تعريف المصدر والمرجع والفرق بينهما
Site: | Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2 |
Cours: | مصادر اللغة والأدب والنقد |
Livre: | تعريف المصدر والمرجع والفرق بينهما |
Imprimé par: | Visiteur anonyme |
Date: | Thursday 9 January 2025, 21:10 |
Description
تتناول هذه المحاضرة تعريف المصدر والمرجع والفرق بينهما
1. تعريف المصدر والمرجع والفرق بينهما
تعريف المصدر:( مجمع اللغة العربية ،مجمع الوسيط، القاهرةج1ص505)
لغة: من الفعل صدر،صدرًا وصدورا ،وقع وتقرر،وصدر الشيء عن غيره نشأ،ويقال فلان يصدر عن كذا وكذا أي يستمد منه .
أصدر الأمر:أنفذه وأذاعه، وصدر الرعاء دوابهم سقوها وصرفوها عن الماء وفي القرآن الكريم( ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من دون الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال :ماخطبكما ،قالتا لانسقي حتى يُصدر الرعاء،وأبونا شيخ كبير)القصص 23
يقال قلان يورد ولا يصدر:يأخذ في الأمر ولايتمه.
الأصدر:عظيم الصدر.
المصدر في الاصطلاح النحوي: مايصدر عنه الشيء،ويعرفه علماء اللغة بأنه صيغة اسمية،تدل على الحدث فقط أو على اللفظ الدال على الحدث مجردا عن الزمان، متضمنا أحرف فعله فقط وهذا ما استندت إليه مدرسة البصرة ،في القول في أصل الاشتقاق، الفعل هو أم المصدر؟ فرأت البصرة أن الفعل يُؤخذ من الفعل،ورأت الكوفة المصدر يُؤخذ من الفعل.(كمال الدين أبو البركات ،في الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين المسألة 27،ج1ص235)
المصدر في الاصطلاح العام: هو الأساس المتبع الذي أُخذت منه الفروع وهو الأصل الأول للمادة،و وبتعبير آخر هو ذلك الكتاب الذي تجد فيه المعلومات الصحيحة الكاملة، والمصادر كتب شاملة مركزة في مداها،ومجالها ومعالجتها للموضوع.
والمصدر اللغوي والأدبي هو الأصل الأول الذي أخذت عنه المادة،إذن المقصود بالمصدر العربي وهو ماكتب بالعربية من تراث فكري وفني حفظه التاريخ،إلى يومنا.
تعريف المرجع:
كلمة المرجع هي صيغة اسم مكان،ويقصد به كما جاء في المعاجم العربية (المكان) أو الموقع الذي يرجع إليه شخص من الأشخاص،أو الذي يصرف إليه لاشيء من الأشياء أو يرد إليه من الأمور(حامد صادق قنيبي ،محمد عريف الحضراوي :مدخل للدراسات الأدبية واللغوية والمعجمية القديمة والحديثة،ص20)
المرجع: ورد في القرآن الكريم من سورة المائدة الآية 105 ،قوله تعالى(إلى الله مرجعكم جميعا،فينبئكم بما كنتم تعلمون).
المرجع: كتاب مختصر،قائم بذاته ،أو ملخص لمؤلف أوسع منه ،أو يعالج فرعا من فروع المعرفة معالجة شاملة موجزة يستطيع الباحث أن يجد فيه ضالته بسرعة.
1.1. الفرق بين المصدر والمرجع
الفرق بين المصدر والمرجع:
المرجع كتاب يساعد على إكمال المعلومات ،والتثبت من بعض النقاط (ثانوي) وقديما كان يسمى المصر الثانوي، والمعلومات التي نقلت عن العرب تسمى مصادر وأما المراجع فهي الكتب التي اعتمدت على تلك المصادر.
هناك فرق بين المصدر و المرجع، فالمصدر هو الذي يحتوي على المادة الأساسية في البحث فهو بالنسبة لدراسة شاعر مثلا هو ديوانه أي شعره و بالنسبة لدراسة كاتب ما فالمصدر هو ما كتب من مؤلفات أو نصوص نثرية: نقد، مقالات أدبية...الخ و نفس الشيء بالنسبة للقاص و الروائي و المسرحي.
فالمصدر هو المادة الأولى مجردة من كل أقوال الشراح و المعلقين و الدارسين و أن مصادر البحث عند دراسة شخصية من الشخصيات الأدبية هي كل أعمال هذه الشخصية أو بعضها حسب ما يقتضيه البحث.
و المصدر قديم و حديث، مخطوط و مطبوع. أما المراجع فهي كل ما قيل و كتب عن الأديب أو عن أعماله من قبل الباحثين و الدارسين و النقاد سواء كانت هذه الكتابات كتبا أو رسائل جامعية أو مقالات أو ملاحظات أو تعليقات في الصحف و المجلات، و يلاحظ أن عدد المراجع يفوق دائما عدد المصادر و مع ذلك تبقى المراجع في الدرجة الثانية من حيث الأهمية لأن المصادر تحتوي على المادة الأصلية الأساسية للبحث بينما تقف المراجع عند حد التعليق و النقد و الدراسة التحليلية، و المراجع نوعان كذلك قديمة و حديثة فالقديمة هي تلك الدراسات و البحوث التي أنجزها القدماء، قبل اتصال العرب بالغرب أي قبل حملة نابوليون على مصر 1798م, و قبل ظهور المطبعة العصرية فكل الدراسات التي أنجزت بعد هذا التاريخ تعد مراجع حديثة.
استعمال المصادر و المراجع: بمجرد وضع تصميم للبحث أي وضع الخطة يشرع الباحث في البحث عن مصادر بحثه و مراجعه فإعداد الخطة الجيدة و حصر مراجع البحث و مصادره تعد خطوة هامة في مسيرة الباحث في البحث.
يبدأ الباحث بالبحث عن المصادر أولا ثم ما كتب حول موضوع بحثه من مراجع قديمة كانت أم حديثة و ذلك في فهارس المكتبات أو غيرها من الأماكن مع وضع بطاقة فنية لكل منها مع تحديد مكانها و مكان وجود المادة فيها و ذلك تسهيلا للرجوع إليها لأن الذاكرة قد تخون الباحث فيجهل بعد حين مكان وجودها، و يستحسن هنا الاتصال بمن له صلة أو دراية بالموضوع للاستفسار عن تلك الدراسات التي تعرضت للموضوع و تدوين أكبر عدد ممكن من هذه المراجع ذلك أنه كلما تعددت المراجع كلما كان البحث قيما ثريا.
أهمية الموضوع:
لايمكن تصور أمة دون تراث يربطها بماضيها،ويجعلها تعي حاضرها ومستقبلها وأبرز ما يشكل هذا التراث هو النتاج العقلي الذي ينتجه الإنسان،عبر التاريخ،والذي لا يمكن الفصل بين حلقاته المترابط بعضها ببعض،إذ أن هذا التراكم هو الذي يشكل ذلك الوعي الذي تعي المجموعة البشرية به،ذاتها وتدرك رسالتها،ولاشك أن أمتنا العربية الإسلامية تمتلك حصة لا يستهان بها من هذا الإرث الإنساني الخالد،وعلى هذا يمكن القول إن هذا المقياس يطلعنا على ما أنتجه العقل العربي والمسلم من أمهات الكتب في مختلف المجالات لكن ستقتصر على أمهات الكتب اللغوية والأدبية، التي تشكل قاعدة لابد منها لطالب العلم.