أسس اللغة

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: مدخل إلى الأرطفونيا- أ. جنون - المجموعة ب
Livre: أسس اللغة
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Saturday 6 July 2024, 03:21

1. أهم أسس اللغة

تعتمد اللغة على مجموعة من الأسس نذكر منها ما يلي :

1.1. الأساس اللساني للغة:

اللغة مجموعة من الأنظمة التي اصطلح اللغويون على تقسيمها إلى أربعة مسويات رئيسية وأسموها المستويات اللغوية أو مستويات التحليل اللغوي وهي الأصوات، والصرف، والنحو، والمفردات والدلالة اللذان يمثلان مجالا واحدا من مجالات الدراسة اللغوية وهو المعجم وهذا التقسيم لا يعني تقطيع أوصال اللغة ولا تقسيمها إلى أجزاء، فاللغة وحدة واحدة متكاملة لا ينفصل بعضها عن بعض وإنما هو تقسيم لأغراض الدراسة والتحليل واللغة مكونة من هذه المستويات ولكنها لا تكتسب ولا تستعمل من خلال مستوى واحد فقط فالطفل يكتسب لغته وهو لا يدرك الفروق بين هذه المستويات والأحداث اللغوية تتفاعل عناصرها في أثناء الكلام تفاعلا تاما،و نذكر من أهم هذه المستويات :

المستوى الصوتي :و يضم مستويين هما :ا

-          الصوتيات العامة : تهتم الصوتيات بدراسة انتاج و ارسال و كذا استقبال الأصوات و كيفية ادراكها على مستوى مناطق متخصصة في الجهاز العصبي.و وحدة الدراسة فيه هي الصوت كوحدة منعزلة ملموسة و قابلة للقياس.

-          الفونولوجيا : يتولى هذا الفرع من اللسانيات الحديثة دراسة المعنى الوظيفي للنمط الصوتي ضمن نظام اللغة الشامل، واستخراج كل الفونيمات وضبط خصائصها وتحديد كيفية توزيع الوفوناتها وحدة الدراسة فيها هي الفونيم الذي هو أصغر وحدة لغوية لها وظيفة ،و يعتبر وحدة مجردة .

المستوى المرفولوجي: : دراسة البناء الداخلي للكلمة، وما يطرأ عليها من تغيير أو زيادة أو حذف (عبد العزيز العصيلي. 2006. 71) ،وحدة الدراسة فيه هو المرفيم الذي يعتبر أصغر وحدة لغوية لها معنى.

المستوى التركيبي: يختص هذا المستوى بتنظيم الكلمات في الجمل أو مجموعات كلامية، ودراسة تراكيب الجملة (محمد الرويني، 2007، ص 23) ،وحدة الدراسة فيه هي الجملة.

المستوى المعجمي: يهتم هذا المستوى من مستويات الوظيفة اللسانية بدراسة المفردات ومعانيها و دلالاتها المختلفة ،وحدة الدراسة هي المفردة و المعنى معا

المستوى الدلالي: العلم يدرس الشروط الواجب توافرها في الرمز حتى يكون قادرا على حمل المعنى (احمد مختار عمر. 11) وحدة الدراسة فيه هو المعنى.

المستوى البرغماتي: دراسة اللغة من وجهة نظر العلاقة بين العلامات و مستخدميها ،وحدة الدراسة فيه هو الفعل اللغوي في الوضعية التفاعلية.

 وكل نشاط لغوي في أي مستوى من هذه المستويات مرتبطة بالجوانب النفسية الداخلية التي يتحكم فيها الجهاز العصبي المركزي، الذي يمثله الدماغ بل إن لكل نشاط لغوي مركزا خاصا به في الدماغ.

1.2. الأساس العصبي للغة

يتكون الجهاز العصبي من الجهاز العصبي المركزي الذي يتكون من الدماغ و النخاع الشوكي والجهاز العصبي المحيطي الذي يتكون من الأعصاب .

