مفهوم التربية البدنية والرياضية
Site: | Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2 |
Cours: | نظرية و منهجية الأنشطة البدنية والرياضية |
Livre: | مفهوم التربية البدنية والرياضية |
Imprimé par: | Visiteur anonyme |
Date: | Friday 22 November 2024, 13:20 |
Table des matières
1. تمهيــــــد
لقد اهتمت الدول الحديثة بالتربية البدنية اهتماما كبيرا لما لها من أهداف بناءة تساعد على إعداد المواطن الصالح إعدادا شاملا لجميع الجوانب الشخصية سواء كانت عقلية أو جسمية، نفسية أو اجتماعية، حتى أنها أصبحت من المؤشرات الهامة التي تدل على التقدم الحضاري للمجتمع و أصبح تطورها ضرورة من ضروريات الحياة وواجبنا اجتماعيا هاما يجب أن نعمل على تحقيقه.
إن التربية البدنية مادة تعليمية تساهم بالتكامل مع المواد الأخرى و بطريقتها الخاصة في تحسين قدرات التلاميذ في العديد من المجالات كمجال السلوك الحركي و اللياقة البدنية، فهي تنوع واسع من الأنشطة التطبيقية أما في المجال العاطفي الاجتماعي فتمثل العلاقة الديناميكية الناتجة عن التنظيم و المواجهة بين الفرق، أما في مجال القدرات المعرفية و بفضل حالات اللعب الملموسة و التي تتطلب غالبا حلولا سريعة لمسائل معقدة.
كما تشكل التربية البدنية و الرياضية مظهرا ثقافيا هاما في المجتمع و مجل اهتمام البحوث العلمية و تخصصات مهنية متعددة، هذا ما يساعد التلميذ على إثراء معارفه و توسيع إمكاناته، و بهذا تساهم في تكوين شخصيته و إدماجه الفعلي ضمن المجتمع، و هذا ما دفع بنا إلى دراسة هذا النوع من التربية في هذا الفصل و إسقاط الضوء على العديد من المفاهيم المتعلقة بها.
2. النشاط الرياضي
من اهم وأبرز اهداف الرياضة هو خدمة الأنسان، بدنيا وصحيا وترويحيا ونفسيا واجتماعيا وتنافسيا من خلال ممارسة الأنشطة والالعاب الرياضة المختلفة.
في ضوء الاهداف السابقة ضمنت الانشطة الرياضية لمناهج التربية الرياضية المدرسية، باعتبارها حاجة جسمية وصحية وقواميه وتربوية وغيرها من فوائد بدنية، واستمر تطور الحقل الرياضي وصولا لجعل الرياضة اختصاصات تربوية وعلمية تدرس بالجامعات، لتأهيل واعداد كوادر تساهم في تحيق هذه الأهداف للأطفال والاجيال، وبما يشكل بناءا تراكميا لثقافة الممارسة الرياضة المدرسية الهامة، تمتد لتصل بها لكافة الشرائح البشرية ولكافة الأعمار السنية.
2.1. مفهوم النشاط الرياضي
يعتبر النشاط الرياضي من أهم وسائل التعبير عن الذات بالنسبة للأفراد بمختلف أعمارهم وعن رغباتهم وميولهم وكذلك مواهبهم عن طريق اللعب كما يعمل على تنشيطهم من الناحية الفيزيولوجية والنفسية فيرفع من مردودهم البدني والذهني مما يؤدي إلى إخراجهم من روتين الحياة اليومية.
و يندرج ضمن هذا المجال، مفهوم الرياضة للجميع التي تعني " مجموعة السياسات والإجراءات المتخذة بهدف إشراك أكبر قدر ممكن من الناس لممارسة النشاط البدني بغض النظر عن جنسهم أو عمرهم وعلى الدول توفير الظروف الملائمة لممارسة ذلك "
تتميز برامج الرياضة للجميع بأنها مصممة لتحقيق الأهداف التي وضعت من أجلها بعيدا عن مبدأ الربح والخسارة ويمكن تنفيذها من خلال عدة محاور :
- الرياضة المدرسية ، الرياضة الجامعية، الشركات العامة والخاصة، برامج رواد الرياضة، ذوي الاحتياجات الخاصة، رياضة المرأة .
وغالبا ما تكون الأنشطة المتعلقة بهذه البرامج أنشطة ذات طابع هوائي بشدة معتدلة أو منخفضة مثل المشي , التمرينات الهوائية , الألعاب الصغيرة , الرقص الإيقاعي , الهرولة والجري , السباحة , و ركوب الدراجات الهوائية الثابتة منها والمتحركة .
و من مميزات برامج الرياضة للجميع :
- برامج اختيارية ذات طابع ترويحي وليست إجبارية .
- غير مكلفة , ولا تحتاج إلى إمكانات كبيرة .
- برامج آمنة على درجة عالية من الأمن والسلامة .
- تناسب الجميع بغض النظر عن أعمارهم أو جنسهم .
- تساهم في تحسين الصحة النفسية والانفعالية للممارسين .
