المحاضرة الاولى
Site: | Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2 |
Cours: | الاحصاء الاستدلالي |
Livre: | المحاضرة الاولى |
Imprimé par: | Visiteur anonyme |
Date: | Friday 22 November 2024, 04:57 |
Description
تحتوي هذه المحاضرة على الاطار المفاهيمي للإحصاء الاستدلالي
1. تمهيد
يتمتع علم الإحصاء بأهمية كبيرة في الحياة العلمية والعملية للإنسان باعتباره تلك الأداة بالغة الأهمية في صنع القرار واتخاذه، وتأتي هذه الأهمية انطلاقاً من أنه علم مختص باستقطاب البيانات وتحليلها واستعراضها استعداداً لاتخاذ القرار الأنسب بين مجموعة من القرارات المتاحة بعد التحقق والتنبؤ من نتائج كل بديل، وينفرد بقدرته على الانخراط بالعديد من العلوم كالاجتماعية والفيزيائية والسياسية، ويمكن استخدامه في البحوث الهندسية والطبية وغيرها، وبالرغم من الأهمية البالغة التي يعود بالنفع بها على المجتمعات بمناحي جمّا من الحياة إلا أنه لا ينقسم سوى لفرعين رئيسييّن، وهما الإحصاء الاستدلالي والآخر الوصفي، وفي هذا المقال سيتم تقديم تعريف الإحصاء الاستدلالي وأنواعه.
2. مفهوم الإحصاء الاستدلالي
يمكن تعريف الإحصاء الاستدلالي بأنه ذلك العلم المنبثق عن علم الإحصاء المهتّم بانتقاء العينات العشوائية سعياً للوصول إلى أهم الاستنتاجات ذات العلاقة بالأمور المجتمعية المجهولة، وبشكلٍ أدق فإنه بحث عميق واستدلال حول السكان على وجه الخصوص من خلال استخلاص عينة عشوائية منه للكشف عن سلوك شائع الانتشار في مدة زمنية محددة، ويأتي ذلك سعياً لتحقيق الدقة والمصداقية عند إطلاق الأحكام على المجتمعات، ويشمل هذا الفرع مدرستان رئيسيتان هما الاستدلال البايزي والأخرى الاحتمالية التكرارية، ولا بد من الإشارة إلى أنه يعرف بعدة تسميات؛ ومنها: البحث الإحصائي والاستقراء الإحصائي أيضاً، أما في اللغة الإنجليزية فهو Statistical inference.
3. أنواع الإحصاء الاستدلالي
يمكن انتهاج أحد مبادئ الإحصاء الاستدلالي في حال غياب الحقائق المرغوب بالتعرف عليها في نطاق ما من خلال الاعتماد على الطبيعة الخاصة بالمجتمع المدروس والمراد تقدير معاملاته سعياً لتحقيق الأهداف المرجوة في إيجاد قيم عددية لكافة معالم المجتمع بالاعتماد على ما توفر من معلومات خلال السحب العشوائي لبيانات العينة، ولذلك فإن الإحصاء الاستدلالي ينشطر إلى ما يلي:
3.1. التقدير الإحصائي (Statistical estimation):
يعتمد هذا النوع بالدرجة الأولى على كافة الطرق المتفاوتة والمستخدمة للكشف ورصد المعالم المجهولة لمجتمعٍ ما.
3.2. اختبارات الفروض الإحصائية (hypothesis testing):
يستخدم هذا الفرع لغايات إيجاد معلومات تتلخص حول القيم الخاصة بالمجتمع معالمه لتسهيل عملية الاستدلال على معالمه من خلال الإجابة على الأسئلة المطروحة، ويكون ذلك غالباً بواسطة تحليل البيانات.