بالنسبة للجهاز العصبي المركزي فيتكون من النخاع الشوكي المسؤول عن الأفعال الانعكاسية والدماغ الذي يعتبر مركز العمليات العليا كالذاكرة و اللغة و الانتباه ..... و يتكون الدماغ من المخ والمخيخ و جذع الدماغ ،ينقسم المخ إلى نصفي الكرة المخية أيمن و أيسر يفصل بينهما شق عميق ويتصلان بواسطة مجموعة من الألياف العصبية المكونة للجسم الثفني Corp calleux ،نلاحظ في الجزء الخارجي للمخ مجموعة من التلافيف و الشقوق التي تشكل أربعة فصوص كل فص من هذه الفصوص مختص بوظائف حسية حركية و هي :الفص الجبهي ،الفص الجداري ،الفص الصدغي  الفص القفوي ،و يتمثل الجزء الخارجي للمخ في القشرة التي تتكون من المادة الرمادية و هي المكان الذي تتم فيه صياغة الاستجابات الأكثر تعقيدا ،كما يتم فيها تفسير الاحساسات فهي موضع الذاكرة الذكاء...الخ .أما المخيخ فهو مسؤول عن توازن الجسم و أخيرا جذع الدماغ فهو مسؤول عن التنفس.

وهناك عدة أجزاء من الدماغ متخصصة في اللغة،وهي تشكل الأساس الأول والرئيسي لتخصص الدماغ اللغوي،أي تمركز اللغة في النصف الأيسر.  وتعتبر منطقة بروكا بالفص الجبهي في النصف المهيمن متخصصة في المقام الأول بإنتاج الكلام، حيث قام بروكا باكتشاف هذه المنطقة سنة 1861 ووصفها بأنها "مركز نطق اللغة". وتسيطر ليس على الكلام المحكي فقط وإنما على المكتوب وعلى إنتاج لغة الإشارة أيضا. كما أن هناك منطقة أخرى متخصصة في فهم اللغة ألا و هي منطقة  فيرنيك Wernicke .. إن مناطق الدماغ المسؤولة عن التعرف على الصوت واستقباله هي مرتبطة بصورة كبيرة بمناطق اللغة. كما نجد مناطق أخرى تتدخل ف انتاج اللغة المكتوبة و كذا في العملية التواصلية ألا وهي منطقة البصر المتواجدة بالفص القفوي (المنطقة البصرية) . هناك مجموعة من المناطق المرتبطة بالبصر تقع في الفص الجانبي فوق المنطقة البصرية. وترتبط هذه المنطقة بتسمية الأشياء والأدوات وبقراءة المفردات ويعتقد أنها بمثابة منطقة مكملة للمنطقة البصرية الرئيسية التي تشكل مع المنطقة السمعية أساس  عملية الاستيعاب اللغوي. إن التلف لهذه المناطق من الدماغ المرتبطة باللغة يؤدي إلى اضطرابات لغوية ذات الأساس العصبي.

1.3. الأساس النفسي المعرفي للغة :

بالإضافة إلى اعتبار اللغة إحدى العمليات المعرفية المهمة نجدها كذلك تعتمد خلال عملية اكتسابها و كذا سيرورة أدائها تعتمد هي الأخرى على جميع العمليات المعرفية الأخرى :كالانتباه و الادراك و الذاكرة و بصورة خاصة الذاكرة العاملة باعتبارها مركز المعالجة للمدخلات بمختلف أشكالها و منها المرتبطة بالانتاج و الفهم اللغوي ،و الوظائف التنفيذية بجميع أنواعها.ففي البداية كان ينظر إلى اللغة على أنها سلوك ألي يخضع لمبدأ مثير استجابة و بعيدة كل البعد عن كونها عملية ذهنية معقدة إلا بعد ظهور أعمال تشومسكي  الذي حول علم اللغة من علم نظري وصفي شكلي إلى علم لغوي نفسي معرفي يهتم بالجوانب العقلية المعرفية من اللغة ولا يهمل الجوانب البنيوية. فهو –تشومسكي-يصف اللغة بأنها ظاهرة إنسانية فطرية عقلية تظهر في شكل أبنية سطحية يصعب الوقوف على حقيقتها دون تحليل جوانبها العقلية والسطحية ، وقد رفض الوصف القائم على الملاحظة الشكلية للحدث اللغوي "لأن التحليل اللغوي لا ينبغي أن يكون وصفا لما كان قد قاله المتكلمون، وإنما شرح، وتحليل للعمليات الذهنية التي من خلالها يمكن للإنسان أن يتكلم بجمل جديدة (أحمد مومن . 2008: 207). فالوظائف المعرفية تلعب دورا مهما في بناء الخطاب ،فحسب Dreschler (2001) فان الموارد المعرفية تؤثر على نوعية الانتاج اللغوي .