- تتناسب والظروف البيئية التي يعيش فيها الفرد .
- غير مقيدة بقوانين أو أنظمة .
2.2. تعريف النشاط البدني والرياضي
يعتبر النشاط البدني والرياضي أحد الأشكال الراقية للظاهرة الحركية لدى الإنسان وهو الأكثر تنظيما والأرفع من الأشكال الأخرى للنشاط البدني ويعرفه "ماتفيف" بأنه نشاط ذو شكل خاص وهو المنافسة المنظمة من أجل قياس القدرات و ضمان أقصى تحديد لها"، و بذلك فعمى ما يميز النشاط الرياضي بأنه التدريب البدني بهدف تحقيق أفضل نتيجة ممكنة في المنافسة لا من أجل الفرد الرياضي فقط وإنما من أجل النشاط في حد ذاته / ذاته وتضيف طابعا اجتماعيا ضروريا وذلك لأن النشاط البدني نتاج ثقافي للطبيعة التنافسية للإنسان من حيث أنه كائن إجماعي ثقافي. /
وتضيف "كوسولا" أن التنافس سمة أساسية تضفي عمى النشاط الرياضي طبعا اجتماعيا ضروريا وذلك لان النشاط الرياضي إنتاج ثقافي للطبيعة التنافسية للإنسان من حيث أنو كائن اجتماعي ثقافي. أو نسبة إليه، كما أنو مؤسس أيضا عمى ويتميز النشاط الرياضي عن بقية ألوان النشاط البدني بالاندماج البدني الخالص ، ومن دونه لا يمكن أن نعتبر أي نشاط عمى أنه نشاط رياضي قواعد دقيقة لتنظيم المنافسة بعدالة ونزاهة.
ويتميز النشاط البدني الرياضي عن بقية ألوان الأنشطة بالاندماج البدني الخاص ومن دونه لا يمكن أن نعتبر أي نشاط رياضي أو ننسبه إليه كما أنه مؤسس أيضا على قواعد دقيقة لتنظيم المنافسة بعدالة ونزاهة وهذه القواعد تكونت على مدى التاريخ سواء قديما أو حديثا، و النشاط البدني الرياضي يعتمد بشكل أساسي على الطاقة البدنية للممارسة وفي شكله الثانوي على عناصر أخرى مثل الخطط وطرق اللعب.
ويشير" كوشين وسيج" إلى أن النشاط البدني الرياضي يمكن أن يعرف بأنه مفعم باللعب التنافسي والداخلي والخارجي، المردود والعائد يتضمن أفرادا أو فرقا تشترك في مسابقة وتقرر النتائج في ضوء التفوق في المهارة البدنية والخطط.
أما فيما يخص النشاط البدني الرياضي فهو التعبير الأصح المجمل الحركات والمهارات البدنية الأكثر دقة، إذن هو تتويج للحركات والأنشطة الرياضية التي تقوم على أساس وهدف معين مبنيا على خطط ومهارات محددة في إطار تنافسي نزيه وذلك من أجل الوصول إلى النتيجة المرغوب فيها.
إن النشاط البدني الرياضي عبارة عن مجموعة من المهارات، متعلمة من اتجاهات يمكن أن يكتسبها الفرد دون سن معين يوظف ما تعلمه في تحسين نوعية الحياة نحو المزيد من تكيف الفرد مع بيئته ومجتمعه، حيث أن ممارسة النشاط البدني والرياضي لا تقتصر المنافع على الجانب الصحي والبدني فقط إلا أنه يتم التأثير الايجابي على جوانب أخرى إلا وهي نفسية واجتماعية، العقلية والمعرفية، الحركية و المهارية، جمالي و فني وكل هذه الجوانب تشكل شخصية الفرد شاملا منسقا متكاملا.
2.3. أهداف النشاط الرياضي
من بين أهداف النشاط الرياضي ما يلي:
- زيادة قدرة الفرد على تركيز الانتباه والإدراك والملاحظة والتصور والتخيل والابتكار.
- رفع كفاءة الأجهزة الحيوية للفرد كالجهاز الدوري التنفسي، ذلك لأن النشاط الرياضي يقوي عضلات القلب والرئتين ويزيد من كفاءتها الوظيفية.
- اكتساب الصحة العامة للجسم والتمتع بها فقد يتمتع البعض بصحة طبية دون ممارسة لون من ألوان النشاط الرياضي، إلا أن الأفراد الذين يمارسون هذا النشاط يشعرون ببهجة الحياة.
اكتساب اللياقة البدنية والقوام المعتدل، ويعرف البعض اللياقة البدنية على أنها القدرة على أداء عمل الفرد في حياته اليومية بكفاءة دون سرعة الشعور بالإرهاق أو التعب مع بقاء البعض من الطاقة التي تلزمه للتمتع بوقت الفراغ.
- تحقيق التكيف الاجتماعي والنفسي للفرد داخل أسرته ومجتمعه ووطنه.
- اكتساب القيم الاجتماعية والاتجاهات المرغوب فيها.
