ماهية المخدرات
Site: | Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2 |
Cours: | مخاطر المخدرات - ديمغرافيا |
Livre: | ماهية المخدرات |
Imprimé par: | Visiteur anonyme |
Date: | mercredi 12 mars 2025, 18:59 |
Description
تجدون في هذا "الكتاب" كل مايتعلق بالخلفية التاريخية للمخدرات ومفهومها،وكذا انواعها واصنافها.
1. الخلفية التاريخية للمخدرات
ور د في تراث الحضارات القديمة آثار ا كثيرة تدل على معرفة الإنسان بالمواد المخدرة منذ تلك الأزمنة البعيدة، وقد وجدت تلك الآثار على شكل نقوش على جدران المعابد أو كتابات على أوراق البردى في الحضارة المصرية القديمة، أو ُكأساطير رويت و تناقلتها الأجيال. وقد عرفت الشعوب القديمة الحشيش وصنعوا من أليافه الحبال والأقمشة، وأسماه الصينيون واهب السعادة، وأطلق عليه الهندوس اسم مخفف الأحزان، أما كلمة القنب فهي كلمة لاتينية معناها ضوضاء، وقد سمي الحشيش بهذا الاسم لان متعاطيه يحدث ضوضاء بعد وصول المادة المخدرة إلى ذروة مفعولها. ومن المادة الفعالة في نبات القنب هذا يصنع الحشيش، ومعناه في اللغة العربية "العشب" أو النبات البري. ويرى بعض الباحثين أن كلمة حشيش مشتقة من الكلمة العبرية "شيش" التي تعني الفرح، انطلاقا مما يشعر به المتعاطي من نشوٍة وفرح عند تعاطيه الحشيش. وقد كان الهندوس يعتقدون أن الإله (شيفا )هو الذي يأتي بنبات القنب من المحيط ثم تستخرج منه باقي الآلهة ما وصفوه بالرحيق الإلهي ويقصدون به ، ً الحشيش، وقد نقش الإغريق صورا لنبات الخشخاش على جدران المقابر والمعابد وقد اختلف المدلول الرمزي لهذه النقوش حسب الآلهة التي تمسك بها؛ ففي يد الآلهة (هيرا )تعني الأمومة، والآلهة (ديميتر )تعني خصوبة الأرض، والإله (بلوتو) ٌ تعني الموت أو النوم الأبدي. أما قبائل الانديز فقد انتشرت بينهم أسطورة تقول ان امرأة نزلت من السماء لتخفف آلام الناس وتجلب لهم نوماً لذيذا، وتحولت بفضل القوة الإلهية إلى شجرة الكوكا.
وقد كانت مشكلة تعاطي المخدرات في الماضي مقصورة على عدد محدود من الدول العربية لكنها سرعان ما استشرت في المنطقة، كما كانت في الماضي قاصرة على الحشيش والأفيون فأصبحت تشمل كافة أنواع المخدرات. وتعد مصر واحدة من أكبر أسواق المخدرات في المنطقة العربية وقد اختلفت الروايات في
تأكيد معرفة قدماء المصريين للمخدرات فمنها ما ينفي معرفتهم بها ومنها ما يؤكد ذلك، فيذهب أصحاب الاتجاه الأول إلى التدليل على أ ريهم بأن المصريين القدماء لم يعرفوا الخشخاش (الأفيون)ويستدلون على ذلك بأن معظم الآثار الفرعونية القديمة كانت خلواً من زهرة، أو كبسولة، أو بذور الخشخاش. بينما يذهب أصحاب الاتجاه الثاني إلى أن الإنسان المصري قد عرف المخدرات منذ زمنٍ قديم؛ ففي النقوش التي وجدت على مقابر الفراعنة ما يثبت أن قدماء المصريين استخدموا الأفيون في عمل وصفاتٍ دوائية لعلاج الأطفال وهو ما حدث بعد ذلك بقرونٍ طويلة عندما كان الناس في صعيد مصر يستخدمون الخشخاش (الأفيون) في جلب النوم إلى الأطفال المشاكسين أو المرضى، ومما يرجح الرأي الأخير أنه عقب اكتشاف مقبرة الأسرة الثامنة عشر؛ عثر فيها على دهان يحتوي على المورفين وعند التنقيب عن الآثار عثر على قرطين يمثلان كبسولة الخشخاش تتماثل الأخاديد فيهما مع الخطوط البارزة في كبسولة الخشخاش، وقد عثر على زهور وأوراق الخشخاش على مومياء الأسرة الواحدة والعشرين، وكذلك في أكاليل الزهور الخاصة بالأميرة الفرعونية (نسكونس). ويشار في مذكرات (هيرودوت) ما يؤكد أن مصر عرفت الحشيش في عصر الفراعنة وأنه كان موج وداً مع البغاء عند غانية تسمى (رادوبيس)، كانت عندها الليالي الحمراء والزرقاء (المخدرات)، وأنها كانت تحلم ببناء هرم يشبه هرم خوفو (الهرم الأكبر)، بل إنه قد قيل أنها هي التي بنت الهرم الأصغر من أموال البغاء والحشيش.
