التفاعل الاجتماعي:
Site: | Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2 |
Cours: | علم النفس الاجتماعي |
Livre: | التفاعل الاجتماعي: |
Imprimé par: | Visiteur anonyme |
Date: | samedi 26 avril 2025, 22:21 |
Description
تحتوي هذه المحاضرة على مفهوم التفاعل الاجتماعي، مراحل التفاعل الاجتماعي، نظريات التفاعل الاجتماعي
1. تعريف التفاعل الاجتماعي:
التفاعل الاجتماعي هو إحدى المهارات التي على الفرد إتقانها من أجل التعايش مع أفراد المجتمع الذي ينتمي إليه، فالمجتمع يسند إليه أدوارا متعددة ومتباينة قد ينجح أو يفشل بدرجات متفاوتة في أدائها، وذلك حسب عدد المغيرات مثل جنس الفرد، مكانته الاجتماعية، قدراته الذاتية، والمهارات الاجتماعية التي يمتلكها، كذلك حسب طبيعة المواقف.
يعد التفاعل الاجتماعي بشكل عام نوعا من المؤثرات والاستجابات، وفي العلوم الاجتماعية يشير إلى سلسلة من المؤثرات والاستجابات التي ينتج عنها تغيير في الاطراف الداخلية فيما كانت عليه عند البداية، والتفاعل الاجتماعي لا يوثر في الأفراد فحسب بل يؤثر كذلك في القائمين على البرامج أنفسهم بحيث يؤدي ذلك إلى تعديل طريقة عملهم مع تحسين سلوكهم تبعا للاستجابات التي يستجيب لها الأفراد.
عبارة عن العلاقات الاجتماعية بجميع أنواعها التي تكون قائمة بوظيفتها، أي العلاقات الاجتماعية الديناميكية بجميع أنواعها سواء أكانت هذه العلاقات بين فرد و آخر، أم جماعة وأخرى، أو بين فرد و جماعة.
ويعرف التفاعل الاجتماعي بأنه السلوك الارتباطي الذي يقوم بين فرد و آخر، و بين مجموعة من الافراد في مواقف اجتماعية مختلفة، أي أن التفاعل الاجتماعي في أوسع معاينة هو تأثر الشخص بأفعال وآراء غيره و تأثيرهم فيهم بمعنى أن هناك تأثرا و تأثيرا وفعال و انفعالا في أي موقف إنساني.
2. مراحل التفاعل الاجتماعي
قسم "بيلزBales" مراحل التفاعل الاجتماعي على الشكل التالي:
أ-التعرف: أي الوصول إلى تعريف مشترك للموقف، ويشمل ذلك: طلب المعلومات والاعادة التوضيح، والتأكيد وكذلك إعطاء التعليمات والمعلومات، والاعادة والايضاح والتأكد.
ب-التقييم: أي تحديد النظام المشترك تقيم في ضوئه الحلول المختلفة ويشمل ذلك: طلب الرأي والتقييم والتحليل والتعبير عن المشاعر والرغبات، أو كذلك إبداء الرأي.
ج-الضبط: أي محاولات الافراد للتأثير بعضهم في البعض الاخر ويشمل ذلك: طلب الاقتراحات والتوجيه والطرق الممكنة للعمل والحل، وكذلك تقديم الاقتراحات والتوجيهات التي تساعد للوصول إلى حل.
د-اتخاذ القرارات: أي الوصول إلى القرار نهائي ويشمل ذلك: عدم الموافقة والرفض اظهار القبول، والفهم والطاعة والتمسك بالشكليات وعدم المساعدة، وكذلك الموافقة واظهار القبول، والفهم والطاعة.
ه-ضبط التوتر: أي علاج التوترات التي تنشأ في الجماعة ويشمل ذلك إظهار التوتر والانسحاب من ميدان المناقشة أو تخفيف التوتر وادخال السرور والمرح.
و-التكامل: أي صيانة تكامل الجماعة ويشمل ذلك: إظهار التفكك والعدوان والانتقاص من قدر الاخرين، وتأكيد الذات والدفاع عنها، أو إظهار التماسك ورفع مكانة الاخرين وتقديم العون والمساعدة والمكافأة .
