طرق البحث في علم نفس النمو

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: علم نفس النمو
Livre: طرق البحث في علم نفس النمو
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Monday 22 July 2024, 23:15

1. الدراسات التطورية (النشوئية)

تعريف الدراسات التطويرية (النشوئية): يهتم هذا النوع من الدراسات بدراسة التغيرات التي تمر بها ظاهرة من الظواهر عبر مرحلة زمنية محددة،  وهي أسلوب لمعالجة مشكلات التطور والتغير التي تمر بها  الظاهرة . وتتميز بالخطوات التالية:

  • ملاحظة الظاهرة أو الحادثة او شيء أو سلوك في فترة ما ووصف تلك الظاهرة او الحدث كما حدثت في نفس الوقت.
  • متابعة دراسة الظاهرة أو الحدث بعد فترات زمنية أخرى، ووضعها الجديد. وتحديد العوامل التي أدت إلى تشكيلها في صورتها النهائية.

تهتم الدراسات التطورية بشكل رئيس بالتغيرات التي تحدث لمظاهر النمو الإنساني، ومعدل هذه التغيرات والعوامل التي تؤثر بها خاصة ما يتعلق منها بالنمو الإنساني بمختلف أشكاله. كالنمو الجسمي، الحركي، الاجتماعي، الثقافي والانفعالي وغير ذلك.

(ملحم، 2004:ص 100-101)

ويمكن تصنيف الدراسات التطورية الى نوعين رئيسيين هما:

  1. الطريقة الطولية التتبعية:
  • تعريف الدراسات الطولية: هي الدراسة المنهجية لمجموعة ما (أو مجموعات) من أفراد على فترات زمنية طويلة.. وبعبارة أخرى فإنه في الدراسة الطولية يكون لدينا أكثر من قياس لسلوك نفس الأفراد، وحيث أن سلوك المجموعة الواحدة (أو المجموعات) يجرى تقييمها في أوقات مختلفة، فإن الدراسة الممتدة (الطولية) تقدم نتائج حول اتجاهات النمو.. إن التناسق والتباين في أنماط النمو على مر الزمن يمكن تحديده – مثال ذلك: أننا نستطيع دراسة النمو في الأداء في اختبارات الذكاء كما فعل "تيرمان" حين تتبع نمو مجموعة من الأطفال الموهوبين على مدى 18 سنة، أو القدرة على حل المشاكل أو السمات الجسمية، كما فعل ذلك "جيزل" حين تتبع نمو الأطفال من الميلاد إلى الخامسة ثم العاشرة، ومقارنة اتجاهات النمو (التغير في السن) بالفروق البسيطة في السن.

(عبد المعطى و قناوي ،2001 ، ص 169-170)

  • مزايا الطريقة الطولية:

قياس النمو الحقيقي: من خلال مقارنة نفس الأفراد مع تقدمهم في العمر.

إمكانية تتبع حالة أو حالات معينة من أفراد العينة :عند وجود فرد درجاته غير طبيعية سواء زيادة أو نقصاً.

معرفة الظروف السابقة لأفراد العينة:فالباحث يتابع مجموعة واحدة وبالتالي يعرف إلى حد ما الظروف والأحداث التي حصلت للمجموعة في المدة الماضية والتي كان يتابعهم فيها.

  • مشكلات وعيوب الطريقة الطولية:

طول الوقت المستغرق، والجهد والتكلفة المترتبة على ذلك.

المواصفات التي يختار الباحث على ضوئها العينة :قد لا يكوون لها علاقة بطبيعة البحث وقد تؤثر في مدى تمثيل العينة لمجتمع الدراسة.

تسرب العينة : ويقصد به تناقص العينة مع مرور الوقت لأسباب عديدة: كالانتقال من المنطقة، أو الوفاة، أو عدم الرغبة في مواصلة الاشتراك، وغيرها من الأسباب.

محدودية النتائج بالعينة: النتائج المستخلصة من هذه الطريقة تكون مقصورة على مجموعة البحث نتيجة لما مروا به من ظروف تاريخية ولا تنطبق على عينات أخرى في زمن آخر.