4. أهمية الإحصاء الاستدلالي
يعتبر الإحصاء الاستدلالي وأنواعه بمثابة يد العون التي تُمد للإحصائي لتساعده في الوصول إلى مراده تحقيق الأهداف المرجوة من بحثه؛ وبالتالي التعرف على المجتمع ومعالمه وكل ما هو مجهول عنه، وتكمن أهمية الإحصاء الاستدلالي بما يلي:
- استيعاب العينة متوفرة بطريقة تحليلية بحتة وفهمها عن كثب استعداداً لمقاربتها مع المجتمع الموضوع تحت الدراسة، وبناءً على ذلك تُجرى مقارنة بين كل فترة وفترة أخرى لملاحظة الفروق والتغيرات التي طرأت.
- رصد الخصائص والسمات المتعلقة بمجتمع ما لتقديم قرار وحكم قطعي في ذلك.
- الكشف عن قيم عددية حقيقية وليست وهمية لتكون النتائج أكثر دقة ومصداقية.
5. مفاهيم اساسية
يتم التطرق الى المفاهيم اساسية التالية
5.1. البيانات الإحصائية
1.4.البيانات الإحصائية
البيانات الإحصائية هي عبارة عن مجموعة من البيانات والمعلومات الخام التي تمثل علم الإحصاء، وتصنف البيانات إلى عدة أصناف، تلخص بما يأتي:
- بيانات نوعية: هي عبارة عن البيانات التي لا تقاس بشكل مباشر، مثل الحالة الاجتماعية (غني، متوسط، فقير)، والجنس(ذكر، أنثى)، أي البيانات الترتيبية، والبيانات الإسمية.
- بيانات كمية: هي البيانات التي تقاس من خلال الأرقام مثل(أعداد العاملين، الطول، والوزن والطول،...وغيرها)
5.2. العينات والمجتمع الإحصائي
1.2.4.مفهوم المجتمع :
أن المقصود بالمجتمع هو مجموعة من الأفراد كالمجتمع العربي الذي نقصد به مجموعة من أفراد ذوي خصائص معينة او نقول المجتمع الجزائري او مجتمع مدينة سطيف ، وهنا يقصد المجتمع كافة الأفراد الذين يسكنون في منطقة جغرافية معينة في وقت معين .
يعرف المجتمع بأنه (عبارة عن جميع المفردات التي يمكن أن يأخذها المتغير) .
أما في الإحصاء فأن مفهوم (المجتمع) يستخدم في مجالات أوسع فهو لا يشمل مجتمعات فحسب بل يشمل المجموعات المختلفة للموضوعات المختلفة من ظواهر طبقية وأشياء مهما كانت ذات خصائص مشتركة ، ولهذا يمكن للإحصائي ان يعرف المجتمع تبعا لأغراضه الخاصة بأنه مجموعة معينة من الحيوانات أو الأشجار أو الأفراد ، ويمكن ان يكون المجتمع لباحث تربوي مجموعة معينة من الطلاب كأن يكون طلبة كلية العلوم الانسانية والاجتماعية في الجزائر او طلاب أي كلية أخرى وهكذا .
ويمكن تصنيف المجتمعات الى نوعين :
المجتمع المحدود : وهو الذي يمكن حساب إعداد إفراده كما في حالة أعداد التلاميذ او عدد أفراد الشعب الجزائري .
المجتمع غير المحدود : كما في حالة عدد الملاحظات او التجارب العلمية او عدد المحاضرات التي تلقى في المدارس في كافة أنحاء العالم .
-مميزات استخدام المجتمع ( الحصر الشامل) :
- دقة النتائج المتحصل عليها والوثوق في كفاءتها نظرا لجمع البيانات من كل فرد شمله البحث من دون ترك مفردة او حالة .
- تجنب أخطاء التعميم التي تنتج من استخدام بيانات مأخوذة من عينة محددة من المجتمع وتطبيق نتائجها على المجتمع كله .
- تتفادى هذه الطريقة الأخطاء الشائعة والناجمة في غيرها من الطرائق (طريقة العينة) خاصة خطأ التحيز وخطأ الصدفة .
-عيوب استخدام المجتمع ( الحصر الشامل) :
- باهظ التكاليف ويحتاج الى إمكانيات طائلة .
- يستغرق وقتا طويلا وتبذل فيه جهود كبيرة في جمع البيانات وتصنيفها.
