اساليب التعامل مع المكتشفات الاثرية

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: مدخل الى علم الاثار والتنقيب الاثري
Livre: اساليب التعامل مع المكتشفات الاثرية
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Tuesday 7 May 2024, 04:34

1. أساليب التعامل مع المكتشفات الاثرية

تشكل المكتشفات و ما دون عنها ووصف سير التنقيب الدقيق حصيلة توثيقية للحفرية، ومن ثم يجب الا تهمل التفاصيل مهما كانت مملة و بسيطة، فلا تستبعد أية لقية مهما كان شأنها لأنها قد تفيد في الدراسة و التحليل لاحقا. و يجري تنظيم المادة الاثرية بفصلها عن بعضها تبعا لأنواعها، الفخاريات على حدة، و النقود وحدها، و الكتابات بجانب بعضها و هكذا، تكون اللقى قد أجريت عليها أعمال التنظيف و الصيانة الأولية في ورشة الحفرية حال إخراجها من اماكنها في الطبقية. ثم توضع في أكياس بلاستيكية متينة و معها أرقامها و رموزها المدونة في دفتر المعثورات قبل نقلها من الموقع الى المتحف.لذا هناك عدة أساليب للتعامل مع المكتشفات الاثرية والتي سنعرضها فيما على شكل مباحث

1.1. الرفع الاثري

1-             طريقة أخذ المقاسات:

   تعد مرحلة اخذ المقاسات هي اهم مرحلة في الرفع الاثري والمعماري، فالنتائج التي سنتوصل اليها من حيث التخطيط المعماري والتناسق العمراني لوحدات الموقع الاثري كلها تنبني على المقاسات التي تم تسجيلها، فان تمت هذه العملية بطريقة سليمة فان المخططات والرسومات ستكون صحيحة.

وتستعمل في اخذ المقاسات اجهزة عديدة اهمها التيودوليت والشريط المتري، فأما بالنسبة للأول، فهو يصلح لمختلف انواع المواقع والمباني الأثرية، وقد يعتمد عليه اكثر في قياس الارتفاعات والزوايا، الا ان هذا الجهاز ليس في متناول الجميع، عكس الشريط المتري الذي هو متوفر و سهل الاستعمال وقليل الثمن، ومهما يكن يبقى الرفع الاثري بحاجة الى دقة جهاز التيودوليت أو النيفومتر في القياس.

ولاستعمال جهاز التيودوليت نقوم اولا تثبيته في مستوى افقي بواسطة الميزان الزئبقي المرفق به، ثم توجيه عدسته نحو شاخصة قائمة يسندها شخص ثاني عند النقطة التي نرغب تحديد ارتفاعها او بعدها، بينما يبقى الشخص الاول عند الجهاز ويسجل الرقم الذي يقرؤه على الشاخصة من خلال عدسة الجهاز.

ولقياس الارتفاعات يجب اولا معرفة الارتفاع المطلق للموقع على مستوى سطح البحر عند اعلى نقطة في الموقع، ونميزها بعلامة خاصة حتى تبقى دائما معلومة وبارزة لتؤخذ منها جميع القياسات، وتسمى هذه النقةط

بنقطة الصفر (نقطة مرجعية)، وإذا أ ردنا ان نقيس ارتفاع أ ي طبقة او مستوى توضع المكتشفات الاثرية، فانه ينبغي و ضع الشاخصة عند هذه النقاط التي يراد قياسها بينما يوضع الجهاز عند نقطة الصفر، وبطبيعة الحال سيكون ارتفاع النقطة المطلوبة اقل من ارتفاع نقطة الصفر، ومن ثم يطرح الارتفاع المسجل على الجهاز منالارتفاع المطلق.

