المحاضرة الثانية
1. الدراسات الوثائقية
هي عملية منظمة لاكتشاف حقائق ومعلومات من الدراسات حول الظاهرة الاعلامية حدثت في الماضي ،وتحليلها ونقدها وتقييمها للخروج باستنتاجات تساعد على فهم الظاهرة وموقعها في السياق التاريخي وأحداثه ومن أمثلة هذا النوع من الدراسات تلك التي تتناول على سبيل المثال :نشأة وتطور الصحافة والقضايا التي تناولتها في فترات تاريخية سابقة ومواقفها واتجاهاتها من بعض الأحداث الهامة ( محمد منير حجاب ،،2006 ص ،ص16،15)
تهدف هذه الدراسات الى التوصل الى الحقائق والمبادئ الجديدة من خلال تحليل دراسة الوثائق والسجلات ،ويستخدم هذا النوع من الدراسات على نطاق واسع في كثير من الموضوعات الأكاديمية وأن كان أكثر استخداما بصفة خاصة في دراسة التاريخ والأدب واللغويات والإنسانيات عموما ،وقد اقترنت هذه الدراسات بالمنهج التاريخي وتسمى أيضا بالبحوث التاريخية .
ويعتمد البحث التوثيقي أساسا على تجميع الحجج المستخلصة من الوثائق والسجلات بهدف تكوين استنتاجات قد تؤدي الى :
- تدعيم و ابراز حقائق مجهولة في الوقت الحاضر .
- تقديم تفسيرات تتعلق بالأحداث الماضية أو الحاضرة وبالدوافع والخصائص المتصلة بالأفكار البشرية وهو ما يفيد في دراسة حاضرنا ومستقبلنا عموما ( المرجع نفسه ، ص ،ص72،71)
- وفي مجال الدراسات الاعلامية ،تزداد أهمية الدراسات التاريخية كما يقول الدكتور السيد عمر فعلى الرغم من التراجع الواضح الذي شهدته الدراسات الاعلامية في استخدامها منهج البحث التاريخي بسب الاهتمام المتزايد بالمناهج الأخرى ،الا أنه مازال للتاريخ دور مهم في مجال الدراسات الاعلامية ،اذ يندر أن يكون هناك بحث اعلامي في اي مجال من مجالات الاعلام إلا ويكون مستندا الى رؤية أو خلفية تاريخية ،سواء اكان ذلك في تتبع النشأة الأولى للظاهرة الاعلامية قيد البحث أو في استعراض ومراجعة الدراسات السابقة ،هذا من جهة ومن جهة أخرى فالبحث الاعلامي التاريخي يزود الباحثين بالجذور التاريخية لنظريات الاعلام ،ونظريات الاتصال وتطورها والممارسات الاعلامية التي تطورت وانتشرت وتنوعت ،كما أنه يوفر للباحثين في أنواع البحوث الأخرى المادة العلمية اللازمة لهم لإدراك الصلة الوثيقة بين الاعلام وبيئاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية بكل مكوناتها والعوامل المختلفة التي تؤثر فيها وتتأثر بها ،وبالتالي يمكن القاء الضوء على بعض الاتجاهات الحاضرة والمستقبلة كالمشكلات الاعلامية وديناميكة التطور الاعلامي وتقنياته وما الى ذلك ( المرجع نفسه ، ص ،ص72)