نظريات التوجيه والإرشاد النفسي والتربوي

1. نظریات التوجيه والإرشاد النفسي والتربوي

نظریات التوجيه والإرشاد النفسي والتربوي

يرى جونز(Jones) نقلا عن(الخطيب،2009، 325) أن هناك ثلاث وظائف أساسية لنظريات الإرشاد والعلاج النفسي، هي:

- تزويد المرشدين بالمفاهيم التي تعد إطار مرجعيا لفهم النمو الإنساني، والعملية الإرشادية.

- تزويد المرشدين بالأساليب الإرشادية المناسبة.

- مساعدة المرشدين في إجراء البحوث العلمية وصياغة فروضها.

نظرية التحليل النفسي(S.Freud)

يعتبر العلاج التحليلي واحدا من أقدم النظريات في الإرشاد وعلم النفس. توسع من أوروبا إلى الولايات المتحدة، وضعت للعلاج التحليلي مفاهيم معقدة ومتعددة الأوجه للعقل البشري، وخلق تأثير على الممارسة السريرية والنظرية الأكاديمية. وقد جاء التحليل النفسي من تجارب فرويد المبكرة مع التنويم المغناطيسي، وهو ما سمح للعملاء للكشف عن مشاعرهم الداخلية وأفكارهم.( (Chu - Chao,2015, 58

المفاهيم الأساسية في النظرية:

الغرائز(Instincts):

يرى فرويد أن كثيرا من اضطرابات الفرد ومشكلاته، ناجمة عن الغرائز، وبين أن الغريزة قوة داخلية بيولوجية في الفرد، هدفها التصدي لعوامل التوتر الناتج عن الحاجات البيولوجية، ويرى أن هناك غرائز كثيرة يمكن تجميعها في مجموعتين رئيسيتين هما:

- مجموعة إروس(Eros): وهي غريزة الحياة(Life instinct) وتسمى الغريزة الجنسية أيضا، وتعمل على حفظ الذات وحفظ الكائنات الحية.

- مجموعة ثاناتوس: ويطلق عليها غريزة الموت(Death instinct) وتسمى أيضا غريزة التدمير أو التخريب وتشمل العدوان والاندفاعات القهرية المتكررة.

مكونات العقل

نتيجة لدراسة فرويد للأحلام، فقد ميز بين الشعور واللاشعور، لكنه فيما بعد أضاف إليهما ما قبل الشعور.

- الشعور(Conscious): يشير الشعور إلى وعي الفرد لمدركاته الحالية، ومشاعره وأفكاره وذكرياته وأحلامه، أو أي حادثة في عالمه الخارجي، وبهذا فإن مادة الشعور تأتي، إما من العالم الخارجي، وإما من العالم الداخلي للفرد.

- ما قبل الشعور(Pre-Conscious): يتصل بكل ما هو غير موجود في منطقة الشعور، ولكن يسهل على الفرد استدعاؤه إلى تلك المنطقة، ومن أمثلته الذكريات والمعارف.

- اللاشعور(UnConscious): يكون اللاشعور معظم الجهاز النفسي، ويعد خارج الوعي، لكنه قوة محركة للسلوك، ويقوم بخزن التجارب والذكريات والرغبات والأفكار التي لا تتوافق مع الشعور وتحويلها إلى اللاشعور إما بسبب كبتها، أو لأن وجودها في الشعور يسبب ألما للفرد، ويصعب استدعاء هذه الخبرات إلى الشعور، لكنها تحاول التسلل أو إيجاد منفذ لها نحوه، ولو بصورة رمزية كما يحدث في الأحلام(الخطيب،2009، 330)

بنية الشخصية (Structure of  Personality):

تتكون الشخصية من ثلاثة أجزاء لكل جزء منها خصائصه ومميزاته، وهي:

- الهو(Id): أشار باترسون(Patterson) إلى أن الهو تمثل الحقيقة النفسية الصحيحة، حيث تمثل عالم الخبرات الداخلية للفرد وليس لديها أي معرفة بالحقيقة الموضوعية وتعمل على تحقيق الرغبات دون الاهتمام بالقيم أو العادات والتقاليد والأعراف، أو بما هو خير أو شر ولا يحكمها المنطق.

- الأنا (The Ego): يشير باترسون(Patterson) إلى أن الأنا هي الجزء المنفذ في الشخصية وتحول احتياجات الهو القوية(الغريزية- الفطرية) بمساعدة الأنا الأعلى إلى حاجات ضعيفة مقبولة، عن طريق إعادة تنظيمها لكي تتمشى مع متطلبات الأنا الأعلى، ويظهر من ذلك أن الأنا تستمد طاقتها من الهو وتعمل لخدمته.