ويوضح لنا ذلك أن استخدام المخدرات قديم قدم البشرية عرفته أقدم الحضارات في العالم فقد وجدت لوحة سومرية يعود تاريخها إلى الألف الرابعة قبل الميلاد تدل على استعمال السومريين للأفيون وكانوا يطلقون عليه (نبات السعادة)، وعرف الهنود والصينيون الحشيش منذ الألف الثالث قبل الميلاد كما وصفه هوميروس في الأوديسا.
وعرف الكوكايين في أمريكا اللاتينية منذ 500 عام ق . م وكان الهنود الحمر يمضغون أوراقه في طقوسهم الدينية، أما القات فقد عرفه الأحباش قديماً ونقلوه إلى اليمن عام 525 للميلاد. وفي أوائل القرن التاسع عشر تمكن الألماني (سيد ترونر)من فصل مادة المورفين عن الأفيون وأطلق عليها هذا الاسم نسبةً إلى (مورفيوس) إله الأحلام عند الإغريق.
وفي المشرق الإسلامي يرجح ابن كثير أن الحسن بن الصباح – زعيم طائفة الحشاشين في أواخر القرن الخامس الهجري - كان يقدم طعاماً لأتباعه يحرف به مزاجهم ويفسد أدمغتهم، وهذا يعني أن نوعا من المخدرات عرفه العالم الإسلامي في تلك الحقبة، وتشير دراسات عديدة إلى أن تعاطي المخدرات قد عرف في المجتمعات والحضارات القديمة كالحضارة الفرعونية والرومانية واليونانية والصينية والعربية .. وغيرها
ويقال كما أسلفنا آنفاً أن الفراعنة هم أول من عرف المخدرات وكان أهمها تلك المشتقة من نبات الخشخاش والقنب، لكن استعمال هذه النباتات وما يشتق منها من مخدرات كان مقصورا على مجالات بعيدة عن التعاطي والإدمان، حيث كانت تستعمل في مجال الطب؛ فالأفيون كان يستخدم لعلاج أمراض العيون وعمل مراهم
لآلام الجسم، وكذلك كان يصنع منه مساحيق لنفس الإغراض كما كان يستخدم في ذلك الوقت كدواء لتهدئة الأطفال من الصراخ . ومع بداية القرن الحالي أخذت إساءة استعمال المخدرات تشغل بال المسئولين حيث بدأت تتدفق على البلاد كميات ضخمة من الحشيش والأفيون من بلاد اليونان، وأقبل على تعاطيها كثير من فئات الشعب في الريف والمدن، بعد أن كان التعاطي محصورا في نطاقٍ ضيق على بعض الأحياء الوضيعة في المدن، وذلك حتى نهاية الحرب العالمية الأولى عندما تمكن كيميائي يوناني من إدخال الكوكايين إلى مصر وتقديمه للطبقة العليا، ثم انتشرت بعد ذلك عادة تعاطي الكوكايين بسرعة امتدت إلى باقي الطبقات الأخرى من الشعب
2. مفهوم المخدرات
من الصعب تحديد تعريف جامع مانع لما يفهم من تعبير (المخدرات) يبين خصائصها العامة وتأثيراتها المختلفة، ذلك أن المخدرات ليست كلها من نوع واحد ولا من مصدر واحد وليس لها تأثير واحد فهناك أنواع كثيرة متباينة تختلف قليلا أو كثيرا في مصدرها وصفاتها وتأثيراتها، وبالتالي لا يوجد تعريف واضحا للمخدرات ويمكن عرض مجموعة من التعا
1. التعريف اللغوي:لفظ المخدرات مشتق لغويا من خدر واختدر وتخدر، والخادر هو الفاتر الكسلان، والخدر تشنج يصيب العضو فلا يستطيع الحركة، وهو الستر والتضليل والتعتيم والغموض والفتور والكسل.
