مفهوم علم آثار ما قبل التاريخ في شمال إفريقيا
Site: | Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2 |
Cours: | ما قبل التاريخ في الشمال الإفريقي ا لسنة الثالثة تخصص تاريخ2021/2020 |
Livre: | مفهوم علم آثار ما قبل التاريخ في شمال إفريقيا |
Imprimé par: | Visiteur anonyme |
Date: | Saturday 23 November 2024, 12:00 |
Description
فترة ما قبل التاريخ هي الفترة الممتدة من ظهور الإنسان بين 7و8م.س على سطح الأرض حتى اختراع الكتابة حوالي 3200ق.ح...
1. مفهوم علم الآثار
يسمى مصطلح علم الآثار في اللغة الفرنسية Archéologie في اللغة الإنجليزية Archeology ، أصل التسمية كلمة إغريقية مشكلة من كلمتين Archeo معناه قديم وLogos معناه علم ، بمعنى العلم ألذي يدرس و يفسر الماضي عبر البقايا المادية ألتي خلفها الإنسان بطريقة علمية للمخلفات الإنسانية الماضية .
علم الآثار هو من أهم و أكثر العلوم الإنسانية تطورا ، نضرا لحاجته الماسة للعديد من الدراسات المتعددة المناهج ألتي تجمع بين مختلف الطرق و الوسائل العلمية و الأدوات التكنولوجية الجديدة المتطورة للبحث و التنقيب و العرض و النشر.
كما له عدة فروع علمية تدرسه و تعمل على تطويره في كل مرة نظرا للمعلومات ألتي يكتشفها في كل مرة ، في وقت أصبح يستغل كأداة لكتابة تاريخ ماضي البشرية ،كما يشمل عدة تخصصات أقدمها و أولهاعلم ما قبل التاريخ.
2. مفهوم علم ما قبل التاريخ
علم ما قبل التاريخهو علم يبحث في أصل وتطور حضارات الإنسان قبل معرفته للكتابة، فدراسة المخلفات الحضارية ألتي تركها لنا إنسان ما قبل التاريخ من شأنها أن تسمح لنا بإعادة تشكيل وتصوُر حياته اليومية و نمط معيشته، ويعتمد هذا العلم على دراسة كل مخلفات الإنسان من بقايا أثرية سواء كانت أدوات حجرية أو عظمية، رسومات ونقوش جدارية ، هياكل عظمية أو مستحثات حيوانية... حيث يستخلص منها كل المعلومات ألتي تساعدنا في إعادة تشكيل البيئة القديمة في زمن معين .
- وهنا يكمن سر صعوبة دراسة فترة ما قبل التاريخ التي يعود الفضل إلى أجيال عديدة من الباحثين الذين أخذوا على عاتقهم مهمة التفسير العلمي الصحيح للقضايا المتعلقة بأصل الإنسان وأصل الحضارة ، لأن ما نعثر عليه من بقايا أثرية لا يشكل إلا الجزء القليل ألذي قاوم العوامل الطبيعية والمناخية
3. نشأة علم ما قبل التاريخ
تغطي فترة ما قبل التاريخ حوالي 7 مليون عام تقريباً من ماضي البشريّة ، تشمل هذه الفترة الطويلة تطور أولى المجتمعات البشريّة منذ حوالي 2.4 مليون عام تقريباً وصولاً لابتكار وانتشار الكتابة في حوالي 3500 عام قبل الميلاد.
تنقسم حقبة ما قبل التاريخ لمرحلتين كبيرتين هما الباليوليتي أو العصر الحجري القديم والنيولوتي أو العصر الحجري الحديث مع حقبة وسيطة انتقالية تدعى الميزوليتي أو العصر الحجري الوسيط و الغائبة في شمال إفريقيا.
يُعتقد بأنّ ظهور أبسط صيغ الحياة في الأرض قد حصل منذ 3.8 مليار عام، لكن ظهور أشباه البشر، لم يحصل إلا منذ 7 ملايين عام تقريباً. و ارتبطت دراسة فترة ما قبل التاريخ منذ البداية بالجيولوجيا و الباليونتولوجيا ألتي تعد من العلوم أساسية في نشأة هذا المنهج ، سواء علماء باحثين أو فضوليين في أوروبا ساهموا في ظهور هذا العلم.
أولى البقايا الحجرية من الصوان عثر عليها في بداية القرن 18 لكنها لم يعترف بها كأدوات من صنع الإنسان. حيث كانت الكنيسة واعتمادا على نصوص من الكتاب المقدس ترجع ظهور الإنسان إلى حوالي 6000 سنة فقط ، فكان من الصعب الدفاع على هذا الموقف والوقوف في وجه الكنيسة إلا بعد ظهور عدة اكتشافات في أوروبا ثبتت بواسطة الدليل المادي الأثري بوجود الإنسان منذ فترة تتجاوز 02 مليون سنة.
