محتوى المحاضرة

الموقع: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
المقرر: مجتمع المعلومات / د. بن دريدي عبد الغني
كتاب: محتوى المحاضرة
طبع بواسطة: Visiteur anonyme
التاريخ: Friday، 22 November 2024، 2:18 PM

1. مفهوم المعلومات

1-1-          المفهوم اللغوي:

كلمة معلومات لغة مشتقة من الفعل (علم)، هذه الكلمة غنية بالكثير من المعاني كالعلم والإحاطة بالأمور و الوعي، الإدراك، اليقين، الإرشاد، الإعلام، الشهرة، التميز، التيسير، تـحديد الـمعالم، الـمعرفة، التعليم، التعلم، الدراية إلى آخر ذلك من المعاني المتصلة بوظائف العقل،  (Information) هي الـمقابل الإنـجليزي لكلمة معلومات، وهي مشتقة من اللاتينية (Informatio) التي كانت تعنى في الأصل عملية الاتصال أو ما يتم إيصاله أو تلقيه"[1] فالمعلومات متصلة دائما بالعلم وإدراك طبيعة الأمور القدرة على التمييز والتعليم والتعلم. وهي نقيض الجهل والغفلة."

1-2-          المفهوم الاصطلاحي:

تعرف المعلومات اصطلاحا بأنها: "كل ما يعرفه الإنسان عن قضية أو حادث". وهي أيضا" الأخبار والتحقيقات، أو كل ما يؤدي إلى كشف الحقائق وايضاح الأمور"[2] فالمعلومات بهذه الصفة عبارة عن حقائق وبيانات تخص موضوعا ما. تهدف إلى تنمية وزيادة معرفة الإنسان، وهي بذلك كل ما يكتسبه الانسان من أفكار وحقائق عبر البحث والقراءة والتواصل مع الآخرين. وتعتبر المعلومات في تعريف آخر بأنها " تلك البيانات التي تـمت معالـجتها لتحقيق هدف معين أو لاستعمال مـحدد لأغراض اتـخاذ القرارات، أي البيانات التي أصبح لها قيمة بعد تحليلها او تفسيرها أو تجميعها في شكل ذي معنى والتي يمكن تداولها وتسجيلها ونشرها وتوزيعها في صورة رسمية وفي أي شكل"[3] وبغض النظر عن الأشكال التي تتخذها المعلومات والوسائط التي تنتقل عبرها، في عنصر ضروري جدّا في تنمية الأفكار وتطوير المعارف والعلوم، وأداة تواصل مهمة ما بين أفراد المجتمع.



[1]حشمت، قاسم. مدخل لدراسة الـمكتبات وعلم الـمعلومات. القاهرة: دار غريب، 1990.ص. 11-12

[2] محمد فتحي، عبد الهادي. مقدمة في علم المعلومات. القاهرة: دار غريب، 1984. ص. 11

[3] النوايسة، غالب عوض. خدمات الـمستفيدين من الـمكتبات ومراكز الـمعلومات. عمان: دار الصفاء، 2000. ص. 135

2. أنــواع المعلــومــات

  • تختلف أنواع المعلومات وذلك حسب مجالات الإفادة منها:
  • المعلومات التطويرية الإنمائية: والتي تساعد خاصة في تطوير القرارات وتنميتها مثل قراءة كتاب أو مقال والحصول على مفاهيم وحقائق جديدة حيث أن الغرض منها تحسين المستوى العلمي والثقافي للإنسان وتطوير مداركه.
  • المعلومات الإنجازية: وهي المعلومات التي تساعد الفرد في إنجاز عمل أو مشروع أو إنجاز قرار كاستخدام المستخلصات والمراجع والوثائق لإنجاز البحوث.
  • المعلومات الفكرية: وتتمثل خاصة في تلك الأفكار والنظريات والفرضيات حول العلاقات التي من الممكن أن توجد بين تنوعات عناصر المشكلة.
  • المعلومات البحثية: وهي تشمل التجارب وإجرائها ونتائجها ونتائج الأبحاث وبياناتها التي يمكن الحصول عليها من تجارب المرء نفسه أو من تجارب الآخرين، سواء كانت الأبحاث علمية أو أدبية.
  • المعلومات الأسلوبية النظامية: وهي تشمل الأساليب العلمية التي تمكن الباحث من القيام ببحث بشكل أكثر دقة ويشمل هذا النوع من المعلومات الطرق والأدوات التي تستعمل للحصول على المعلومات والبيانات الصحيحة.
  • المعلومات التحفيزية والمثيرة: وهي تلك المعلومات التي تستعمل في الإشهار والإعلانات الخاصة.
  • المعلومات السياسية: وهذه المعلومات هي الأساس في عملية اتخاذ القرار.
  • المعلومات التوجيهية: وهي غالبا ما تستعمل في الإرشادات والتوجيه مثل ما هو موجود في الأدلة والكشافات وغيرها.

