان أن تحدث العملية الاتصالية الا عن طريق وسيلة ما فهي أداة بين مرسل ومستقبل كما تمثل الوسائل التي تتم بها عملية الاتصال إن المستقبل أو المتلقي هو أهم حلقة في عملية الاتصال فالقارئ مثلا هو الشخص المهم عندما نكتب والمستمع هو الشخص المهم عندما نتحدث، لذا يجب على المرسل أن يضع في اعتبار طبيعة المستقبل أو المتلقي، ويتفهمها حتى يضمن تحقيق الهدف من الرسالة. و في المقابل يقوم المستقبل المتلقي بإستقبال الرسالة، وتفسير الرموز وإدراك المعني في إطار العمليات العقلية التي يقوم بها من خلال عملية الاتصال.
كما يقصد بالوسيلة او قناة الاتصال او الحامل للرسالة الاتصالية بأنها: الطريقة أو القناة أو الوسيلة التي يتم عن طريقها نقل الرسالة من المتصل أو المرسل إلى المستقبل تختلف هذه الوسيلة وقتا لهدف الرسالة وطبيعة المتلقي بتلك الرسالة وتنوع الوسيلة أو قناة الاتصال التي تمر من خلال الرسالة من المرسل إلى المستقبل ومثال ذلك الحديث أو اللغة، الكتب الخطابات المطبوعات الرسوم واللوحات.
ولا بد للرسالة أن تسلك أحد هذه القنوات أو عددا منها وإلا توقفت عملية الاتصال وتشير متغيرات إلى المسارات التي يتم من خلالها نقل المتصل رسالته إلى المتلقي إلى المستقبل وتكشف بعض البحوث عن تفوق الوسائل المرئية أو المسموعة معا على الوسائل المكتوبة، من حيث قدرتها على التأثير وتغيير الاتجاهات وتعديل السلوك.
2.3. المتلقي أو المستقبل
يعد المتلقي أهم حلقة من حلقات العملية الاتصالية، فالقارئ هو الشخص المهم حينما نكتب والمستمع هو الشخص المهم عندما نتحدث، لذا يعد المستقبل وسماته الشخصية هو أولى أولويات المرسل التي يجب أن يضعها أمامه إذا أراد أن يحقق هدفه من الرسالة التي يبثها، وقد أطلق عليه مجازا المصطلح الفيزيائي المستقبل ويقوم المرسل اليه بعملية التفكيك لكل أجزاء الرسالة سواء كانت كلمة أم جملة أم نصا، لذلك يعتبر الجمهور الذي يتلقى الرسالة الاتصالية أو الإعلامية ويتفاعل معها ويتأثر بها هو الهدف في عملية الاتصال.
يقوم المستقبل بحل أو فك رموز الرسالة بغية التواصل إلى تفسير لمحتوياتها وفهم معناها وبعكس ذلك عادة في أنماط السلوك المختلفة التي يقوم بها المستقبل، ولذلك يجب أن يقاس نجاح عملية الاتصال بما يقدمه المرسل ولكن بما يقوم به المستقبل من سلوكيات تدل على نجاح الاتصال وتحقيق الهدف والمتلقي هم أهم حلقة في عملية الاتصال فالقارئ هو الشخص الوحيد المهم عندما نكتب ، والمستمع الشخص الوحيد المهم عندما نكتب والمستمع الشخص المهم عندما نتحدث ويجب أن يضمن تحقيق الهدف من الرسالة، فالطرف الآخر يتقبل الرسالة من خلال حواسه المختلفة ويختار وينظم المعلومات يحاول تفسيرها ويعطي لها معاني ودلالات.
إن هذه العملية الإدراكية وما يؤثر فيها من عناصر الشخصية والدافعية والتعلم وتحدد ما يفهمه وما يقبله الشخص المستقبل للأفكار والمعلومات المرسلة إليه، وبناء على هذه العمليات يقوم مستقبل الرسالة بالتصرف والسلوك وقد أشارت نتائج عديدة الدراسات العملية في مجال الإعلام والاتصال بأنه كلما كانت عملية الاتصال أكثر فاعلية.
2.4. رجع الصدى او التغذية العكسية (المرتدة)
يقصد برجع الصدى أو التغذية العكسية إعادة المعلومات للمرسل حتى يستطيع أن يقرر ما إذا كانت الرسالة حققت أهدافها من عدم تحقيقها، أي رد الفعل الذي يبديه المتلقي استجابة لما يكون المرسل قد أرسله من معلومات ورسائل ويعتبر رجع مهما في تبادل المعاني بين المرسل والمستقبل ومؤشرا للمرسل أن يقرر في ضوئه ضبط رسائله اللاحقة بصورة فعالة.
