خصائص العلم

1. أنواع المعارف

هناك نوعان من المعارف: المعارف غير العلمية والمعارف العلمية

1.1. المعارف غير العلمية

يمكننا جمع مختلف أنواع المعارف غير العلمية في ثلاث فئات كبرى وهي: المعارف العادية أو الشعبية، معارف المهنة أو الحرفة، المعارف الدينية.
إن المعارف العادية عادة ما تصل إلينا عن طريق التقليد أي عن طريق تفكير وتصرفات موروثة عن الماضي أو عن طريق الاعتقادات الشعبية أو الخرافات أو الحدسيات، كما يمكن لبعض التجارب أن تكون أيضا مصادر لهذا النوع من المعارف. مثال: تحديد القبلة في الماضي.

1.2. المعرفة العلمية

إن المعرفة العلمية هي نوع من المعرفة يقوم على دراسة الظواهر التي يتم إدراكها في غالب الأحيان عن طريق الحواس وهي: السمع، الشم، اللمس، الرؤية، والذوق إلا أنه من غير الممكن ملاحظة هذه الظواهر دائما أو بصفة مباشرة، إذ لا تقوى العين على رؤية كل ما يجري في المجال الرحب، كما أن الأذن قد لا تستطيع سماع أصوات متعددة والتمييز بينها في نفس الوقت هذا من جهة ومن جهة أخرى لا يمكن رؤية بعض الظواهر أو إدراكها مباشرة إلا من خلال أعراضها وآثارها مثال: يمكن معرفة النشاط الكهربائي للقلب من خلال الرسم الذي يمدنا به المخطط الكهربائي للقلب "الكتروكارديو قرام " électrocardiogramme.
()مثال آخر: لا يمكن قياس معدلات الجريمة وانتشارها إلا بالرجوع إلى المعطيات الواردة في محاضر الشرطة.
إن المعرفة العلمية إذن تقوم على أحداث ووقائع أو على أعراض وآثار يمكن إدراكها ويبقى علينا التحقق من طبيعتها بواسطة الاختبار.
ومنه فالمعرفة العلمية هي نوع من المعرفة المتنامية باستمرار وهي موجهة نحو دراسة الظواهر والتحقق منها
في هذا الصدد عندنا متغيرين أو خاصيتين للمعرفة العلمية:
• تحقق: إجراء تأكيد الظواهر
• تطور علمي: نمو مستمر لمعارف الخاصة بالعلم (كل :اكتشاف يؤدي إلى اكتشاف اخر).
إن المعرفة العلمية تتطور وتتقدم دائما ولا يمكن أن تكتفي بما يتم اكتسابه.
من هنا يمكن القول أن العلم هو نوع من المعرفة القائمة على الوقائع والتحققات التي تهتم بتطوره.

2. مصدر المعرفة العلمية

ما هو مصدر المعرفة العلمية: هل هو الاستقراء أو الاستنباط أو هما معا؟ تحاول الإستيمولوجيا (علم المعرفة أو فلسفة العلوم) باعتبارها فرع متخصص بدراسة أسس المعرفة العلمية، الاجابة عن هذا السؤال.

 أ/ أطروحة الإستقرارء: يؤكد أصحاب هذا الموقف أن العلم استقرائي على اعتبار أن المعرفة العلمية ناشئة أصلا عن التجربة أي أنها ناشئة عن ملاحظة الواقع مثال: نمو الطبقة الوسطى يؤدي الى تحول ديمقراطي "افتراض مستقر لملاحظة الواقع". غير أن النقد الموجه لأصحاب هذا الموقف وأن ملاحظة الظواهر لا تظمن تطور المعرفة العلمية إنطلاقا من أنه يمكن نعرق في ملاحظة العديد من الوقائع دون أن يكون في مقدورنا إستشفاف إمكانية تنظيمه