 

3. المصطلحات ذات العلاقة بالمعلومات

  • البيانات: هي "مواد وحقائق خام أولية تُجمع بناءا على ما يحصل من أفعال وأحداث بطريقة تسجيلية" وتكون عديمة القيمة بشكلها الأولي هذا ما لم تعالج وتتحول إلى معلومات، لذلك فهي تعرف أيضا بأنها الرموز، الحروف والأرقام المستخدمة لتمثيل أحداث معينة، والمنظمة وفقا لقواعد متفق عليها. وقد لا يكون لها معنى بالنسبة للمتلقي في اغلب الأحيان.
  • المعرفة: الحالة المعرفية الأعلى من الإحاطة الجارية والإدراك وتتضمن المعرفة المشاركة والفهم فضلا عن القدرة على الارتقاء بمستوى الفهم لمقابلة احتمالات الحياة، ويمكن أن نشير إليها كذلك بأنها السجل المنظم للخبرة البشرية مقدمة في تمثيل مادي: كتب، تقارير، بحوث.... فالمعرفة هي تكديس يجمع المعلومات المعالجة من قبل المتلقي، وبالنظر إلى الفروق التقليدية بين البيانات والمعلومات والمعرفة فإنه يوجد فرق بين المعرفة والمعلومات في عملية التنمية.
  • الحكمة: تتضمن المعرفة المحتواة في الرأي أو الحكم الإنساني والذي يدور حول معايير أو قيم معينة مقبولة بصفة عامة من جانب ثقافة المجتمع.

4. أهمية المعلومات

تعتبر المعلومات عنصر التحدي لكل فرد في المجتمع لارتباطها بكل المجالات والنشاطات البشرية، وتعتبر المعلومات ذات مكانة هامة في زيادة الدخل القومي لأي بلد، هذا بصفة عامة، كما يمكن إبراز أهمية المعلومات من خلال العناصر التالي:

-       المعلومات ذات دور كبير وفعال في إثراء البحث العلمي وتطوير العلوم والتكنولوجيا، حيث أن الإنسان في حالة ما إذا واجهته مشكلة أو موقف ما فإنه يسترجع ذاكرته الداخلية وكذا يستعين بالذاكرة الخارجية وذلك بالاطلاع على المكتبات والأوعية المرتبطة بحل تلك المشكلة ثم يعمل على الموازنة والتحليل لينتهي إلى تكوين فكرة جيدة أو يؤلف من المعلومات المتحصل عليها تصورا خاصاً.[1]

-       المعلومات عنصر أساسي في صنع واتخاذ القرار المناسب وحل المشكلات.

-       لها أهمية كبيرة في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإدارية والثقافية والصحية.

-       تساهم في بناء استراتيجيات المعلومات على المستوى الوطني والعالمي.

-       للمعلومات دور كبير في مجتمعنا مجتمع المعلومات الذي أصبح يعتمد عليها في كل المجالات، فهي بمثابة الطاقة التي تدفع عجلة التطور، مثلما كانت المواد الأولية والطاقوية أساس المجتمع الصناعي والزراعي.

-       تشكل المعلومات حلقة وصل لربط الأشخاص ببعضهم ونقل الخبرات فيما بينهم. 2

-       تمكن من ترشيد وتنسيق جهود المجتمع في البحث والتطوير على ضوء ما هو متاح من المعلومات.

-       تساهم في ضمان قاعدة معرفية عريضة لحل المشاكل.

-       ضمان لمقومات القرارات السليمة في جميع القطاعات: حيث يتجلى صراع الإنسان من أجل حاضره ومستقبله في حاجته الدائمة إلى اتخاذ القرارات السليمة.[2]

-       هي المــادة الخــام للبحــوث العلميـــــــة.

-       من يملك المعلومات الصحيحة في الوقت المناسب، يملك عناصر القوة في عالم متغير يستند إلى العلم في كل شيء ولا يسمح بالارتجال والعشوائية.