- يحتاج الى جهاز إداري وفني ضخم ومدرب للقيام به .
2.2.4.العينات :
تعرف العينة بأنها ذلك الجزء من المجتمع الذي يجري اختيارها على وفق قواعد وطرائق علمية بحيث تمثل المجتمع تمثيلا صحيحا .
ومن مميزات استخدام العينات في البحوث ، الآتي :
- العينات تكتفي بعدد محدود من المفردات وليس جميعها، وذلك اقتصادا في الجهد والنفقات .
- انها سريعة في إعطاء نتائج البحوث مقارنة بأسلوب الحصر الشامل .
- تتيح للباحث التعميق في مصادر الأحكام واتخاذ القرارات .
- تستخدم لأنها اقل عرضة للأخطاء مع الأساليب الأخرى .
- يعد استخدامها (العينات) من الوسائل المعنية بإثراء البحوث العلمية الرصينة .
- انها طريقة مناسبة ، حيث إمكانية تحديد مدى الثقة في نتائجها ، وكذا نسبة تمثيلها للمجتمع .
عيوب استخدام العينة (أخطاء المعاينة) :
1- اخذ عينة من مصدر خاطئ ، كأن تستخدم دليل الهاتف للحصول على عينة تمثل الرأي العام .
2- التحيز الشخصي ، ويحدث ذلك حينما يأخذ الباحث عينته المختارة من فئة معينة لها خصائص مميزة عن المجتمع الكلي .
3- جمع بيانات ناقصة ، فمثلا إهمال العامل الجغرافي عند دراسة المستوى الاقتصادي للسكان بتقسيم الأسر المبحوثة حسب دخولها .
4- خطأ الصدفة ، يزداد احتمال ورود هذا الخطأ كلما صغر حجم العينة
3.2.4.أنواع العينات :
أولا : العينات غير الاحتمالية (العمدية) :
وهي تلك العينات التي يتم اختيارها بطريقة غير عشوائية ، أي التي لا تعتمد على نظرية الاحتمالات ، ومن عيوبها أنها لا تمثل مجتمع البحث تمثيلا دقيقا ، ومن ثم فان نتائجها لا تصلح للتعميم على المجتمع كله ، ومن أمثلة هذا النوع من العينات ان يختار الباحث عينة يرى انها تمثل المجتمع الأصلي الذي يقوم بدراسته تمثيلا صادقة.
-انواع العينات الغير احتمالية:
- العينة العارضة أو العرضية:
فيها يختار الباحث الشخص الذي يصادفه أو يعترضه مثل سؤال شخص عن حدث في بلد ما فانه يسأل من يصادفه أولا، فمثلا إذا أراد الباحث أن يدرس الصعوبات التي تواجه طلاب كلية الطب فانه يختار طلاب الصف الذي يدرسه ويطبق عليهم استبانة للتعرف على هذه الصعوبات وقد لا تتعدى النتائج العينة التي استقيت منها أي أن هذه النتائج لا تقبل التعميم على جميع طلاب كلية الطب.
- العينة العمدية:
يعتمد الباحث في اختيارها على خبرته ومقدرته على تشكيل العيّنة التي يرى بأنها الأنسب للدراسة التي يقوم بها. عيّنة الحصص: تندرج تحت العيّنة العمدية، وتعتمد على الاختيار المتعمد لمجموعة من الأشخاص الذين تنطبق عليهم شروط معيّنة داخل مجتمع البحث، وغالباً ما يتم اللجوء إلى هذه العيّنة عند جمع معلومات حول الرأي العام تجاه معضلة معيّنة.
-العينة الحصصية:
تستخدم عادة في استطلاعات الرأي العام نظراً للسرعة التي تتم بها وقلة تكلفتها ، وفي هذه العينة يتم تقسيم المجتمع إلى طبقات طبقاً لخصائص معينة تمثل كل طبقة من طبقات العينة بنسبة وجودها في المجتمع ولكن يترك للباحث حرية اختيار مفردات كل طبقة وهذا يؤدي إلى عدم تمثيل المجتمع تمثيلاً تاماً.