ومن أهداف الرياضة للجميع كذلك نذكر :
1- نشر الوعي بمفهوم النشاط البدني وتوسيع قاعدة الممارسين .
2- تنمية القدرات البدنية والحركية والكفاية الصحية والعقلية للأفراد .
3- إستغلال أوقات الفراغ بطريقة مفيدة بعيدا عن المنافسات .
4- بناء منظومة علاقات إجتماعية وتوطيدها بين أفراد المجتمع .
5- المساهمة في التربية العامة وإعداد الناشئين .
6- إكتشاف الخامات والمواهب الرياضية .
7- محاربة الكسل والخمول والأمراض التي قد تنتج عنها .
8- المساهمة في تخفيض النفقات العامة للدولة بالحد من النفقات العلاجية .
9- تحقيق مبدأ الرفاه الإجتماعي والذي هو غاية الأفراد .
2.4. الفرق بين النشاط البدني والتمارين والرياضة
تسهم حياة الخمول وقلة الحركة بشكل كبير في الإصابة بالأمراض المزمنة كداء السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة وبعض أنواع السرطانات ومع التحولات الاجتماعية والاقتصادية فقد أصبح نمط الخمول وقلة الحركة من الأنماط السائدة لدى شريحة كبيرة من المجتمع.
وتبين الدراسات والأدلة المبنية على البراهين لتجارب الوقاية ومكافحة الأمراض المزمنة أن ممارسة النشاط البدني بشكل كافي فعال للوقاية أو التحكم أو تأخير الإصابة بالعديد من هذه الأمراض المزمنة. ويمكن تفعيل هذه التدخلات بإدخال تعديلات في أنماط والسلوكيات الحياتية في تعزيز ممارسة النشاط البدني.
ويمكن تصنيف الحركة إلى مستويات مختلفة وهي النشاط البدني والتمارين والرياضة.
النشاط البدني
حركة الجسم والذي يؤدي إلى صرف طاقة تتجاوز ما يصرف من طاقة أثناء الراحة. ويشمل النشاط البدني جميع الأنشطة الحياتية المختلفة الذي يقوم بها الفرد يومياً مثل المشي أو صعود الدرج أو ركوب الدراجة الهوائية وأيضاً يشمل الأعمال البدنية في المنزل كالتنظيف أو الزراعة في حديقة المنزل… الخ.
التمارين :
عبارة عن مجهود جسدي يعتمد على حركات متكررة يراد بها التعزيز والمحافظة على اللياقة البدنية، بما في ذلك تقوية العضلات ونظام القلب والأوعية الدموية، وصقل المهارات الرياضية، وفقدان الوزن أو الحفاظ عليه، وتقسم إلى ثلاثة أنواع اعتمادا على التأثير الكلي لديهم على جسم الإنسان …أو هي عبارة عن مجهود جسدي يعتمد على حركات متكررة يراد بها التعزيز والمحافظة على اللياقة البدنية، بما في ذلك تقوية العضلات ونظام القلب والأوعية الدموية، وصقل المهارات الرياضية، وفقدان الوزن أو الحفاظ عليه، وتقسم إلى ثلاثة أنواع اعتمادا على التأثير الكلي لديهم على جسم الإنسان:
الرياضة :
هي مهارة تمارس بموجب قواعد متفق عليها بهدف الترفيه أو المنافسة أو المتعة أو التميز أو تطوير المهارات. واختلاف الأهداف من حيث اجتماعها أو انفرادها يميز الرياضات بالإضافة إلى ما يضيفه اللاعبون أو الفرق من تأثير على رياضاتهم.
3. الألعاب الرياضية
اللعب ضرورة حياتية لكل الكائنات الحية القادرة على الحركة، ويبدو أنه نزوع فطري لديها، ويظهر عند الإنسان منذ مطلع طفولته. وقد قدمت تعريفات كثيرة في تحديده وفي مقدمتها تعريفات قال بها فلاسفة أو باحثون معنيّون بالتربية. ومن بين هذه التعريفات القول: «إنه شكل من أشكال استخدام الفائض من طاقة الفرد»، وإنه «تسلية»، وإنه «سعي فطري للنشاط يخدم إعداد الفرد للحياة»، وإنه «غريزة تحدد الكثير من الإمكانات التربوية». وكان من بين التعريفات ما انطلق من الموازنة بين اللعب والعمل، وفي جملة ما يذكر هنا القول: «إن اللعب والعمل متشابهان من حيث الجهد البدني وليس من حيث الإنتاج» والقول: «إن اللعب ممارسة الإنسان لنشاطه الحركي، على وجه الخصوص، من دون أن يكون الغرض من ذلك إنتاجياً من حيث الأصل».
لقد تطورت حياة الإنسان وتطورت معها الألعاب وغدت أنواعها كثيرة، منها ما لاقى رواجاً عالمياً وتكونت له اتحادات رياضية محلية وإقليمية ودولية، ومنها ما بقي ضيق الحدود قليل الانتشار، فصنف تحت الألعاب الشعبية أو الألعاب الصغيرة.