ورجع الصدى أو التغذية الراجعة مفهوم مستعار من الأجهزة الالكترونية التي تغذي بالخامة الأولية وتخطيء في معالجتها فيتم إعادة تغذيتها ذاتيا في الماكينات الحديثة للتصحيح والتصويب، فالإنسان يعتبر مصدر ومستقبل ويضيع الشفرة ويحللها وكل هذه العمليات في جهازه العصبي.
ويتخذ رد الفعل اتجاها عكسيا في عملية الاتصال، وهو ينطلق من المستقبل إلى المرسل وذلك للتعبير عن موقف المتلقي من الرسالة ومدى فهمه لها واستجابته أو رفضه لمعناها، وقد أصبح رد الفعل مهما في تقويم عملية الاتصال، حيث يسعى الإعلاميون لمعرفة مدى وصول الرسالة للمتلقي ومدى فهمها واستيعابها.
2.5. التأثير
يعد التأثير مسألة نسبية ومتفاوتة بين شخصين وأخر وجماعة وأخرى وذلك بعد تلقي الرسالة الاتصالية وفهمها وغالبا ما يكون تأثير وسائل الاتصال الجماهيري بطيئا وليس فوريا كما يعتقد البعض وقد يكون تأثير بعض الرسائل مؤقتا وليس دائما ومن ثمة فان التأثير هو الهدف النهائي الذي يسعى إليه المرسل وهو النتيجة التي يتوخى تحقيقها القائم بالاتصال وتتم عملية التأثير على خطوتين الأولى وهي تغيير التفكير والخطوة الثانية هي تغيير السلوك.
3. أنواع الاتصال
بعد أن تعرفنا على مفهوم الاتصال وخصائصه و أهدافه سنحاول تصنيف أنواع الاتصال استنادا إلى بعض الدراسات التي اهتمت بتصنيف وتقسيم الاتصال وجل هذه الدراسات اتفقت على التصنيفات التالية:
3.1. الاتصال من حيث اللغة المستخدمة
الاتصال اللفظي: وهو الاتصال الذي يتم من خلاله استخدام اللغة المنطوقة أو الشفوية (الكلام) في توصيل الرسالة والمعلومات إلى المستقبل سواء كانت مكتوبة أو غير مكتوبة كالمذكرات والخطابات التلفزيونية والندوات...أو غالبا ما يتم ذلك وجها لوجه، ويقوم الاتصال الشفوي على أساس الصلة المباشرة بين المرسل والمستقبل، فمرسل الرسالة ومستقبلها يتواجدان في مكان واحد ومن ثمة جميع حواس الإنسان تشارك في العملية الاتصالية.
كما يقصد بالاتصال اللفظي كل أنواع الاتصال التي يستخدم فيها اللفظ أو وسيلة لنقل الرسالة من المصدر الى المتلقي وقد يكون اللفظ المستخدم منطوقا فيدركه المستقبل بحاسة السمع، أو قد يكون الفاظا مكتوبة مثل الخطابات والتقارير والكتب وغيرها.
وتنقسم الوسائل اللفظية الى وسائل مكتوبة وأخرى غير مكتوبة كلا منها يقوم أساسا على اللفظ او الكلمة للدلالة على مضمونها ومن بين الوسائل اللفظية المكتوبة أو المطبوعة الصحف، الكتب، الخطابات، المقالات، التقارير، الكتيبات، الملخصات، المراجع، المذكرات.
ومن امثلة الوسائل اللفظية غير المكتوبة، المقابلات، الاجتماعات، النقاشات، الندوات، المحاضرات، الخطب، المناظرات، المؤتمرات، المحادثات التلفزيونية.
2.1. الإتصال غير اللفظي: الاتصال غير اللفظي هو شكل من أشكال الاتصال لا يعتمد على الكلمات المنطوقة أو المكتوبة مثل إشارات الأيدي وتعبيرات الوجه يمكن أن توجه رسالة وإلى شخص دون التفوه بكلمة وتلك الأشكال من الاتصال تعتمد على ما يسمى بنظائر اللغة فاصفرار الوجه وتصيب العرق وحركات الشفاه والعين وإيماءات الرأس و هز الكتفين وحركات الأيدي كلها تنقل رسائل غير لفظية، يعتبر هذا النوع من الاتصال أساس التفاعلات الاجتماعية بين الأفراد، يدخل ضمن هذا النوع من الاتصال كل أنواع الاتصال التي تعتمد على اللغة غير اللفظية ويطلق عليه أحيانا اللغة الصامتة، وعلى هذا الأساس يقسمه بعض علماء الاتصال غير اللفظي إلى ثلاث لغات هي:
- لغة الإشارة: وتتضمن كل الحالات التي تحل فيها الإيماءات محل الأشكال العادية من الشفرات.
