مفاهيم أساسية حول إفريقيا جنوب الصحراء

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: تاريخ إفريقيا جنوب الصحراء
Livre: مفاهيم أساسية حول إفريقيا جنوب الصحراء
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Saturday 23 November 2024, 07:54

Description

تتناول هذه المحاضرة مجموعة من المصطلحات التي تحدد أصل التسمية والحيز الجغرافي للمقياس.

1. مقدمة

لقد تفرّدت  قارة إفريقيا عن باقي قارات العالم من حيث التخلف الذي مسّها نتيجة الآثار السلبية للوجود الاستعماري الأوربي بالقارة، لاسيما إفريقيا جنوب الصحراء التي  تعرضت لأبشع أنواع الاستغلال لثرواتها ومواردها الطبيعية والبشرية، فكانت سببا مباشرا في تخلف هذه القارة حضاريا، بعد أن كانت لها خصائص مماثلة لتلك الخصائص الحضارية في باقي قارات العالم قبل القرن الخامس عشر.

لهذا السبب سنحاول في هذا المقياس التعرف على تاريخ هذه المناطق الواقعة جنوب الصحراء الكبرى المرتبط بفترة انتشار الإسلام وقيام دول وممالك إسلامية مزدهرة مستهدفين بذلك؛ إبراز السمات والخصائص العامة لها من خلال التطور السياسي والحضاري لكل من السودان الغربي والأوسط والشرقي، وهذا لما  له من  مضمون وأهمية سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، ستعمل على إثراء خبرات الشعوب الإفريقية شمالها وجنوبها في ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم.

2. أصل التسمية

 

2.1. إفريقيا

أول من أطلق مصطلح إفريقيا لهذا الجزء من العالم هم العرب وهو مشتق من الفعل فرّق، حيث ظهر رأيان بشأن هذا المصطلح بالنسبة للرأي الاول يذهب إلى القول بأن هذه التسمية جاءت بهذا المعنى كون هذا الجزء مفصول عن الأوروبا وآسيا، أما الرأي الثاني فيذهب إلى القول بأن المصطلح مشتق من إسم "إفريقش" ملك اليمن الذي كان أول من سكن هذه المنطقة، بعد أن غلبه الملوك الآشوريون وطردوه فرّ هاربا إلى مصر ، ولما وجد نفسه محاصرا من قبل أعدائه استشار قومه في سبيل خلاصهم فنصحوه 'البر' 'البر' أي إلى صحراء، وهنا عبروا النيل إلى براري صحراء إفريقيا.


2.2. الصحراء الكبرى

يذكر الجوهري في تعريفه لمصطلح الصحراء بأنها: "جمع الصحاري صحروات وصحارى وهي مؤنث الصفة ويقال أصحر أي الذي يضرب لونه من الحمرة إلى الغبرة"، كما تم تعريف الصحراء في معجم لسان العرب لإبن منظور على أنها: "تلك المستوية في لين وغلظ دون القُف  وقيل إنها الفضاء الواسع الذي لا نبات فيه، وعرفها آخر بأنها؛ مثل ظهر الدابة الأجرد،  ليس  بها شجر ولا آكام ولا جبال ملساء".

تقول الأطالس عن الصحراء الكبرى أنها؛ أكبر فيافي العالم قاطبة، معظم أجزائها يقع بين دائرتي عرض20° و 35° شمالا، فهي تمتد من المحيط الأطلسي غربا إلى البحر الأحمر شرقا و من جبال الأطلسي شمالا  إلى بلدان الساحل جنوبا.

هذه التعاريف المقصود منها أية بقعة رملية جرداء ، لكن لا يمكن أن نطلقها على الصحراء الإفريقية الكبرى كونها تضم عددا من الواحات والتجمعات السكانية والمدن الجميلة، وتتخللها آبار المياه العذبة على هوامش الطرق وتتلقى كميات متفاوتة من الامطار وبذلك فهي تختلف عن صحراء شبه الجزيرة العربية وباقي صحاري المكسيك واستراليا ، حيث يصف لنا الرحالة اسماعيل بوضربة أن الصحراء الكبرى على قدر امتدادها و جفافها، إلا أنها ليست سيئة مما نتوقع، تقريبا في كل مكان يوجد الماء، فقط يكفي الحفر على عمق صغير لإيجاده على عمق 15 أو 16 مترا  و هو الأمر الذي أكده البكري والإدرسي في القرنين  الحادي عشر والثاني عشر ميلادي و فلاترز في ثمانينات القرن التاسع عشر.