ويدخل الكثير من الألعاب الرياضية ضمن مناهج التربية وفي مراحل التعليم ما قبل الجامعي، وهي ركن أساس من أركان التربية البدنية[ر]. وللألعاب الرياضية اليوم قيم تربوية واجتماعية وثقافية وصحية وفنية وذهنية، وفي جملة ما تتصف به هذه الألعاب إمكاناتها الحركية والذهنية وطابعها التنافسي وجاذبيتها للاعبين والمشاهدين وما تنطوي عليه من إنجازات وتطور باتجاه الأفضل.
3.1. تعريف اللعب
هناك تعريفات مختلفة للعب وأخرى معقدة يمكن إيجاز بعضها فيما يلي:
حسب عماد الدين إسماعيل "هو الوسيلة التي تسمح باكتشاف الأشياء والعلاقات الموجودة بينها"
أما حسن علاوي فيعرفه" بأنه النشاط السائد في حياة الطفل ما قبل المدرسة كما يساهم بقدر كبير في المساعدة على النمو العقلي والخلقي والبدني والجمالي والاجتماعي، والمتتبع لنمو الأطفال يلاحظ تطور اللعب عندهم واختلافه باختلاف مراحل النمو"
أما التعريفان اللذان يدلان على مدى تعقيد مفهوم اللعب يتمثلان في "ريدرReider" حيث يقول نستطيع أن نرى احد الأطفال يقول لنا انه يلعب لان هذا يسره و يفرحه، لكن لا نستطيع الادعاء أن هذا يشرح ظاهرة اللعب .
أما " اوليفركاميل Oliver Kamis" يقول مما لاشك فيه انه لا احد يستطيع أن ينكر دور اللعب بالنسبة للطفل، فهو يحتاج إليه مثل حاجته إلى الهواء الذي يتنفسه كما انه يساعده على اكتشاف المحيط الذي يعيش فيه وبالتالي يؤهله إلى الاندماج والتكيف، أما رغبة الطفل في اللعب فإذا لم يتم تحقيقها في الطفولة بصورة كاملة فإنها تؤثر في شخصيته مستقبلا كمراهق و راشد.
4. مفهوم التربية البدنية
إذا استطلعنا آراء الناس بمختلف فئاتهم عن مفهوم التربية البدنية أو الرياضية، فإن النتيجة ستكون غير متوقعة في تضارب المعاني. فمنهم من يري أنها تعبير عن المهارات الترويحية أو تنمية اللياقة البدنية، و البعض الآخر من عامة الناس أنها ألعاب الكرة و الجري بدون هدف تنافسي تربوي، أو بناء الأجسام ممن لديهم كثير من الوقت لا يعرفون كيف يضيعونه، وهذا تعبير صارخ عن شكل الأمية في هذا المجال أو التعلق بأهداف مغايرة في الحياة تطبع صورة مجتمع معين.
و التربية في أبسط معنى لها تعني عملية التوافق أو التكيف، أي عبارة عن تفاعل بين الفرد و بيئته الاجتماعية، و ذلك بغرض تحقيق التوافق أو التكيف بين الإنسان و القيم و الاتجاهات التي تفرضها البيئة تبعا لدرجة التطور المادي و الروحي لها.
فالتربية ظاهرة "ممارسة" فالإنسان يتعلم عن طريق الممارسة التي تحدث في مختلف مواقف الحياة، فهي لا تقتصر على المدرسة، بل حينما يجتمع الأفراد.
وأن الهدف الأسمى للتربية هو مساعدة الشخصية الإنسانية على النمو نموا متكاملا من جوانب متعددة : انفعاليا، معرفيا، اجتماعيا، جسمانيا ما يجعلها (الشخصية الإنسانية) تتحرر و تحقق الاستقلالية الذاتية في الحياة ما يسهل له إشباع حاجاته.
والتكيف هو احتكاك الفرد بالواقع (مواقف الحياة) وهو محصلة ما يمر به من خبرات وتجارب أثرت في كيفية تعامله مع المواقف تعلم منها كيف يشبع حاجاته و يتعامل بها مع غيره من الناس.
يتربى الإنسان و هو يمارس، يلعب باعتبار للعب أحد الحاجات الضرورية للإنسان، فحب البقاء مع الاحتفاظ بصحة جيدة تتضمن الحالة النفسية و الفيزيولوجية و الاجتماعية التي تنميها التربية البدنية بما فيها من أوجه نشاط متعددة تستطيع تنمية السمات الاجتماعية و الخلقية و الصحية للفرد.
عُرفت التربية البدنية بتعاريف عدة :
Robin Robert "تلك النشطة البدنية المختارة لتحقيق حاجات الفرد من الناحية البدنية و العقلية و النفس-حركية بهدف تحقيق النمو المتكامل له."
West Bucher1990 "هي جزء متكامل من التربية العامة، تهدف إلى إعداد المواطن اللائق في الجوانب البدنية و العقلية والانفعالية والاجتماعية و ذلك عن طريق ألوان النشاط الرياضي المختارة بغرض تحقيق هذه الحصائل."