والمخدر في اللغة العربية: هو اسم فاعل مشتق من الفعل خدّر بتشديد الدال مصدره التخدير وتطلق في اللغة على معاني عديدة منها:
- الفتور والكسل والخمول والاسترخاء؛
- الستر الذي يحد للجار به من ناحية البيت؛
- فتور العين؛
- الحيوان الذي تخلف عن قطيعه ولم يلحق به؛
- المطر وظلمة الليل
وجميع هذه المعاني تتحقق في الشخص المخدر حيث يعتريه ضعف وفتور وتكاسل عن القيام بأعماله ثم لا يلبثان يعتري عقله الظلمة والتي تستره عن معرفة حقائق الأشياء وحينئذ تسكن روحه ويزول نشاطه ويتخلف عن مواكبة المجتمع بأسره.
وفي اللغة الفرنسية توجد كلمة Drogue: وتعني "مادة تستخدم إراديا وتؤدي إلى الإدمان إذا استعملت في غير أغراضها الطبية بمفردها أو بخلطها، وهي تعمل على تغيير حالة أو وظيفة الخلايا أو الأعضاء.أما كلمة Narcotic فتعني: "عقار يحدث النوم أو التبلد في الأحاسيس، وفي حالة استخدام كبيرة تحدث التبلد الكامل، وهي تقابل مخدر في اللغة العربية
2. تعريف المخدرات اصطلاحا:هي المواد التي تؤدي الى حالة من التخذير الكلي أو الجزئي،مع فقدان الوعي أو دونه،وتسبب شعورا كاذبا بالنشوة والسعادة مما يدفع الشخص الى الهروب من الواقع الى عالم الخيال ،هذه المواد يمكن أن تكون طبيعية أو مصنعة وتؤثر على الجهاز العصبي للانسان ،مما يؤدي الى الادمان وتسمم الجهاز العصبي المركزي.
3 تعريفها حسب موسوعة علم النفس: "المخدر هو مادة لها خصائص عقاقيري خاصة من حيث أنها تؤدي إلى التحمل والتبعية وبشكل عام إلى الإدمان".
4. التعريف العلمي المخدرات: هي عبارة عن أية مادة كيميائية تحدث تغييرا في المزاج أو في الإدراك والشعور، ويساء استخدامها بحيث تلحق أضرار واضحة لمستخدميها.
تعرفها منظمة الصحة العالمية WHO بأنها "كل المواد التي تستخدم في غير الأغراض الطبية، ويكون من شأن تعاطيها تغيير وظائف الجسم والعقل، ويؤدي الإفراط في تناولها إلى حالة من التعود والإدمان بالإضافة للآثار الجسمية والنفسية والاجتماعية.
وتعرفها لجنة المخدرات في الأمم المتحدة بأنها "كل مادة خام أو مستحضرة منبهة أو مسكنة، أو مهلوسة إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية أو الصناعية الموجهة تؤدي إلى حالة من التعود أو الإدمان عليها مما يضر بالفرد والمجتمع.
وتعرفها لجنة الخبراء التابعة لمنظمة الصحة العالمية عام1969بأنها: "المخدر هو كل مادة تدخل إلى جسم الكائن الحي وتعمل على تعطيل واحدة أو أكثر من وظائفه.
4- التعريف القانوني للمخدرات:المخدرات مجموعة من المواد تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي ويحظر تداولها أو زراعتها أو صنعها إلا لأغراض يحددها القانون.
