المقدّمة

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: منهجيّة إعداد البحث العلمي
Livre: المقدّمة
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Saturday 27 April 2024, 16:15

1. فكرة عامّة مدخليّة

    تـتـكـون الـمقـدمـة مـن عشـرة عنـاصـر أساسيـة، نـتـناولـها بالـشـرح تــبـاعا كما يلي :

1/فكرة عامة مدخلية (إنــــتـــــــقـــاء الافــــتـــتـــــاح):

 يـخـتـارالطالب فكرة عامة مفتاحية يضيقها شيئـا فشيئا ليصل في النهايـة إلى تحديـد موضوع بحثـه بدقـة : أمثلة :

-    إن الإنسان بطبعه كائن إجتماعي...

-    تنامي الظاهرة الإجرامية كما، ونوعا، ونطاقا ،....

استمع للفيديو التّالي وبالخصوص من الدّقيقة 29 إلى الدّقيقة 32:

2. أهمية البحث

2- أهـــمــــيـــــة الــــبــــحـــث (تـــــبــــريـــــر إخـــــتـــــيــــار الــــمـــوضـــوع ):

يحدد الباحث هنا الأهمية العلمية النظرية، وكذا الأهمية العملية التطبيقية للموضوع، ولاشك أن لكل موضوع قانوني هاتين الأهـمـّيتين. حيث لا يكتفي الباحث بذكر جدوى البحث بالنسبة له فقط من حيث إستخدامه للمنهجية العلمية  في البحث وتمكنه من الفرع المتخصص فيه، بل أيضا بالنسبة لحقل المعارف الذي ينتمي إليه أو الهيئة العلمية التابع لها أو المجتمع.

في هذه الخطوة يفترض الباحث أن القارئ لا يتفق مع الباحث في أهمية المشكلة المدروسة، وهذا الافتراض يتطلب منه أن يسهب في توضيح أهمية المشكلة وجدوى دراستها، وذلك بعرض بعض الأدلة و الشواهد التي من شأنها توضيح تلك الأهمية. أمثلة:

- تبيان ضرورة القانون من خلال حاجة المجتمع إليه...

- تبيان ضرورة مكافحة الظاهرة الإجرامية من خلال توضيح أهمية توظيف علم السياسة العقابية في ذلك ...

3. أهداف البحث

                                    

 

3- أهــــــداف الـــــبــــحــــث:

    عندما يوضح الباحث أهداف بحثه فإنه يجيب بذلك على السؤال [لماذا] يقوم بهذا البحث؟

 ويعتبر تحديد أهداف البحث في بداية العملية البحثية ضرورية جدا، فبعد أن حدد [ماذا] بالخطوات السابقة، يتعين عليه أن يكمل توضيحه بـ [لماذا]، فيبرهن الباحث على ما يحمله البحث من قيمة في مجال البحث العلمي: هل هو إضافة إلى ما هو معلوم أم إعادة تفسير أم سدا لنقص أم تصحيحا لخطأ، أو غير ذلك... بما يسهم في تقديم حلول علمية مبرهنة للمشكلة المدروسة .ويجب أن تكون أهداف البحث: محددة يمكن قياس مدى تحقيقها، دقيقة، وثيقة الصلة في ارتباطها بمشكلة البحث.
  مـثال : في الدراسات المقارنة عادة يكون الهدف هو: تـحسين القانون الوطني .

4. الدّراسات السابقة حول الموضوع

4- الــــدراســـــات الــــســـابــــقـــة حــــول الـــمـــوضـــوع  (أدبـــيــــات الـــدراســـــــة):

    مصطلح الدراسات السابقة يراد به مراجعة الدراسات السابقة التي تناولت الموضوع أو بعض جوانبه حتى يتسنى للباحث أن يبدأ من حيث ما انتهى منه غيره، أي أن يوضح مدى الاختلاف والتشابه بين دراسته وبين ما سبقها من دراسات .

-  إن الهدف الرئيسي من ذكر الدراسات السابقة يكمن في التأكد من أن الباحث لن يبحث مشكلة تم بحثها من قبل من خلال تكرار لا يقدم أي إضافة جديدة .

- أما الهدف الفرعي الذي يتحقق بمراجعة الدراسات السابقة فقد تم تحديدها بخمسة أهداف:تحديد مشكلة البحث بدقة، التطرق إلى جوانب لم يتم التطرق لها من قبل، التبصر في طرق البحث، تجنب النمطية في البحوث،الاستفادة من توصيات الباحثين السابقين .

وبعبارة أخرى :

- إذا كان الموضوع الذي يريد الباحث تناوله سبق من قبل أن كتبت فيه دراسات ، فعليه أن  يعرضها مبينا أوجه النقص، وكيف أن بحثه سيكون متمما لها من خلال التطرق إلى جوانب لم يتم التطرق لها من قبل أو مبينا أوجه القصور فيها  فيكون بحثه مجاوزا لها.