ولقياس قطر معلم اثري دائرية الشكل كالمطامير او القبور الدائرية، نفترض ثلاث نقاط علىمحيط دائرة المبنى، حيث تكون متباعدة عن بعضها البعض(أ، ب، ج)، ثم نوصل بين النقطتين (أ ب) و(ب ج) بخطين، وبعدها نعين نقطتين في منتصف الخطين(هـ د)، ونرسم خطا عموديا انطلقا من نقطة نصف كل خط يقطع كل واحد منها الخط الثاني، والنقطة التي يتقاطعان فيها هذين الخطين الاخرين هي مركز الدائرة(م).

اما فيما يخصالمعالم ذات الشكل النصف الدائري كالمحاريب مثلا فانه يمكن ان نقيسها بوضع شريط متري عند نهاية طرف المحراب، ثم نمدد شريط متري ثاني بداية من منتصف الشريط الأول ومتعامد عليه باتجاه عمق القوس، فاذا وجد ان نصف الشريط المتري الأول تساوي مقياس عمق الشريط الثاني فهذا يعني ان القوس نصف دائري ومن ثم تصبح عملية رسمه سهلة، ويكفي معرفة نصف قطره لرسمه،في حالة عكس ذلك فانه يتطلب اخذمقاسات من نقاط مختلفة، حيث نعين عدة نقاط في تقويس القوس تفصلها مسافات متساوية، ثم نقيس عمقالقوس انطلقا من منتصف الشريط الأول.

1.2. الرفع المعماري

البقايا المعمارية التي يكشف عليها في المواقع الاثرية تتطلب أخذ مقاساتها ، تتم هذه العملية على النحو التالي:

ü    رسم مخطط تقريبي للبقايا الأثرية، مع إعطاء أرقام يراع فيها الترتيب، وذلك لكل نقطة تتحكم في شكل المخطط.

ü    تعين نقطتين مرجعيتين (أ،ب) على أرض الواقع و كذا المخطط مع مراعاة وجودهما على استقامة واحدة و كذا قياس المسافة الفاصلة بينهما.

ü    تثبيت جهاز التيودوليت عند احداهما (أ)، بينما يأخذ شخص آخرالشاخصة عند النقاط التي ينبغي قياسها والتي تحمل ارقاما محددة على المخطط التقريبي وتسجل النتائج في جدول (مكون من ثلث خانات عمودية واخرى افقية تحمل رمزو 1 ، 2 ، 3 ...) النقاط المعنية بالقياس، حتى اذا انتهينا من قياسها جميعا نحول التيودوليت الى النقطة المرجعية الثانية(ب)، ونكرر العملية مع جميع النقاط واذا حدث وان كانت في الموقع موانع كارتفاع بعض السوار بحيث تمنع من قياس بعض الجزاء انطلاقمن النقطتين المرجعيتين السابقتين، فانه يمكن احداث نقطتين من النقاط العادية ( 1،2،3...) كنقطتين.

ü    في حالة غنى الموقع بالبقايا الاثرية من المستحسن إحاطتها بمربع يسهل أخذ المقاسات من محاوره الاربع، الى جانب إمكانية فتح خطوط محورية توصل بين كل ضلعين متقابلين من المربع ان لم تكن هناك موانع.

اما في حالة ما اذا كان البقايا المراد رفعها هو مبنى منفرد، فهنا يكفى الاستعانة بأشرطة مترية، و يتولى المهمة شخصان أو أكثر، وتتم العملية على النحو التالي:

يقوم شخصان بأخذ الابعاد بالشريط المتري، كل واحد منهما في جهة بينما يقوم الثالث بتسجيل المقاسات على الرسم، وينبغي عليهم ان ينتقلوابين جميع اجزاء المبنى وقياس جميع الجهات التي تتشكل منها غرفه واقسامه، مع تحديد مقاسات النوافذ والبوابواماكن تواجدها دون ان ينسوا تسجيل سقف المبنى ان كان قائما على عقود او اقبية او قباب وغيرها، وان تقاس ابعاد هذه العناصر من حيث العرض والطول والارتفاع والسمك، كما ينبغي التنبيه الى ان بعض الغرف لتكونزواياها قائمة ولذلك يجب عدم الكتفاء بقياس الطول والعرض وانما ينبغي قياس اركان الغرف المتقابلة في شكلمحورين متقاطعين.