- الأنا الأعلى(Super Ego): يمثل الجانب الأخلاقي للشخصية ويمثل ما هو مثالي وواقعي ومحاولة الوصول بالفرد إلى الكمال بدل اللذة.عن طريق:

- كبح جماح الهو وخاصة العدوانية والجنسية.

- محاولة الوصول بالفرد إلى الكمال.

- تعمل الأنا الأعلى على إمكانية إقناع الأنا بأن تحل الأهداف الأخلاقية محل الأهداف الواقعية. (الزيود،2008، 23-24)

آليات الدفاع: ومن أبرز هذه الآليات:

( الكبت- الإسقاط- الإزاحة- التبرير- النكوص- الإنكار- التقمص- التعويض- التحويل العكسي- التسامي)

نقد نظرية التحليل النفسي: التحليل النفسي كنظرية وكطريقة علاج له مزايا أهمها:

- الاهتمام بعلاج أسباب المشكلات والاضطرابات.

- تناول الجوانب اللاشعورية إلى جانب الشعورية في الحياة النفسية للعميل.

- تحرير العميل من دوافعه المكبوتة وإعلائها واستثمار طاقتها.

- الاهتمام بالسنوات الأولى من حياة العميل.

- الاهتمام بأثر الوسط الاجتماعي والثقافي للفرد في نموه وسلوكه.

ومع ذلك فقد لاقى هذا الاتجاه معارضة ونقدا شديدين خاصة في ميدان الإرشاد، على أساس:

- أن التحليل النفسي يهتم بالمرضى والمضطربين أكثر من اهتمامه بالأسوياء والعاديين.

- أن عملية طويلة وشاقة ومكلفة في الوقت والجهد والمال ويحتاج إلى خبرة واسعة.

- أن هناك خلافات نظرية ومنهجية بين طريقة التحليل النفسي الكلاسيكي وبين طرق التحليل النفسي الحديث والمعدل.(زهران، 1977، 136) للإستزادة تصفح الرابط التالي: https://www.ipa.world/IPA/IPA_Docs/Arabic%20About%20Psychoanalysis.pdf

 

النظرية السلوكية (Behavior theory):

تعود جذور النظرية السلوكية إلى العالم الفسيولوجي الروسي إيفان بافلوف(Ivan Pavlov) صاحب نظرية الإشراط الكلاسيكي من خلال تجاربه على الكلاب. كما يرتبط اسم هذه النظرية باسم كل من العلماء: واطسن، سكنر، ثورندايك، جون دولارد، نيل وميللر، روتر، وبندورا ووالتر...، فقد حاول هؤلاء تفسير السلوك، وكيفية حدوث التعلم، فسلوك الإنسان من وجهة نظرهم متعلم، وأن لدى الفرد دوافع فسيولوجية هي الأساس في سلوك الإنسان، وعن طريق التعلم يكتسب الفرد دوافع جديدة تستند إلى الدوافع الفسيولوجية وتسمى بالدوافع الثانوية، وهذه الدوافع هي التي توجه سلوك الإنسان للوصول إلى أهدافه.

تفسير الاضطرابات النفسية:

 يرى السلوكيون أن الاضطرابات النفسية، والمشكلات السلوكية، ما هي إلا عادات متعلمة خاطئة، أو سلوكيات غير متكيفة، يحتفظ بها الفرد لفاعليتها كوسيلة دفاعية لتجنب مواقف غير مرغوبة، أو ليقلل من قلقه وتوتراته، مما جعلها ترتبط شرطيا بالموقف الذي أدى إليه(الزعبي، 2004، 63)

المفاهیم الأساسیة في هذه النظریة:

-1 سلوك الإنسان متعلم: أي أن الفرد یتعلم السلوك السوي ویتعلم السلوك غیر السوي وأن السلوك المتعلم یمكن تعدیله.

-2 المثیر والاستجابة: بموجب النظریة السلوكیة فإن كل سلوك أو استجابة له مثیر وإذا كانت الأمور سلیمة یكون السلوك سویا، ففي الإرشاد التربوي لا بد من دراسة المثیر والاستجابة وما یتخلل من عوامل الشخصیة جسمیا وعقلیا واجتماعیا وانفعالیا.