1.4. الأسس الفيزيولوجية للغة

و تتمثل بصورة خاصة في الأجهزة المتدخلة في الانتاج و الفهم اللغوي نذكر أهمها :الجهاز البصر ي،الجهاز السمعي ،الجهاز الصوتي.

الجهاز البصري: يتكون الجهاز البصري لدى الإنسان من العين و العصب البصري و القشرة البصرية ( القص الدماغي الخلفي) و تتألف العين من ثلاث طبقات هي الطبقة الخارجية، الطبقة الوسطى، الطبقة الداخلية.

  الطبقة الخارجية: تتكون الطبقة الخارجية للعين من القرنية، و هي جزء شفاف يخلو من الأوعية الدموية و تعمل بمثابة نافذة للعين، و الصلبة (SCLERA) و هي الجزء الأبيض و وظيفتها الأساسية حماية العين .(د.جمال محمد الخطيب، منى صبحي الحديدي،2009 ، ص168)

   الطبقة الوسطى: وتتكون من

1/القزحية: و هي حاجز ملون على شكل القرص يقع في منتصفه فتحة متغيرة للاتساع تسمى الحدقة.

2/الجسم الهدبي: و يتكون من العضلات الهدبية التي تعمل على انقباض و استرخاء الألياف و تعمل على ضبط مستوى الضغط على عدسة العين و يفرز السائل المائي و المساعد على تصريفه ،و تتكون من صفين من الخلايا التي تحتوي على مكونات عديدة التي تكون داخلها أوعية دموية و هو مزود بأعصاب للحركة من عصب المخ و أعصاب الحس                                                  (سعيد حسني العزة، 2000، ص27،26)

3/المشيمة: تعتبر المشيمة غشاءا وعائيا مغذيا للخلايا الحسية من الشبكة التي هي امتداد للخلايا الدماغية .(إبراهيم محمد شعير، 2009، ص25)

 الطبقة الداخلية: من أهم أجزاء الطبقة الداخلية للعين الشبكية (RETINA) و هي جزء بالغ التعقيد تشريحيا و وظيفتها تحويل الضوء إلى سيالات عصبية و إيصالها إلى المراكز العليا في الدماغ عن طريق العصب البصري.

 في منتصف الشبكية يوجد نقطة صفراء تسمى بالنقطة المركزية ( fevea centralis ) و يكون فيها الإبصار حاد جدا و يطلق عليه اسم البصر المركزي (CENTRAL VISION)، أما الإبصار الذي يحدث من خارجها فهو يسمى البصر المحيطي (PERIPHIRAL VISION) و تسمى المنطقة التي تتصل فيها الشبكية مع العصب البصري بالنقطة العمياء. (د.جمال محمد الخطيب، منى صبحي الحديدي، 2009، ص169)

و الشبكة طبقة من نسيج عصبي يتضمن خلايا الاستقبال الضوئية و هناك نوعان من الخلايا تدعى: بـالعصي RODS وهي مسؤولة عن رؤية الأجسام المعتمة و الآخر يدعى بالمخاريط CONES .(خليل معايطة، 2000، ص14)

هذه الخلايا مسؤولة عن رؤية الألوان عندما تثار العصي و المخاريط بالضوء تقوم بإرسال نبضات عصبية إلى الدماغ عبر العصب البصري و هو العصب القحفي الثاني، و تتشعب ألياف كل من عصب بصري و تتجه إلى الجانب المعاكس من الدماغ  فتتقاطع مع بعضها مكونة ما يعرف باسم التصالب البصري .(د.جمال محمد الخطيب، منى صحبى الحديدي 2009، ص169)   

2-  الجهاز السمعي: السمع هو الحاسة الطبيعية التي لابد منها لفهم الأصوات اللغوية، و الوظيفة الأساس لجهاز السمع هي استقبال الاهتزازات الصوتية وتحويلها إلى إشارات تنتقل عبر عصب السمع إلى الدماغ. والأذن هي أول الجهاز السمعي؛ فهي جهاز استقبال الصوت، ووسيلة نقل الموجات الصوتية عبر الأعصاب السمعية إلى مراكز اللغة في الدماغ. لكنها لا تمثل إلا جانبا واحدا من جانبي السمع، وهو الجانب التشريحي الوظيفي الذي يبدأ من الجزء الخارجي للأذن وينتهي حيث تتحول المثيرات الصوتية إلى نشاط عصبي .أما الجانب الأخر فهو الجانب النفسي المتمثل في استجابة الأذن للمثيرات الصوتية الذي يهتم بعمليات إدراك الصوت.