أمن أنور الخولي "هي مجموعة من القيم و المهارات و المعلومات والاتجاهات التي يمكن أن يكتسبها برنامج التربية البدنية للأفراد. فهي عملية تهدف إلى تحسين الأداء الإنساني من خلال النشطة البدنية المختارة لتحقيق ذلك فمن خلالها يكتسب الفرد أفضل المهارات البدنية و العقلية والاجتماعية و اللياقة البدنية عبر النشاط البدني."
4.1. أهداف التربية البدنية و الرياضية
ترى التربية البدنية و الرياضية أن الإنسان عبارة عن وحدة متكاملة عقلا و جسما ووجدانا و منه فهي تهدف إلى تنمية الفرد تنمية متكاملة من جميع الجوانب ليصبح عضوا نافعا في مجتمعه، و من أهدافها ما يلي:
من الناحية البدنية:
تعمل على تنمية الكفاية البدنية، و المقصود بها أن الجسم يكون سليما من الناحية الفيزيولوجية و المرفولوجية مع تنمية الجسم بما يناسبه من تدريبات و تمرينات تتناسب مع مرحلة البنية، كما تنمي و تقوي العضلات و المفاصل، بالإضافة إلى ذلك فهي تعمل أيضا على تنمية المقدرة الحركية لأنها تؤهل الجسم للقيام بجميع حركاته و بكفاءة منقطعة النظير، إضافة إلى أن الجسم يكتسب خفة ورشاقة و مرونة في المفاصل و قوة التحمل و السلامة في جميع الأجهزة كالجهاز الدوري و الجهاز التنفسي و غير ذلك من عناصر اللياقة البدنية.
من الناحية العقلية:
"إن سلامة البدن له تأثير واضح على الخلايا العقلية و تجديدها المتواصل من الناحية الفيزيولوجية مما يمكنه من تأدية وظيفته على أكمل وجه، فالقدرة على استيعاب المعلومات و نمو القوى العقلية و التفكير العميق الهادف لا يتأتى بصورة مرضية إلا إذا كان الجسم سليما، حيث أنه هو الوسيط للتعبير عن العقل و الإرادة و اكتساب الكثير من المعارف و المعلومات التي تتعلق بطريقة اللعب و قوانين الألعاب و تاريخها.
فالتربية البدنية و الرياضية تعمل على زيادة قدرة الفرد على تركيز الانتباه والإدراك، الملاحظة و التصور و التخيل، الإبداع و الابتكار.
من الناحية النفسية:
" إن التربية البدنية و الرياضية تلعب دورا بارزا في الصحة النفسية و عنصرا هاما في تكوين الشخصية الناضجة السوية، كما تعالج الكثير من الانحرافات النفسية بغرض تحقيق التوافق النفسي.
" كما أن التربية البدنية تشغل الطاقة الزائدة للفرد فيتحرر بذلك من الكبت و الانفعال اللذان يتحولان بمرور الزمن إلى مرض نفسي حاد، فالتربية البدنية و الرياضية ضمن الجماعات يبتعد فيها الفرد عن العقد النفسية كالأنانية و حب الذات، كما تلعب دورا كبيرا في عملية إشعار السرور و التعبير عن الانفعالات الداخلية للممارسين و تطوير عواطفهم.
من الناحية الاجتماعية:
" تسمح التربية البدنية و الرياضية بإدماج الفرد في المجتمع و تفرض عليه حقوق وواجبات و تعلمه التعاون و المعاملات و الثقة بالنفس و يتعلم كيفية التوفيق بين ما هو صالح له فقط وما هو صالح للجميع، و يتعلم كذلك أهمية احترام الأنظمة و المعتقدات و قوانين المجتمع، و هذه العلاقة الوثيقة الموجودة بين التربية البدنية و الرياضية و الجانب الاجتماعي حيث أنه لا يمكن أن ينمو الفرد نموا سليما إلا إذا كان داخل الجماعة فالإنسان اجتماعي بطبعه.
من الناحية الاقتصادية:
بما أن التربية البدنية تحسن و تطور قدرات الفرد فإنها تبعد عنه التعب وتساهم في تحسين و زيادة الإنتاج، إن تحسين صحة الفرد و قدراته البدنية و خاصة قدرته على مقاومة المتاعب إذ لا يمكن استعمال قوته المستخدمة في العمل استخداما محكما يمكن من زيادة المرد ودية الفردية و الجماعية في عالم الشغل الفكري و اليدوي بمردود الإنسان القوي أكثر من مردود الإنسان الضعيف و خاصة في العمل و زيادة الإنتاج.