-3 الدافعیة: لا یوجد هناك تعلم بدون دافع، والدافع طاقة كامنة قویة بدرجة كافیة تدفع الفرد وتحركه إلى السلوك، ووظیفة الدوافع في عملیة التعلم ثلاث هي:

- یحرر الطاقة الكامنة الانفعالیة في الفرد.

- یملي على الفرد أن یستجیب ویهتم لموقف معین ویمهل المواقف الأخرى.

- یوجه السلوك وجهة معینة لیشبع حاجة معینة عند الفرد.

-4 الشخصیة: هي التنظیمات السلوكیة المتعلمة الثابتة نسبیا التي تمیز الفرد عن غیره من الناس.

-5 التعزیز: هو التقویة والتدعیم والتثبیت بالإثابة والسلوك یتعلم ویقوى ویدعم ویثبت إذا تم تعزیزه.

-6 الانطفاء: وهو ضعف وتضاؤل وخمود واختفاء السلوك المتعلم إذا لم یمارس ویعزز أو إذا ارتبط شرطیا بالعقاب بدل الثواب.

-7العادة: والعادة هي رابطة تكاد تكون وثیقة بین مثیر واستجابة، وتتكون العادة عن طریق التعلم وتكرار الممارسة ووجود رابطة قویة بین المثیر والاستجابة وهي في معظمها مكتسبة ولیست موروثة.

-8التعمیم: إذا تعلم الفرد استجابة، وتكرار الموقف فإن الفرد ینزع لإلى تعمیم الاستجابة المتعلمة على استجابات أخرى تشبه الاستجابة المتعلمة، وإذا مر الفرد بخبرات في مواقف محدودة فإنه یمیل إلى تعمیم حكم یطبقه على المواقف الأخرى بصفة عامة.

-9التعلم ومحو التعلم وإعادة التعلم: التعلم و تغییر السلوك نتیجة للخبرة والممارسة، ومحو التعلم یتم عن طریق الانطفاء، وإعادة التعلم تحدث بعد الانطفاء بتعلم سلوك جدید، وهذه سلسلة من عملیات التعلم تحث في التربیة والإرشاد والعلاج النفسي، بمعنى محاولة محو ما تعلمه الفرد ثم إعادة تعلیم من جدید.

نظریة الذات(Self theory)

تعتبر هذه النظریة من أهم نظریات الإرشاد النفسي وأقدمها، إذ تعود في تاریخها إلى الفكر الیوناني عند أفلاطون وأرسطو، كما أنها تعتبر حدیثة، إذ جدد مفهومها ودعا إليها في القرن العشرین كارل روجرز(Carl Rogers)، وترى هذه النظریة أن البشر: عقلانیون، اجتماعیون، یتحركون للأمام وواقعیون، وأن البشر بطبیعتهم متعاونون ویمكن الوثوق بهم، وعندما یتحررون من الدافعیة فإن استجابتهم تكون ایجابیة ومتقدمة للأمام وبناءة، وحینئذ لا تكون هناك حاجة للانشغال بضبط دوافعهم العدوانیة والمضادة للمجتمع لأنها سوف تنظم ذاتیا ومحدثة توازنا للحاجات في مقابل بعضها البعض، وأن المیل نحو التوافق هو المیل نحو تحقیق الذات

المفاهیم الأساسیة في النظریة:

تتكون النظریة من مجموعة من المفاهیم منها: المجال الظاهري والكائن العضوي وتحقیق الذات، والانسجام والتنافر.

-1المجال الظاهري: إن الفرد مركز لعالم كثیر التغیر من خلال الخبرة، والخبرة تعني الظواهر الداخلیة والخارجیة، وأن ما یدركه الفرد في المجال الظاهري هو الشيء المهم بالنسبة له ولیس الواقع الفعلي أن ما یدرك الفرد هو واقعه.

-2الكائن العضوي: وهو الفرد ككل، وهو یستجیب ككل منظم للمجال الظاهري لإشباع حاجاته المختلفة، كما أن تحقیق الذات وصیانتها وترقیتها هي دافع هذا الكائن العضوي الأساسي، وبعبارة أخرى أن الدافع الأساسي لكل نشاط الكائن هو رغبته في الوصول إلى أقصى نمو والتحرر من كافة القیود التي تعوق هذا النمو.