3. نظريات التفاعل الاجتماعي
يمكن تناول مفهوم التفاعل الاجتماعي من خلال الانفتاح على مجموعة من النظريات العلمية التي حاولت تفسيره باعتماد مفاهيم ومقاربات متعددة ومختلفة، تعددها واختلافها يكشف الطبيعة المعقدة والمركبة للعلاقات والتفاعلات الاجتماعية، نذكر من هذه النظريات على سبيل المثال لا الحصر:
يمكن تناول مفهوم التفاعل الاجتماعي من خلال الانفتاح على مجموعة من النظريات العلمية التي حاولت تفسيره باعتماد مفاهيم ومقاربات متعددة ومختلفة، تعددها واختلافها يكشف الطبيعة المعقدة والمركبة للعلاقات والتفاعلات الاجتماعية، نذكر من هذه النظريات على سبيل المثال لا الحصر:
نظرية سكينر: Skinner تفسر هذه النظرية التفاعل الاجتماعي من خلال مفهومي المثير والاستجابة وما يرتبط بهما من عمليات التعزيز والتدعيم والتكرار، حيث أن الأفراد والجماعات يتلقون داخل محيطهم الاجتماعي منبهات ومثيرات يستجيبون لها، مثلما تشكل سلوكاتهم وردود أفعالهم مثيرات لسلوكات و ردود أفعال الآخرين، في إطار نوع من تبادل وتفاعل المنبهات والاستجابات. ومن هنا يميل الأفراد والجماعات إلى تكرار وتعزيز الاستجابات التي تحقق لهم هدفا أو منفعة أو تلبي لهم حاجة معينة، مما يحفر وينشط عملية التفاعل الاجتماعي فيما بينهم.
نظرية نيوكمب Newcomb : تقوم نظريته على مفهومي التشابه والتوازن، من خلالهما يفسر أساليب التفاعل الاجتماعي ومستوياته ويحصرها في ثلاثة مستويات:
1-مستوى ينشأ فيه التفاعل على التشابه بين الطرف(أ) والطرف (ب) إزاء موضوع(ب)، ويؤدي إلى علاقات اجتماعية متوازنة
2-مستوى تتبادل فيه الأطراف المتشابهة نوعا من التعزيز(الجزاء والمكافأة والثواب...) وكل ما يقوي التفاعل فيما بينها، مما ينتج عنه تجاذب وتوازن علائقي
3-مستوى يؤدي فيه التشابه إلى توقع التجاذب الذي يسهل عملية التفاعل الاجتماعي ويؤدي في غالب الأحيان إلى علاقات اجتماعية إيجابية. على هذا الأساس يعتبر نيوكمب أن نمط العلاقة المتوازنة يتحقق عندما تتشابه الاتجاهات والآراء تجاه شيء أو موقف أو شخص معين، وأن نمط العلاقة المتوترة وغير المتوازنة ينشأ في حالة تضارب وتباين الاتجاهات والأفكار بين طرفين حول موضوع معين. إن التفاعل الاجتماعي القائم على مبدأي التشابه والتوازن هو ما يحقق حسب نيوكمب الاندماج الاجتماعي للأطراف المتفاعلة.
نظرية بيلز Bales: ترتبط هذه النظرية بإستراتيجية حل المشكلات داخل الجماعة؛ وما يتطلبه الأمر من تنظيم ومشاركة ومرونة وأشكال متدرجة من التفاعل، ذلك أن العلاقات التفاعلية وأنماط التفاعل تمر بمراحل تطور حددها بيلز في 6 مراحل : 1 -تحديد المشكلة والتعرف عليها، 2 -طرح الحلول والبدائل، 3 -المناقشة ومحاولة تأثير أعضاء المجموعة في بعضهم البعض، 4 -التوصل إلى قرار نهائي أو إنتاجات محددة، 5 -مواجهة المشكلات الناشئة عن التفاعل ومحاولة التحكم فيها، 6 -صيانة تكامل الجماعة وحفظ تماسكها. من داخل هذه المراحل الستة يتطور حسب بيلز 12 نمطا من التفاعل الاجتماعي، يمكن حصرها في أربعة أنواع من التفاعل: 1 -التفاعل المحايد بطرح أسئلة، 2 -التفاعل المحايد بطرح أجوبة، 3 -التفاعل الانفعالي السلبي، 4 -التفاعل الانفعالي الإيجابي.
تكشف نظريات التفاعل الاجتماعي على أن هذا الأخير ليس عملية بسيطة وتلقائية بل هي صيرورة معقدة ومتداخلة، تتحكم في إيقاعاتها ومستوياتها مجموعة من الشروط الموضوعية المرتبطة بالوسط الاجتماعي وثقافته وقيمه ومعاييره... ومجموعة من المحددات الذاتية المرتبطة بالذات المتفاعلة من حيث طبيعة شخصيتها وسماتها النفسية والاجتماعية، ومن حيث تمثلاتها الخاصة للقيم والمعايير، ومن حيث طبيعة حاجاتها ورغباتها الذاتية... وعلى هذا الأساس لا يمكن فهم التفاعل الاجتماعي إلا باستحضار مختلف الأبعاد والمستويات المشكل والمحددة للوضع النفسي والاجتماعي للأفراد والجماعات.