اختلاف ظروف جمع البيانات في اوقات مختلفة : نتيجة ما يقع للمجتمع بشكل عام أو لتلك المجموعة من أحداث في تلك الأوقات المختلفة، وهذا يؤدي إلى فروق في النتائج بين مرات جمع البيانات فيظن الباحث بأن كل الفروق في النتائج بسبب التقدم في العمر، بينما قد تكون كلها أو نسبة منها بسبب اختلاف ظروف جمع البيانات.

أثر تكرار جمع البيانات نتيجة تعرض افراد العينة مرات عديدة لجمع البيانات، أقلها مرتان وهذا التكرار قد يؤثر في بعض الدراسات وقد لا يؤثر في بعضها :(لا يؤثر عندما تكون عن طريقة الملاحظة أو عندما تكون قياسا للأبعاد الجسمية مثلا) بينما يؤثر نتيجة لخبرات المفحوصين في أداء المقاييس المختلفة التي يطبقها عليهم الباحث، أو نتيجة لمللهم. وبالتالي ينتج لدينا فرق بين التطبيقين يظن الباحث بأنه بسبب النمو، وهو بسبب الخبرة أو الملل.

للمزيم من العلومات حول الطريقة الطولية عليك مشاهدة الفيديو التالي:

  1.  الطريقة المستعرضة :
  • تعريف الطريقة المستعرضة: تقوم هذه الطريقة على دراسة الخواص النفسية لمجموعة أو مجموعات من الأطفال الذين يمثلون عمرا زمنيا واحدا مثل أطفال من السادسة أو السابعة كأن تختار مجموعة من الأطفال تتكون من عشرة أطفال في أعمار مختلفة هي سنتان (02) و أربعة ( 04)  سنوات وست ( 06) سنوات وعشر( 10) سنوات ، ثم تقارن بينهم في الظاهرة التي تعمل على دراستها لديهم ، كالسلوك الاجتماعي مثلا ، أو التوافق النفسي أو التنميط الجنسي .

( عوض، 1999 ، ص 17-18)

  • مزايا وعيوب الطريقة المستعرضة:

تتلخص مزايا طريقة البحث المستعرضة في أنها تقصر الوقت اللازم للحصول على المعلومات اللازمة فيما يختص بالنمو فلا يكون علينا أن ننتظر عشرين عاما مثلا حتى ندرس النمو من الميلاد حتى سن العشرين، بل يمكن أن نحصل على مجموعات من الأفراد عند نقاط معينة على طول هذه الفترة ونقوم بدراستها في وقت واحد فتختصر بذلك الوقت اختصارا شديداً.

  • عيوب الطريقة المستعرضة :

عدم توفر العينة المتطابقة التي تكفي للبحث الدقيق (كما يحدث عنه دراسة سلوك الرضع، أو المسنين،.. الخ).

بقد يرفض بعض الأفراد صغاراً أو كباراً مقابلة الباحث أو أن يكونواموضوعاً للدراسة.

تخوف بعض أفراد العينة من أسلوب الدراسة: إما من نتائجها، أو عدم توافرالسرية التامة مما يشعرهم بتهديد حاجتهم للأمن.

قد لا يمكن في الطريقة المستعرضة تثبيت كل العوامل التي تؤثر في سلوك فئات العمر المختلفة.

(عبد المعطى و قناوي ،2001 ، ص 169)

 

 

2. الدراسات التجريبية

  1. تعريف الدراسات التجريبية:يرى البعض إن كثيرا من مشكلات سيكولوجية النمو يمكن استخدام الطريقة التجريبية فيها ذالك أنه  يصعب تحريض الأطفال لمؤثرات مثل : فقدان الحب أو الأمن لفرد أثرها على شخصية الطفل أو توافقه الذاتي أو الاجتماعي ، والمجتمع التجريبي يحتاج الى مجموعتين إحداهما تجريبية والأخرى ضابطة ، والى تحقيق أقصى قدر من التجانس بين هاتين المجموعتين واستخدام متغير تابع مقابل المتغير المستقل الذي يراد به معرفة فاعلية ، والذي يستخدم فقط مع المجموعة التجريبية .