- لغة الفعل: وتتضمن الحركات التي تستخدم فقط للإشارة، فالمشي والقفز قد يمثلان لنا شكلا من أشكال التمرين الجسماني إلا أنهما قد يقولان شيئا أخر للمشاهدين الآخرين.
- لغة الأشياء: وتضم القيام عن قصد أو غير قصد بعرض الممتلكات المادية بما في ذلك الجسم البشري وهكذا قد تؤدي الملابس التي نرتديها والسيارات التي نقودها بعض مقاصدنا، إلا أنها تمد الآخرين بمعلومات مقصودة او غير مقصودة عنا وعن أذواقنا.
- وقد اعطى العلماء4 رموز هي:
- الرموز الاعلامية .
- رموز الاداء .
- رموز اصطناعية .
رموز الظرف .
3.2. الاتصال من حيث درجة رسميته
وينقسم الاتصال من حيث درجة رسميته الى نوعين هما:
الاتصال الرسمي: وهو الاتصال الذي يتم بين المستويات الإدارية المختلفة في هيئة أو مؤسسة بالطرق الرسمية الشفق عليها في نظمها وتقاليدها، ففي كل منظمة يوجد ما يعرف بشبكة الاتصالات الرسمية بأنواعها المختلفة، والتي يتم تحديدها عند وضع الهيكل التنظيمي لتوضيح كيفية الربط بين الوحدات الإدارية المختلفة التي يتضمنها.
الاتصال غير الرسمي: وهو الاتصال الذي يتم التفاعل فيه بطريقة غير رسمية، أو تبادل المعلومات ووجهات النظر من خارج منافذ الاتصال الرسمية، ومثال ذلك اللقاءات غير الرسمية التي يتفاعل فيها زملاء العمل مع بعضهم البعض، وتبادل وجهات النظر في الموضوعات التي تهمهم، ومن المعروف أن الاتصالات غير الرسمية في أية مؤسسة أو منظمة يدركها المستقبل بحاسة السمع، أو قد يكون ألفاظا مكتوبة مثل الخطابات والتقارير والكتب وغيرها.
3.3. الاتصال من حيث اتجاهه
: ينقسم الاتصال من حيث اتجاهه إلى ثلاثة أنواع وهي:
الاتصال الهابط: وهو الذي يكون اتجاهه من أعلى إلى أسفل مثل الاتصال الذي يتم بين الإدارة العليا وأعضاء الإدارة الوسطى أو بين الإدارات والمشرفين أو بين المشرفين والعاملين وهذا الاتصال يأخذ في الغالب شكل القرارات والسياسات التي تصدرها الهيئة الإدارية من أجل تنظيم سير العمل أو توجيه أمال المشروع.
الاتصال الصاعد: وهو الذي تبدأ فيه عملية التفاعل بين المرؤوسين تتجه إلى المستويات الإدارية العلي كأن يقدم المرؤوسين اقتراحات أو بيانات أو شكاوي لرئيسهم ولذلك فهو عكس النوع السابق.
الاتصال الأفقي: هو الاتصال الذي يتم بين المستويات الإدارية أو الاجتماعية أو السياسية وغيرها والتي تقع في المستوى نفسه، وغالبا ما يكون الاتصال شفوي وبطريقة مباشرة ودون تعقيدات إدارية ويتم عادة من خلال اللقاءات وتبادل الزيارات والاجتماعات واللجان.
3.4. الاتصال من حيث حجم المشاركين
ونجد فيه التقسيمات التالية:
الاتصال الذاتي: وهو الاتصال الذي يتم بين الفرد وذاته، في محاولة لتنظيم ادراكه عن الأشخاص والأشياء والأحداث والمواقف التي يتعرض لها، أو حول ما يتلقاه من معلومات أو أفكار أو أراء باعتبارها منبهات أو مثيرات تتطلب منه استجابة في اتجاه ما وهذا الشكل من الاتصال يسمح للفرد أن يتخذ قراراته بناء على المعلومات التي يستقبلها عن طريق حواسه.
