المنهاج التربوي
Site: | Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2 |
Cours: | نظرية و منهجية الأنشطة البدنية والرياضية |
Livre: | المنهاج التربوي |
Imprimé par: | Visiteur anonyme |
Date: | Friday 22 November 2024, 12:50 |
1. مفهوم المنهاج التربوي :
يمثل المنهج Curriculum في أي مستوى تعليمي مجموع الخبرات المراد توصيلها لمجموعة متعلمين في ظل بيئة تعليمية منظمة، و هو العنصر الوسيط بين المعلم و المتعلم، ويمثل بحد ذاته مجموع السلوكيات المطلوبة و المرغوبة، لهذا فقد اختلفت اساسيات بناءه من مستوى تعليمي لآخر، ومن مرحلة عمرية لأخرى، مما يجعل منهاج كل مرحلة يأخذ طابع الخصائص المترابطة بتلك المرحلة. (4:17)
اختلف مفهوم المنهاج ومحتواه عبر السنوات، فكان المنهج البحثي الذي يعتمد على مجموعة من المقررات الدراسية التي تلقي للمتعلمين داخل المدرسة بهدف اجتياز الامتحانات للتعرف على مدى استيعابهم لهذه المقررات بذلك فهو يعنى فقط بالناحية العقلية للمتعلم.
هكذا بهذا المفهوم نجد أن التربية الرياضية هي خارج حدود هذا المنهاج المحدود لأنه يهتم بالناحية العقلية فقط بينما تهتم التربية الرياضية بالنمو الشامل للمتعلم من كافة النواحي.
يمكن تقديم التعريف التالي :
و المنهج التعليمي في التربية البدنية هو مجموعة من الخبرات و النشاطات النظرية و التطبيقية المخطط لها، تحمل بعدا حركيا-مهارياً، معارف نظرية، قيماً و اتجاهات، ينفذها مدرس التربية البدنية، و تهدف لإحداث تغييرات مرغوبة في شخصية التلاميذ.
و يوصف المنهج وفق منظورين : (16:4)
أولا: المنهج كنظام :
- المدخلات في المنهج Input: تمثل الخبرات المخططة التي ينبغي توصيلها إلى المتعلمين.
- العمليات Opérations: تمثل الإجراءات و الفعاليات، أو الأنشطة التي تحوّل المدخلات إلى نتائج.
- المخرجات Output: تمثل مجموع النتائج المنتظرة، و التي تنتج عن عملية التفاعل أو التعلم المنظم أو غير المنظم.
- التغذية الراجعة Feedback: تمثل مجموع العناصر الناتجة أثناء حدوث عملية التعلم.
ثانيا : المنهج كمفهوم رسمي : هو وثيقة تربوية مكتوبة تجسد مجمل المعارف و الخبرات التي يتعلمها التلاميذ بتخطيط المؤسسة التعليمية و تحت إشرافها. (16:4)
2. أهمية المناهج :
مادة المناهج لها أهميتها في حياة معلم ت ب و قبل وأثناء الجامعة ، حيث تساهم مساهمة فعالة في بناء شخصيته وتشكيل فكره والارتقاء بإمكاناته ، كما أنها تساعده على أداء وظيفته وتحسينها ، فدراسة مادة المناهج تمكن المعلم من فهم فلسفة التطور وأساليبه والعمليات التي يقتضيها تطوير المناهج ومراجعتها وتغييرها ، كما أنها تساعده على إدراك المصادر التي يستمد منها مادته من حيث أصولها ومحتوياتها ، كذلك يتعلم منها كيف يتم تخطيط المنهج وتنظيمه .
يعد المعلم أساس العملية التربوية ، فبدون المعلم لا يمكن لأي منهج مهما أحكم تنظيمه وتصميمه ونسج محتواه أن يؤدي دوره وهدفه المأمول بدون معلم مستوعب ومطبق لهذا المنهج ،وهذا في حقيقة الأمر يتوقف على النمو المهني للمعلم وكذلك على نوع إعداده ودراسته قبل التخرج (خلال فترة التكوين) وطريقة هذا الإعداد ،وعليه فإن أي قصور سيحد من نموه مهنيا سوف يجعله ينمو في اتجاه غير مرغوب فيه لا يحقق أهداف العملية التربوية ،وعليه فإن برامج إعداد المعلمين في معاهد ت ب ر ينبغي أن تؤهلهم لاستيعاب وتطبيق مفاهيم مادة المناهج وكيفية استخدامها والمنهاج هام جدا للمعلم والمتعلم على حد سواء ، فهو من جهة يساعد المعلمين على تنظيم عملية التعلم ، وتوفير الظروف المناسبة لنجاحها ،وهو من جهة أخرى يساعد المتعلمين على التعلم المتمثل في بلوغ الأهداف التربوية المراد تحقيقها .