الأذن: وتنقسم كل أذن إلى ثلاثة أقسام رئيسية ،هي: الأذن الخارجية  ،والأذن الوسطى  والأذن الداخلية  ويحتوي كل قسم من هذه الأقسام على عدد من الأجزاء.

الأذن الخارجية : Oreille externe تتكون الأذن الخارجية من أجزاء ثلاثة، ولكل جزء منها وظيفة خاصة به، وهذه الأجزاء هي:

أ-صيوان الأذن: وهو تكوين غضروفي خارجي يبدو واضحا على جانب الوجه في شكل حلزوني موجه نحو الأمام،وينتهي بفتحة الأذن التي هي بداية الممر السمعي أو القناة السمعية الخارجية.ووظيفة الصيوان استقبال الأصوات،خاصة الأصوات القادمة من أمام السامع،وتحويلها عبر الممر السمعي إلى طبلة الأذن ،بالإضافة إلى حماية القناة السمعية الخارجية ؛حيث يمكن الضغط على الوتد(الصيوان الصغير) بالإصبع للتقليل شدة الصوت.

ب-الصماخ الخارجي،أو القناة السمعية الخارجية ، وينتهي من الداخل بغشاء رقيق يسمى الطبلة أو طبلة الأذن.ووظيفة الصماخ حماية الأجزاء الحساسة في الأذن من الصدمات،ومنع دخول الأشياء إليها بسبب الشعيرات الموجودة في مدخل الأذن والمادة الدهنية المعروفة بالصملاخ، بالإضافة إلى وظيفته  السمعية بوصفه تجويفا مرنانا يقوم بدعم الترددات الصوتية وتضخيمها لتناسب الأجهزة السمعية الداخلية.

ج-طبلة الأذن tympan وهي نهاية الطرف الداخلي لصماخ الأذن الخارجي ،وطبلة الأذن حساسة جدا للموجات الصوتية ،بحيث يحدث عند تحركها ترددات مطابقة للترددات الصادرة عن الجسم المهتز الذي هو مصدر الصوت،و حينئذ تقوم عظيمات الأذن الوسطى (المطرقة والسندان والركاب)بمحاكاة اهتزازات الطبلة .ولا تقتصر وظيفة الطبلة على استقبال الاهتزازات وإنما تقوم أيضا بوظيفة جدار يحمي التركيب الدقيق للأذن الوسطى.

2-الأذن الوسطى Oreille moyen : تبدأ الأذن الوسطى حيث تنتهي الأذن الخارجية ،ويفصل بينهما الغشاء الطبلي،وتنتهي حيث تبدأ أجزاء الأذن الداخلية.ويتصل بطبلة الأذن من الداخل بتجويف صغير يحوي سلسلة من ثلاثة عظام دقيقة مترابطة ،تسمى العظيمات السمعية أو/ والعظيمات الأذنية،وتملأ الفراغ الواقع بين الغشاء الطبلي وقوقعة الأذن الداخلية .وهذه العظام على الترتيب :عظم المطرقة،و عظم السندان،وعظم الركاب ،الذي يتصل بالنافذة البيضاوية الغشائية التي تقود إلى الأذن الداخلية  .وهذه السلسلة من العظيمات السمعية مرتبطة يبعضها ومعلقة في تجويف الأذن الوسطى المملوء بالهواء بواسطة أربطة غضروفية مرنة تساعدها على الاهتزاز والحركة و الاحتفاظ بوضع معين يكفل لها حرية التذبذب والتوازن،بغض النظر عن الأوضاع التي يتخذها الرأس أو الجسم ،كما تساعدها في تكبير الذبذبات الصوتية .و وظيفة هذه العظيمات نقل الموجات الصوتية الواردة من الخارج عبر الممر السمعي وتحويرها تكبيرا أو تفخيما؛ لتناسب الأجهزة الداخلية التي تستقبلها وترسلها إلى الأجهزة والمراكز السمعية التي تليها. الوظيفة الأساسية للأذن الوسطى بجميع أجزائها ؛هي الوسيط لنقل الموجات الصوتية من الأذن الخارجية إلى الأذن الداخلية ،بعد تحويرها وتحويلها إلى إشارات تناسب السائل الموجود في الأذن الداخلية.

