المدرسة الأمريكية : نظرية سيادة القوة البحرية
3. نيكولاس سبيكمان : من قلب الأرض "Heartland" إلى النطاق الهامشي "Rimland"
يعد الأمريكي 'نيكولاس سبيكمان' ( 1893-1943) Nicholas Spykman الهولندي المولد، المتابع المباشر لخط الأميرال 'ماهان'،بعد أصدار كتابه الأخير الذي نشر بعد وفاته عام 19444 والذي كان يحمل إسم "جغرافية السلام"بعد عام من وفاته، أصبح مؤلفه برنامج عمل من أجل الحفاظ على السلم والتوازن في فترة ما بعد الحرب. وتوقع بدقة الوضع الذي تكون عليه الحالة الجيبولتيكية خلال الحرب الباردة، ويمكن القول بأنه سمح للولايات المتحدة من إتباع سياسة حققت لها في النهاية الانتصار .
كان 'سبيكمان' ينظر إلى الجيبولتيكا على أنها الأداة الأكثر أهمية في السياسة الدولية المحددة كمنهج تحليلي ونظام للمعادلات يسمحان معا باستنباط الإستراتجية الأشد تأثيرا. وفي هذا المعنى وجد أعنف نقده للمدرسة الجيبولتيكية الألمانية وبخاصة في كتابه "جغرافية العالم" والذي عد فيه الحدود العادلة والظالمة هراء ميتافيزيقا". من سمات 'سبيكمان' المدخل النفعي والرغبة المحددة في تقديم المعادلة الجيبولتيكية الأشد تأثيرا والتي تتمكن الولايات المتحدة بعونها في التوصل، وبأسرع الطرق إلى تحقيق السيطرة العالمية"
نظرية الريملاند لسبيكمان ومراجعة نظرية ماكيندر
وبعد أن درس سبيكمان بكل اهتمام أعمال ماكيندر تقدم بصياغته لمخطط جيوبوليتيكي أساسي يختلف عن أنموذج ماكيندر، وكانت فكرة سبيكمان الأساسية تقوم على أساس أن ماكيندر قد بالغ في تقييم الأهمية الجيواستراتيجية للهارتلاند، وهذه المبالغة لم تتناول فقط التموضع الحيوي للقوى على خارطة العالم، بل وتناولت المخطط التاريخي الأولي أي اهماله للعالم الجديد امريكا. نقد التحليل التاريخي القائم على سابقة التاريخية و اهمال تطور المجال البحري. فالهارتلاند لا يتمتع في نظر سبيكمان بأي صفات تؤهله للقيادة "افتقاره للموارد الطبيعية والطاقوية، يقع أغلبهB في مناطق متجمدة أو صحراوية"، لذلك فإن منطقة الثقل الرئيسية لا تتمثل في منطقة القلب الأرضي –عند ماكيندر -وإنما تتركز فيما يسميه بمنطقة الإطار أو حافة الأرض، الريملاند ،Rimlandوهي من وجهة نظرسبيكمان أعظم أهمية من القلب نفسه. اي أن "الريملاند" وليس "الهيرلاند" هو مفتاح السيطرة العالمية بحسب 'سبيكمان'.
رسم 'سبيكمان' إطار نظريا جيبولتيكا عالميا لإثنين من كبريات اليابسة landmasses. واستعرض التحولات التاريخية في مراكز القوى في العالم: من الشرق الأوسط، إلى بحر إيجة، إلى البحر الأبيض المتوسط، إلى أوروبا الغربية، إلى المحيط الأطلسي، إلى ذلك الوقت في (1938) الوضع حيث كانت هناك أربع "مناطق" من القوى العالمية، كل قوة تسيطر على مراكز مختلفة "، الأمريكتين من قبل الولايات المتحدة، والشرق الأقصى من قبل اليابان وقلب أوراسيا من طرف موسكو، والمحيط الأطلسي الشرقي والمحيط الهندي من طرف أوروبا." واختتم 'سبيكمان' بأن الولايات المتحدة، مع وجود إمكانية للوصول مباشرة إلى أحواض المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، تكون "الدولة التي تحظى بأفضلية أكثر في العالم وفقا لوجهة النظر التي تستند للموقع."