التوجيه والإرشاد النفسي: سيرورته ومفهومه
3. العلاقة بين الإرشاد والعلاج النفسي
- العلاقة بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي
- الفرق بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي:
مع أن العديد من علماء النفس، مثل كوري(2000Corey,) وباترسون(Patterson,1986) استخدما مصطلح الإرشاد والعلاج النفسي بالتبادل، وخلص باترسون إلى أنه لا توجد اختلافات جوهرية بينهما(Richard,2005,p.05). ويدعم هذا الرأي أيضا ما ذكره شرتزر وستون( (Shertzer & Stoneأن الممارسين المهنيين من مرشدين نفسيين أو معالجين نفسيين أقروا أن لا توجد فروق واضحة بين مفهوم الإرشاد النفسي ومفهوم العلاج النفسي، وحتى إن ظهرت أي فروق بينهما فما هي إلا فروق اصطناعية، ومن ثم، استخدام مصطلحي الإرشاد النفسي والعلاج النفسي بالتبادل بينهما دون أيه حساسية تذكر(عطية،2010، 112).
ومع ذلك فإن الفرق بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي فرق في الدرجة وليس في النوع وفرق في المسترشد وليس في العملية، ومعنى هذا أن العمل الإرشادي والعمل العلاجي خطواتهما واحدة مع فرق في درجة التركيز والعمل فالمسترشد في الإرشاد النفسي أكثر استبصارا ويتحمل قدرا أكبر من المسؤولية والنشاط في العملية أكثر من المريض في العلاج النفسي، وهذه الفروق تنعكس في بعض الاختلافات البسيطة في التخصص والممارسة(أبو أسعد،ب-ت، 49). وفيما يلي رسم بياني يوضح عمل المرشد بين العلوم الأخرى المرتبطة به:
شكل يبين: الفرق بين الإرشاد النفسي والعلاج النفسي.
المصدر: (أبو أسعد،ب-ت، 49).
ويضيف فلاناغان و فلاناغان، بأنه مع أن كل من المرشد النفسي والمعالج النفسي يتشاركان في نفس السلوكيات، وهي: الإستماع، الإستجواب، التفسير، الشرح، وتقديم المشورة، وهلم جرا، ومع ذلك، غالبا ما تكون هذه السلوكيات بنسب مختلفة (Flanagan & Flanagan,2004,08) .
وبشكل عام فإن عمل المعالج النفسي أقل توجيها، ويذهب أعمق قليلا، ويشتغل بشكل ملحوظ مع الحالات الفردية. بينما عمل المرشد النفسي أكثر توجيها ويعمل على السطح، وعلى القضايا التنموية العادية. وهذا ما جعل فاي و فيل(Fay.S & Phil.T,2015,20) يوضحان أن الفرق بين العلاج النفسي والمساعدة يكمن في سبع مجالات رئيسية، هي:( العقد- الحدود- الاتجاه- النصيحة- النقد- المساواة- النتيجة).
وإلى مثل ذلك ذهب (زهران،1977، 25) في إبرازه لعناصر اختلاف أخرى بين العلاج النفسي والإرشاد النفسي وهو ما يوضحه الجدول أدناه:
الإرشاد النفسي |
العلاج النفسي |
1- الإهتمام بالأسوياء والعاديين وأقرب المرضى إلى الصحة وأقرب المنحرفين إلى السواء. |
1- الإهتمام بالمرضى بالعصاب والذهان أو ذوي المشكلات الانفعالية الحادة. |
2- المشكلات أقل خطورة وعمقا ويصاحبها قلق عادي. |
2-المشكلات أكثر خطورة وعمقا ويصاحبها قلق عصابي. |
3- حل المشكلات على مستوى الوعي. |
3- التركيز على اللاشعور. |
4- العميل يعيد بناء تنظيم شخصيته بنفسه. |
4- المعالج مسؤول أكثر عن إعادة تنظيم الشخصية. |
5- العميل عليه واجب ومسؤولية كبيرة في اتخاذ القرارات لنفسه وحل مشكلاته. |
5- المعالج أنشط ويقوم بدور أكبر في عملية العلاج. |
6- المرشد يؤكد نقاط القوة عند العميل واستخدامها في المواقف الشخصية الاجتماعية ويستخدم المعلومات المعيارية في دراسة الحالة |
6- المعالج يعتمد أكثر على المعلومات الخاصة بالحالات الفردية. |
6- تدعيمي تربوي |
6- تدعيمي بتركيز خاص. |
7- قصير الأمد عادة. |
7- يستغرق وقتا طويلا. |
8- تقدم خدماته عادة في مراكز الإرشاد والمدارس والجامعات والمؤسسات الإجتماعية. |
8- تقدم خدماته عادة في العيادات النفسية والمستشفيات النفسية والعيادات الخاصة. |