-  أما إذا كان بحثه جديدا، فعليه أن يوضح خلو المكتبة العلمية من أبحاث تتعلق بهذا الموضوع.

  *** من أجل استيعاب هذا العنصر اطّلع على الفيديو التّالي:

5. الإشكاليّة والأسئلة الفرعيّة

                   

  إن البحث الذي يخلو من إشكالية محددة، هو بحث غير جدير بصفة العلمية، فنقطة الإرتكاز الأساسية التي يدور حولها أي بحث علمي هي "مشكلة" محددة تتطلب حلا.الإشكالية بوجه عام هي: سؤال مطروح يتطلب حلا، يقول الجرجاني في التعريفات: "المشكل مالا ينال المراد منه إلا بتأمل بعد الطلب ".

المشكل إذن هو حاجة لم تشبع بالبحث لوجود عقبة...، أو هي موقف غامض لا نجد له تفسيرا محددا ،ومن هنا ينبغي على الباحث أن يطرح في بحثه سؤالا كبيرا يحتاج إلى إجابة أوحل، وهذا الحل لم يقدمه بشكل مباشر حتى الآن باحث آخر :

-        يبين الباحث معالم المشكلة، وحدودها، والأسباب التي أدت إليها، وطبيعة الظروف التي نشأت فيها، وتطورها التاريخي إن كان لها مثل هذا البعد.

-         وإذا كانت المشكلة مركبة: يقوم الباحث بتحليلها وردها إلى عدة أسئلة فرعية يساهم حلها في حل جزء من المشكلة الرئيسية.

**/ حدود البحث (حـــــــــــدود الإشـــــكـــــالـــــيــــة ) :

  ليس هناك حد فاصل بشكل قطعي للمشكلات البحثية في العلوم السلوكية، فقد تكون المشكلة الواحدة ذات امتداد موضوعي أو زمني، أو مكاني بالمشكلات الأخرى ،وهذا الامتداد له أثره على الباحث أو القارئ معا، فالباحث يتردد كثيرا في بداية بحثه في الإجابة عن مثل الأسئلة التالية:

- هل هذا الجانب يدخل في موضوع البحث أم لا؟
- هل البحث يغطي هذه المدة أو يجب أن
يغطي أكثر منها أو أقل؟
- هل من المفروض أن أقصر البحث على هذه المدينة أو الدولة فقط أم
من الأولى أن يطبق في منطقة أكبر ؟

وحتى يقطع الباحث الشك باليقين يتعين عليه أن يبين الحدود التالية لبحثه إن كان يتطلب تحديدا:

الحدود الموضوعية: أي الجوانب التي يتضمنها البحث (فلكل قانون موضوعه وأطرافه).
الحدود الــــزمــــانــــية: أي المدة التي يغطيها البحث.
الحدود المكانـــيـــة: أي المجال المكاني للبحث سواء كان قرية أو مدينة أو دولة ...

وتوضيح حدود البحث ليس لمجرد حصر جهد الباحث في مجالات موضوعية أو مكانية أو زمنية دون غيرها، وإنما أيضا ليتضح مدى إمكانية تعميم نتائج البحث وتطبيقها أم لا؟

**/ صــــيــــاغـــــة الإشــــكــــالــــيـــة وأســئـــلـــتـــــها:

تصاغ الإشكالية على شكل أسئلة أو بصورة جمل تعبيرية، ولكن بأي صياغة صيغت يجب:
- وضوح الصياغة ودقتها، بحيث يمكن التوصل إلى حلها.
- أن يتضح في الصياغة وجود المتغيرات.

**/ مصادر الحصول على الإشــــكــــالــــيـــة:

يختارالباحث إشكالية في مجال تخصصه، ومما يعينه على ذلك: القراءة المنظمة ، الرسائل العلمية ،الإعادة ، الملاحظةالهادفة، الخبرة العلمية ، الاستشارة .

**/ إخـــتـــــبـــار الإشــــكــــالـــيــــة :

يتعين على الباحث عند اختياره المشكلة أن يحدد أولا مجال البحث الذي يرغب أن يكون بحثه فيه، ومما يساعد على ذلك الإجابة على مثل هذه الأسئلة إجابة مكتوبة :

ماإهتمامات الباحث العلميةوالفكرية ؟ هل تعالج المشكلة موضوعا حديثا أم موضوعا مكررا    ؟ مدى قدرات الباحث  ؟ مدى توفـرالإمكانات المادية ؟  مدى توفر المعلومات ؟ هل سيسهم هذا الموضوع في إضافة علمية معينة ؟ هل تمت صياغة المشكلة بعبارات محددة واضحة ؟ هل ستقدم النتائج فائدة علمية إلى المجتمع ؟.