4.2. أهمية التربية البدنية و الرياضية
أصبحت التربية البدنية و الرياضية علما قائما بذاته جمعت بين علم النفس و علم الاجتماع و الاقتصاد و الطب و علم الأحياء حتى أصبحت جزء لا يتجزأ من الحياة العامة لدى الشعوب بمساهمتها في دفع عجلة التقدم في المجتمعات و الرفع من قيمة الدول في كبريات المحافل و المهرجانات، حيث تعتبر جزء من التربية العامة و مظهرا من مظاهر العملية الكلية للتربية، و تعتني بالجسم مقدار ما تعتني بتثقيف العقل و صقله، و لا تقتصر التربية على حدود المدارس فقط، و لكن المدرسة تمثل المكان الذي تتم فيه أرقى أنواع التربية تنظيما، فهي المكان الذي يقضي فيه التلاميذ جزءا كبيرا من وقتهم و هي المكان الذي تجرى فيه المحاولات لتشكيل التلاميذ إلى مواطنين يحافظون على العمل لصالح و خير المجتمع، كما تلعب التربية البدنية والرياضية دورا هاما في توفير فرص النمو المناسبة في إعداد النشئ إعدادا سلميا متكاملا من النواحي البدنية و العقلية و النفسية فهي تعتبر عنصرا هاما في عمليتي النمو و التطور.
ومما لاشك فيه أن التربية البدنية و الرياضية تؤثر تأثيرا مباشرا على حياة الطفل منذ الولادة، ولهذا فهي جزء أساسي ومكمل للعملية التربوية وعلى كل مدرس أن يدرك أهميتها و فائدتها المباشرة على جسم هذا الطفل.
5. علاقة التربية البدنية و الرياضية بالتربية العامة
اكتسب تعبير التربية البدنية و الرياضية معنى جديد بعد إضافة كلمة التربية إليها، حيث يقصد بكلمة التربية البدنية تلك العملية التربوية التي تتم عند ممارسة أوجه النشاط التي تنمي و تصون الجسم الإنسان وحينما يلعب الإنسان أو يسبح أو يتدرب أو يمشي أو يباشر لون من ألوان النشاط البدني الذي يساعده على تقوية جسمه و سلامته فان عملية التربية تتم في نفس الوقت.
"ومن ذلك أصبحت الصلة الاسمية التي تربط بين الغرض و التطبيق أي التربية و الرياضة مقرونتين ببعض تحت عنوان التربية البدنية و الرياضية و أصبح ارتباطهما واضحا و جليا متفقتين في الغرض و المعنى و كذا المظهر الذي يحدد تنمية و تطوير و تكيف النشء من الناحية الجسمية و العقلية و الاجتماعية و الانفعالية و ذلك عن طريق النشاطات الرياضية المختارة بغرض تحقيق أسمى المثل و القيم الإنسانية تحت إشراف قيادة صالحة و مؤهلة تربويا.
فالتربية البدنية و الرياضية جزء بالغ الأهمية من التربية العامة حيث يرى كوثر" أن التربية البدنية ذلك الجزء من التربية العامة، الذي يختص بالأنشطة القوية التي تتضمن عمل الجهاز العضلي و ما نتج عن الاشتراك في هذه الأوجه من النشاط في التعلم.
و قد تعرض لهذه العلاقة الكثير من العلماء منهم فيري الذي يرى " أن التربية البدنية و الرياضية جزء لا يتجزأ من التربية العامة و أنها تشغل دوافع النشاطات الموجودة في كل شخص لتنميته من الناجية العضوية و التوافقية و العقلية و الانفعالية.
و من كل هذه المعطيات نستخلص أن التربية البدنية و الرياضية هي مفتاح الجهاز التربوي بحيث تزوده بمتطلبات، و ذلك بإعطائها للتلميذ كل القدرات اللازمة من أجل الاستمرار الجيد و المتواصل لعملية التربية
6. مكانة التربية البدنية في النظام التربوي
بذلت الجزائر جهودا كبيرة منذ 1962 بهدف توجيه و تطوير هذا المجال لكن الاهتمام الفعلي بدأ سنة 1975 حيث شهدت هذه السنة صدور المخطط الأول لتطوير الرياضة الذي كان تمهيدا لصدور قانون التربية البدنية و الرياضية سنة 1976 ووقع النص على أن:
" التربية البدنية و الرياضية للشباب و الشعب الجزائري عموما هي نشاط و شرط أساسي لحفظ و تحسين الصحة و دعم القدرة على العمل و لتحسين القدرة على الدفاع عن الأمة، و في هذا الإطار اتبعت الدولة سياسة منهجية للحث على ممارسة الرياضة و تضم هذه الفقرة إشارتين مهمتين:
- التربية البدنية لها نفس أهمية التعليم في تطور المشروع الجزائري.
- الدولة الجزائرية تتبع سياسة منهجية للحث على ممارسة الرياضة.
"قانون رقم 88/03 المتعلق بتنظيم المنظومة الوطنية للتربية البدنية و الرياضية وتطويرها:
والملاحظ في هذا القانون هو الانتقال من مصطلح ( تربية بدنية ورياضية) إلى مفهوم المنظومة الوطنية للتربية والرياضة، والأهداف المسطرة من هذه المنظومة ظاهرة من خلال المادة 03 فهي تهدف إلى المساهمة في:
- تفتح شخصية المواطن بدنيا وفكريا.