لعلى الهدف من هذا الرفع المعماري هو الحصول مساقط افقية للمعلم الاثري، والذي يتضح فيه شكله وتصميم مساحته من غرف واروقة وافنية ومداخل وسمك السوار وغيرها، اما اذا كنا نرغب في الحصول على مقاطععمودية، تظهر فيها الارتفاعات واشكال مختلف العناصر ا لمعمارية التي تحتويها واجهات المعالمكالاعمدة والعقود والابواب والنوافذ وارتفاعات الجدران وسمكها، وهذا ما تفتقده المقاطع الافقية، هذا الى جانب عدم الاغفال على أخذ الارتفاع الكلي للمعلم و مختلف عناصره المعمارية.

1.3. الرفع الطبقي

أ- عوامل تشكل الطبقات:

يساهم في تشكل الطبقات عدة عوامل منها: البشرية، الحيوانية، الطبيعية...، فالبشرية يلجأ فيها الانسان الى تهديم مباني قديمة واعادة البناء فوقها بنايات جديدة، وقديخرب الموقع الاثري من خلال الاستعانة بموادها لاستعمالها في بناء مستوطناته، ثم تأتي مياه الفيضانات فتغطيه بطبقة رسوبية حتى يعود لا يظهر منه شيء، هذا الى جانب العوامل الطبيعية و ما لها من دور في تشكيل طبقات الأرض كالرياح التي تجلب معها كثبان رملية فتغطي الطبقة الأولى وما تحتويه من مخلفات وتتشكل طبقة ثانية، وقد يحدث ان تهبط طبقة او طبقات في منطقةدون اخرى لعدة اسباب، كأن يحفر الانسان حفرة ويرمي بالتربةالمستخرجة منها فوق المنطقة المجاورة، وبذلكتنعكس صورة التوضع الطبقي، فتصبح الطبقات العليا هي القدم والتي اسفلها الحدث، وهكذا تختلط الطبقاتوتتداخل.

ب- اهمية التسجيل الطبقي:

للتسجيل الطبقي أهمية كبيرة في تأريخ الموقع، فالطبقات تحتوي كل واحدة منها على بقايا حضارة ما ، وهذه البقايا تحمل اما تاريخ أو مميزات الحضارة التي تعود إليها. هذا وقد يعثر المنقب على دلائل أثرية تحمل تاريخ محدد، وعليه فإن الطبقات التي تأتي فوق هذه الدلائل هي أحدث من تاريخ تلك الدلائل.

ت- كيفية الرفع الطبقي:

للرفع الطبقي اهمية كبرى أعمال التنقيب الاثري، لذا فالمنقبون يتوخون الحذر الشديد في الرفع الطبقي كون ذلك يسمح لهم بنسب كل قطعة أثرية الى طبقتها الاصلية وربطها بالأحداث التاريخية التي عرفتها هذه الطبقة. ولهذا دور كبير في معرفة المراحل التاريخيةالتي عرفها الموقع.

وللرسم الطبقي نوعين:

العمودي،تتم هذه العملية بتثبيت شريط متري على طول حافة احد اضلع المربع الذي نريد رفع طبقاته، وينبغي ان يكون هذا الشريط افقيا تماما ويمكن الحصول على هذا الخط الافقي بواسطة جهاز نيفومتر أو جهازالتيودوليت الذي نوجهه نحو المربع ونضع الشاخصة داخل المربع وفي الركن الذي نرغب تمييز طبقاته، ثم نحدد الارتفاعلننقل بعدها الشاخصة الى الركنالثاني، ونمد خطا بين نقطتين يكون ارتفاعهما واحدا.ويبدا الرسم بعدها بأخذ مقاسات الطبقات الاثرية افقيا وعموديا للشريط المتري، مع تتبع تعرجاتها من ارتفاعات وانخفاضاتوتداخل، ثم تجسد هذه المقاسات على ورق مليمتري ونرسم في الموقع نفسه بدل من رسمها في المخبر ، هذا الى جانب التمييز اثناء الرسم بين الطبقات واعطائها ارقاما .

