ماهية علم النفس الاجتماعي
Site: | Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2 |
Cours: | علم النفس الاجتماعي |
Livre: | ماهية علم النفس الاجتماعي |
Imprimé par: | Visiteur anonyme |
Date: | samedi 26 avril 2025, 22:23 |
Description
ستجد في محتوى هذه المحاضرة مفهوم علم النفس الاجتماعي والتطور التاريخي لعلم النفس الاجتماعي وعلاقة علم النفس الاجتماعي بالعلوم الاخرى
1. تعريف علم النفس الاجتماعي
تعريف علم النفس:
ابسط تعريف لعلم النفس هو العلم الذي يدرس سلوك الانسان مع ملاحظة ان السلوك الانساني على جانب كبير من التعقيد لانه متاثر بالبيئة والتكوين النفسي للفرد، فضلا عن خبراته وقدراته الجسدية ..
فموضوع علم النفس هو الانسان ككائن حي كيف يتصرف في المواقف المختلفة ولماذا يتصرف تصرف معين قد يختلف او يتشابه مع الاخرين ..
فعلم النفس يهتم بالبحث عن سلوك الفرد وصفاته ودراسة تصرفاته شعورّية أو اللاشعورّية التي تصدر عنه بهدف تحقيق التفاعل والتّكّيف مع بيئته المحيطة به، ويهدف علم الّنفس إلى فهم السلوك الفردي وتفسيره وتنظيمه وضبطه، ويختص بدراسة الّنفس البشرّية وحركاتها ّرفاتها، ويحاول تفسيرها وفهمها، ومعرفة مكنوناتها وأسرارها ورغباتها ودوافعها وآمالها؛ بهدف تكوين طرق علمّية تساعد في تعديل وتقويم مساوئها، وعلاج مشاكلها واضطراباتها، وتعزيز إيجابّياتها وحسناتها.
تعريف علم الاجتماع
اوجست كونت: هو العلم الذي يهتم بدراسة المجتمع مهمته دراسة الظواهر االجتماعية دراسة وضعية علمية والكشف عن العلاقة بين الظواهر المختلفة.
أميل دور كايم: هو العلم الذي يهتم بدراسة البناء الاجتماعي وما به من مؤسسات، كما أكد على دراسة الظواهر الاجتماعية وأنماط الحياة والمشكلات.
ماكس فيبر: هو العلم الذي يحاول الوصول إلى فهم تفسيري للفعل الاجتماعي .
سوروكين: هو العلم الذي يدرس الخصائص العامة المشتركة بين أنواع الظواهر الاجتماعية مثل علاقة الظواهر الدينية بالظواهر الاقتصادية.
هربرت سبنسر: هو العلم الذي يصف ويفسر نشأة وتطور النظم الاجتماعية مثل الاسر كما يقوم علم الاجتماع بعمل مقارنات متعددة بين المجتمعات على اختلاف أنواعها لمعرفة تطورها مثل مجتمعات بدائية – ريفية – بدوية – حضرية.
ومنه نستخلص أن على الرغم من اتفاق علماء الاجتماع على دراسة المجتمع الا أنهم اختلفوا حول موضوع الاهتمام و الدراسة. فالبعض يرى أن علم الاجتماع يركز على دراسة التنظيمات الاجتماعية أو البناء الاجتماعي. فيما يرى البعض الاخر أن علم الاجتماع يركز على دراسة الظواهر الاجتماعية والثقافية والافعال أو النظم الاجتماعية غير أن هذه الاختلافات ما بين العلماء تثري العلم ولا تضره.
تعريف علم النفس الاجتماعي
عرف دانييل كاتز علم النفس االجتماعي بأنه الميدان الذي يدرس الكائنات من حيث أنها تؤثر وتتأثر باآلخرين من أقرانها.
وعرفه بارون وبايرن (Baron & Byrne) بأنه الدراسة العلمية للطرائق التي لا حصر لها والتي بها نتأثر باألفراد المحيطين بنا، وغالبا ما تنبع هذه التأثيرات من أفعالهم المتضمنة في خصائصهم الشخصية، وأحيانا تنبع من مجرد حضور اآلخرين أو حتى أفكارنا أو ذكرياتنا عنهم.
وقد ذهب ألبرت إلى أن علم النفس الاجتماعي هو محاولة لفهم وتفسير كيف يتأثر تفكير الافراد وشعورهم وسلوكهم بالوجود الفعلي أو المتخيل أو الضمني للاشخاص الاخرين.
ويعرفه عبد السالم زهران بأنه: "العلم الذي يدرس السلوك وما وراءه من عمليات عقلية ودوافعه ودينامياته وآثاره دراسة علمية يمكن على أساسها فهم السلوك والتنبؤ بأنماطه والتخطيط له."