 

 

2.3. بلاد الساحل

هو مصطلح عربي يطلق على بلدان السهل، فترجمت إلى الفرنسية باسم ساحل Sahel، ثم عربت إلى كلمة الساحل يقصدون بها البلدان الواقعة على ضفاف الطرف الجنوبي للصحراء الإفريقية الكبرى؛ تضم أجزاء من شمال السنغال وجنوب موريطانيا، وسط مالي، شمال فولتا العليا، أقصى جنوب الجزائر، النيجر، أقصى شمال نيجيريا، وسط التشاد، وسط وجنوب السودان وشمال إريتريا. 



 

2.4. إفريقيا جنوب الصحراء

إفريقيا جنوب الصحراء هي تلك المنطقة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، حيث يقسم بعض المؤرخين قارة إفريقيا إلى قسمين رئيسيين هما؛ إفريقيا شمال الصحراء وإفريقيا جنوب الصحراء، والمقصود بالصحراء هنا هي الصحراء الكبرى التي تمتد من المحيط الأطلسي غربا إلى البحر الأحمر شرقا، تقع في شمالها الدول العربية الإفريقية منها المغرب الأقصى، الجزائر، تونس، ليبيا و مصر، ما الدول الواقعة جنوب الصحراء فتتمثل باقي دول التي تضم هذا القسم الجغرافي من القارة إلى غاية الحدود الجنوبية لدولة جنوب إفريقيا ومدغشقر.



 

2.5. بلاد السودان

إن أول من أطلق لفظ بلاد السودان على المناطق الواقعة جنوب الصحراء هم الجغرافيون العرب في الفترة الوسيطة نسبة للون البشرة عند سكان تلك المناطق الواقعة بين الصحراء الكبرى وشمال خط الإستواء عند الدرجة 5°، تمتد حدوده الشمالية على الخط الوهمي التي ينحني ويتعرج من بدايته عند مصب نهر السنغال ويمر إلى الخرطوم، بينما يمتد خط الحدود الجنوبية في سواحل غينيا على طول خط عرض 5 شمالا حتى الحدود الإثيوبية. 

 

3. أقسام بلاد السودان

لقد وردت عدة كتابات للمؤرخين والجغرافيين والرحالة العرب بشأن جغرافية بلاد السودان؛ مثل ابن حوقل والبكري وابن خلدون والقلقشندي  متفقة على أن حدودها تبدأ من جنوب الصحراء الكبرى شمالا إلى خط الإستواء  جنوبا ومن المحيط الأطلسي غربا إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي شرقا، لكن أقسام بلاد السودان لم تظهر في الكتابات التاريخية إلا في القرن التاسع عشر لاعتبارات منها:

- اكتشاف أن منابع نهري النيل والنيجر منفصلان عن بعضهما البعض فلم يكونا نهرا واحدا كما كان يعتقد من قبل.

- التقسيمات الحالية لها إعتبارات سوسيو- سياسية وليس جهوية؛ لأنّهم لم يتعاملوا مع الفضاء الجغرافي مجرّداً عمّا يتجسّد فيه من تشكيلات بشرية وجغرافية، بل تجدهم في الغالب يقسمون المنطقة إلى ممالك.

1-3 السودان الغربي:

يضم السودان الغربي نطاقا واسعا يشمل حوض نهر السنغال وغامبيا، بوركينا فاسو، مالي، النيجر الغربي والأوسط، أي يقارب خط الطول (10°) شرقا الملامس لجبال الأهقار الشرقية بالجزائر.

2-3 السودان الأوسط:

حسب الدراسات التاريخية المعاصرة؛ يقع السودان الأوسط في المناطق المحيطة بحوض بحيرة تشاد، وتشمل حاليّاً أجزاء من دول: تشاد والنيجر الشرقي ونيجيريا والكاميرون وأجزاء من إفريقيا الوسطى.

3-3 السودان الشرقي:

حسب الكتابات التاريخية الحديثة تم تحديد الموقع الجغرافي للسودان الشرقي من جنوب مصر عند منطقة أسوان إلى غاية  خط عرض 10° و 11° شمالا لخط الاستواء، يحده من الشرق البحر الأحمر والمحيط الهندي ومن الغرب دارفور