3. المنهاج المدرسي:
عتبر ما تقدمه الدولة في إطار مؤسساتها التعليمية من خبرات وأنشطة تربوية تتيحها للمتعلمين داخل وخارج تلك المؤسسات وتحت إشرافها وتوجيهها ، بقصد مساعدتهم على النمو الشامل المتزن في النواحي النفس حركية والمعرفية والانفعالية وعلى التعديل في سلوكهم .
وبهذا المفهوم يتضمن المبادئ التالية :
ü أهداف محددة يجب تحقيقها.
ü أن تحدد وتنظم الخبرات الشاملة التي تقدمها المؤسسات التعليمية للمتعلمين .
ü أن يحفز المتعلم ويساعده على التعلم من خلال توفير الشروط الضرورية الملائمة لذلك، وليس من خلال التلقين.
ü أن يكون المنهاج قادرا على إحداث تغيرات في سلوك المتعلمين.
ü أن يكون المناهج متكيفا مع حاضر المتعلمين ومستقبلهم .
ü أن يراعي ميول المتعلمين اتجاهاتهم، احتياجاتهم، مشكلاتهم، قدراتهم واستعداداتهم، وأن يساعدهم على النمو الشامل.
ü أن يحتوي على تقويم شامل للعملية التربوية .
ü أن تكون له قيمة غايات وظيفية: أن القيمة الحقيقية للمعلومات التي يدرسها المتعلمون والمهارات التي يكتسبونها، تتوقف على مدى استعدادهم لها، واستفادتهم منها في المواقف الحياتية.
والتربية الرياضية في حدود المفهوم الحديث للمنهاج تدخل في إطار التكوين المتعدد الجوانب فمن خلالها يمكن تحقيق النمو الكامل المتزن للمتعلم ؟إلى أقصى حد تسمح به قدراته واستعداداته وبما يمكنه من التكيف مع نفسه ومع المجتمع. نمو معرفي / اجتماعي / حركي / انفعالي / ضبط نفسي .
4. مكونات المنهاج:
يرى البعض أن المنهج مكون من أربعة عناصر وهي: الأهداف، المحتوى، طرائق التدريس، و التقويم باعتبارها مكونات تمثل حلقات مترابطة لما هو مطلوب تعليمه للمتعلمين في أي مرحلة عمرية (Tyler1949)
ومكونات المنهاج تجيب على أربعة أسئلة رئيسة :
ü لماذا ندرس؟ يشير إلى الأهداف المراد تحقيقها
ü ماذا ندرس؟ المحتوى الذي يدرس
ü كيف ندري؟ الطرق والأنشطة المستخدمة لتحقيق الأهداف
ü كيف نحكم على النتائج؟ أدوات التقويم
إلا أن Dillon1984, Carrol1963, Bloom1970 أضافوا عناصر وسيطة في عملية التعلم، مهمة في تقليص الفروق الفردية بين المتعلمين.
1/ الغايات والأهداف التعليمية : في ابسط تعريف هي النتيجة النهائية المراد الوصول إليها من نشاط او فعل. وهي نوعان، طويلة المدى و أخرى قصيرة المدى و التي تعبر عن النتائج المرحلية أو الآنية.
2/ المحتوى : يمثل مجموع الخبرات (مهارية، حركية، معرفية، وجدانية) المراد تضمينها في المنهج. و محتوى المنهج هو ترجمة للأهداف و التي تظهر على شكل خبرات سلوكية ملاحظة، ويصمم حجم المحتوى وفق عامل الزمن، ويختلف نوع المحتوي تبعا لنوع التخصص.
3/ طرق وأساليب التعلم : وهى الأنشطة والفعاليات التي يقوم بها المدرس لإيصال الخبرات إلى المتعلمين.