2. التطور التاريخي لعلم النفس الاجتماعي
تطور علم النفس الاجتماعي
التطور الفلسفي:
علم النفس الاجتماعي كغيره من العلوم الاخرى ترجع اصول نشأته الى الجذور الفلسفية وهما ما يتضح في :
- جمهورية افلاطون فرغم تقسيمه المجتمع إلى طبقات مقفلة يشير على أثر التقاليد والعادات في المجتمع وإلى تناقلها بين الافراد، ونجده يفسر سلوك الانسان على أنه النتاج العام لمؤثرات المجتمع المختلفة، وعلى ذلك يمكن تغيير سلوك الفرد بواسطة الهيئات التعليمية والاجتماعية.
- اما ارسطو فهو يؤمن أن الانسان مدني واجتماعي بطبعه وهو يرى أن المجتمع يتكون من أسر فقبائل فقرى، فمند تكوينا يتم بطريقة عضوية كما يتكون الجسم من الخلايا فالأعضاء، فالأجهزة، وهو يفسر الثورات الاجتماعية بأنها ترجع إلى فساد في التنظيم الاجتماعي للدولة، والجماعة عنده خاضعة إلى مكوناتها للسلوك الفردي، وبما أن تغير الاساس الحيوي أمر صعب المنال، فيتغير المجتمع أيضا أمر شاق بعيد المنال.
- وفي العالم الاسلامي لقد تأثر علماء المسلمين بالفلسفة اليونانية فنجد أن الفرابي مثال قد تأثر بفلسفة ارسطو وقد أوضح ذلك في كتابه آراء أهل المدينة الفاضلة حيث أشار إلى أن الحياة الاجتماعية المثالية تعتمد على التعاون وقد شبه المدينة الفاضلة بجسم الانسان صحيح تتعاون أجزاؤه بعضها مع بعض.
التطور في العصر الحديث:
- وقد أسهم العالم هوبز في تقدم علم النفس الاجتماعي إذ اعتنى بالطبيعة الانسانية مبينا أن الانسان أناني بطبعه يسعى إلى جلب اللذة ودفع الالم ولديه ميول فطرية نحو الصراع والمنافسة مع الاخرين.
- جيرمي بنتام وآدم سميث اكد أن الإنسان يسعى للربح ويمارس اللذة ولو على حساب الاخرين، ولديه ميول فطرية شريرة تدفعه للتقاتل مع الاخرين إذا وقفوا في سبيل تحقيق ذاته.
- ما اسبينواز في القرن السابع عشر فقد خالف اراء هوبز وأرى أن بداية حياة الانسان اعتمدت على العزلة النسبية التي يحياها الفرد في محيطه الاجتماعي دون تنظيم اجتماعي أو قانون ينظم حياته مما يجعله يتصرف وفق أهوائه ومصالحه الخاصة.
- جان جاك روس فقد أوضح في كتابه العقد الاجتماعي أن الانسان بطبيعته خير نقي طاهر، طابعه العام نكران الذات لكن الحضارة هي التي أفسدته وصبغته بالشر.
- دافيد هيوم جعل التعاطف بين الناس القوة الأولى للعمليات الاجتماعية. ومنتسكيو فقد أرجع السلوك الاجتماعي للفرد لاثر المناخ، ولقد عزز هذا الرأي هيلباش في كتابه الجغرافيا النفسية.
- وبظهور نظرية داروين حول أصل الانسان تأثر العديد من الباحثين بها خاصة سبنسر وكارل ماركس، إذ عرف على هربرت سبنسر أنه كان صاحب الفضل في استخدام مذهب التطور وأفكاره في الحياة الاجتماعية، والفضل كذلك في أنه أكد في كتاباته أن الحياة عملية توافق دائما وتتكيف معها الحياة الداخلية مع العلاقات الخارجية التي من بينها العلاقات الاجتماعية، كما أنه تنبأ بقيام علم اجتماعي يدرس الفرد وكيف يصبح عضوا في جماعة، وكيف تصبح الجماعة وحدة عضوية.
- ويعتبر موريتزالزار وسوسناينثال من المؤسسين الأوائل لعم النفس الاجتماعي فقد أسسا مجلة لهذا العلم سنة 1860 التي تنشر مقالات نظرية وتطبيقية، و قد قسما ميدان علم النفس الاجتماعي إلى ميدانين: الأول يبحث في العوامل النفسية الاجتماعية العامة التي تفسر سلوك الجماعة ككل، والثاني يبحث العوامل التي تفسر سلوك كل نوع من أنواع الجماعات.