6. الفرضيّات

6 - الـــــفــــرضـــــيـــــات:

الفرض إقتراح يتقدم به الباحث لتفسير واقعة ما أو إيجاد علاقة مابين مجموعة من الوقائع ... هناك صلة وثيقة بين الفرض والخيال والحدس، فأعظم الكشوفات التي أنجزها العلماء للبشرية جاءت وليدة إما الخيال، وإما الحدس العقلي الذي يشرق إشراقا مفاجئا بعد طول بحث ومعاناة في التفكير والتأمل في وقائع أثارت إنتباه الباحث ولاحظها وجربها وفكر بعمق في تفسيرها.طالما وجدت إشكالية بحث حقيقية فلا بد على الباحث أن يتصور مجموعة حلول أولية يظن أنها ستحل الإشكالية  وستجيب عن الأسئلة المطروحة.

    إن الباحث حينما تستثيره مشكلة ملحة تتطلب حلا يأخذ في النظر إليها من جميع جوانبها ثم يحللها إلى عناصرها الأولية، ويأخذ في تقليبها على أوجهها المختلفة في الذهن، بعيدا عن الواقع  ويفكر في مجموعة حلول  أولية (إقتراحات) ومن خلالها تبدأ مرحلة التجريب فرضا فرضا،  وقد يكذب الفرض، أويكون صادقا أو يتطلب التعديل، أوالتعميق. وقد يندفع حل من الحلول فجأة أمام ذهن الباحث بعد أن يكون قد يئس من حل المشكلة  وهو الحدس، مثل سقوط التفاحة أمام نيوتن لم يستطع تفسيرها  في ضوء معلوماته السابقة  فهنا لابد من إثارة العقل ليتصور كل الإحتمالات أو الفروض الممكنة، ومعنى هذا أن يـحلـق الخيال ليتصور الإحتمالات أو الفروض.

                                                                                                                                    =                                                                                                              

                        +          +            

ويشترط عند صياغة الفرضيات مايلي (المعايير ) :

أ/ أن يتصور الباحث ما يتوقع أنه حلا فعليا للمشكلة، ويستمد من أسس نظرية وبراهين علمية يؤكدجدوى اختبارها.

ب/ تصاغ الفرضيات بدلالة البحث على شكل علاقات بين المتغيرات، وليس على شكل تعميمات لا ترتبط بالإطار الزمني أو المكاني للبحث.

ج/ تصاغ الفرضيات بلغة واضحة ومحددة حتى تكون قابلة للاختبار، أي أن لا تكون من العمومية بحيث يستحيل التحقق منها.

وهناك طريقتين لصياغة الفرضيات :

الطريقة الأولى : قد تصاغ بطريقة الفرضية الصفرية ومثال ذلك:

 "عدم وجود فرق ذي دلالة في مستوى القلق بين مجموعات الطلبة يـعـزى إلى درجات الذكاء".

الطريقة الثانية (الفروض البديلة) بفرعيها:

- المتجهة ؛ فعندما يملك الباحث أسبابا محددة يتوقع وجود فروق ولمصلحة طرف معين مثل :

"يكون مستوى القلق عند الطلبة الذين يملكون درجات ذكاء عالية أعلىمن مستوى القلق عند الطلبة الذين يملكون درجات ذكاء منخفضة".

-الغير متجهة ؛ وذلك عندما يملك سببا محددة بوجود فروق دون أن يكون قادرا على توقع اتجاه هذه الفروق لمصلحة أي من الطرفين مثل:

 "يوجد فرق في مستوى القلق بين الطلبة الذين يملكون درجات عالية والطلبة الذين يملكون درجات ذكاء منخفضة".

- أو تصاغ الفرضيات مثلا على صيغة : " إذاكان ...فإن..."

  * لمزيد من التّفاصيل اطّلع على الفيديو المرفق:

7. الإطار النّظري

 

7- الإطـــــــار الــــنــــظــــــري:

 من وجهة نظر أي علم سيدرس الباحث هذا الموضوع ؟
- هل من منظور القانون الدستوري؟ (مقاربة دستورية)، أم من منظور العلوم السياسية ؟ (مقاربة سياسية)؟
- هل من منظور القانون الجنائي؟ أم من منظور القانون الإداري ؟...أم من منظور القانون الدولي العام ؟...

إن الإطار النظري هو الخلفية العلمية النظرية التي يحتاج إليها الباحث ليستطيع أن يعد بحثا علميا له أهدافه وفرضياته العلمية يكون لتحقيقها أثر في البناء المعرفي.