4/ زمن التعلم : يقاس التعلم هنا بالزمن الذي يحتاجه المتعلم لتعلم خبرة أو مهارة ما، و يتم تخصيص الزمن تبعا لدرجة صعوبة المادة المقدمة و درجة ألفة التلاميذ بها (الخبرة السابقة للمتعلم).
5/ الوسائل التعليمية : تقنيات التعليم الكفيلة بتنشيط عملية التعليم و التعلم. وفي التعلم الحركي تستخدم بشكل واسع إذ لا غنى عنها في استثارة و تحفيز المتعلمين أثناء الأداء.
6/ الأنشطة المصاحبة : هي جزء مهم لإثراء عملية التعلم، إذ لا يجب حصر التعلم في الصف الدراسي فقط بل لا بد من جعله يحتك مع الواقع الفعلي لما يتعلمه.
7/ التقويم : إجراءات كفيلة بالوقوف على مدى صلاحية المنهج، من حيث إجراءات التخطيط، سلامة التنفيذ، و مدى تحقيق أهدافه. و يكون التقويم قبل و أثناء و بعد تنفيذ المنهج و يمس المتعلم باعتباره هدف التعليم، و المدرس باعتباره المحرك و القائد، و محتوى المنهاج باعتبارها المادة الأولية. (21:4)
5. عناصر تنفيذ المنهاج:
1/ المتعلم :
2/ المعلم :
3/ المحتوى :
4/ طرق و أساليب التدريس:
5/ الوسائل والأدوات التعليمية:
6. خطوات بناء المنهاج:
ان عملية بناء المنهاج تتم بخطوات متتالية سواء كان لمادة دراسية أو لمرحلة تعليمية أو لصف دراسي. قد يتولى بناء المنهاج لجنة مركزية متخصصة أو حتى معلم مادة دراسية. ويمكن ايجاز هذه الخطوات فيما يلي :
1/ تحديد أهداف المنهاج: يتطلب ذلك دراسة شاملة لكل من المجتمع والافراد الذين يوجه لهم ذلك المنهاج، كذلك الإمكانات المتوفرة أو التي يمكن توفيرها لتساعد على تحقيق تلك الأهداف.
2/ صياغة الأهداف: أي وضعها في القالب اللفظي الذي يساعد كل من المعلم و المتعلم على فهمه و العمل على تحقيقه.
3/ تقسيم الأهداف : بحسب البعد الزمني (بعيد المدي، متوسطة،...)، أو بحسب اغراضها سلوكية، وجدانية، معرفية.
4/ تحديد خبرات المنهاج : ضبط محتوى التعلم الذي تحقق الأهداف المرسومة.
5/ تنظيم الخبرات المختارة : في شكل مقررات ووحدات وترتيبها في صورة برنامج يمثل الخطوات التنفيذية لهذه الخبرات من حيث دور كل من المعلم و المتعلم في العملية التعليمية و اختيار الأدوات التنفيذ و الزمن اللازم و المكان المناسب لتنفيذه.
6/ تجريب المنهاج : باختيار بعض وحدات المنهاج و تنفيذها على عينة من المجتمع الذي اعدت لأجله.
7/ التقويم الأولي للمنهاج : من خلال الملاحظة والتسجيل لكل ما يحدث من المعلم والمتعلم (استجابة المتلقي) لتحديد مدى مناسبة الخبرات المقترحة للمتعلم ومدى صلاحية الطرق والأدوات للأهداف المسطرة للمرحلة التعليمية.
8/ تعديل المنهاج : ويتم هذا التغيير بالحذف أو الإضافة أو التعديل، على ضوء نتائج التقويم الأولى.
9/ تثبيت المنهاج ونشره : تعميم المنهاج على المجتمع المستهدف، مرحلة عمرية أو تعليمية أو صف دراسي.
10/ التقويم الشامل للمنهاج : وذلك للحكم على مدى ما تحقق من الأهداف المرسومة، من خلال تقدير نتائج العملية التعليمة و مقارنتها بالنتائج المتوقعة و المستهدفة من المنهاج.
11/ تطوير المنهاج : إذ هو في عملية تطوير مستمرة نظرا لما يحدث في الأفراد و المجتمعات من تغيرات. (3: 24-26)