محاضرة أقواس ردود الفعل

الموقع: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
المقرر: علم النفس الفزيولوجي
كتاب: محاضرة أقواس ردود الفعل
طبع بواسطة: Visiteur anonyme
التاريخ: Saturday، 27 April 2024، 3:38 PM

الوصف

 

1. أقواس ردود الفعل

- تمهيد:

      إن كثير من أفعالنا اليومية تعتمد على المنعكسات سواء فيما يتعلق بردود أفعالنا الخارجية (الجسمية) السريعة أو ما يتعلق بالأعضاء الداخلية تخضع في كثير من مظاهر فعالياتها للأفعال الانعكاسية فالفرد مثلا يسرع من سحب يده أو قدمه أو حتى جذعه بسرعة فائقة عندما يتعرض للتماس مع موقد نار ساخن أو حينما يتعرض لوخزة دبوس أو لدغة حشرة، كذلك الأحشاء الداخلية مثل القلب يسرع أو يبطؤ بما يناسب حاله الجسم عن طريق أفعال انعكاسية بالاشتراك مع الألياف العصبية السمبثاوية، وضغط الدم يعدل أو يبقى ثابتا نتيجة لتمدد أو انقباض في جدران الأوعية الدموية نتيجة لمنعكسات معينة تقع مراكزها في الجهاز العصبي المركزي كما أن إفرازات الغدد الصم وغير الصم هو في معظم الأحيان نتيجة لأفعال انعكاسية.

    

1.1. تعريف الفعل المنعكس وأنواع المنعكسات

- تعريف الفعل المنعكس:

      الفعل المنعكس هو:" فعالية عصبية وغير إرادية فهو فطري غير متعلم تلقائي تتقلص بسببه عضلات الجسم المخططة أو الملساء وهي تقوم بعملها هذا استجابة للبيئة الخارجية أو الداخلية".

      يبدأ الفعل المنعكس بإحدى المستلمات الخارجية التي تقع على سطح الجلد وبالقرب منه أو يبدأ بإحدى المستلمات الداخلية التي تقع في الاحشاء الداخلية، يتولد في المستلم نتيجة للتنبيه جهد كهربائي يدعى جهد المولد والذي عند وصوله إلى حد معين يتحول إلى حافز عصبي.

      يسير هذا الحافز نحو الجهاز العصبي المركزي عن طريق خلية عصبية حسية أو خلية واردة ويقع جسم الخلية الحسية (الواردة) في عقدة الجذر الظهري ويمتد محور عصبي عن طريق الجذر الظهري إلى الحبل الشوكي لكي يصل إلى المادة السنجابية عن طريق القرن الخلفي في هذه المنطقة من الحبل الشوكي يتكون (تشابك عصبي) بين الخلية العصبية الحسية والخلية العصبية البينية (أو خلية عصبية رابطة) التي تتشابك بدورها مع خلية عصبية حركية ذات حجم كبير تقع في القرن الأمامي، ويخرج محورها عن طريق الجذر البطني.

     في بعض الأحيان قد توجد أكثر من خلية رابطة واحدة بين الخلية الحسية والخلية العصبية الحركية، وفي هذه الحالة يدعى القوس الانعكاسي بالقوس الانعكاسي المتعدد المتشابك وعلى العكس توجد حالات تتصل فيها الخلية الحسية مباشرة مع الخلية الحركية في القرن الأمامي من المادة السنجابية وهذا يدعى بالقوس الانعكاسي وحيد التشابك.

      تتصل نهاية نهاية محور الخلية العصبية الحركية بالألياف العضلية بواسطة الاتصال العصبي، أو تتصل النهاية بغدة تدعى العضلة أو الغدة المشتركة في القوس الانعكاسي المنفذ لذا فإن القوس الانعكاسي يتألف من مستلم وخلية عصبية واردة (حسية) وواحدة أو أكثر من الخلايا العصبية البينية (رابطة) وخلية عصبية حركية وأخيرا (المؤثر) والذي يمكن أن يكون عضلة أو غدة. (علي محمود كاظم الجبوري، (2011)، علم النفس الفسيولوجي، (ط01)، عمان، دار صفاء: ص 128- 129).

- أنواع المنعكسات:

تقسم المنعكسات إلى نوعين رئيسيين هما المنعكسات الذاتية التي يقوم بواسطتها الجسم بتنسيق فعاليات الأعضاء الداخلية المختلفة ومنعكسات جسمية تنظم علاقة الفرد بالمحيط الخارجي.

يتألف القوس الانعكاسي الذاتي من:

(1) مستلم حسي يقع في أنسجة الأحشاء الداخلية وخلية حسية (واردة) (2) خلية قبل عقدية سمبثاوية أو باراسمبثاوية (3) خلية عصبية بعد عقدية أيضا سمبثاوية يقع جسمها داخل عقدة عصبية سمبثاوية (4) منفذ والذي هو نسيج عضلي أو غدة.