-3تحقیق الذات: إن السلوك هو محاولة غرضیه موجهة لتحقیق حاجات الكائن كما یفهمها أو یدركها، كما أن الانفعالات التي یعاني منها الفرد تسهل عملیة النمو في حین أن نكرانها أو تشویهها تؤدي إلى الهدم والتخریب لحیاة الفرد، وأن تحقیق الذات كما یرى روجرز یظهر بحریة أكثر عندما یكون الشخص متقبلا ومدركا بجمیع خبراته الحسیة أو الداخلیة أو الانفعالیة ، ویرى روجرز أن الكبت لیس ضروریا فالشخص الذي یستخدم حواسه وانفعالاته ویثق فیهم إلى حد كبیر هو الشخص الذي یتیح لعملیة تحقیق الذات أن تتطور.

-4 الذات: تكوین معرفي منظم ومتعلم للمدركات الشعوریة ویعتبره تعریفا نفسیا لذاته، ویتكون مفهوم الذات من أفكار الفرد الذاتیة المنسقة المحددة الأبعاد عن العناصر المختلفة لكینونته الداخلیة والخارجیة، وتشمل هذه العناصر المدركات والتصورات التي تحدد خصائص الذات والتي تنعكس في وصف الفرد لذاته كما یتصورها هو" مفهوم الذات المدرك"، والمدركات أو التصورات التي تحدد الصورة التي یعتقد أن الآخرین في المجتمع یتصورونها والتي یتمثلها الفرد من خلال التفاعل الاجتماعي مع الآخرین" مفهوم الذات الاجتماعي"، والمدركات والتصورات التي تحدد الصورة المثالیة للشخص الذي یود أن یكون"مفهوم الذات  المثالي.

نقد نظرية الذات

يوجه إلى نظرية الذات بعض الانتقادات(زهران،1977، 104)، ومن هذه الانتقادات ما يلي:

- أن النظرية لم تبلور تصورا كاملا لطبيعة الإنسان وذلك لتركيزها الكامل على الذات ومفهوم الذات.

- يرى روجرز أن الفرد له وحده الحق في تحقيق أهدافه وتقرير مصيره، ولكنه نسي أن الفرد ليس له الحق في السلوك الخاطئ.

- يؤكد روجرز أن الفرد يعيش في عالمه الخاص ويكون سلوكه تبعا لإدراكه الذاتي أي أنه يركز على الأهمية الذاتية وذلك على حساب الموضوعية.

- يضع روجرز أهمية قليلة أو ثانوية للاختبارات والمقاييس كوسيلة لجمع المعلومات للإرشاد النفسي وأشار أن الاختبارات يمكن استخدامها حين يطلبها المسترشد.

نظرية الجشطالت(Gestalt theory)

ماذا يقصد بكلمة جشطالت؟

تعني كلمة جشطالت(Gestalt) في الألمانية الشكل أو الهيئة التي تميز شيئا ما على حد قول كوهلر، وقد استخدمها بيرلز بمعنى الجوهر، وفي أحيان أخرى استخدمها بمعنى الشعور، وقد فسر بيرلز كلمة جشطالت بأنها شيء منظم للخبرة، وفي موضع أخر تشير كلمة جشطالت إلى الكل(Whole) أو التكامل(Integration) أو نموذج(Pattern) أو الشكل(Formوكلمة الجشطالت عند بيرلز تشير أيضا إلى كلية الأنظمة المتكاملة بين الأجزاء المنفصلة في الشخصية وجمعها في كلية واحدة لتحقيق الذات.

ما هو العلاج الجشطلتي؟

يلخص سميكن(Smikin) مغزى العلاج الجشطلتي فيقول إن العلاج الجشطلتي عبارة عن نظام إدراكي قائم على التفسير يستبعد الجانب التاريخي للفرد(الماضي) من خلال اهتمامه بوعي الفرد بالتركيز على فكرة هنا والآن أثناء التفاعل بين المعالج والمريض على أساس أنا وأنت، ومن هنا فإن هدف العلاج الجشطلتي هو تسهيل تحرك المريض من الاعتماد على البيئة وتلقي المساندة منها إلى الاعتماد على الذات والنمو النضج وتكامل الشخصية وإعادة توحيد وإدماج الأجزاء المنفصلة من الشخصية(حافظ وآخرون،2012، 12).

المفاهیم الأساسیة في النظریة:

أشار(باترسون،1973، والشناوي،1994) نقلا عن ( الخطيب، 2009، 418) إلى مجموعة من المفاهيم جاءت بها هذه النظرية، منها ما يأتي:

1- مبدأ التكوين الكلي: يؤدي الإنسان وظائفه في وحدة كاملة، فهو كلئن كلي متحد يشعر ويفكر ويتصرف، فالجوانب العقلية والانفعالية والجسمية لا توجد مستقلة عن الإنسان، أو عن بعضها البعض.