-       تزداد الحاجة إلى المعلومات في كل أوجه النشاط الإنساني، فالإنسان يطلب المعلومات الدقيقة والمناسبة والموثوق فيها والحديثة والمتاحة بسرعة، ولهذا تختلف وجهات النظر إلى أهميتها حسب الفئة المستعملة لها:

  • السياسي: مصدر القوة وأداة السلطة.
  • المدير: أداة لدعم اتخاذ القرار.
  • العالم: وسيلة حل المشاكل ومادة لتوليد المعارف الجديدة.
  • الإعلامي: مضمون الرسالة الإعلامية.
  • اللغوي: رموز تشير إلى دلالات أو رموز أخرى.[3]


[1] محمد فتحي، عبد الهادي. المرجع السابق. ص.19

3 النواسية، غالب عوض . المرجع السابق. ص. 141-142.

[2] ديبونز، أنتوني، استر هورن، سكوت كرونينويز؛ ترجمة بدر أحمد ومحمد فتحي عبد الهادي. علم المعلومات والتكافل المعرفي. القاهرة: دار قباء. 1998. ص. 18

[3] جرجيس، محمد جاسم، صباح محمد كلو. مقدمة في علم المكتبات والمعلومات. صنعاء: دار الفكر المعاصر، 1999. ص. 6-7.

5. خصائص المعلومات

تتميز المعلومات عن غيرها من الموارد بجملة من الخصائص، تجعلها مهمة للغاية ولا يمكن الاستغناء عنها، ولا حديث عن التعليم والمعرفة والتنمية والتطور دونها، لأنها مورد لا يمكن بدونه استثمار باقي الموارد التي يحتاجها الانسان في حياته، ومن أهم خصائصها ما يلي:[1]

  •  التوقيت: يعني أن تكون المعلومات مناسبة زمنيا لاستخدام المستفيدين خلال دورة معالجتها والحصول عليها، حيث أن هذه الخاصية ترتبط أكثر بالزمن الذي تستغرقه دورة المعالجة (إدخال، إخراج...)، ومن أجل تحقيق الوقت اللازم لدورة المعالجة والحصول الفوري على المعلومات، لابد من استخدام الحاسب الإلكتروني وذلك لتسهيل الحصول على المعلومات الدقيقة والملائمة للاحتياجات المستفيدين.
  •  الدقة: وتعني بذلك أن تكون المعلومات في صورة صحيحة خالية من أخطاء التجميع والمعالجة والتسجيل ومنه فإن الدقة هي نسبة المعلومات الصحيحة إلى مجموع المعلومات الناتجة خلال فترة زمنية معينة.
  • الصحة أو الخلو من الأخطاء: وهذه الخاصية يمكن أن تتحقق بتطبيق الخاصية الأخيرة وهي درجة خلو المعلومات من الأخطاء سواء كانت لغوية أو رقمية.
  • إمكانية التعبير الكمي )القياس(: أي إمكانية التعبير عن المعلومات بالأرقام والنماذج الكمية إذا لزم الأمر.
  • إمكانية التحقيق: أي درجة السير والسرعة في الحصول على المعلومات أو ما يسمى بإمكانية الوصول.
  • الخلو من التحيز: بمعنى هذا غياب القصد من تغيير أو تعديل مما يؤثر في المستفيدين، حيث أن تغيير محتوى المعلومات يصبح مؤثرا على المستفيدين.
  • الشمول: هي الدرجة التي يعطي لها النظام المعلومات احتياجات المستفيدين من المعلومات بحيث تكون بصورة كاملة دون تفضيل زائد ودون إيجاز يفقد معناها، ويتحول الشمول أيضا إلى متغيرات اقتصادية حيث أن المعلومات الكاملة أكثر قيمة وفائدة من المعلومات غير الكاملة.
  • الملائمة: أي مدى ارتباط المعلومات بمتطلبات المستخدم الممثل لها.
  • الوضوح: هذه الخاصية تعني" أن تكون المعلومات واضحة وخالية من الغموض ومنسقة فيما بينها دون تعارض أو تناقض ويكون عرضها بالشكل المناسب لاحتياجات المستفيدين"
  • قابلية المراجعة: هي القدرة على إعادة تشكيلها وصياغتها والتعديل فيها كلما دعت الحاجة إلى ذلك.


[1] ثابت، عبد الرحمن إدريس. نظم المعلومات الإدارية في المنظمات المعاصرة. القاهرة: الدار الجامعية، 2007. ص. 80-81.