ب/ أطروحةالاستنباط: ترى أن العلاقات الممكنة بين الظواهر ما هي إلا بناءات فكرية يمنك التحقق منها في الواقع لاحقا في نظر أصحاب هذا الأطروحة العلم استنباطي، إذ من الممكن أن نتخيل نظريا أن شعبا ما لا يمكن أن يحافظ على نظام سياسي ما إلا إذا كان هذا النظام يساهم في وقف انتشار المشاكل الخطيرة في البلاد. انطلاقا من هذا الافتراض التجريبي سيتم لاحقا استنباط مجموعة من التأكيدات التي سنحاول التحقق منها عن طريق الدراسة الواقعية للوضع في مختلف البلدان، حسب هذه الأطروحة فإن الافتراض يبنى أولا ثم يتم التحقق منه لاحقا. يصعب الفصل بين الاستقراء والاستنباط حسب الفيزيولوجي "برنارد" لأننا في الواقع أمام حركتين للفكر تبدوان وكأنهما في علاقة مستمرة وتقومان بأدوار متكاملة وأساسية في الممارسة العلمية.

ملاحظة مهمة: بعد قراءتك لهذاالعنصر من المحاضرة عليك بإنجاز النشاط المتعلق بالمنتدى الخاص بالدردشة الموجود في قائمة النشاطات.

3. لغة العلم

 يسعى العلم إلى تفسير الواقع وللقيام بذلك فإنه يقوم باستخدام الرموز والألفاظ التي تمكنه من الإستقراء والاستنباط ولهذا لابد من الاستعانة بمفردات خاصة قادرة على وصف العمل العلمي بأكثر دقة ممكنة، ويمكننا بفضل هذه الألفاظ إعداد النظريات فيما بعد.
:أ/ نوعية الألفاظ والمصطلحات: يمكن التمييز بين ثلاث مميزات وهي:
- أحادية اللفظ (مثال: تركيب الماء H2O) لفظ لايكون له أكثر من معنى ويؤول من طرف الجميع بكيفية واحدة .
- الانسجام ( مثال: التركيب بين الكلمات يكون منسجم وفق منطق كالسببية ظاهرتين تنسب إحداهما الى الاخرى.
- دقة اللفظ ( نحدد الكلمات بدقة وبكيفية واضحة نرجع للمثال الاول).
(ب/ النظريــــة: هي مجموعة من المصطلحات والتعريفات والافتراضات لها علاقة ببعضها البعض، والتي تقترح رؤية منظمة للظاهرة وذلك بهدف عرضها والتنبؤ بمظاهرها.
مثال: نظرية العقد الاجتماعي (وجود جماعات يستلزم وجود كيان الدولة.
(:ج/ القانون العلمي: مقولة ثابتة بين ظاهرتين أو متغيرين مثل: قانون العرض والطلب.
إذن: النظرية بالنسبة للعلم هي بمثابة البوصلة للمكتشف وباختصار إنها توجه البحث بعد التحقق منها وتدقيقها.

4. أهداف العلم

تعرفنا أن العلم هو نشاط يهدف الى الكشف عن الواقع من خلال الاستمرار في طرح التساؤل الدائم. وللعلم أهداف أهمها:
- الوصف: من خلال عرض الواقع بكل أمانة عن طريق عرض خصائصه وعناصره المكونة له.
- التصنيف: العلم لايكتفي بوصف الظواهر بل يبحث أيضا عن تصنيفها وترتيبها مثل:الظاهرة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ...الخ.
- التفسير: العلم هنا أيضا لايتوقف عند وصف وتصنيف الظواهر الملاحظة في الواقع فإن من بين أهدافه الاخرى والأكثر جوهرية هو الوصول الى تفسير هذه الظواهر وبالتالي فالتفسير يمثل القلب النابض للمسعى العلمي.
- الفهم: درجة أرقى من التفسير تتم من خلال تتبع ظروف النشأة ومراحل التطور والعوامل المؤثرة في الظاهرة والظروف المحيطة بها.