المحاضرة الأولى: مدخل مفاهيمي

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: مدخل لوسائل الاعلام والاتصال- السنة الاولى ج مشترك-ام الرتم سحر
Livre: المحاضرة الأولى: مدخل مفاهيمي
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Saturday 23 November 2024, 08:41

Description

تتناول هذه المحاضرة المدخل المفاهيمي لعلوم الإعلام والاتصال

1. مدخل

الاتصال ليس بنشاط جديد فهو محور الخبرة الانسانية ، حيث وجد منذ القدم في حين " علم الاتصال" فقد ظهر اول مرة في الولايات المتحدة الامريكية في جامعة شيكاغو من طرف مؤسسي مدرسة " الفعل الرمزي" اين توصلوا الى شيء مفاده ان الانسان يتصل مع غيره من اجل التفاهم وبناء العلاقات، مستعملا في ذلك وسائل ورموز و ادوات وصور ورسوم، حيث يمكن القول ان  طبيعة الانسان مزدوجة فهو اجتماعي بمعنى انه عضو نشيط في المجتمع وله انانيته وهو من جهة اخرى نتاج هذا المجتمع ومتاثر به ونفهم من هذا ان الانسان اجتماعي بطبعه فهو يميل بالفطرة الى اشعار غيره بما يختلج في نفسه ويتشوق الى الاطلاع على شعور غيره ممن يعيش معهم او يسمع بهم وهذه الفطرة هي منبع التبادل الذي يقع بين الناس .

2. تحديد مفهوم الاتصال

يرجع اصل كلمة اتصال "communication " الى الكلمة اللاتينية communis وتعني المشاركة والمشورة في اتخاذ القرار وتبادل المعلومات[1]. او comon اي مشترك فعندما نقوم بعملية الاتصال فنحن نحاول ان نقيم رسالة مشتركة مع شخص او جماعة، اي اننا نحاول ان نشترك معا في معلومات او افكار او مواقف مححدة[2].

وبالتالي فان الاتصال كعملية يتضمن المشاركة او التفاهم حول شيء او فكرة او اتجاه او سلوك او فعل ما لتحقيق هذف معين، ويرجع اصل الكلمة في اللغة العربية – لغويا-  الى كلمة تواصل، والتواصل في اللغة من الوصل، وهو يعني ربط شيء بشيء اخر، ويعني ايضا ان الشخص قد ربط ماعنده بما عند الاخر، وعلى ذلك فالتواصل حتى يتم لابد ان يكون لدى فردين شيء واحد من الفكر او الاحساس، وان تكون هناك لغة مشتركة بينهما[3].

[1]  فضيل دليو، الاتصال: مفاهيمه، نظرياته، وسائله، دار الفجر للنشر والتوزيع، 2003، ص 15.

[2]  محمد جمال، معجم المصطلحات الاعلامية، دار اسامة للنشر والتوزيع، عمان، الاردن، دط، 2014، ص 07.

[3]  محمود حسن اسماعيل، مباديء علم الاتصال ونظريات التاثير،الدار العلمية للنشر والتوزيع، ط1، 2003، ص 28.

وورد في قاموس" اوكس فورد" ان الاتصال هو نقل وتوصيل او تبادل الافكار والمعلومات بالكلام او الكتابة او الاشارات ونجد في هذا التعريف فكرة نقل وتبادل المعلومات حيث تمثل في شكل هندسي بين الطرفين: الطرف الاول المرسل والثاني هو المتلقي ولكن ينبغي التاكيد ان الاتصال لا يعني مجرد توجيه رسالة من طرف الى اخر وهي العملية التي يمكن ان يطلق عليها البث او النشر او الارسال من جانب واحد فقط فلكي يتم الاتصال لا بد ان يتلقى الطرف الاول ردا فوريا او مؤجلا على رسالته وان تستمر الردود مع استمرار توجيه الرسائل فاذا انقطعت الردود اصبحت الرسائل بثا احادي الاتجاه.



 

2.1. بعض التعاريف للاتصال

- يعرفه عزي عبد الرحمان بأنه : "عملية إرسال واستقبال الرسائل سواء كانت شفوية أو كتابية أو لفظية  كما هو أساس التفاعل الاجتماعي الذي يؤدي إلى نشأة علاقات متنوعة ومختلفة المواقف سواء كان ذلك بين شخصين أو أكثر".

-    أيضا نقصد به: " جميع النشاطات الاتصالية المتداولة في المؤسسة وتختلف هذه الأخيرة من مؤسسة إلى أخرى ، ومن الحوارات غير الرسمية الاجتماعات والكفاءات الرسمية".

-   ويعرفه الطنوبي بأنه: ظاهرة اجتماعية تتم غالبا بين طرفين لتحقيق هدف أو أكثر لأي منهما أو كليهما ويتم ذلك من خلال نقل معلومات أو حقائق أو آراء بينهما بصورة شخصية أو غير شخصية وفي اتجاهات متضادة بها يحقق تفاهم متبادل بينهما ، ويتم ذلك من خلال عملية اتصالية.

   وفي هذا الإطار يعرف الاتصال بانه عملية تفاعل مشتركة بين طرفين أو أكثر لتبادل فكرة أو خبرة عن طريق وسيلة. كما يعرف بأنه ذلك النشاط أو سلسلة النشاطات المتجانسة التي تتفاعل فيما بينها أو بالبيئة المحيطة بها وبصفة مؤشرة تولد ناتجا. إنه تفاعل بالرموز اللفظية وغير اللفظية بين طرفين أحدهما مرسل يبدأ الحوار والثاني مستقبل يكمل الحوار، وما لم يكمل المستقبل الحوار فإن الاتصال لا يتحقق ويكون مجرد توجيه معلومات أو أفكار أو آراء من جانب واحد فقط، دون معرفة نوع الاستجابة أو التأثير الذي حدث عن المستقبل.

 

تعريف الباحث "كارل صوفلاند"، فيرى بأن الاتصال هو "عملية التي تنقل بمقتضاها المرسل

منبهات لكي يعدل سلوك المستقبلين، وعلى عكس ذلك يرى ادوارد سايير بأن الاتصال يشمل الحالات

التي لا يكمن فيها نقلا معتمدا للمنبهات".