2- مبدأ القاعدة الثنائية للتوازن: انبثقت هذه القاعدة من مفهوم التفكير المتمايز، أو التفكير في متقابلات أو أقطاب ثنائية، فكل حادث يبدأ من نقطة الصفر، ثم يبدأ منها التمايز إلى متقابلات أو متعاكسات، وهذا التمايز هو خاصية أساسية لأداء الإنسان العقلي وللحياة نفسها، ويؤدي إلى التوازن.

3- الغرائز: يرى بيرلز أن هناك غريزتين ضروريتين للمحافظة على الفرد هما: الجنس، وغريزة الجوع، وان جميع الغرائز الأخرى يمكن أن تصنف تحت إحدى هاتين الغريزتين.

4- العدوان والدفاع: العدوان عملية ديناميكية لاشعورية، بها يتصل الكائن مع البيئة لإشباع حاجاته، وليست وظيفتها التدمير، بل محاولة التغلب على المعوقات التي تمنعه من إشباع حاجاته، أما الدفاع فيمثل نشاط بيولوجيا للمحافظة على الذات، وله أشكال مختلفة لدى الكائنات الحية مثل هرب الكائن لدى مواجهته موقفا يهدده.

5- الواقع: يرى بيرلز أن الإنسان يتفاعل باستمرار مع بيئته، ليصل إلى حالة التوازن، ويفترض أن هناك عالما موضوعيا يشتق منه الفرد عالمه الذاتي باختيار أجزاء من العالم المطلق تبعا لميوله، وبذلك فهي تعود إلى ما أسماه بيرلز بالشكل والخلفية.

6- حد الاتصال: يتفاعل الفرد مع بيئته بصور شتى كي يشبع حاجاته، وهذا الاتصال مع البيئة ضروري للتغيير والنمو، ويكون الاتصال فعالا عندما يتفاعل الفرد مع الطبيعة أو مع الأفراد الآخرين دون أن يفقد فرديته، ونقطة التفاعل بين الفرد والبيئة يطلق عليها حدود الاتصال.

7- الأنـــــــــا: الأنا عند بيرلز ليس غريزة ولا يحتوي على غرائز بداخله وليس مادة محددة أو متغيرة، وتعمل الحدود ونقاط الإتصال على تكوينه، أما وظائف الأنا فتتلخص في:

- تنظم اتصال الكائن بالبيئة.

- تنظم المجال أو البيئة المحيطة بالكائن بشكل يتناسب مع درجة إلحاح الحاجة على الإشباع.

8- التقدير: وهو عملية يكتشف الفرد ذاته من خلالها، فالطفل يسعى للحصول على تقدير والديه من خلال لعبه، لأنه بحاجة إلى تقدير الآخرين.

نقد نظرية الجشطالت

- الإرشاد الجشطالتي لا يحاول أن يعالج الماضي عن طريق التحليل، ويركز العلاج على السلوك في هنا والآن.

- إغفال الإرشاد الجشطالتي لجانب الهو في شخصية الإنسان.

- إن طابع نظرية الجشطالت ضبابي، حيث تعتمد على التنظير أكثر من اعتمادها على الجانب العملي.

- إن التجريب عند الجشطالتين قليل الضبط وغير كمي ولا إحصائي.

- لا ينفع الإرشاد الجشطالتي مع الأفراد المفتقدين للسلوك الاجتماعي مثل السيكوباتية.(بلان، 2015، 185)

نظرية السمات والعوامل وليامسون

التعريف بنظرية السمات والعوامل:

صاحب هذه النظرية أدموند وليامسون حيث عبرت هذه النظرية عن افتراضات أساسية أن الإنسان عقلاني ولديه قدرة كامنة يمكن توجيهها نحو الخير والشر وتشير إلى تكوين الشخصية من خلال التفاعل بين جوانبها المختلفة مع البيئة الخارجية، ومن أهداف الإرشاد تزويد الفرد بالمعلومات اللازمة والقدرة على اتخاذ القرارات( الداهري،2011، 584)

تسمى نظرية السمات والعوامل في بعض الأحيان بالإرشاد المباشر ونظرية الإرشاد المتمركز حول المرشد. وهذا يعني أن الإرشاد في هذه النظرية يعتمد اعتمادا كاملا على المرشد لأنه يستطيع أن يختار الحل المناسب لمشكلة المسترشد الذي لا يستطيع أن يختار الحل المناسب لمشكلته.