- تربية الشباب.
- المحافظة على الصحة و تطوير الكفاءات لدى العمال.
- تجنيد المواطنين وتدعيم الكفاءات الدفاعية.
- إثراء الثقافة الوطنية لإنتاج القيم الثقافية والمعنوية.
7. الممارسة البدنية و الرياضية في الجزائر ابتداء من الاستقلال إلى يومنا هذا
حتى جويلية 1962 لم يكن موجود في الجزائر إلا فرع أكاديمي للتربية البدنية والرياضية تحت إشراف المديرية العامة للتربية الوطنية ومسيرة من طرف مفتش عام وهذا الأخير لا يهتم إلا بالامتحانات و الرياضة المدرسية، وبعد الاستقلال عمدت الدولة إلى تنظيم هذا الفرع الهام من أجل الصحة و التوازن الفكري و الأخلاقي للشباب الجزائري فأنشئت وزارة الرياضة والسياحة التي كانت لها المهام التالية:
- الإشراف على التربية البدنية المدرسية و الجامعية.
- الإشراف والتكوين الإداري لمعلمي التربية الرياضية و البدنية وتنظيم المناسبات الرياضية وكان دور الجزائر يتمثل في إخراج الرياضة و التربية البدنية من التهميش الذي أصابها.
وكان من الاهتمامات الأساسية لوزارة الشباب والرياضة ووزارة التربية الوطنية حيث كانت لها مهام البرمجة و الإشراف على النشاطات الرياضية داخل المؤسسة التربوية القاعدية نواة التربية الوطنية و التعبئة الجماهيرية.
" وعلى المستوى المدرسي بذلت جهود جبارة لإدماج التربية البدنية و الرياضية مع التكوين المدرسي، عبر مختلف المستويات التعليمية من المدرسة إلى الجامعة مما استدعى النصوص القانونية التالية:
المادة 76-36 المؤرخة في 16-04-1976 والمتضمنة تنظيم التربية والتكوين وهذه المادة تنص على أن كل جزائري له الحق في التربية والتكوين و بأنها مجانية (المادة 07 ) وإجبارية (المادة 05 ) كما لعب القطاع المدرسي دورا هاما وحيويا في بعض الحركة الرياضية الوطنية، لكن النمو الديمغرافي المتزايد الذي تشهد البلاد أثر في تكوين المكونين و توفير الهيكل و العتاد الأساسي للتربية البدنية و الرياضية، (فمن 1978 إلى 1987) لم تكن توجد إلا في المعاهد الجهوية للتربية البدنية والرياضية (بسيرأيدي)، ( الشلف) اللذان أوكلت لهما مهام تكوين إدارة التربية البدنية والرياضية بفتح معاهد ت ب ر، معهد قسنطينة، و المهام التي أوكلت لهم هي:
- ملئ فراغ الأساتذة في ت ب ر بالنسبة للثانوي والتقني.
- ضمان تعليم مقياس التربية البدنية و الرياضية في معاهد التعليم و النصوص التشريعية الخاصة بتنظيم التربية البدنية و الرياضية في الجزائر و تطويرها.
8. مهنة التربية البدنية والرياضية
أصبحت التربية البدنية والرياضية في العصر الحديث من المجالات التي توسعت بشكل كبير على المستوى الاجتماعي ، بعد أن زاد وعي الجماهير بقيمها الصحية والترويحية والتربوية ، ولقد أصبحت من الأنشطة الإنسانية المتداخلة في وجدان الناس جميعا على مختلف أعمارهم وثقافاتهم وطبقاتهم ...الخ فالطفل الصغير والمرأة المسنة وابن القرية وابن الحضر جميعا قد استوعبوا مفهوم الرياضة وادركوا معناها ومغزاها.
وذكر ويست ، بوتشر 1990 أن مجال التربية البدنية والرياضية قد توسع بشكل هائل خلال العقدين المنصرمين ولم يتم التقدم والنمو في المهنة في تجاه زيادة المعارف الهائلة فقط وإنما اتخذ أشكالا توسعية في البرامج وفي نوعية الأفراد المستفيدين منها.
ولقد تأثر نمو مهنة التربية البدنية والرياضة في عدد من دول العالم المتقدم بقدر من العوامل أهمها:-
1- نقص اللياقة البدنية وكيف قابلت المهنة ذلك بتوفير برامج لتنمية اللياقة البدنية لمختلف الأعمار.
2- النشاط البدني أصبح من العوامل المهمة لاكتساب أفضل مستوى صحي لجميع الأعمار.
3- تزايد وقت الفراغ تطلب من المهنة أن توفر برامج الرياضة للجميع والرياضة الترويحية.
(1) أمين أنور الخولي، أصول التربية البدنية والرياضية،ط1،القاهرة،دار الفكر العربي،1996،ص25.