أما القوس الانعكاسي الجسمي فيتألف من ثلاث خلايا عصبية (وقد يتألف من خليتين عصبيتين فقط) فضلا عن المستلم والمنفذ. الخلايا هي:

(1) خلية حسية، (2) خلية رابطة،(3) خلية حركية. ومن الناحية الفسيولوجية توجد عدة أنواع من المنعكسات الجسمية هي منعكس الشد، ومنعكس الانثناء، ومنعكس البسط المتصالب ولجميع هذه المنعكسات أهمية كبيرة في الحركة باختلاف أنواعها و في وضعية الجسم. (علي محمود كاظم الجبوري، (2011)، علم النفس الفسيولوجي، (ط01)، عمان، دار صفاء: ص 130- 131).

1.2. ردود الفعل وتأثير النخاع الشوكي

      يحتوي الحبل الشوكي على مراكز منعكسة لعدة وظائف متعددة، وتتصل كل منطقة من الحبل الشوكي بمجموعة معينة من العضلات، وفي معظم الأفعال المنعكسة للإنسان، تشتمل تلك الأفعال على عدة أقواس لرد الفعل مشتركة في الفعل المنعكس.

      فمثلا : إذا تم وخز أحد الأصابع بشدة فإنه سيحرك هذا الأصبع بعيدا عن مصدر الوخز مع بعض الحركات المصاحبة مثل حركة الذراع والكتف، وكذلك حركة الرأس والعين تجاه المصدر، لذا فإن عددا كبيرا من العضلات يشترك أثناء الفعل المنعكس، وكلها أفعال منعكسة غير شرطية. (مصطفى حسين باهي، حسين أحمد حشمت، نبيل السيد حسن، (2002)، المرجع في علم النفس الفسيولوجي: نظريات، تحليلات، تطبيقات، (ط01)، القاهرة، مكتبة الأنجلو مصرية: ص 93- 94).

     رغم أن الفعل الانعكاسي الشوكي يتم ضمن الحبل الشوكي، إلا أن الدائرة تسير بمسالك عديدة من وإلى الدماغ (خاصة عندما يحكم الفرد إرادته في السيطرة على الفعل الإنعكاسي) هذه المسالك الصاعدة والنازلة في الحبل الشوكي تقع خارج المنطقة الرمادية في الجزء المحيط بها وتعطيها الشكل الأبيض بسبب المحاور المغطاة بالطبقة الميلينية.

      وبشكل عام فإن سيطرة الدماغ على السلوك الذي هو في منطقة الحبل الشوكي وما دون ذلك سواء كان فعلا انعكاسيا أو غير انعكاسي لها مسالك تربط الحبل الشوكي بالدماغ فمثلا الحزمة الشوكية الثلامية التي تشتبك مع الخلايا الحسية القادمة من الجلد صاعدة ضمن الحبل الشوكي إلى الدماغ.والحزمة الهرمية تحتوي على مسالك نازلة من الدماغ إلى الخلايا الحركية في الحبل الشوكي، إذن الحزمة الثلامية الشوكية توصل المعلومات الحسية من الجلد والعضلات عبر الحبل الشوكي إلى الدماغ (موردة) والحزمة الهرمية (مصدرة) توصل المعلومات الحركية من الدماغ إلى الخلايا الحركية في الحبل الشوكي، وبهذا من الخطأ التفكير بأن الحبل الشوكي ما هو إلا محطة توصيل الإشارات الصاعدة والنازلة وإنما هو ذراع للدماغ يتمكن الدماغ بواسطته السيطرة على السلوك حتى على الفعل الانعكاسي. (علي محمود كاظم الجبوري، (2011)، علم النفس الفسيولوجي، (ط01)، عمان، دار صفاء: ص 127- 128) .

1.3. القوس المنعكس

    يمثل القوس المنعكس مسارا للنبضات العصبية من منطقة إلى أخرى، مما يؤدي إلى حدوث النشاطات العصبية اللاإرادية.

      حيث تستقبل النهايات العصبية الحسية الموجودة في الجلد المثيرات المختلفة (كالشعور بالألم)، وتمتد النورونات التي توجد أطرافها في مواضع معينة من الجلد (اليد مثلا) من تلك الأطراف إلى جسم الخلية العصبية، ثم إلى المحور الذي يمتد حتى يصل بالنخاع الشوكي من الخلف. وعندما يصل النورون الحسي إلى الحبل الشوكي يتصل هناك بالشجيرات العصبية لنورون موصل يقوم بنقل النبضة (الرسالة) العصبية الحاملة للمعلومات إلى نورون حركي في الجزء الأمامي من النخاع الشوكي، والذي يتولى بدوره إصدار أوامره بانقباض العضلات (مثلا سحب اليد)، وتشكل هذه الدورة المختصرة القوس المنعكس. 

     ويمثل القوس المنعكس مسارا للنبضات العصبية من منطقة إلى أخرى بالجسم، مما يؤدي إلى حدوث النشاطات العصبية اللاإرادية.

وبصورة عامة فإن وظيفة القوس المنعكس توفير الحماية للكائن الحي بحيث يحميه من مخاطر الحركات والأحداث المفاجئة. (رمضان محمد القذافي، (1999)، علم النفس الفسيولوجي، (د.ط)، إسكندرية، المكتب الجامعي الحديث: ص 77- 78).

أنظر الرسم التخطيطي التالي:

رسم تخطيطي يمثل كيف يحدث قوس الانعكاس