وللأذن الوسطى بجميع أجزائها وظائف أخرى ،بالإضافة إلى التوفيق بين درجة المقاومة بين الهواء وسائل القوقعة الأذنية .من هذه الوظائف إضعاف الأصوات الصاخبة من خلال المنعكس الصوتي ،والمحافظة على ضغط هوائي متساو على جانبي طبلة الأذن من التغيرات التي تحدث في الضغط الجوي ،وذلك بمساعدة القناة السمعية الخارجية .ومنها معادلة الضغط داخل الأذن الوسطى وخارجها،وذلك من خلال القناة اوستاش  trompe d’eustache والتي تصل بين الأذن الوسطى والبلعوم من جهة الأنف

3-الأذن الداخلية Oreille externe: الأذن الداخلية أكثر أجزاء الأذن تعقيدا ، وتبدأ حيث تنتهي أجزاء الأذن الوسطى .وتتركب من عدد من الأجزاء ، منها: القوقعة والجزء ألتيهي ،أو النظام ألدهليزي المتصل بها ،المكون من ثلاثة قنوات هلالية (نصف دائرة) .والأذن الداخلية مكونة من حاستين رئيسيتين لكل منهما وظائف معينة:

إحداهما الحالة الدهليزية Vestibulaire ،وتمثلها القنوات الهلالية Canales semi-circulaires التي تساعد في حفظ توازن الجسم ،والثانية الحاسة السمعية التي تقوم بتحويل الاهتزازات الآلية لعظيمات السمع التي تحولها إلى نشاط عصبي يصل إلى المخ بطريق العصب السمعي ،وهذه الحاسة تمثلها قوقعة الأذنCochlée التي هي أهم أجزاء الأذن الداخلية عند الإنسان.

والقوقعة آخر حلقة في عملية السمع، بل هي آخر حلقة في عملية الاتصال اللغوي حين يتم بين متحدث وسامع.وهي دهليز مغلق تماما وذو جدران صلبة في شكل تركيب عظمي ،أو تجويف داخل عظم ،ملتف على بعضه ثلاث مرات تقريبا على نحو يشبه محارة حلزونية.و تحتوي القوقعة على سائل مائي يسمى البلغم المحيطيPérilymphe ،ومملوء بعشرات الآلاف من الأعصاب السمعية، ومغطاة بغشاء حساس،وفيها فتحة صغيرة يغطيها غشاء يرتكز عليه عظم الركاب ،آخر عظم في الأذن الوسطى.ويوجد فيها عضو كورتي l’organe de corti  ،وهو عضو مغمور بسائل التيه الغشائي الموجود في قناة القوقعة ويقوم بتوصيل المثيرات السمعية إلى مراكز السمع في الدماغ.

الجهاز الصوتي : و هو الذي يصدر أصوات الكلام،

الجهاز الصوتي هو مصدر الصوت، و يشمل جميع أعضاء النطق عند الإنسان، ويبدأ من الصدر و ينتهي بالشفتين. وهو مكون من ثلاثة أجزاء رئيسية هي:  الجهاز التنفسي، والحنجرة، والتجاويف الرنينية في الأنف والفم و الحلق. والتعاون الذي يتم بين هذه الأجزاء الثلاثة ينتج موجات صوتية كلامية تنتقل إلى أذن السامع عبر وسيط فزيائي كالهواء أو غيره من قنوات الاتصال و أجهزتها.وفي الفقرات التالية وصف الأعضاء:

الرئتان: الرئتان هما المصدر الأول للطاقة الهوائية، حيث تنتفخان في عملية الشهيق و تنكمشان في عملية الزفير نتيجة ضغط الحجاب الحاجز والقفص الصدري عليهما (أحمد مختار ، ص 80)، وهذه الطاقة هي التي تحدث الصوت خاصة في عملية الزفير.

القصبة   الهوائية: و تمثل مجرى التنفس، وطريق مرور الهواء الخارج من الرئتين والداخل إليهما.