والباحث في الدراسات المسحية او في الأسلوب الوصفي بشكل عام يتقيد بمعطيات الواقع ويلتزم بها دون ان يحاول إحداث اية تغييرات فيه، اما في الأسلوب التجريبي فإن الباحث لا يلتزم بحدود الواقع إنما يحاول تشكيله عن طريق إدخال تغييرات عليه وقياس أثر هذه التغييرات وما تحدثه من نتائج ، فهو لا يكتفي بالمسح وإنما يقوم بتنفيذ سلسلة من الإجراءات .

وفيها يضبط الباحث المتغيرات البيئية و يسمح فقط للمتغيرات التي يريد استكشاف العلاقة بينها بالتغير.بمثل هذه التجارب يمكن الكشف عن العلاقة السببية بين المتغيرات Cause and Effect  . تعرف المتغيرات المسببة باسم المتغيرات المستقلة Independant Variables  أما الظاهرة نفسها فتعرف باسم المتغير التابع Dependant Variable  مثال : الذكاء متغير مستقل ، و التحصيل الدراسي متغير تابع . 

(الريماوي ،2008، ص 25)

  1. خطوات المنهج التجريبى :

  • الملاحظة وتحديد المشكلة موضع البحث .
  • فرض الفروض .
  • جمع المعلومات او الحقائق المتعلقة بالمشكلة .
  • اختبار صحة الفروض باجراء التجارب المختلبفة
  • اكتشاف النظرية او وضع القانون .
  • تحقيق النتائج.

عند اجراء التجارب فى علم النفس بقوم الباحث باعداد تصميم تجريبى يقوم على اساس اختبار عينة مماثلة للمجتمع الاصلى ويقسمها  الى مجموعتين :

  • مجموعة تجريبية ويقيس فيها العلاقة بين المتغير المستقل والمتغير التابع
  • مجموعة ضابطة وهى مجموعة تسير حسب الظروف الطبيعية دون تدخل الباحث وهنا لاتقاس العلاقة بين المتغيرين لافراد هذه المجموعة بل تستخدم  المقارنة فقط مع نتائج المجموعة التجريبية  وعزل المتغيرات الدخيلة.

  1. خصائص المنهج التجريبي : 

  • التناول :

المتغير : هو ما تتغير قيمته أو كميته ويمكن قياسه (مثل : الضوء – السلوك )

المتغير المستقل : هو المتغير الذي يقوم المجرب بتغييره بطريقة منظمة في التجربة .

المتغير التابع : هو المتغير الذي يقيسه المجرب كي يرى كيف تأثر بالتغيير الذي جرى على المتغير المستقل .

المجموعة التجريبية : هي المجموعة التي يقدم لها المتغير المستقل .

المجموعة الضابطة : هي المجموعة التي يقاس فيها المتغير التابع دون تقديم متغير مستقل . وهي تفيدنا بأساس يمكن المقارنة بينه وبين المجموعة التجريبية لمعرفة أثر المتغير المستقل على المتغير التابع .

يجب أن يوجد في كل تجربة على الأقل متغير مستقل ومتغير تابع ،غير أن الطرق الإحصائية جعلت من الممكن أن تتضمن التجربة أكثر من متغير مستقل .

  • الضبط :هو ضبط المتغيرات المختلفة في التجربة بحيث لا يسمح لمتغير عدا المتغير المستقل التأثير في المتغير التابع .وهناك طريقتان لضبط المتغيرات :

الطريقة الأولى : استخدام المجموعات الضابطة لمقارنة سلوك أفرادها بسلوك أفراد المجموعات التجريبية .

الطريقة الثانية : التصميم التجريبي قبل و بعد : وفيه يقوم بالمقارنة بين سلوك نفس المجموعة من الأفراد قبل تقديم المتغير المستقل لهم وبعد تقديمه .

وضبط المتغيرات أمر شاق من ناحيتين :

- قد يكون من الصعب في بعض الحالات معرفة جميع المتغيرات الهامة .