3. علم النفس الاجتماعي وعلاقته بالعلوم الاخرى
علم النفس الاجتماعي وعلاقته بعلم النفس العام:
يرى بعض العلماء والباحثين أن الفصل بين هذين العلمين غير ممكن، فهما يشتركان في مجال بحث واسع خاصة فيما يتعلق بالوظائف والعوامل النفسية، في حين يؤكد البعض الاخر على كون علم النفس الاجتماعي فرعا من فروع علم النفس العام. ومع اختلاف وجهات النظر من الممكن إعتبار هذين العلمين مستقلين أحدهما عن الاخر حيث يدرس علم النفس العام سلوك الفرد وتفكيره واستجاباته للمثيرات المختلفة، ويتناول موضوعات متعددة مثل الدوافع والعمليات العقلية مثل: الانتباه، الادراك، التفكير والذكاء...إلخ، وهذا العلم ن كان يتناول سلوك الفرد الا أنه لا يهتم بعمليات التفاعل الاجتماعي و بين الفرد والجماعة التي يهتم بها علم النفس الاجتماعي الذي يدرس الظواهر النفسية من خلال علاقتها بالعوامل الاجتماعية وأثرها في سلوك الفرد والجماعة ويحاول تفسير التفاعل الاجتماعي بين الافراد ومعرفة إتجاهاتهم وآرائهم وسلوكاتهم ومواقفهم .
علم النفس الاجتماعي وعلاقته بعلم الاجتماع:
إن علم اإلجتماع يدرس سلوك الجماعة وما يصدر عنها من ظواهر إجتماعية ومشكلات إجتماعية وطرق حلها وعالجها، فيهتم علم الاجتماع بالجماعات والمؤسسات الاجتماعية وتركيبها وتنظيمها، فوحدة دراسته هي الجماعة وليس الفرد ويبدو أن علم النفس الاجتماعي وعلم الاجتماع يلتقيان في دراستهما للسلوك الانساني سواء أكان ذلك عن طريق دراسة سلوك الفرد أو سلوك الجماعة مع فارق واضح وهو أن علم النفس الاجتماعي يهتم بالدرجة الاولى بسلوك الفرد في مواقف داخل الجماعة في حين أن علم الاجتماع يهتم بالدرجة الاولى بسلوك الجماعة.
علم النفس الاجتماعي وعلاقته بعلم الانثروبولوجيا (علم الانسان):
إن علاقة علم النفس الاجتماعي بهذا العلم هي قريبة الشبه بعلاقته بعلم الاجتماع، فكلما بينا ووضحنا أن علم النفس الاجتماعي يهتم بسلوك الفرد داخل الجماعة، نجد أن علم األنثروبولوجيا يهتم بسلوك الجماعات لاسيما من الجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وعلى الاخص في المجتمعات البدائية حيث يرحل العالم الانثروبولوجي ليتواجد بين هذه المجتمعات ويعيش فيها ويندمج مع سكانها ويتعلم لغتهم حتى يمكنه دراسة ثقافتهم التي تحتوي على العادات والتقاليد والقيم واللغة والمعارف والمهارات والعقائد والتي تنتقل من جيل لاخر خلال أزمان وحقب تاريخية متعاقبة.
علم النفس الاجتماعي وعلاقته بالاقتصاد:
إن علم النفس الاجتماعي يتصل إتصالا مباشرا بالاقتصاد أو علم الاقتصاد، فإذا كان الاقتصاد يهتم بدراسة الظواهر الاجتماعية وبدراسة النشاط الانساني ومايتصل به من إحتياجات مادية ومالية. فإن علم النفس الاجتماعي يلتقي مع علم الاقتصاد في معرفة الظروف الاجتماعية التي تحيط بالافراد والتي تؤثر على احتياجاتهم المادية التي تتداخل بصورة ما أو بأخر ى في تشكيل تفاعلاتهم تاتجتماعيةاما سلبا او ايجابا .
علم النفس الاجتماعي وعلاقته بالسياسة:
لقد صار السلوك السياسي موضع اهتمام علماء النفس الاجتماعيين في السنوات الاخيرة حيث ركزوا على نواحي التفاعل والتباعد والتقارب التي تسود الامم والشعوب، وذلك لانهم رأوا أن الدول كالجماعات يحدث فيها ما يحدث في هذه الجماعات من صراعات وتوترات أو سلام ووئام. ولقد كانت دراسة الاتجاهات نحو الشعوب الموضوع الرئيسي الذي اهتم به علماء النفس الاجتماعيين وذلك للكشف عن التفاعل والتباعد الاجتماعي بينها بالاضافة إلى دراسة الطابع القومي أي الخصائص التي تميز شعبا عن باقي الشعوب لاخرى، إلى جانب دراسة القادة الزعماء في الدو ل لانهم صانعوا القرارات المختلفة التي تتوقف عليها مصائر أممهم.