أما المخدرات من الناحية النفسية فتعرف " بأنها أي مادة تؤدي للاعتماد العضوي أو النفسي التي تساعد المتعاطي على تنمية الاستعداد لديه للإصابة بالاضطرابات النفسية والأمراض العقلية.
تعريف علم الأدوية: Pharmacologie: المخدرات كل المستحضرات أو المستخلصات من النباتات أو المشتقات منها، وتؤثر بطريقة سلبية وإيجابية على كل الكائنات الحية من إنسان، نبات وحيوان.
3. أنواع وأصناف المخدرات
نظرا لكثرة المواد المخدرة، واختلافها وتطورها السريع وضعت عدة معايير لتصنيفها وسنوضح أهم هذه التصنيفات:
1- التصنيف الأول حسب طبيعتها ومصدرها:
أ-مخدرات طبيعية: وهي نباتات تحتوي أوراقها وثمارها وأزهارها على المادة الفعالة المخدرة، ومن أمثلة هذه النباتات نبات القنب، نبات الخشخاش، نبات الكوكا، ونبات القات
ب-المخدرات التصنيعية: وهي المخدرات التي تصنع من نتاج المخدرات الطبيعية ومنها المورفين والهيروين اللذان يستخلصان من الأفيون، والكوكايين الذي يستخرج من نبات الكوكا.
ت-المخدرات التخليقية: وهي المخدرات التي يتم تخليقها وصناعتها داخل المعامل، انطلاقا من مركبات كيميائية، ولا تستخرج من المخدرات الطبيعية، ولها تأثير على الجهاز العصبي، ومنها ما له تأثير مهبط، ومنها ما له أثر تنشيطي ومن هذه المخدرات الأمفيتامينات.
2- التصنيف الثاني: حسب أثرها على الإنسان: تختلف المخدرات من حيث تأثيرها على النشاط العقلي والنفسي، فتنقسم حسب هذا المعيار إلى مخدرات منشطة ومخدرات مسكنة.
أ-المخدرات المنشطة: وهي مخدرات لها تأثير على الجهاز العصبي والحالة النفسية خاصة في حالات الإحباط والاكتئاب، وأهمها الكوكايين، البنزدرين والمسكالين
ب-المخدرات المسكنة: تؤدي هذه المخدرات إلى الركود والخمول نتيجة لكونها تبطئ من النشاط الذهني لمتعاطيها، وتنقسم هذه المخدرات المسكنة إلى نوعين:
ت- مخدرات مسكنة أفيونية: وهي التي تتكون من الأفيون ومشتقاته كالمورفين والهيروين، وتشمل كل المستحضرات الطبية التي تدخل في تركيبها مادة الأفيون.
ث- مخدرات مسكنة غير أفيونية: لها نفس تأثير النوع الأول، إلا أنها لا علاقة لها بالأفيون فهو لا يدخل في تركيبها مثل مركبات حامض الباربيتوريك-البروميدات والكحول.
3- التصنيف الثالث: حسب اللون:
أ- المخدرات السوداء: وهي المواد المخدرة التي تتميز بأن لونها داكن أو يميل إلى السواد، كالحشيش والأفيون.
ب-المخدرات البيضاء: وهي المواد المخدرة التي تتميز بأن لونها أبيض مثل: المساحيق والسوائل المختلفة التي يتم تعاطيها حقنا أو شربا أو شما مثل الهيروين، الكودايين، والأقراص المنومة أو المنبهة أو المهدئة
4- التصنيف الرابع: حسب الحجمتصنف المخدرات حسب الحجم إلى:
أ- المخدرات الكبرى: مثل الخشخاش ومشتقاته، الحشيش ومشتقاته، الكوكايين وهذه المخدرات لها خطورة كبيرة عند استخدامها والإدمان عليها.
ب-المخدرات الصغرى: وهي أقل خطورة، وتمثل جانبا من العقاقير المستخدمة كعلاج طبي، ويسبب التعود عليها الإدمان، ومن ذلك الكحول، التبغ، الكافيين، القات، المهدئات، المواد المهلوسة .
![]() |