- قد يكون من الصعب في بعض الأحيان جعل هذه المتغيرات متماثلة بين المجموعة التجريبية والضابطة .

يلجأ العلماء لعدة طرق لضبط المتغيرات بين المجموعة التجريبية والضابطة :

  • طريقة الأزواج المتماثلة :

يقوم المجرب بتطبيق اختبار معين للذكاء مثلا على مجموعة كبيرة من الناس ثم يكون أزواجا متماثلة بحيث يضع كل فردين لهم نفس الدرجة في زوج ،وأخيرا يقسم الأزواج بين المجموعتين التجريبية والضابطة ،فيكون أحد فردي أي زوج في المجموعة التجريبية والفرد الآخر في هذا الزوج في المجموعة الضابطة .ويعاب على هذه الطريقة حاجة المجرب لتطبيق الاختبار على عدد كبير من الناس للوصول للأزواج المتماثلة .

  • طريقة المجموعتين المتماثلتين :

يراعي المجرب أن تكون المتوسطات ومدى التشتت للمتغيرات الهامة واحدة في المجموعتين التجريبية والضابطة .

  • طريقة المجموعتين العشوائيتين :

عندما يقوم المجرب باختيار مجموعتين عشوائيتين ففي العادة ستكونان متماثلتين لأن الفروق بين الأفراد في المتغيرات الهامة سيلغي بعضها بعضا ،وبذلك لن تكون الفروق بين المجموعتين ذات دلالة إحصائية .

  • إمكانية التكرار :

- إن إمكانية إعادة التجربة تحت نفس الظروف تمكن الباحث أو غيره من الباحثين من التأكد من صحة النتائج .

- كما أنها تمكن الباحثين من إعادة التجربة لإجراء بعض الملاحظات بدلا من انتظار حدوثها لوقت طويل.

  1. عيوب المنهج التجريبي :

  •  لا يمكن استخدامه في جميع أنواع السلوك، وخاصة إذا كان في التجربة ضرر على الأفراد.
  • الظروف الاصطناعية التي تحدث فيها التجربة تختلف في بعض النواحي عن الظروف الطبيعية فالموقف التجريبي مثلا يؤثر على سلوك الأفراد ،وهذا الأمر يجب أن يؤخذ في عين الاعتبار عند تفسير النتائج أو تعميمها .

3. الدراسات الاكلنيكية:

يمكن استخدام هذه الطريقة لدراسة ألعاب الأطفال المشكلين أو الأطفال اللذين يبدو أن النمو عندهم قد انحرف عن خطه الطبيعي ، فاللعب يكشف حياة الطفل، يكشف حياة الفرد لأنه في اللعب يكشف عن دوافعه الشعورية واللاشعورية فهو أداة ذات قيمة بالغة لتشخيص متاعب الطفل النفسية وعلاجه ، كما أنها وسيلة لدراسة الاتجاهات النفسية عند هؤلاء الأطفال.

تحتوي على غرفة خاصة مجهزة بفتحات لها زجاج يتيح الرؤية من جانب واحد وتضم عرائس ودمى تمثل أعضاء أسرة الطفل إلى جانب دمية تمثل الطفل نفسه كذالك دمى تمثل حيوانات وقطع أثاث كالذي يوجد في البيوت وكميات من الرمال والماء ، ويترك الطفل المشكل يلعب على حريته  في حضور خبير نفسي يوجه له الأسئلة ، كما يراقب هذا الخبير الطفل أحيانا دون أن يشعر به هذا الأخير . وللخبير حرية البقاء مع الطفل او تركه منفردا ، هنا تتاح للطفل فرصة التنفس الانفعالي . الأمر الذي يحقق عنه بعض من توتر وضيق وقلق ، فعلى سبيل المثال نجد أن الطفل الذي يحمل الكراهية لأبيه قد أخذ الدمية التي تمثل الأب ففصل رقبتها عن جسدها ثم حاول دفنها في التراب وإخفائها وهكذا يعبر الطفل عن دوافعه الشعورية واللاشعورية.