8.1. مفهوم المهنة في التربية البدنية والرياضة
أما مفهوم المهنة في التربية البدنية والرياضة هي "نمط من التوظيف ويشتمل على أغراض رئيسية في حياة الفرد فهي اكبر من كونها مجرد عمل أو وظيفة لكسب العيش ، فهي تتيح الفرص ليستمر تقدم الفرد بشكل منفرد نحو تحقيق أهداف مهنية جديدة بالرضا والقبول خلال الحياة العملية المهنية للفرد".
وتتميز المهنة بأنها ارفع من أن تكون حرفة أو صنعة ذلك لان المهنة مقومات وركائز يصعب على الكثير من الحرف أو الأعمال أن تقابله أو تحققها. ولقد استمرت التربية البدنية لفترة طويلة من الزمن تعد ضمن أطار مهنة التدريس , بل مازال هذا المدرك مستمرا لدى الكثيرين من خارج مجال التربية البدنية والرياضة وخاصة في الوطن العربي , ولكن حدثت تطورات عدة في التربية البدنية والرياضة كمهنة ونظام خلال القرن العشرين , لعل أبرزها هو ذلك المنحنى المهني التخصصي الذي تخطى بمراحل مجرد العمل في مجال تدريس التربية البدنية الى أفاق مهنية أكثر رحابة كالتدريب الرياضي , والإدارة الرياضية , واللياقة البدنية والرياضة التروحية , ....الخ.
ووضح لومبكين ان المهنة تتصف بعدد من الركائز التي تتأسس عليها منها:
1- المهنة تتطلب فترة ممتدة متصلة من الاعداد والتدريب.
2- تتطل قدرا كافيا ومناسبا من الكفايات العقلية والمعرفية فضلا عن المهارات والخبرات.
3- تتطلب توفير فرص الاتصال بين الاعضاء الممارسين لها.
8.2. نشأة مهنة التربية البدنية
يعتقد زيجلر أن بزوغ شمس التربية البدنية كمهنة ربما تحددت ملامحها في أعقاب تعيين أساتذة جامعيين في عدد من الجامعات والكليات الأمريكية ولقد صادف تعيين د.هيتشكوك كأستاذ الصحة والتربية البدنية في الكليات بعد أن طور برنامجا جيداً للتربية البدنية والأمر الأكثر أهمية أن هيتشكوك استطاع التمييز بين برنامجه في التربية البدنية وبين برامج المنافسات الرياضية.
ولقد استخلص الباحثان سبيرس وسوانسن 1978 أن الفترة مابين الحربين العالميتين الأولى والثانية أصبحت الرياضة ، التمرينات البدنية ، الرقص ، النشاط البدني ، أجزاء متكاملة في النظام التربوي الأمريكي.
ويعقب زيجلر انه من الأمانة أن نذكر أن جل اهتمام رجال التربية البدنية قد تمركز في برنامج التربية البدنية والرياضة بينما كان اهتمام السيدات المهنة متمركزا حول الرياضة والرقص وميكانيكية الجسم والقوام ثم فيما بعد حول التربية الحركية.
ويرى نيكسون وجويت أن التربية البدنية والرياضة كانت تعد صيغة ملائمة عن هؤلاء الذين يعملون في المجال أو حقل التعليم الرياضي إذ مازال التدريس هو الاختيار الأغلب للعاملين في المجال الرياضي.
خلاصة القول أن للرياضة والتربية البدنية ادوار فاعلة في تغيير المجتمعات وتطويرها نحو حياة أفضل ، ويفترض في المسئولين والقيادات المناط بها التربية والتعليم على مختلف المستويات والأصعدة أن يكونوا متفهمين لدور التربية البدنية و إسهاماتها في العملية التربوية وهذا يتطلب خدمة مهنية رفيعة المستوى مقابل هذا التفهم والتقدير وأيضا على المهنيين بذل المزيد من الجهد لتوضيح المرامي والأهداف المجتمعية للتربية البدنية.
المعايير المهنية في التربية البدنية والرياضية.
9. خلاصـــــة
ترمي التربية البدنية والرياضية إلى التوفيق بين قوى الفرد الكاملة عقليا و جسميا و اجتماعيا والرقي بحياة المجتمع، فهي تعمل على جعل الجسم صحيحا قادرا على التحمل والعمل وتجعل العقل نشيطا قادرا على التفكير والاستيعاب فتجعل الفرد سليما و مقبولا في المجتمع، فالتمرينات الرياضية تساعد أجهزة الجسم الحيوية على العمل بكفاءة عالية، فضلا عن الصفات الترويضية للجسم و العقل كما أن القيادة الجماعية في الملعب تكسب الإنسان الدقة والعمل و الثقة بالنفس.
و يجب التذكير بان برامج الأنشطة التربوية الرياضية )داخلي، خارجي) يجب أن لا ترتكز على الموهوبين فقط، فالتعميم يجب أن يكون لجميع التلاميذ وإتاحة الفرصة ليم بالاشتراك وهذا لكي يتسنى لهم الاندماج الاجتماعي داخل المؤسسة والذي ينتج عنه الاندماج الاجتماعي خارج أطر المدرسة.