  أمثلة :        
- إن موضوع :"الدولة " تتنازعه عدة قوانين بالدراسة ، فهي محل دراسة القانون الدستوري من زاوية نظام الحكم فيها، وهي محل دراسة القانون الإداري من زاوية المنازعات الإدارية ، وهي أيضا محل دراسة القانون الدولي لكن من زاوية العلاقات الدولية .

- إن موضوع :"الإنتخابات" يمكن أن يكون محلا لدراسة القانون الإداري من زاوية المنازعات الإدارية ، وهي أيضا محل دراسة القانون الجنائي من زاوية الجرائم الإنتخابية ، ويمكن أن تكون أيضا محلا لدراسة القانون الدستوري من زاوية دورها في بناء نظام الحكم ، وتدرس الإنتخابات في إطار العلوم السياسية من زاوية مدى تطابق الواقع والممارسة مع القانون الإنتخابي،  وهنا نتساءل عن :" الإنتخابات بين الوظائف والتوظيف " ، كما يمكن دراسة موضوع الإنتخابات من زاوية حقوق الإنسان السياسية .

8. الإطار المنهجي

8- الإطار المنهجي:(الأدوات والمنهج المتبع في البحث) :

بعد أن يختار الباحث المشكلة ويصيغها ويراجع الدراسات السابقة ذات الصلة بها، فإن الباحث يحدد في هذه الخطوة الكيفية الإجرائية لبحثها، حيث يوضح هذا الجزء من المخطط الطريقة التي سوف يجيب بها الباحث عن أسئلة الدراسة، أو يختبر فيها فرضياتها.

ويقصد بالمنهج المتبع في البحث هل هو: المنهج التجريبي أم المنهج الإستدلالي أم المنهج الجدلي أم المنهج التاريخي ؟ المنهج الوصفي ؟ أم المنهج التحليلي؟ أم كلاهـما ؟ أم المنهج المقارن ؟ أم منهج دراسة حالة ؟...

 

- يبدأ الباحث القانوني بإستخدام المنهج الوصفي : إذ يصف النظام القانوني أو الحقائق القانونية كما هي دون زيادة أو نقصان.

- ثم يزاوج هذا المنهج بمنهج ثان وهو المنهج التحليلي: إذ يحلل النظام القانوني من حيث مزاياه (مـحاسنـه)،وعيوبه (سلبياته)،     

    فكلما منح النظام القانوني حقوقا وحريات للمواطن أوسع كان نظاما إيجابياوالعكس .

- وقد يقرن الباحث ماسبق بالمنهج المقارن حتى يكون بحثه أفضل : ( تقويم نظامنا الوطني مقارنة بالنظم الأخرى ) .

     * لـمـزيد من الإطلاع يمكنك متابعة الفيديو التّالي:

9. الإطار المفاهيمي

 

9- الإطـــــــارالـــمـــفـــاهــــيــــمــــي: المصطلحات الرئيسية (الكلمات الدالة في البحث)

   تأتي أهمية ذكر المصطلحات وتعريفاتها الإجرائية من كثرة المدلولات المحتملة للمصطلح الواحد ، وكذلك نتيجة لاختلاف القرائن الدالة على معنى دون غيره، أونتيجة لعدم اتفاق العلماء المعنيين على مدلول واحد.

انطلاقا من هذا يتعين على الباحث أن يحدد مفاهيم أهم المصطلحات التي تكررت في بحثه بالمدلول الإجرائي الذي يعنيه فيها ، مراعياً في ذلك المدلول اللفظي الصحيح للمصطلح.

ويساعد تعريف المصطلحات في وضع إطار مرجعي يستخدمه الباحث في التعامل مع المشكلة الخاصة بالبحث،من هنا تأتي أهمية هذه الخطوة وهي ضرورة إلتقاء كل من الباحث والقارئ على مدلول واحد للمصطلح المتكرر ف البحث البحث .

فالباحث والقارئ بحاجة ماسة للاتفاق على المدلول الذي عناه الباحث للمصطلحات المهمة في بحثه والتي تتكون منها مشكلة البحث حتى لا تفسر من قبل القارئ بمدلول مختلف. إن تعريف المصطلحات الرئيسيةالواردة في البحث هو من أجل ضبط المفهوم حتى لايحدث سوء تفاهم بين الكاتب والقاريء. 

10. تقسيم البحث

 

10- تقسيم البحث (المحاور الرئيسية للبحث):

 في ضوء الإشكالية المطروحة والمنهج المختار يقوم الباحث بوضع تقسيم للبحث (خطة/تصور) ، مثال:

المبحث الأول: ...

المبحث الثـاني: ...

المبحث الثالث: ...

ويمكن ذكر المطالب الموجودة تحت كل مبحث، لكن دون الدخول في التفريعات الأخرى لأن ذلك محله في الفهرس، أما الهدف هنا فهو إعطاء التصور الشمولي للبحث.