محتوى المحاضرة
الموقع: | Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2 |
المقرر: | مجتمع المعلومات / د. بن دريدي عبد الغني |
كتاب: | محتوى المحاضرة |
طبع بواسطة: | Visiteur anonyme |
التاريخ: | Friday، 22 November 2024، 3:30 PM |
1. تعريف مجتمع المعلومات
قبل الخوض في تعريف "مجتمع المعلومات"، ومن أجل استيعاب هذا المفهوم، وجب في البداية أن نحدد بدقة مفهوم "المجتمع"؛ حيث يشير هذا المصطلح إلى ذلك النظام الذي يتكون من مجموعة من الأفراد تعيش في موقع معين تترابط فيما بينها بعلاقات ثقافية واجتماعية واقتصادية وغيرها، يسعى كل واحد منهم لتحقيق المصالح والاحتياجات.
وتبرز كلمة أخرى تقترب في المفهوم من كلمة مجتمع وأحيانا يتم اعتبارها كمرادف لها وهي الجماعة المشتركة Community التي يعتبرها البعض التجمع أو الجماعة بدون العلاقات المتداخلة بين أفراد الجماعة، فهو مصطلح يهتم بأن جماعة ما تشترك في الموطن والمأكل دون اهتمام بالعلاقات التي تربط بين أفراد الجماعة. "فإن تطور الجماعة يؤدي بها إما إلى شكل راق من أشكال الحياة الاجتماعية، وإما أن يسوقها على عكس ذلك إلى وضع متخلف".
لم يتبلور تعريف واضح لمصطلح مجتمع المعلومات حتى انعقاد القمة العالمية لمجتمع المعلومات، في جنيف عام2003 ، وشاركت فيه 77 دولة. وكانت من مهام القمة وضع تعريف يقود إلى صياغة رؤية عالمية مشتركة لمجتمع المعلومات. حددت القمة مجتمع المعلومات بأنه:
" مجتمع يستطيع كل فرد فيه استحداث المعلومات أو المعارف والنفاذ إليها، واستخدامها وتقاسمها، بحيث يمكن الأفراد والمجتمعات، والشعوب من تسخير كامل إمكاناتهم في النهوض بتنميتهم المستدامة، وفي تحسين مستوى معيشتهم".
وثمة تعريف آخر ورد ذكره في الموسوعة العربية للمجتمع المعلوماتي:
"هو مجتمع تتاح فيه الاتصالات العالمية،وتنتج فيه المعلومات بكميات ضخمة، كما توزع توزيعا واسعا ، والتي تصبح فيه المعلومات لها تأثير على الاقتصاد".
- يعرفه مؤتمر القمة العالمية لمجتمع المعلومات تونس 2005 تعرفه:
" هو مجتمع عالمي جامع ذو توجه تنموي يضع البشر في صميم اهتمامه"
- تقرير التنمية الإنسانية العربية 2003 يعرفه:
"المجتمع الذي يقوم أساسا على نشر المعرفة وإنتاجها وتوظيفها بكفاءة في جميع مجالات النشاط المجتمعي من الاقتصاد والمجتمع المدني والسياسة والحياة الخاصة وصولا للارتقاء بالحالة الإنسانية باطراد أي إقامة التنمية الإنسانية".
2. تطور مجتمع المعلومات
تطور مجتمع المعلومات
-
إن مجتمع المعلومات يعتبر وإلى حد كبير مفهوما جديدا لأن ملامحه غير واضحة بالقدر الكافي، مع أن المواطنين العاديين يتعاملون معه بغير إدراك في حياتهم اليومية من خلال بعض مظاهره(الانترنت)،
-
أدى النمو الاقتصادي العالمي ممزوجا بالتطور التكنولوجي إلى توظيف المعلومات كمحرك أساسي للتغير الاجتماعي، مما أدى إلى ظهور مصطلح ”مجتمع المعلومات ” في بداية الثمانينات للدلالة على المرحلة الجديدة التي تمتد عبر تاريخ البشرية، تعتبر فيه المعلومات موردا أساسيا للاقتصاد.
-
عرف مجتمع المعلومات مسميات عديدة كالمجتمع ما بعد الصناعي ومجتمع ما بعد الحداثة، المجتمع الرقمي ،المجتمع الشبكي ،المجتمع اللاسلكي، المجتمع الكوني، المجتمع المعلوماتي.
-
في نهاية الستينات تحدث الفرنسي Alain Tourin آلان تورين عن مجتمعات ما بعد صناعية، وكانت تعني له "المجتمعات التكنوقراطية" نسبة إلى السلطة التي تسيطر عليها.
-
في حين يرى الأمريكيان دانييل Daniel Bell وألفين توفلرAlvin Toffler (1977)، أن البلدان الغربية قد دخلت في مرحلة تاريخية متقدمة، وهي مرحلة المعرفة النظرية المنظمة والموجهة نحو التطبيقات التكنولوجية. يسمي الأول منهم هذه المرحلة التاريخية في كتابه " قدوم المجتمع ما بعد الصناعي" الذي نشر عام 1973 ثلاث مراحل تمر بها المجتمعات، وهي مرحلة ما قبل الصناعة ومرحلة الصناعة ومرحلة ما بعد الصناعة. والمجتمع ما بعد الصناعي الممثل للمرحلة الثالثة هو صورة من صور المجتمعات التكنوقراطية المبرمجة.
-
أما ألفين توفلر فيقسم تاريخ الحضارة البشرية إلى ثلاث موجات رئيسة: الموجة الأولى بدأت عندما ارتبط الإنسان بالأرض، وأصبح يعتمد على الزراعة، واستغرقت هذه الموجة آلاف السنين. والموجة الثانية بدأت مع الثورة الصناعية (ق.18) عندما انتقل الإنسان إلى مرحلة التصنيع التي استمرت عدة مئات من السنين. أما الموجة الثالثة فهي التي يخوضها الإنسان حاليا وقد بدأت منذ عدة عقود وهي مرحلة ما بعد التصنيع، أو هي العصر المعلوماتي الذي نعيشه حاليا.
الشكل أدناه يبّين الفرق ما بين المجتمع الصناعي ومجتمع المعلومات
3. أسباب ظهور مجتمع المعلومات
- التطور الاقتصادي:
لقد عاش المجتمع الزراعي على المواد الأولية والطاقة الطبيعية مثل: الريح، الماء،الحيوانات والجهد البشري. وفي مرحلة اﻟﻤﺠتمع الصناعي، بالاعتماد على الطاقة المولدة مثل: الكهرباء والغاز والطاقة النووية. أما اﻟﻤﺠتمع ما بعد الصناعي أو مجتمع المعلومات فإنه يعتمد في تطوره بصفة أساسية على المعلومات وشبكات الحاسبات ونقل البيانات.
- التغير التكنولوجي:
لقد ساهم التغير التكنولوجي في عملية التنمية الاقتصادية بشكل واضح؛ إذ لتكنولوجيات المعلومات والاتصالات تأثيرها الواضح في النمو الاقتصادي . ويلاحظ أنه يمكن تطبيقها على نطاق واسع وفي ظروف مختلفة، كما أن إمكانياﺗﻬا في تزايد مستمر، وفضلا عن هذا فإن تكاليفها تتجه نحو الانخفاض بصورة واضحة. وقد دعا هذا بعض الاقتصاديين مثل: كريس فريمان freeman إلى القول بأن "تكنولوجيات المعلومات والاتصالات سوف تحدث موجة جديدة من النمو الاقتصادي دافعة لنشأة وتطور مجتمعات المعلومات".