والمثال على ذلك إذا كان الباحث يريد استقصاء رأي المتعلمين تعليماً عالياً والمتعلمين تعليماً متوسطاً والمتعلمين تعليماً ابتدائياً في ترتيب مجموعة من المهن وكانت نسبتهم في المجتمع الأصل 1 : 2 : 4 وحجم العينة 18 طالباً فعليه أن يختار ثمانية طلاب ذوي تعليم أولي وأربعة طلاب ذوي تعليم متوسط وطالبين ذوي تعليم عال.
ثانيا : العينات الاحتمالية :
- العينة العشوائية البسيطة : هي العينة التي تختار وحدتها من الإطار الخاص بها ، على أساس يهيئ فرص انتقاء متكافئة لجميع وحدات المجتمع المسحوبة منها .
- العينة العشوائية الطبقية : في هذه الحالة ينبغي تقسيم المجتمع الى أقسام او طبقات مختلفة ثم يأخذ من كل قسم او طبقة عينة متجانسة بطريقة عشوائية ، على ان يكون حجم كل طبقة في العينة متناسبة مع حجم الطبقة المناظرة لها في المجتمع الأصلي.
- العينة العشوائية المنتظمة : يتم اختيار وحداتها بحيث تكون المسافة او المدة بين كل وحدة وأخرى ثابتة لجميع وحدات العينة .
- العينة العشوائية العنقودية : وهي عينة تختار عن طريق استخدام تجمعات (عناقيد) تختار من المجتمع الأصلي بدلا من انتقاء المفردات بصفة مباشرة من هذا المجتمع .
5.3. وسائل جمع البيانات
- الاستبيان :- اداة لجمع البيانات عن الظاهرة او المشكلة المراد بحثها ( اسئلة تقدم الى المختبر )
- المقابلة :- من افضل الوسائل ( كون طبيعة الافراد الرغبة في التحدث اكثر من الكتابة )
- الملاحظة :- من الوسائل المهمة التي يتم بموجبها جمع البيانات يحصل عليها الباحث بالفحص المباشر .
- الاختبارات والمقاييس :- تعد من الوسائل الاساسية والمهمة وهي عبارة عن ادوات صممت لوصف وقياس عينة من افراد المجتمع (مقاييس اللياقة البدنية الحركية والاتجاهات النفسية )
6. تصميم البحوث الإحصائية في مجال التربية الرياضية
تستخدم البحوث التربوية ــ الرياضية الوسائل الإحصائية لتحقيق أهدافها ، وبخاصة تلك الأهداف المعنية بتفسير الظواهر وحل المشاكل الميدانية التي تعاني منها ، ولا يمكن لأي بحث مهما كان نوعه ان يستقيم إحصائيا إلا إذا انتظم في خطوات مرتبة وواضحة بشكل لا يقبل اللبس او الغموض .
ومن أساسيات تكلم الخطوات او المراحل التي يمر بها البحث الإحصائي ، الآتي :
1 -تحديد مشكلة البحث .
2- فرض الفروض المعنية بحل مشكلة البحث مؤقتا .
3- جمع البيانات الخاصة بالبحث . – التبويب الزمني
4- تبويب وفرز البيانات - التبويب الجغرافي
5- تصنيف البيانات . – التبويب الكمي
6- الوصف الإحصائي . – التبويب النوعي
7- عرض البيانات .
8- التحليل الإحصائي للبيانات وتفسيرها .
ولهذا عند تصميم البحوث الإحصائية في مجال التربية الرياضية ، يسعى الباحثون الى دراسة مشكلة البحث بشكل دقيق ومحدد بغية الحصول على البيانات المعنية بها بأقل كلفة وجهد ووقت ، فضلا عن مراعاتها للأصول الآتية :
أ ــ تحديد الغرض من البحث .
ب ــ تحديد إمكانية التنفيذ العملي .
ج ــ تحديد إطار البحث .
د- تحديد الأسلوب الذي يجب إتباعه لجمع البيانات ( الحصر الشامل ، العينات) .
المراجع :