المفاهيم الأساسية لنظرية السمات والعوامل

من أهم مفاهيم نظرية السمات والعوامل ما يلي:

01- السلوك: تفترض هذه النظریة أن سلوك الإنسان یمكن أن ینظم بطریق مباشر وأنه یمكن قیاس السمات والعوامل المحددة لهذا السلوك باستخدام الاختبارات والمقاییس للوقوف على الفروق والسمات الممیزة للشخصیة، وترى النظریة أن السلوك یتقدم من الطفولة إلى الرشد من خلال نضج السمات والعوامل.

02- الشخصية: كما أن الشخصیة وفقا لهذه النظریة عبارة عن نظام یتكون من مجموعة من السمات وعوامل مستقلة تمثل مجموع أجزائها.(زهران، 1977، 122)

03- السمات(Traits):والسمات أنماط سلوكية عامة دائمة نسبيا وثابتة نسبيا تصدر عن الفرد في مواقف كثيرة، وتعبر عن توافقه مع البيئة...والسمة هي الوحدة المناسبة لوصف الشخصية، وليست في رأيه صفة مميزة لسلوك الفرد فقط، بل أنها أكثر من ذلك، أنها استعداد أو قوة أو دافع داخل الفرد يدفع سلوكه ويوجهه بطريقة معينة(كامل،2000، 101)

وتقسم السمات بصفة عامة.(زهران، 1977، 124) على النحو التالي:

- سمات مشتركة: يتسم بها جميع الأفراد أو على الأقل جميع الأفراد الذين يشتركون في خبرات اجتماعية معينة.

- سمات فريدة: لا تتوافر إلا لدى فرد معين ولا توجد على نفس الصورة بالضبط لدى الآخرين.

- سمات سطحية: وهي السمات الواضحة والظاهرة.

- سمات مصدرية وهي السمات الكامنة التي تعتبر أساس السمات السطحية.

- سمات مكتسبة: تنتج عن فعل العوامل البيئية وهي سمات متعلمة.

- سمات وراثية: وهي سمات تكوينية تنتج عن العوامل الوراثية.

- سمات دينامية: تهيئ الفرد وتدفعه نحو الأهداف.

- سمات قدرة: تتعلق بمدى الفرد على تحقيق الأهداف

04- العوامل(Factors): العامل مفهوم رياضي إحصائي يوضح المكونات المحتملة للظواهر، وتفسيره النفسي يسمى القدرة. والتحليل العاملي أسلوب إحصائي يهدف إلى تحديد القدرات الأولية للسلوك بتحديد القدرات الأولية في النشاط العقلي والعلاقة القائمة بين تلك القدرات.

يرى وليامسون أنه يجب أن تتوفر في المرشد الذي يستخدم أسلوب الإرشاد المباشر القدرة على تشخيص الحالة، واستخدام أساليب جمع البيانات المتعلقة بها، والقدرة على تقييم هذه البيانات، ثم تدريب أو تعليم المسترشدين على أن يتفهموا أنفسهم، بهدف الوصول إلى حياة منتجة، ويرى وليامسون أن الإرشاد الواقعي المباشر يتم باتباع الخطوات التالية:

1- التحليل:يتضمن جمع البيانات من مصادر متعددة واسعة، تساعده على فهم المسترشد، وذلك باستخدام أساليب الإرشاد المختلفة من مقابلة وملاحظة وتطبيق اختبارات ودراسة السيرة الذاتية وغير ذلك.

2- التركيب والبناء: يتضمن تلخيص البيانات وتنظيمها بما يوضح جوانب القوة والضعف لدى المسترشد.

3- التشخيص: تعرف أسباب المشكلة ومواصفاتها، وذلك بناء على المعلومات التي تم جمعها في عملية التحليل، وتنظيمها وتصنيفها في عملية التركيب والتأليف.

4- التكهن والمآل: وهي مرحلة التنبؤ بمستقبل المسترشد لمساعدته على تقبل العملية الإرشادية بالتوافق أو إعادة التكيف.

5- الإرشاد: وهو الأسلوب الذي يستخدمه المرشد لمساعدة المسترشد ليصل لمرحلة التوافق أو إعادة التكيف، أي تحقيق مرحلة المآل.

6- المتابعة: وتتضمن وقاية المسترشد من الرجوع إلى الحالة التي يشتكي منها، أو بهدف الوقاية من مشكلات مستجدة، وكذلك لتقييم فعالية العملية الإرشادية.