 الرسمالافقي، يقصد به ظهور المكتشفات داخل المربع وفي مكانها الحقيقي وطبقتها الحقيقية التي اكتشفت فيها، على شكل صورة جوية، ويتم رسم هذهالمقاطع اولا بتحديد ارتفاع الطبقة التي نرغب رسمها كما هو الحال في الطريقة السابقة، ثم نحدد نقطتين مرجعيتين داخل المربع ونعين النقاط المرغوب قياسها من المكتشف، وبواسطة اشرطة مترية نقيس المسافات بين النقطتين المرجعيتين ونقاط الاثر مثلما هو الحال في الرفع الاثري، ثم نرسم على ورق مليمتري ووفق مقياس رسم محدد.

:ث- رسم اللقى الثرةي

وفي غالب الأحيان تستغل الصور الملتقطة للتحفة والمكبرة ليرسم فوقها مباشرة بواسطة الورق الشفاف، غير ان الفخار يخضع الى اسلوب محدد حيث يرسم خط راسي على ورقة الرسمفي جانبيه اليسر يوضع شكل الإناء او الشقفة وسمكها وزخرفتها الداخلية، اما في النصف الواقع على يمين هذاالخط المتوسط الزخرفة الخارجية للإناء او الشقفة واذا كان الإناء الفخاري او الشقفة صغير الحجم يرسم على الورقة بحجمه الطبيعي ثم يصغر عند الطبعوالنسخ، واذا كان حجمها اكبر ترسم بمقاسات مصغرة ثم تصغر عند الطبع، وفي ما يلي نورد بعض الطرقالمستخدمة في رسم الفخار:

1 - طرق الرسم اليدوي: تعتمد هذه الطريقة على العين المجردة، أين يتم النظر الى التحفة و الرسم مباشرة مع الأخذ بعين الاعتبار بعض المقاسات الأساسية: الفوهة، القاعدة، البدن...، ويعتمد غالبا على هذه الطريقة في رسم الاواني البسيطة الشكل.

فيه طريقة ثانية، تعتمد على تمديد سلك مرن على جانبي التحفة ثم يضغط عليه حتى يأخذ شكل التحفة المراد رسمها، بعدها السلك الذي يكون قد أخذ شكل الانية ليوضع على ورقة الرسم افقيا و يثبت، بعدها ينفذ الرسم المساير لشكل السلك والذي يعطي في النهاية شكل التحفة

الى جانب هاتين الطريقتين توجد طريقة أخرى تعتمد على استعمال مسطرة أو عدة مساطر، وتتم العملية بسند " التحفة افقيا على ورقة الرسم والتأكد من ان قاعدتها راسية تماما، ثم نأخذ مسطرة او أكثر تكون ذات شكلحرفL " اللاتيني، ثم نحركها افقيا بينما ذراعها يكون عموديا على الورقة وملامس لحافة الأنية، ونقوم بتسجيل النقاط التي يلتقي فيها هذا الذراع مع الورقة، وفي النهاية يوصل بين تلك النقاط، اما السمك فيمكن معرفتهبواسطة القدم القنوية.

2 - الرسم بآلة المشط المتحرك الأسنانConformateur

 عند الرسم يفتح مثبت أسنان المشط قليلا ليسمح بتحركها بسهولة، ثم توجه اسنان المشط نحو التحفة على استقامة واحدة من القاعدة الى الفوهة، ويضغطعليها من الخلف لتتقدم نحو التحفة حتى تصبح كلها ملامسة للتحفة ثم تثبت جيدا، بعد أن أخذت الأسنان شكل التحفة، توضع على ورقة الرسم، يتم مسايرة شكل الاسنان بواسطة قلم. نفس الطرق تستخدم في رسم باقي التحف سواء كانت معدنية، زجاجية ...