يعتبر Boucher de Perth (1788-1868) الأب الروحي لعلم ما قبل التاريخ الذي ميز بين الطبقات الستراتيغرافية ومحتوياتها الأثرية وبين أن الطبقة السفلى هي الأقدم مقارنة بالطبقات العلوية. فبدأت بذالك دراسة عصور ما قبل التأريخ في فرنسا، انكلترا وبلجيكا، خلال القرن التاسع عشر الميلادي، عبر تحليل وتأريخ الصخور وعلاقتها بالبقايا العظمية البشرية وأدوات أثرية عثر عليها بالقرب من تلك البقايالباليونتولوجية و الأنتروبولوجيةا. وتلت الاكتشافات بعد ذلك في عدة مواقع من العالم مما أدى إلى ظهور عدة نظريات حول ظهور وتطور الإنسان، ووضعت عدة فرضيات حول كرونولوجية وثقافات عصور ما قبل التاريخ وظهرت عدة اختلافات بعضها تلاشت تدريجيا بتقدم الأبحاث وظهور نتائج جديدة وأخرى لا تزال تتجدد إلى يومنا هذا.
ومع نهاية القرن 19 أصبح علم الآثار وعلم ما قبل التاريخ منظومة كاملة ضمن علوم الإنسان وعلوم الطبيعة، رغم استمرار وجود انتقادات بين المختصين خاصة مع تنوع وتقدم تقنيات البحث الأثري وتنوع مجالات البحث مع ظهور الفن الصخري وتنوع الصناعات الحجرية وكذلك ابتكار تقنيات التأريخ الكربون14 إلى جانب الاهتمام بالجانب البيولوجي وذلك بدراسة المستحثاث الإنسانية و الحيوانية والنباتية.
و ابتداء من الخمسينات أصبحت الدراسات في ما قبل التاريخ أكثر تخصصا وتدقيقا وذلك بظهور القوائم التنميطية الوظيفية وكذلك وصف وتحليل مختلف تقنيات الصنع التي تطورت في السبعينات لتصبح على شكل سلاسل عملية لتقنيات الإنتاج سواء الصناعات الحجرية، الفخار والمعادن...
من خلال هذه اللبدة التاريخية حول نشأة علم ما قبل التاريخ والمسار التطوري الذي عرفه هذا العلم والذي لايزال في تطور مستمر حسب مستجدات الأبحاث وهذا هو الدليل القاطع على أنّ هذا العلم كجميع العلوم من نشاطات الإنسان لا يمكن عزله عن تأثيرات زمانه ومحيطه.
4. المنهج والموضوع
رغم أنّ كلا من علم الآثار و علم ما قبل التاريخ يبحثان في موضوع واحد يتمثل في إعادة تشكيل وتصور حياة الإنسان منذ نشأته، إلا أنّ الثاني ينفرد عن الأول من حيث منهجية البحث، فإذا كان علم الآثار يعتمد أساسا على النصوص الكتابية لتدعيم وتصحيح التاريخ بشواهد مادية فإن علم ما قبل التاريخ يستند على عدة علوم مساعدة مثل الجيولوجيا، علم المستحثات (الإنسانية والحيوانية) وعلم النبات القديم والجيومورفولوجيا، وكذلك العلوم الفيزيائية فيما يتعلق بتأريخ الشواهد المادية لوضعها ضمن إطار كرونولوجي لحضارات ما قبل التاريخ.
نشير كذلك إلى الفرق الموجود بين علم آثار ما قبل التاريخ وعلم ما قبل التاريخ، فالأول يأخذ بعي الاعتبار في تحليله البقايا المادية فقط. في حين أنّ الاختصاص الثاني يلم بجميع معطيات حضارات إنسان ما قبل التاريخ في البيئة التي كان يعش فيه بما في ذلك من غطاء نباتي والمحيط الحيواني وطبيعة المناخ.
عالم الآثار و ما قبل التاريخ خلافا للمؤرخ يعتمد على البقايا المادية الأثرية التي يجب عليه اكتشافها في الأرض أو في الماء، وهذا يتطلب وقت وجهد كبيرين، ما يستدعي وضع منهجية علمية تسمح له بجمع كل المعلومات الممكنة قبل، أثناء وبعد الحفرية.
هذه المعلومات التي تحملها البقايا الأثرية تطورت حاليا وأصبحت دقيقة بفعل تطور تقنيات البحث وتشمل جميع البقايا التي نجدها في الموقع الناتجة عن نشاطات الإنسان اليومية مثل المواقد(Foyers)، الفحم (charbon)، حبيبات اللقاح (pollens)...إلخ
5. تقديم نطاق شمال إفريقيا
يمتد شمال إفريقيا من أقصى شمال القارة الإفريقية المطلة على ساحل البحر الأبيض المتوسطو البحر الأحمر شرقا و المحيط الأطلسي غربا.
يشمل هذا النطاق ثمانية دول و هي على التوالي:
- موريطانا.
- الصحراء الغربية.
- المغرب الأقصى
- الجزائر.
- تونس.
- ليبيا.
- مصر.
- السودان.