الاتصال المواجهي: هو الاتصال الذي يتضمن المواجهة المباشرة بين القائم بالاتصال والمستقبل المؤدية الى تغيير سلوك المستقبل واتجاهاته عن طريق تبادل الأفكار والمعلومات والأخبار ويتميز هذا النوع من الاتصال بالمرونة العالية وبالتلقائية أي بعدم التقيد بقواعد واجراءات مسبقة ويضم هذا النوع من الاتصال: الاتصال الشخصي والهاتفي والذاتي لذلك ينقسم هذا الشكل الى الاشكال الفرعية الاتية:
- الاتصال الشخصي: وهو الاتصال الذي يتم بين فرد وفرد اخر ويتم بين الأفراد مباشرة أو من خلال وسائل الاتصال السلكية واللاسلكية مثل: الهاتف أو من خلال الخطابات.
- الاتصال بالجماعات الصغيرة: ويتم بين فرد واخرين أو مجموعة من الافراد مثل الفصل الدراسي حلقات النقاش، الاجتماعات، الندوات، حيث تتاح الفرصة للجميع للمشاركة في الموقف الاتصالي ويغلب على هذا الشكل من الاتصال الطابع الرسمي والتنظيمي أكثر من الاتصال الشخصي.
الاتصال الجمعي: وهذا النوع من الاتصال يعكس حجم المشاركين في الاتصال وبصفة خاصة جماعات المتلقين أو المستقبلين... ويتميز التفاعل بين أعضاء هذا النوع من الاتصال بأنه عال ولكنه في حدود التجمع القائم، كما يتميز بوحدة الاهتمام والمصلحة أو الالتقاء حول الأهداف العامة.
-الاتصال الجماهيري: يعتبر الاتصال الجماهيري مرحلة مهمة متطورة من مراحل نمو أنماط الاتصال التي يمارسها الانسان وهي ظاهرة وليدة الثورة الصناعية التي مكنت من تطوير الطباعة ووفرت وسائل سريعة لجمع ونقل وحفظ وتوزيع كميات ضخمة من المعلومات، كالهاتف، التلغراف، التلكس، البث الاذاعي والتلفزيوني، الاقمار الصناعية، آلات التسجيل الكهربائية المختلفة. وزامنت الاكتشافات التقنية تطورات هامة على مستوى المؤسسات المتخصصة في جمع وتوزيع المعلومات في المجتمع.
3.5. الاتصال من حيث درجة التأثير
الاتصال المباشر أو الشخصي: ونقصد به هنا الاتصال الذي يتم بصفة مباشرة بين المرسل والمتلقي دون وجود وسيط يحتوي الرسالة الاتصالية ويحملها (وسيط تقني كوسائل الاتصال).
كما يقصد به العملية التي يتم بمقتضاه تبادل الأفكار والمعلومات والاتجاهات بين أشخاص بطريقة مباشرة وجها لوجه وفي اتجاهين دون عوامل أو قنوات بسيطة أو وسائل نقل صناعية حيث يصبح المرسل والمستقبل على اتصال يبعضهما البعض في مكان محدد، فعندما يرسل المرسل رسالة معينة إلى المستقبل سرعان ما يلقى استجابة عليها، وبذلك يصبح المرسل مستقبلا والمستقبل مرسلا، وهكذا يصير التفاعل من جانبين وليس من جانب واحد.(
الاتصال غير المباشر: وهو الاتصال الذي يكون بطريقة غير مباشر و تكون الرسالة الاتصالية من المرسل الى المستقبل عبر قناة او وسيلة تحملها، قد يكون هذا النوع من الاتصال فرديا، كما يمكن ان يكون جماهيريا من خلال توجيه الرسالة الاتصالية الى جمهور ما عن طريق وسائل الاتصال وبالأخص الجماهيرية.
بالنسبة الى الاتصال الجماهيري يقصد به العملية التي يتم بمقتضاها نقل الأفكار والمعلومات والاتجاهات إلى عدد كبير نسبيا من الأفراد باستخدام وسيلة أو أكثر من وسائل الاتصال الجماهيري، وهذا النوع من الاتصال يتم بطريق غير مباشرة غالبا ما يكون في اتجاه واحد وتشمل وسائل الإعلام الجماهيري تلك الوسائل التي لها مقدرة على نقل الرسائل الجماهيري من مرسل إلى عدد كبير من الناس وتشمل مقدرتها الاتصالية في استخدام معدات ميكانيكية أو الكترونية مثل: الصحف، المجلات، الكتب، السينما، الراديو والتلفزيون ...الخ.