الحنجرة :وهي عضو غضروفي في شكل حجرة متسعة، ترتكز من الأسفل على أعلى القصبة الهوائية،وتتصل من الأعلى بأسفل الفراغ الحلقي وهي مصدر الصوت أو صندوق الصوت؛ لقدرتها على الحركة التي تغير من وضعها و شكلها وحجمها مما يؤثر على نوع الرنين الحنجري ،ولما تحويه من أعضاء صوتية.

والحنجرة أهم أعضاء التصويت في الجهاز التنفسي؛ فهي التي تصدر الصوت الخام؛ وتتكون من غضاريف و أجزاء.  فالغضاريف المهمة في إصدار الصوت ثلاثة وهي :

أ- الغضروف الدرقي        ب- الغضروف الحلقي       ج- الغضروف الهرمي

أما الأجزاء الأخرى من الحنجرة فأهمها: الوتران الصوتيان، و لسان المزمار.

والوتران الصوتيان، أو الحبال الصوتية كما تسمى أحيانا ، أهم أجهزة التصويت لدى الإنسان و للوترين الصوتيين قابلية الانفراج والانضمام؛ بسبب حركة الغضاريف الملتصقة بهما إلى الداخل أو إلى الخارج. 

أما لسان المزمار فهو أعلى غضاريف الحنجرة ويقع في مقدمتها خلف جذر اللسان مباشرة، وينقبض و ينفتح بنسب مختلفة مع الأصوات. ويمكن للسان المزمار أن يسهم في تكييف الرنين بما يحدث من تغيير في حجم تجويف الحنجرة (سعد مصلوح ،ص 108).

البلعوم ويتغير البلعوم وحجمه بتغيير رنين الأصوات المنطوقة ،وتمتاز اللغة العربية عن كثير من اللغات باستخدامها تجويف البلعوم مخرجا لبعض الأصوات التي تمثل فونيمات في نظامها.

الحلق الحلق هو الجزء الواقع بين الحنجرة والفم، أي بين أقصى اللسان والجدار الخلفي للحلق، وقد يسمى بالفراغ الحلقي أو التجويف الحلقي. وهو أول مخارج الأصوات اللغوية بعامة، ومخرج لأصوات معينة تسمى الأصوات الحلقية، وفراغ رنان يضخم بعض الأصوات بعد صدورها من الحنجرة.

اللسان اللسان عضو هام في عملية الكلام، حتى إن النطق ينسب إليه بصفة خاصة .واللسان عضو مرن يمكن تحريكه في جميع الاتجاهات؛ لتكييف الصوت اللغوي حسب أوضاعه المختلفة، حيث يؤثر في مرور تيار الهواء عبر تجاويف الفم، ويمتد إلى الأمام حتى يخرج من بين الأسنان كما في نطق الثاء،وقد يلتصق جزء منه بسقف الفم كما في نطق اللام وهكذا.

الحنك:عضو يمتد على طول أعلى الفم؛ من الحلق إلى الأسنان الأمامية، ويتصل به اللسان في مواضع مختلفة، لكل موضع منها أصوات معينة.

التجويف الأنفي: وهو فراغ يندفع من خلاله الهواء الخارج من الرئتين عندما ينخفض الحنك اللين فيفتح الطريق أمام الهواء ليمر من طريق الأنف. وهذه هي الحال التي يتم فيها النطق بالنون والميم العربيتين، بالإضافة إلى وضيفته فراغا رنانا يضخم بعض الأصوات حين النطق. ويعد هذا التجويف من أعضاء النطق الثابتة.

الأسنان:وهي من أعضاء النطق الثابتة، وللأسنان بنوعيها وطائف مهمة في نطق عدد من الأصوات؛ حيث يعتمد عليها اللسان في نطق الدال والتاء مثلا، وتقع الأسنان العليا فوق الشفة السفلى حال النطق بالفاء.

الشفتان:الشفتان عضوان لحميان مرنان من أعضاء النطق المتحركة؛ حيث تتخذان أوضاعا مختلفة حال النطق، مما يؤثر في نوع الأصوات وصفاتها، ويظهر هذا التأثير بوجه خاص في نطق الأصوات الصائتة المسماة بالحركات.

بالاضافة إلى هذه الأجهزة هناك أخرى تلعب هي أيضا دور في العملية التواصلية و الانتاج اللغوي منها :الجهاز الغدي ،الجهاز الدوري ،الأجهزة الحركية .....